الجمعة، 24 يوليو 2015

بطلان أثر ناقصات عقل ودين


رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

فصل : بطلان أثر ناقصات عقل ودين

كتب محمد الأنور آل كيال :

أولاً : علل السند :

لقد وضعت ستة شروط لقبول الأثر , ثلاثة شروط في السند , وثلاثة في المتن , وهذه الشروط هي :

الشرط الأول : قوة الرواة , أي الضبط .

الشرط الثاني : أمانة الرواة , أي العدالة .

الشرط الثالث : ثبوت تلقي عين الأثر , أو ثبوت التصريح بالسماع .

الشرط الرابع : موافقة المتن للقرآن , وعدم مخالفته , وعدم إلغائه له تحت مسمى النسخ , وعدم ادعاء إبهامه , وعدم الزيادة عليه أو ادعاء نقصانه .


الشرط الخامس : موافقة المتن للعقل .

الشرط السادس : موافقة المتن للعلم .

وإذا حققنا الآثار المشحونة في الكتب طبقاً لهذه الشروط لما صح أي أثر .

ورغم أن الأمر مبين إلا أني آثرت من باب التيسير أن أحقق لكم بعض روايات هذا الأثر والتي ستغني عن غيرها :

الرواية الأولى : صحيح البخاري : (296)- [304] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا " .

علل السند :

1 ـ البخاري , وهو مدلس .

2 ـ زيد بن أسلم القرشي , قال ابن حجر في التقريب : ثقة عالم وكان يرسل , وقال يحيى بن معين : ( سمع من ابن عمر ، ولم يسمع من جابر بن عبد الله ، ولم يسمع من أبي هريرة ) , وذكر ابن عبد البر الأندلسي ما يدل على أنه كان يدلس وقال : ( أحد ثقات أهل المدينة ، وكان يشاور في زمن القاسم وسالم ) , وقال سفيان بن عيينة : ( كان رجلا صالحا وكان في حفظه شيء ) ، وقال أيضاً : ( من علماء المدينة ووجوههم ) , وقال عبيد الله بن عمر العمري : ( لا أعلم به بأسا ، إلا أنه يفسر برأيه القرآن ويكثر منه ) .

3 ـ أبو سعيد الخدري , وهو يرسل ويدلس , ولقد كان صغيراً ولم يكن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " وَمَا عِلْمُ أَبِي سَعِيدٍ، وَأَنَسٍ بِأَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا كَانَا غُلامَيْنِ صَغِيرَيْنِ " . ( المعجم الكبير للطبراني  , أحكام القرآن الكريم للطحاوي ) .

تنبيه : يستفاد من كلام عائشة أنها كانت أسن منهما .

ولقد روى أبو سعيد الخدري 1389 حديثاً , والسؤال : إذا سلمنا جدلاً بصحة تلك الآثار إليه فمن أين له بهذا العدد من الآثار وممن سمعه وقد كان غلاماً زمن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

إنه التدليس الذي حرف دين الله تعالى .

4 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

5 ـ عدم ضبط الراوي , فقوله "فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ " يدل على الاضطراب , وهذا يقدح في ضبط الراوي .

الرواية الثانية : صحيح البخاري : (1375)- [1462] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذِهِ زَيْنَبُ، فَقَالَ: أَيُّ الزَّيَانِبِ، فَقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَعَمْ ائْذَنُوا لَهَا، فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَ الْيَوْمَ بِالصَّدَقَةِ وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ " .

علل السند : مثلما سبق .

الرواية الثالثة : صحيح البخاري : (1824)- [1951] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدٌ، عَنْ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ، فَذَلِكَ نُقْصَانُ دِينِهَا " .

علل السند : مثلما سبق .

الرواية الرابعة : صحيح مسلم : (1478)- [890] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ، فَيَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صَلَّى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ قَامَ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ، أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِهَا، وَكَانَ، يَقُولُ: " تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا "، وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، فَخَرَجْتُ مُخَاصِرًا مَرْوَانَ حَتَّى أَتَيْنَا الْمُصَلَّى، فَإِذَا كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ قَدْ بَنَى مِنْبَرًا مِنْ طِينٍ وَلَبِنٍ، فَإِذَا مَرْوَانُ يُنَازِعُنِي يَدَهُ كَأَنَّهُ يَجُرُّنِي نَحْوَ الْمِنْبَرِ، وَأَنَا أَجُرُّهُ نَحْوَ الصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُ، قُلْتُ: أَيْنَ الِابْتِدَاءُ بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: لَا يَا أَبَا سَعِيدٍ قَدْ تُرِكَ مَا تَعْلَمُ، قُلْتُ: كَلَّا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَأْتُونَ بِخَيْرٍ مِمَّا أَعْلَمُ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ انْصَرَفَ .

علل الأسانيد :

1 ـ مسلم , وهو مدلس .
2 ـ أبو سعيد الخدري , وهو يرسل ويدلس, ولقد كان صغيراً ولم يكن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
3 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

تنبيه : إسماعيل بن جعفر الأنصاري , قال فيه يحيى بن معين من طريق أحمد بن زهير : ( ثقة مأمون قليل الخطأ ، صدوق ) ، ومرة : ( ثقة ) .


الرواية الخامسة : صحيح مسلم : (117)- [82] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: " أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ، فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي، مَا تُصَلِّي، وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ، فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ ".
وحَدَّثَنِيهِ أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
وحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاق، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .

علل سند عبد الله بن عمر :

طريق الليث :

1 ـ مسلم , وهو مدلس .

2 ـ عبد الله بن دينار , ذكره العقيلي في الضعفاء ، وأورد له حديثين مضطربي الإسناد ، وقال : ( في رواية المشايخ عنه اضطراب ، وروى عنه موسى بن عبيدة ونظراؤه أحاديث مناكير إلا أن الحمل فيها عليهم ) ,  وقال سفيان بن عيينة : ( لم يكن بذاك ثم صار ) .

3 ـ عبد الله بن عمر , وهو يرسل , ولقد كان صغيراً ولم يكن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

4 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

طريق بكر:

1 ـ مسلم , وهو مدلس .

2 ـ عبد الله بن وهب القرشي ( عبد الله بن وهب بن مسلم , ابن وهب ) , ولقد كان مدلساً , وكان يتساهل في الأخذ , وهذا يعني أنه يروي عن الضعيف أو الوضاع ثم يدلس اسمه , وكان ضعيفاً في ابن جريج لأنه سمع منه وهو صغير .

3 ـ عبد الله بن عمر , وهو يرسل , ولقد كان صغيراً ولم يكن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

4 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

علل سند أبي سعيد الخدري :

1 ـ مسلم , وهو مدلس .

2 ـ الحسن بن علي الحلواني، الهذلي , قال فيه أحمد بن حنبل : ( ما أعرفه بطلب الحديث وما رأيته يطلب الحديث ) ، ومرة : لم يحمده , ومرة وذكره أهل الثغر عنه غير راضين أو كلاما هذا معناه  , وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : ( ما أعرفه إلا أنه جاءني إلى هنا يسلم علي وقال يبلغني عنه أشياء أكرهها ولم أره يستخفه ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة حافظ له تصانيف ) ، وقال في هدي الساري : ( تكلم فيه أحمد بسبب الكلام ) .

3 ـ زيد بن أسلم القرشي , قال ابن حجر في التقريب : ( ثقة عالم وكان يرسل ) , وقال يحيى بن معين : ( سمع من ابن عمر ، ولم يسمع من جابر بن عبد الله ، ولم يسمع من أبي هريرة ) , وذكر ابن عبد البر الأندلسي ما يدل على أنه كان يدلس وقال : ( أحد ثقات أهل المدينة ، وكان يشاور في زمن القاسم وسالم ) , وقال سفيان بن عيينة : ( كان رجلا صالحا وكان في حفظه شيء ) ، وقال أيضاً : ( من علماء المدينة ووجوههم ) , وقال عبيد الله بن عمر العمري : ( لا أعلم به بأسا ، إلا أنه يفسر برأيه القرآن ويكثر منه ) .

4 ـ أبو سعيد الخدري , وهو يرسل ويدلس , ولقد كان صغيراً ولم يكن من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .

5 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

علل سند أبي هريرة :

1 ـ مسلم , وهو مدلس .

2 ـ عمرو بن أبي عمرو القرشي ( عمرو بن ميسرة , ابن أبي عمرو ) , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء .
قال فيه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : ( مضطرب الحديث ) .
وضعف عثمان بن سعيد الدارمي حديثا من أجله .
وكان مالك بن أنس يضعفه .
وقال أبو داود السجستاني : ( ليس هو بذاك ) .
وقال أحمد بن شعيب النسائي : ( ليس بالقوي ) .
وقال يحيى بن معين : ( في حديثه ضعف ، ليس بقوي ، وليس به حجة ) ، وقال أيضاً : ( لا يحتج بحديثه ) ، وقال أيضاً : ( ليس به بأس ) .
ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ( ربما أخطأ ، يعتبر حديثه من رواية الثقات عنه ) .
أحمد بن عبد الله العجلي : ( ثقة ، ينكر عليه حديث البهيمة ) .
وقال البخاري : ( في حديثه نظر ) ، وقال أيضاً : ( صدوق ، ولكن روى عن عكرمة فأكثر ، ولم يذكر في شيئ من حديثه أنه سمع من عكرمة ) ، وقال أيضاً : ( لا أدري سمع من عكرمة أم لا ) .
وقال محمد بن إسماعيل بن خلفون الأزدي : ( في الطبقة الثالثة من المحدثين ، إلا أن في حديثه عن عكرمة بعض الإنكار ، وسماعه من أنس صحيح ) .
قال ابن حجر في التقريب : ( ثقة ربما وهم ) ، وقال في هدي الساري : ( لم يخرج له البخاري من روايته عن عكرمة شيئا ) .
وقال أبو الفتح الأزدي : ( صدوق إلا أنه يهم ) .
وقال زكريا بن يحيى الساجي : ( صدوق إلا أنه يهم ) .
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كثير الحديث صاحب مراسيل ) .
أبو جعفر الطحاوي : تكلم في روايته بغير إسقاط .

3 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) , ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ( عداده في أهل المدينة ، اختلط قبل موته بأربع سنين ) ، ومرة : ( في سماع المتأخرين عنه الأوهام الكثيرة ) .
وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة تغير قبل موته بأربع سنين ) ، وقال في هدي الساري : ( مجمع على ثقته ) .
وقال ابن عبد البر الأندلسي : ( اختلط قبل وفاته بأربع سنين ) .
وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : ( تغير واختلط قبل موته يقال بأربع سنين ) .
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( ثقة كثير الحديث لكنه كبر وبقى حتى اختلط قبل موته بأربع سنين ) .
بينما قال الذهبي : ( صاحب أبي هريرة وابن صاحبه ثقة حجة شاخ ووقع في الهرم ولم يختلط ، وما أحد أخذ عنه في الاختلاط ) .
قلت ـ محمد الأنور ـ  وكلام الذهبي باطل حتى أنه معارض لبعضه كيف لم يختلط وفي نفس الوقت لم يأخذ أحد عنه في الاختلاط ؟

4 ـ أبو هريرة , وهو مدلس وقد اتهم , وهو ليس من السابقين أو المهاجرين أو الأنصار , وليس من أصحاب النبي .

تنبيه : جاء في العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني (2861)- [2083 ] وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ، فَقَالَ: " مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ بِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ مِنْكُنَّ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا نُقْصَانُ عَقْلِنَا؟..الْحَدِيثَ وَفِيهِ طُولٌ.فَقَالَ: يَرْوِيهِ عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ، فَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَوْلُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ أَصَحُّ .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرواية السادسة : جامع الترمذي : (2555)- [2613] حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هُرَيْمُ بْنُ مِسْعَرٍ الْأَزْدِيُّ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فَوَعَظَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: وَلِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لِكَثْرَةِ لَعْنِكُنَّ، يَعْنِي: وَكُفْرِكُنَّ الْعَشِيرَ "، قَالَ: " وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذَوِي الْأَلْبَابِ وَذَوِي الرَّأْيِ مِنْكُنَّ "، قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِهَا وَعَقْلِهَا: قَالَ: " شَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ مِنْكُنَّ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ، وَنُقْصَانُ دِينِكُنَّ الْحَيْضَةُ تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ الثَّلَاثَ وَالْأَرْبَعَ لَا تُصَلِّي " وفي الباب عن أَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ، قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .

علل السند :

1 ـ أبو عبد الله هريم بن مسعر الأزدي , وهو لم يوثق التوثيق المعتبر .
2 ـ عبد العزيز بن محمد الدراوردي ( عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد , ابن أبي عبيد ) , ذكره أبو القاسم بن بشكوال في شيوخ عبد الله بن وهب ، وقال : ( شيخ لا بأس به ، كان مالك غمزه بشيء ) , ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ( كان يخطئ ) , وقال أبو زرعة الرازي : ( سيئ الحفظ فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ ) , وقال أحمد بن حنبل : ( سيئ الحفظ فربما حدث من حفظه الشيء فيخطئ ) , وقال على بن الحسن الهسنجانى : سمعت أحمد بن حنبل ذكر الدراوردى ، فقال : ( ما حدث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر ) , وقال أبو طالب : سئل أحمد بن حنبل عن عبد العزيز الدراوردى ، فقال : ( كان معروفا بالطلب ، و إذا حدث من كتابه فهو صحيح ، و إذا حدث من كتب الناس وهم ، وكان يقرأ من كتبهم فيخطئ ، وربما قلب حديث عبد الله بن عمر يرويها عن عبيد الله بن عمر ) , وقال أحمد : ( حاتم بن إسماعيل أحب إلى منه ) , وقال النسائي : ( ليس بالقوي ) , و قال فى موضع آخر : ( ليس به بأس ، وحديثه عن عبيد الله بن عمر منكر ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ ) ، وقال في هدي الساري : ( روى له البخاري حديثين قرنه فيهما بغيره ) , وقال زكريا بن يحيى الساجي : ( من أهل الصدق والأمانة إلا أنه كثير الوهم ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( ثقة كثير الحديث يغلط ) , وقال الزبير : حدثنى عياش بن المغيرة بن عبد الرحمن : جاء الدراوردى إلى أبى يعرض عليه الحديث ، فجعل يلحن لحنا منكرا ، فقال له أبى : ( ويحك إنك كنت إلى لسانك أحوج منك إلى هذا ) .

3 ـ سهيل بن أبي صالح السمان , وهو ضعيف , وقد اختلط , وقيل متروك الحديث .

4 ـ أبو صالح السمان , ذكره ابن الكيال الشافعي في الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات .

5 ـ أبو هريرة , وهو مدلس وقد اتهم , وهو ليس من السابقين أو المهاجرين أو الأنصار , وليس من أصحاب النبي .

6 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

الرواية السابعة : شرح معاني الآثار للطحاوي : (1947)- [1950] حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ يَوْمًا، فَأَتَى عَلَى النِّسَاءِ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ بِعُقُولِ ذَوِي الأَلْبَابِ مِنْكُنَّ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَقْرَبْنَ إِلَى اللَّهِ بِمَا اسْتَطَعْتُنَّ ". وَكَانَ فِي النِّسَاءِ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَانْقَلَبَتْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا سَمِعَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَخَذَتْ حُلِيًّا لَهَا. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَيْنَ تَذْهَبِينَ بِهَذَا الْحُلِيِّ؟ فَقَالَتْ: أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ لا يَجْعَلَنِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَ: هَلُمِّي بِذَلِكَ وَيْلَكَ تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى وَلَدِي فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ، حَتَّى أَذْهَبَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ هَذِهِ زَيْنَبُ تَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ هِيَ "؟ قَالُوا: امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَدَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ مَقَالَةً، فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَحَدَّثْتُهُ، فَأَخَذْتُ حُلِيِّي أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عز وجل وَإِلَيْكَ، رَجَاءَ أَنْ لا يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى بَنِيَّ، فَإِنَّا لَهُ مَوْضِعٌ، فَقُلْتُ لَهُ: حَتَّى أَسْتَأْذِنَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيْهِ وَعَلَى بَنِيهِ، فَإِنَّهُمْ لَهُ مَوْضِعٌ ". حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْجَبِّرِيُّ، قَالَ: ثنا عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ .

علل السند :
1 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري , كما سبق .
2 ـ أبو هريرة , وهو مدلس وقد اتهم , وهو ليس من السابقين أو المهاجرين أو الأنصار , وليس من أصحاب النبي .
3 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

علل السند الثاني :
عاصم بن علي الواسطي , وهو ضعيف .
2 ـ عمرو بن أبي عمرو القرشي , كما سبق .
3 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري , كما سبق .
4 ـ أبو هريرة , وهو مدلس وقد اتهم , وهو ليس من السابقين أو المهاجرين أو الأنصار , وليس من أصحاب النبي .
5 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

الرواية الثامنة : المستدرك على الصحيحين : (8887)- [4 : 597] حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ، مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ؟ قَالَ: " لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ مِنْكُنَّ ". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ، وَقَدْ رَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الأَعْمَشِ بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ فِيهِ .

علل السند :

1 ـ قبيصة بن عقبة , قال أبو داود السجستاني : ( لا يحفظ ثم حفظ بعد ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق ربما خالف ) ، وقال في هدي الساري : ( من كبار شيوخ البخاري ) , وقال صالح بن محمد جزرة : ( رجل صالح إلا أنهم تكلموا في سماعه من سفيان ) , وقال يحيى بن معين : ( ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي ، فإنه سمع منه وهو صغير ) , وقال مصنفو تحرير تقريب التهذيب : ( ثقة ، تكلم بعضهم في حديثه عن الثوري ، ووثقه آخرون ) .

2 ـ سفيان الثوري , وهو مدلس , وكان يدلس تدليس التسوية .

3 ـ وائل بن مهانة التيمي , وهو مجهول , وذكره الذهبي في الميزان ، وقال : ( لا يعرف ) .

4 ـ عدم تصريح بعض الرواة بالسماع .

تنبيه : زر بن حبيش الأسدي , قال فيه أحمد بن عبد الله العجلي : ( ثقة ، كان زر شيخا قديما إلا أن فيه بعض الحمل على علي رضي الله عنه ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانياُ : علل المتن : 

العلة الأولى : الاضطراب , وهذا ظاهر في الجمل التالية :

" خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ  " ( صحيح البخاري ) .

" أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ، فَيَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ فَإِذَا صَلَّى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ قَامَ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلَّاهُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ، أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِهَا، وَكَانَ، يَقُولُ: " تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا "، وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ " ( صحيح مسلم )

" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ يَوْمًا، فَأَتَى عَلَى النِّسَاءِ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ " ( شرح معاني الآثار للطحاوي ) .

" فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ " ( صحيح مسلم ) .

" فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ " (المستدرك على الصحيحين ) .

والسؤال : هل هو أضحى أو فطر أو صبح ؟

هل كان هذا الوعظ مرة واحدة كما في رواية البخاري , أم كان عادة في كل أضحى وفطر كما في رواية مسلم ؟

هل هي امرأة جزلة أم أنها ليست من علية القوم ؟


 امرأة جزلة  أي  عظيمة , عَظِيمَةُ الرِّدْفَيْنِ , كريمة مِعطاءة , فصيحة , عَاقِلُة جَيِّدُة الرَّأْيِ وَالحُكْمِ , قويّة القلب وشديدة الحزْم .

ولو كانوا يقصدون بها عظيمة الردفين فهذا يدل على فساد الرواة .


العلة الثانية : النكارة .

1 ـ لقد أتى هذا الأثر بأشياء لم ترد في القرآن , والقرآن كاف كامل تام لم يفرط الله فيه , لذا فمن يؤمن بهذا الأثر يكفر بكفاية القرآن وكماله وتمامه وعدم التفريط فيه , وأنه تبيان وتفصيل لكل شيء ديني .

والصواب أنه لا يوجد شيء اسمه عيد الفطر أو عيد الأضحى أو صلاة العيد , كما أن الله تعالى أمر الرجال بالصلاة في المساجد ولم يأمر النساء , فضلاً عن أنه أمرهم بالصلاة في وقتين اثنين وهما الغدو والآصال وليس في وقت آخر .

قال تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .


2 ـ نكارة جملة "وَتَمْكُثُ اللَّيَالِي، مَا تُصَلِّي" ( صحيح مسلم ) .


وهل الحائض لا تصلي ليلاً بينما تصلي نهاراً عند الإخوة الأثريين ؟

الصواب أن لها الصلاة والصيام والطواف , ولا يوجد دليل على منعها من ذلك , بل إن الأدلة تشرع لها ذلك .

3 ـ نكارة جملة "ناقصات عقل ودين" .

وهل كانت مريم وامرأة فرعون ناقصات عقل ودين ؟

وهل يكون المريض ناقص الدين ؟

هل المبتلى أقل ديناً من السليم المعافى ؟

فضلاً عن أن المرأة الحائض مثل أي امرأة مريضة فلها أن تصلي , أي بقياس الحائض على المريضة والمستحاضة فإن للحائض الصلاة .

فكما تصلي المستحاضة ومن أصيبت بالرعاف والنزيف ـ برغم أن الإخوة الأثريون يقولون أن الدم كله نجس ـ كذلك تصلي الحائض والنفساء , ولكن يجب الحرص على طهارة اللباس والمكان قدر المستطاع , قال الله : " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [التغابن : 16] .

وبالقياس على مشروعية ذكر وتسبيح ودعاء وخشوع الحائض , فإنه يشرع لها الصلاة , وهل الصلاة إلا ذكر وتسبيح ودعاء وخشوع ؟

وبالقياس على مشروعية قراءة الحائض للقرآن فيشرع لها الصلاة .

وما حدث هذا التحريف والافتراء على الله إلا من شياطين الإنس والجن الذين تشبهوا باليهود في معاملتهم للحائض .

تنبيه : ليس كل مرض يتعارض مع الصيام , فمن الأمراض ما يكون الصيام معه يسيراً , ومن الأمراض ما يكون الصيام معه عسيراً لكن إذا أصر المريض على الصيام رغم تعارض الصيام مع حالته فقد عسر على نفسه ما يسره الله عليه , ولكن صيامه صحيح ولا يوجد دليل على بطلانه .

فإذا شعرت الحائض بضعف أو مرض في الصيام فعدة من أيام أخر , ولتقطع خلوتها , ولكن إذا صامت فإن صيامها صحيح , ولا يوجد دليل على بطلانه .

قال الله : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " [البقرة : 185] .

والسؤال : ما علاقة الصيام بالدم ؟

قد يلتبس الأمر في أمر الصلاة عند الجهلاء , لأن الصلاة تتطلب الطهارة , ولكن يزول هذا اللبس عندما نذكر الجاهل أن المصاب بالنزيف أو المستحاضة أو الحائض لا تستطيع أن تقطع الدم , لذلك فلا حرج عليها ولتتقي الله ما استطاعت , كما يفعل المصاب بالسلس .

والسؤال : هل الصيام يستلزم التطهر من الدم عند الإخوة الأثريين ؟

إذا كان الدم يبطل الصوم ـ عند الإخوة الأثريين ـ فما حال البول والغائط ؟

هل الذهاب إلى الغائط يبطل الصوم عند الإخوة الأثريين ؟

ما هذا التناقض ؟

لقد حرفت الفرق الضالة دين الله لزمن طويل فحرموا على الحائض الصلاة والصيام وقراءة القرآن ومسه , وأبطلوا صيام الحاجم والمحجوم , ثم تبين لهم بالتحقيق أن أثر تحريم قراءة القرآن ومسه باطل , وأثر بطلان صيام الحاجم والمحجوم باطل , فرجعوا عن فتاويهم الضالة التي أضلت وأفسدت لقرون عديدة .

والسؤال : لماذا لا تتبينون قبل أن تؤمنوا وقبل أن تفتوا الناس بغير علم فتضلوهم عن سواء السبيل ؟ أما آن لكم أن تطرحوا كل تلك الآثار المحرفة ؟

أما المحجوم المريض فله عدم الصوم , وإذا صام فإن صيامه صحيح , بأدلة العموم والقياس .


وأما الحاجم فلا يعقل أن يبطل صيامه .

4 ـ استحالة وقوع هذا الأثر , فالسنيون يقولون بأن آية الدين هي من آخر ما أنزل , ومن المعلوم أن آية الدين هي التي ذكرت أمر الشهادة , ويقولون أن النبي قد توفي بعدها بتسع ليال , في بداية ربيع الأول وبالتحديد يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول , أي أن النبي لم يدرك شهر شوال أو شهر ذي الحجة بعد نزول آية الدين .

والسؤال :  هل كان عيد الفطر أو عيد الأضحى عندكم في صفر أم أن الأثر مكذوب ؟

عليكم الاختيار , فإما هذا أو ذاك , ولا قول ثالث .

قال أبو بكر البقاعي : (( وروى البخاري في التفسير عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : « لما أنزلت الآيات الأواخر - وفي رواية : من آخر سورة البقرة في الربا - قرأهن النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية : على الناس في المسجد - ثم حرم التجارة في الخمر » وله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : « آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية الربا » ولأبي عبيد عن ابن شهاب قال : آخر القرآن عهداً بالعرش آية الربا وآية الدين . وله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : آخر آية نزلت من القرآن { واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله } [ البقرة : 281 ] قال : زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال وبدىء به يوم السبت ومات يوم الاثنين - انتهى . ولا مخالفة لأنها من آية الربا والدين . وروى الحديث أبو عمرو الداني في كتاب « البيان في عدد آي القرآن » وقال فيه : « قال الملك : اجعلها على رأس ثمانين ومائتين من البقرة » .)) . ( نظم الدرر في تناسب الآيات والسور , إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي ) .

وقال عـبد الحكيم الفيتوري : (( يذكر شيخ المفسرين ابن جرير الطبري،أن آية المداينة من سورة البقرة آخر ما نزل من القرآن،يقول:عن سعيد بن المسيب أنه بلغه‏:‏أن أحدث القرآن بالعرش آية الدَّين‏.وذكر ابن كثير عن جمهرة من العلماء كابن عباس وابن جبير أن الآية(281) ‏( ‏واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى اللّه ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ‏) ، والتي هي آخر آيات الربا وقبل آية الدين مباشرة(282)،أنه آخر ما نزل من القرآن كله ، قال سعيد بن جبير‏:‏آخر ما نزل من القرآن كله‏(‏واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى اللّه ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون‏ ) ، وعاش النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليال، ثم مات يوم الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول‏.‏وعن عبد اللّه بن عباس قال‏:‏آخر شيء نزل من القرآن ‏‏( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى اللّه ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ‏) وقال ابن جريج، قال ابن عباس‏:‏آخر آية نزلت‏ (‏‏ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى اللّه ‏) الآية،قال ابن جريج‏: ‏يقولون إن النبي صلى اللّه عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال وبدىء يوم السبت ومات يوم الأثنين. ولا يخفى أوجه الاتفاق بين قول ابن جرير وابن كثير لأن كثير من المفسرين يفسرون آيات الربا والمداينة في سياق واحد. قال صاحب مباحث في علوم القرآن: ويجمع بين الروايات الثلاث بأن هذه الآيات نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ، آية الربا ، فآية ( واتقوا يوما ) فآية الدين،لأنها في قصة واحدة.فأخبر كل راو عن بعض ما نزل بأنه آخر، وذلك صحيح ، وبهذا لا يقع التنافي بينها ). اللافت للنظر، أن آية الدين أخر ما نزل من القرآن على رسول الله ، ولم يلبث عليه السلام بعدها إلا تسع ليال، ومات في بداية ربيع الأول ، أي بعد عيد الأضحى الذي في ذي الحجة ، وقبل عيد الفطر الذي في شوال ، فكيف ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه خرج في أحدى العيدين ( شك راوي الحديث ، أفي عيد الأضحى أوعيد فطر)؟!! كذلك كيف ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحديث المنسوب ( ناقصات عقل ودين..أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ) أشارة إلى آية المداينة كما قال صاحب فتح الباري ، علما بأن أية المداينة لم تنزل إلا في شهر ربيع الأول أي بعد ثلاثة أشهر من عيد الأضحى ، وقبل ثمانية أشهر من عيد الفطر ؟!!  ( انتهى كلام عـبد الحكيم الفيتوري ) .

وأخيراً أقول : اتقوا الله , لا تفتروا على الله , لا تكذبوا على النبي , لا تحرفوا دين الله , لا تشوهوا صورة الإسلام , ولا تصدوا عن سبيل الله .

وهل أضر أحد الإسلام مثلما ضره المسلمون ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق