رسالة :
بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده
فصل : تحريف
المفسرين وفساد التفاسير
كتب : محمد
الأنور آل كيال
يزعم
المفسرون وكذلك المحدثون والمفتون وغيرهم أن الصلوات المبينة في القرآن منسوخة
بأثر الشِّعرة ( أثر الإسراء ) , ثم يفترون على ابن عباس أنه فسر سورة الروم
تفسيراً يوافق مذهبهم الضال في فرض الصلوات الخمس , وسأكتفي بالتفاسير التالية :
أولاً :
التحرير والتنوير لابن عاشور : قال
ابن عاشور في تفسيره لقوله تعالى : " أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا
إِذَا صَلَّى (10) " ( العَلَق ) : وقال السهيلي في «الروض الأنُف» : (
ذكر الحربي أن الصلاة قبل الإِسراء كانت صلاة قبل غروب الشمس ( أي
العصر) وصلاة
قبل طلوعها (أي الصبح) ، وقال يحيى بن سلام مثله ، وقال : كان
الإِسراء وفرض الصلوات الخمس قبل الهجرة بعام اه . فالوجه أن تكون الصلاة التي كان
يصليها النبي صلى الله عليه وسلم صلاة غير الصلوات الخمس بل كانت هيئة غير مضبوطة
بكيفية وفيها سجود لقول الله تعالى : "
وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ " ) العلق
: 19) يؤديها
في المسجد الحرام أو غيره بمرأى من المشركين فعظم ذلك على أبي جهل ونهاه عنها . (
التحرير والتنوير , الطاهر ابن عاشور ) .
سؤال :
ما هي كيفية الصلاة قبل ورود الآثار التي تزعم الكيفية المزعومة ؟
لماذا ظن
الأثريون أن الصلاة كانت على هيئة غير مضبوطة بكيفية , ولم يظنوا أن الكيفية مبينة
في القرآن , وأن القرآن كامل تام مبين في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً :
تفسير يحيى بن سلام : قال يحيى بن سلام في تفسيره :
وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة ، أَنّ نَافِعَ بْنَ الأَزْرَقِ قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ : هَلْ تَجِدُ
الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ مُسَمَّيَاتٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : "فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ سورة الروم" ( آية
17 ) فَهَذِهِ صَلاةُ الْمَغْرِبِ ، "وَحِينَ تُصْبِحُونَ سورة الروم"
( آية 17 ) فَهَذِهِ صَلاةُ الْفَجْرِ "وَلَهُ الْحَمْدُ فِي
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا" ( سورة الروم آية 18 ) هَذِهِ
صَلاةُ الْعَصْرِ "وَحِينَ تُظْهِرُونَ" ( سورة الروم آية
18 ) هَذِهِ صَلاةُ الظُّهْرِ ، وَقَالَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى
: "وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ" ( سورة النور آية 58
) فَهَذِهِ خَمْسُ صَلَوَاتٍ. قَالَ يَحْيَى : وَتَفْسِيرُ الْحَسَنِ أَنَّ
الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ كُلَّهَا فِي هَذِهِ الآيَةِ يَقُولُ
: "فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ" ( سورة الروم آية 17
) الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ. قَالَ يَحْيَى : كُلُّ صَلاةٍ ذُكِرَتْ فِي
الْمَكِّيِّ مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ فَهِيَ رَكْعَتَانِ
غُدْوَةً وَرَكْعَتَانِ عَشِيَّةً ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَوَاتُ
الْخَمْسُ ، وَإِنَّمَا افْتُرِضَتِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ
النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ بِسَنَةٍ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ ، فَمَا كَانَ
مِنْ ذِكْرِ الصَّلاةِ بَعْدَ ذَلِكَ ، يَعْنِي : فَهِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ.
وَهَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ بَعْدَمَا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ ،
وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ. ( تفسير يحيى بن سلام ) .
علل
السند :
1 ـ
حماد بن سلمة , ومما قيل عنه : له أوهام , وفي بعض روايته اضطراب , ويقع في
حديثه أفراد وغرائب , ولما كبر ساء حفظه .
2 ـ
عاصم بن بهدلة , وهو ضعيف , لسوء حفظه وكثرة خطئه وأوهامه , وفي حديثه اضطراب
ونكرة .
3 ـ
الانقطاع بين عاصم بن بهدلة ونافع بن الأزرق , والواسطة بينهما هو أبو رزين (
مسعود بن مالك الاسدي الكوفي ) وهو ضعيف .
4 ـ نافع
بن الأزرق الحروري وهو ضعيف الحديث , قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ( ضعيف ) ,
وقال ابن حجر : ( كان من رؤوس الخوارج , وإليه تنسب طائفة الأزارقة ) , وقال
الذهبي : ( ضعيف ) .
وأما
قول يحيى : ( كُلُّ صَلاةٍ ذُكِرَتْ فِي الْمَكِّيِّ مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَ
الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ فَهِيَ رَكْعَتَانِ غُدْوَةً وَرَكْعَتَانِ عَشِيَّةً ،
وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، وَإِنَّمَا افْتُرِضَتِ
الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ
بِسَنَةٍ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ ، فَمَا كَانَ مِنْ ذِكْرِ الصَّلاةِ بَعْدَ
ذَلِكَ ، يَعْنِي : فَهِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ) .
فهذا
تحريف وضلال مبين , لأن أثر الشَّعرة ( الإسراء والمعراج ) موضوع , فضلاً عن أن
الله تعالى قد أنزل عدة آيات بعد تاريخ الإسراء وفيها الأمر بثلاثة صلوات فقط ,
وانظر إلى باب الأدلة من القرآن فلقد رتبتها على حسب النزول عند الأثريين حتى
يتبين للناس ما الذي نزل قبل الإسراء وما الذي نزل بعده ؟ وكل الآيات سواء التي
قبل الإسراء أو التي بعده فيها الأمر بثلاثة صلوات فقط , وهما صلاتا الفجر والعشي
وهما فرض والثالثة بالليل وهي نافلة .
وأتعجب
من ادعاء يحيى وأتساءل : ألم يقرأ القرآن ؟ ألم يتدبره ؟ ألم يعلم بالآيات التي
نزلت بعد الإسراء ؟ هل يظن أننا سنقلده ونتبع قوله بدون تبين ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً :
تفسير القرآن لعبد الرزاق الصنعاني :
قَالَ
عبد الرزاق في تفسيره : أرنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ،
قَالَ: خَاصَمَ نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ ابْنَ
عَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَلِ
الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَعَمْ، ثُمَّ
قَرَأَ عَلَيْهِ: " فَسُبْحَانَ اللَّهِ
حِينَ تُمْسُونَ ": الْمَغْرِبُ، "
وَحِينَ تُصْبِحُونَ ": الْفَجْرُ، "
وَعَشِيًّا ": الْعَصْرُ، "
وَحِينَ تُظْهِرُونَ " :
الظُّهْرَ، ثُمَّ قَرَأَ:" وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ
الْعِشَاءِ " .
علل
السند :
1 ـ
عبد الرزاق الصنعاني , وهو متهم
, وكان يخطئ إذا حدث من حفظه , وقد اختلط , وتكلم فيه البعض .
قال فيه أبو أحمد بن عدي الجرجاني : ( أرجو أنه لا بأس
به إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير ) .
قال أبو حاتم الرازي : ( يكتب حديثه ولا يحتج به ) .
وذكره أبو زرعة الرازي في الضعفاء والكذابين والمتروكين
، وقال : ( بعد السفر ، وحسن الحديث ، وأدركته الأحداث ) .
وقال ابن حبان : ( ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر وكان ممن
يخطىء إذا حدث من حفظه على تشيع فيه ) .
وقال أحمد بن حنبل : ( ما رأيت أحدا أحسن حديثا منه ) ،
ومرة : ( كان يلقن بعدما عمي ومن سمع كتبه فهو أصح ) ، ومرة : ( بعدما ذهب بصره
فهو ضعيف ) .
وقال النسائي : ( فيه نظر ، لمن كتب عنه بأخرة كتب عنه
أحاديث مناكير ) .
وذكره ابن الكيال الشافعي في الكواكب النيرات في معرفة
من اختلط من الرواة الثقات .
وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة حافظ مصنف شهير عمي في
آخر عمره فتغير وكان يتشيع ) , وقال في هدي الساري : ( أحد الحفاظ الأثبات صاحب
التصانيف وثقه الأئمة كلهم إلا العباس بن عبد العظيم العنبري وحده فتكلم بكلام
أفرط فيه ولم يوافقه عليه أحد ) .
وقال البخاري : ( ما حدث من كتابه فهو أصح ) .
وقال الدارقطني : ( ثقة ) ، وقال في سؤالات أبي عبد الله
بن بكير البغدادي : ( ثقة ، يخطئ على معمر في أحاديث ، لم تكن في الكتاب ) .
وقال سفيان بن عيينة : ( أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم
في الحياة الدنيا ) .
وقال عباس بن عبد العظيم العنبري : ( كذاب ، والواقدي
أصدق منه ) , فقال الذهبي : ( هذا شيء ما وافق العباس عليه مسلم ) .
وقال يحيى بن معين : ( أثبت في حديث معمر من هشام بن
يوسف ) ، ومرة : ( لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه ) ، وقيل له إن عبيد الله بن
موسى يرد حديث عبد الرزاق لتشيعه فقال : ( والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق
أعلى في ذلك منه مائة ضعف ) ، وفي رواية ابن محرز قال : ( ضعيف في سليمان ) .
وقال أبو بكر البزار : ( ثقة يتشيع ) .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : ( ثقة يتشيع ) .
وقال أبو داود السجستاني : ( ثقة والفريابي أحب إلينا
منه )
2 ـ
سفيان الثوري , وهو مدلس وقد عنعن , وقد كان سفيان يدلس تدليس التسوية , وهو أقبح
أنواع التدليس .
3 ـ
عاصم بن بهدلة , وهو ضعيف , لسوء حفظه وكثرة خطئه وأوهامه , وفي حديثه اضطراب
ونكرة .
4 ـ
نافع بن الأزرق الحروري وهو ضعيف الحديث , قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : (
ضعيف ) , وقال ابن حجر : ( كان من رؤوس الخوارج , وإليه تنسب طائفة الأزارقة ) ,
وقال الذهبي : ( ضعيف ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعاً :
جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري :
قال
الطبري في تفسيره : القول في تأويل قوله تعالى: "فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ
تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ { 17 } وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ { 18 }".
يقول
تعالى ذكره: فسبحوا الله أيها الناس: أي صلوا له حين تمسون، وذلك صلاة المغرب،
وحين تصبحون، وذلك صلاة الصبح، "وَلَهُ الْحَمْدُ فِي
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ"، يقول: وله الحمد من جميع خلقه،
دون غيره، في السَّمَوَاتِ، من سكانها من الملائكة، والأرض، من أهلها من جميع
أصناف خلقه فيها، "وَعَشِيًّا" ،
يقول: وسبحوه أيضا عشيا، وذلك صلاة العصر، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" ، يقول: وحين تدخلون في وقت
الظهر.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذِكْرُ
مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
الرواية
الأولى للطبري : حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ:
ثنا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: سَأَلَ
نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ ابْنَ عَبَّاسٍ:
" هَلْ تَجِدُ مِيقَاتَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي
كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، "فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ" :
الْمَغْرِبُ، "وَحِينَ
تُصْبِحُونَ" : الْفَجْرُ، "وَعَشِيًّا" :
الْعَصْرُ، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" : الظُّهْرُ، قَالَ:"وَمِنْ
بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ"
علل
السند :
1 ـ
ابن جرير الطبري , وهو متهم وكان متشيعاً , قال فيه أحمد بن علي السليماني : ( يضع
للروافض ) , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( تكلموا فيه
بانواع ) .
2 ـ
سفيان الثوري , وهو مدلس وقد عنعن , وقد كان سفيان يدلس تدليس التسوية , وهو أقبح
أنواع التدليس .
3 ـ
عاصم بن بهدلة , وهو ضعيف , لسوء حفظه وكثرة خطئه وأوهامه , وفي حديثه اضطراب
ونكرة .
4 ـ
نافع بن الأزرق الحروري وهو ضعيف الحديث , قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : (
ضعيف ) , وقال ابن حجر : ( كان من رؤوس الخوارج , وإليه تنسب طائفة الأزارقة ) ,
وقال الذهبي : ( ضعيف ) .
الرواية
الثانية للطبري : حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ،
قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي
رَزِينٍ، قَالَ: سَأَلَ نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ ابْنَ
عَبَّاسٍ " عَنِ
الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ، فَقَرَأَ: "فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ" ، قَالَ:
صَلاةُ الْمَغْرِبِ، "وَحِينَ
تُصْبِحُونَ" ، قَالَ: صَلاةُ الصُّبْحِ، "وَعَشِيًّا" ، قَالَ:
صَلاةُ الْعَصْرِ، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" : صَلاةُ الظُّهْرِ، ثُمَّ قَرَأَ: "وَمِنْ
بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ" .
علل
السند :
1 ـ
ابن جرير الطبري , وهو متهم وكان متشيعاً , قال فيه أحمد بن علي السليماني : ( يضع
للروافض ) , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( تكلموا فيه
بانواع ) .
2 ـ
محمد بن بشار ( بندار ) :
قال
عبد الله بن محمد بن سيار : سمعت أبا حفص عمرو بن على الفلاس يحلف أن بندارا يكذب
فيما يروى عن يحيى .
وقال
عبد الله بن على ابن المدينى : سمعت أبى ، وسألته عن حديث رواه بندار عن ابن مهدى
عن أبى بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، عن النبى صلى الله
عليه وسلم قال : " تسحروا فإن فى السحور بركة " . فقال : هذا كذب
، حدثنى أبو داود موقوفا ، و أنكره أشد الإنكار .
وقال
أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدى الحافظ : حدثنا محمد بن جعفر المطيرى
قال : حدثنا عبد الله ابن الدورقى ، قال : كنا عند يحيى بن معين و جرى ذكر
بندار فرأيت يحيى بن معين لا يعبأ به ويستضعفه .
وقال
محمد بن المثنى : ( منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه ، يعني به بندارا
) .
وقال
عبد الرؤوف المناوي : ( ثقة ، ولكن يقرأ من كل كتاب )
وقال
عبد الله بن محمد بن سيار أيضا : أبو موسى و بندار ثقتان ، وأبو موسى
أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه ، وبندار يقرأ من كل كتاب .
وقال
أبو عبيد الآجرى : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف
حديث ، وكتبت عن أبى موسى شيئا ، وهو أثبت من بندار . ثم قال : لولا سلامة فى
بندار ترك حديثه .
وقال
ابن الدورقى : و رأيت القواريرى لا يرضاه و قال : كان صاحب حمام .
وقال
الذهبى : لم يرحل ففاته كبار و اقتنع بعلماء البصرة ، أرجو أنه لا بأس به .
وقال
إسحاق بن إبراهيم القزاز : كنا عند بندار فقال فى حديث عن عائشة : قال : قالت رسول
الله صلى الله عليه وسلم . فقال له رجل يسخر منه : أعيذك بالله ما أفصحك !! فقال :
كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبى عبيدة . فقال : قد بان ذاك عليك !
3 ـ
عبد الرحمن بن مهدي , ذكره أبو زرعة الرازي في الضعفاء والكذابين والمتروكين ،
وقال : ( وهم في غير شيء ) .
4 ـ
سفيان الثوري , وهو مدلس وقد عنعن , وقد كان سفيان يدلس تدليس التسوية , وهو أقبح
أنواع التدليس .
5 ـ
عاصم بن بهدلة , وهو ضعيف , لسوء حفظه وكثرة خطئه وأوهامه , وفي حديثه اضطراب
ونكرة .
6 ـ
نافع بن الأزرق الحروري وهو ضعيف الحديث , قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : (
ضعيف ) , وقال ابن حجر : ( كان من رؤوس الخوارج , وإليه تنسب طائفة الأزارقة ) ,
وقال الذهبي : ( ضعيف ) .
الرواية
الثالثة للطبري : حَدَّثَنِي أَبُو
السَّائِبِ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي
عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: " جَمَعَتْ هَاتَانِ الآيَتَانِ
مَوَاقِيتَ الصَّلاةِ: "فَسُبْحَانَ اللَّهِ
حِينَ تُمْسُونَ" ، قَالَ:
الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ، "وَحِينَ
تُصْبِحُونَ" : الْفَجْرُ، "وَعَشِيًّا" :
الْعَصْرُ، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" : الظُّهْرُ ". حَدَّثَنَا
ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِنَحْوِهِ
علل
السند :
1 ـ
ابن جرير الطبري , وهو متهم وكان متشيعاً , قال فيه أحمد بن علي السليماني : ( يضع
للروافض ) , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( تكلموا فيه
بانواع ) .
2 ـ
أبو السائب سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة ( سلم بن جنادة السوائي )
, قال فيه أبو أحمد الحاكم : ( يخالف في بعض حديثه ) , وقال ابن حجر في التقريب :
( ثقة , ربما خالف ) .
3 ـ
الليث بن أبي سليم القرشي ( ليث بن أيمن بن زنيم ) , وهو ضعيف الحديث .
4 ـ
الحكم بن عتيبة الكندي (حكم بن عتيبة ) , وهو مدلس ولم يصرح بالسماع .
قال
فيه ابن حجر في التقريب : ( ثقة ثبت فقيه إلا أنه ربما دلس ) .
وقال
ابن حبان فى " الثقات " : ( كان يدلس )
وقال
أحمد بن سنان القطان : أخبرنى موسى بن نصير ـ صاحب لنا ـ قال : سمعت عبد
الرحمن بن مهدى ، و قلت له : يا أبا سعيد ، الحكم بن عتيبة ؟ قال : ثبت ثقة ولكن
مختلف ـ يعنى : حديثه ـ .
وقال
ابن أبى حاتم : سألت أبى عن الحكم عن عبيدة السلمانى متصل ؟ قال : لم
يلقه .
وقال
أحمد و غيره : لم يسمع الحكم حديث مقسم كتاب إلا خمسة أحاديث ، وعدها
يحيى القطان : حديث الوتر ، و القنوت ، و عزمة الطلاق ، وجزاء الصيد ،
والرجل يأتى امرأته وهى حائض ، رواه ابن أبى خيثمة فى " تاريخه "
عن على ابن المدينى عن يحيى .
وقال
البخارى فى " التاريخ الكبير " : قال القطان : قال شعبة : الحكم عن
مجاهد كتاب إلا ما قال سمعت .
5 ـ
أبو عياض , فإن كان قيس بن ثعلبة فهو مجهول الحال ولا يعرف له سماع من ابن عباس ,
وإن كان عمرو بن الأسود فلا يعرف له سماع بن ابن عباس .
تنبيه
: بعض الروايات يذكر فيها : "عن الحكم عن أبي عياض" , وبعضها يذكر "عن
الحكم بن أبي عياض" , والله أعلم بالصواب , فإن كان الحكم بن أبي عياض فأنا
لا أعرفه .
الرواية
الرابعة للطبري : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
أَبِي عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
قَوْلِهِ: "فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ
وَحِينَ تُصْبِحُونَ" إِلَى قَوْلِهِ: "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" ، قَالَ: جَمَعَتِ الصَّلَوَاتِ،"فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ" :
الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ، "وَحِينَ
تُصْبِحُونَ" : صَلاةُ الصُّبْحِ، "وَعَشِيًّا" : صَلاةُ
الْعَصْرِ، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" : صَلاةُ الظُّهْرِ "
علل
السند :
1 ـ
ابن جرير الطبري , وهو متهم وكان متشيعاً , قال فيه أحمد بن علي السليماني : ( يضع
للروافض ) , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( تكلموا فيه
بانواع ) .
2 ـ
الليث بن أبي سليم القرشي ( ليث بن أيمن بن زنيم ) , وهو ضعيف الحديث .
3 ـ
الحكم بن عتيبة الكندي (حكم بن عتيبة ) , كما ذكرت سابقاً .
4 ـ
أبو عياض , كما ذكرت سابقاً .
تنبيه
: هذه الرواية ذكر فيها : "عن الحكم عن أبي عياض" وليس "عن الحكم
بن أبي عياض" , والله أعلم بالصواب , فإن كان الحكم بن أبي عياض فأنا لا
أعرفه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرواية
الخامسة للطبري : حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: "فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ" :
الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ، "وَحِينَ
تُصْبِحُونَ": الْفَجْرُ، "وَعَشِيًّا":
الْعَصْرُ، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ": الظُّهْرُ، وَكُلُّ سَجْدَةٍ فِي
الْقُرْآنِ فَهِيَ صَلاةٌ " .
علل
السند :
1 ـ
الإرسال , فمجاهد تابعي .
2 ـ
مجاهد , وقد اختلط .
3 ـ
الليث بن أبي سليم القرشي ( ليث بن أيمن بن زنيم ) , وهو ضعيف الحديث .
4 ـ أبو
سنان ( سعيد بن سنان البرجمي , الأصغر ) , قال فيه أبو أحمد بن عدي الجرجاني : (
له أحاديث غرائب وأفراد وأرجو أنه ممن لا يتعمد الكذب والوضع لا إسنادا ولا متنا
ولعله إنما يهم في الشيء بعد الشيء ورواياته تحتمل وتقبل ) , وقال أحمد بن حنبل :
( رجل صالح ولم يكن يقيم الحديث ) ، وقال أيضاً : ( ليس بقوي في الحديث ) , وقال
أحمد بن عبد الله العجلي : ( صدوق له أوهام ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق
له أوهام ) .
5 ـ
ابن جرير الطبري , وهو متهم وكان متشيعاً , قال فيه أحمد بن علي السليماني : ( يضع
للروافض ) , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( تكلموا فيه
بانواع ) .
الرواية
السادسة للطبري : حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ،
عَنْ قَتَادَةَ:"فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ" :
لِصَلاةِ الْمَغْرِبِ، "وَحِينَ
تُصْبِحُونَ" : لِصَلاةِ الصُّبْحِ، "وَعَشِيًّا":
لِصَلاةِ الْعَصْرِ، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" : صَلاةُ الظُّهْرِ، أَرْبَعُ
صَلَوَاتٍ " .
علل
السند :
1 ـ
الإرسال , فقتادة تابعي .
2 ـ
قتادة , وهو مشهور بالتدليس , وقال سليمان بن طرخان التيمي في سعيد بن أبي عروبة
العدوي : ( لا والله ما كنت أجيز شهادته لا والله ولا شهادة معلمه قتادة ) .
3 ـ
سعيد بن أبي عروبة العدوي , وقد اختلط اختلاطاً قبيحاً , وطالت مدة اختلاطه فوق
العشر سنين , وكان كثير التدليس مشهوراً به , ولم يصرح بالسماع , وكان قدرياً ,
وقال فيه سليمان بن طرخان التيمي : ( لا والله ما كنت أجيز شهادته لا والله ولا
شهادة معلمه قتادة ) .
4 ـ
بشر بن معاذ , ولم يوثق التوثيق المعتبر , فقد قالوا عنه : ( صالح وصدوق ) .
5 ـ
ابن جرير الطبري , وهو متهم وكان متشيعاً , قال فيه أحمد بن علي السليماني : ( يضع
للروافض ) , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( تكلموا فيه
بانواع ) .
تنبيه
: يزيد المقصود به يزيد بن زريع وهو الصواب لأنه توجد روايات أخرى لابن جرير الطبري
قد حدث فيها عن بشر بن معاذ عن يزيد بن زريع , كما أن من شيوخ بشر بن معاذ يزيد بن
زريع وليس يزيد بن هارون , فضلاً عن أن يزيد بن زريع من تلاميذ سعيد بن أبي عروبة
.
الرواية
السابعة للطبري : حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ:
قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ: "فَسُبْحَانَ
اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ { 17 } وَلَهُ الْحَمْدُ فِي
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ" ، قَالَ: "حِينَ
تُمْسُونَ": صَلاةُ الْمَغْرِبِ، "وَحِينَ
تُصْبِحُونَ" : صَلاةُ الصُّبْحِ، "وَعَشِيًّا" : صَلاةُ
الْعَصْرِ، "وَحِينَ
تُظْهِرُونَ" : صَلاةُ الظُّهْرِ "
علل
السند :
1 ـ
الإرسال .
2 ـ
ابن زيد ( عبد الرحمن بن زيد القرشي , عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ) , وهو ضعيف
الحديث , فإن كان قد سمع هذا التفسير الباطل من أبيه زيد بن اسلم القرشي فلقد كان
ابوه يرسل ويدلس , ويفسر القرآن برأيه ويكثر منه , وكان في حفظه شيء .
3 ـ
عبد الله بن وهب , ولقد كان مدلساً , ولم يصرح بالسماع , وكان يتساهل في الأخذ ,
وهذا يعني أنه يروي عن الضعيف أو الوضاع ثم يدلس اسمه .
قال
فيه أحمد بن حنبل : (صحيح الحديث ، يفصل السماع من العرض ، والحديث من الحديث ، ما
أصح حديثه وأثبته ، قيل له : أليس كان يسىء الأخذ؟ قال : قد كان يسيء الأخذ ، ولكن
إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحا ) ، وقال أيضاً : ( في حديثه عن
ابن جريج شيء ) .
وقال
النسائي : ( يتساهل في الأخذ ولا بأس به ) ، ومرة : ( ثقة ما أعلمه روى عن الثقات
حديثا منكرا ) .
وقال
زكريا بن يحيى الساجي : ( صدوق ثقة يتساهل في السماع ) .
وقال
محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كثير العلم ثقة يدلس ) .
وقال
يحيى بن معين في رواية أحمد بن زهير : ( ثقة ، وسمع من ابن جريج وهو صغير ) ، وفي
رواية عثمان بن سعيد الدارمي ، قال : ( أرجو أن يكون صدوقا ) .
4 ـ
ابن جرير الطبري , وهو متهم وكان متشيعاً , قال فيه أحمد بن علي السليماني : ( يضع
للروافض ) , وقال الدارقطني في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي : ( تكلموا فيه بانواع
) .
تنبيه
: يونس هو يونس بن عبد الأعلى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله
رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق