الاثنين، 27 يوليو 2015

متى وكيف حرفت الصلاة ؟

بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

متى وكيف حرفت الصلاة ؟

يسألني الناس : إن كنت تقول بحدوث التحريف في الصلاة فمتى حدث هذا التحريف ؟ وكيف اجتمع الناس على هذا التحريف ؟ وكيف قبلت الأمة ذلك ؟

حتى قال رجل في مناظرتي لي : ( وأخيرا على أي مشكك أن يحدد بدقة متى حدث هذا التحريف؟ في أي عصر تحديدا وكيف حدث دون أن يدري به أحد في عبادة ظاهرة كالصلاة يشهدها القاصي والداني في مدينة رسول الله؟ يعني هل ورد في التاريخ أن إماما أو خليفة قد أمر بتغيير شكل الصلاة وعددها في مرحلة ما بعد وفاة النبي فأمر الناس بالصلاة خمس مرات بعد أن كانت الصلاة مرتين فقط؟ من هو وفي أي عصر كان هذا ولماذا لم تذكره كتب التاريخ؟   ) . انتهى .

الإجابة :

أنبه أولاً أن هذا السؤال ليس له أي داع , ولست ملزماً بالإجابة عليه , بل إن رسالتي في بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة , وهي رسالة تثبت تحريف الصلاة , وتبين للناس الصلاة الصحيحة بالدليل , أما عن متى وكيف حدث التحريف فهو أمر خارج عن الرسالة , ولكني سأجيب عليه حتى لا يكون هناك أي شك عند العوام , وحتى لا يفسره المحرفون أنه هروب .

إن تحريف الصلاة كان على أصناف , وهي : 1 ـ تحريف الأعداد , 2 ـ تحريف الأوقات , 3 ـ تحريف الأسماء ,  4 ـ تحريف الكيفية , 5 ـ تحريف الأهمية .

كما كان تحريف الصلاة على مراحل وخطوات ولم يتم في مرحلة واحدة , فلقد حرف مالك بن صعصعة عدد الفروض فبدلاً من اثنين جعلهما خمسة , بينما حرف غيره عدد النوافل فزادوا الرواتب وسنة الوضوء وتحية المسجد والضحى وصلاة العيدين والكسوف والخسوف والتسابيح .

كما توجد آثار حرفت الكيفية ثم أتت بعدها آثار زادت في هذا التحريف كآثار سجود السهو المكذوبة .

أولاً : بداية تحريف عدد الفروض :

لقد روى أثر الشِّعرة ( مسرحية الإسراء والمعراج ) قتادة والزهري المدلسان ويزيد بن أبي مالك وكثير وميمون الضعفاء وشريك الذي يهم وثابت البناني المرسل المختلط عن أنس بن مالك المدني المدلس المختلط عن مالك بن صعصعة المدني المجهول .

ولقد وضعت ثلاثة احتمالات :

الاحتمال الأول : أن تكون العلة من الرواة الذين قبل أنس بن مالك , كأن يكون دلسه الزهري أو قتادة أو وهم فيه شريك أو أرسله ثابت , وبذلك تكون بداية تحريف الصلوات من هؤلاء , وأنا أستبعد هذا الاحتمال .

الاحتمال الثاني : أن تكون العلة من أنس بن مالك , فهو مدلس ويرسل وقد اختلط وكان غلاماً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يكن من صحابته , ومعنى أن نقول أن العلة من أنس أنه لم يسمعه من مالك بن صعصعة , وبذلك تكون بداية تحريف الصلوات من أنس بن مالك , وأنا أستبعد هذا الاحتمال .

الاحتمال الثالث : أن تكون العلة من مالك بن صعصعة , فهو مدني مجهول , ومعنى أن العلة من مالك بن صعصعة : أن الزهري وقتادة قد سمعوا هذ الأثر من أنس وأن أنساً قد سمعه من مالك بن صعصعة حقاً , وعلى ذلك يكون تاريخ التحريف هو تاريخ تحديث مالك بن صعصعة المدني المجهول بهذا الأثر لأنس بن مالك , وهذا الاحتمال هو الذي أراه صواباً .

والسؤال : من هو مالك بن صعصعة ؟

إنه نكرة مجهول .

هل اختار الله تعالى هذا المجهول دون أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ؟

كيف ينفرد أحد بهذا الأثر فضلاً عن أنه مجهول ؟

وكيف لمدني أن يروي أثرأ حدث بمكة بينما لم يتحدث به المكيون ؟

هل يصح سند يثبت أن النبي صلى الله عليه سلم هو الذي حدثه ؟

وكيف يكتم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأثر عن الأمة ويسر إلى هذا المجهول المدني به ؟

كيف يكتم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأحداث عن أصحابه المكيين عندما وقعت في مكة ثم خص به مدنياً مجهولاً بعد ذلك ؟

كيف يكتم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأثر عن سائر الأمة رغم حاجتها إليه ؟

هل كتم النبي صلى الله عليه وسلم العلم ؟

وهل الأثر ينسخ القرآن ؟

هل يوجد أثر صحيح ينسخ كتاب الله تعالى أو يعارضه ؟

وكيف ينسخ المتقدم المتأخر ؟

وخلاصة الاحتمال الثالث والأقرب للصواب : أن تاريخ التحريف هو تاريخ تحديث مالك بن صعصعة المجهول لأنس بن مالك بهذا الأثر الموضوع , وقد يكون مالك بن صعصعة هو الذي وضع هذا الأثر فقد يكون وضاعاً أو منافقاً أو زنديقاً أو مرتداً , ولقد استغل هذا المجهول موت كبار الصحابة , فحدث الناس بالأباطيل .

ولم يجرؤ هذا المجهول وتلميذه المختلط على التحديث بهذا الأثر زمن النبي أو الصحابة .


ثانياً : بداية تحريف الأوقات :

يكفي الأثر التالي :

عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَخَّرَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مَرَّةً، فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ مَرَّةً يَعْنِي الْعَصْرَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ: أَمَا وَاللَّهِ يَا مُغِيرَةُ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام نَزَلَ فَصَلَّى، وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّى النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى عَدَّ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: انْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ سَنَّ الصَّلَاةَ؟ قَالَ عُرْوَةُ: كَذَلِكَ حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ فَمَا زَالَ عُمَرُ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلَاةِ بِعَلَامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا . ( صحيح البخاري , صحيح مسلم , مصنف عبد الرزاق , مسند أحمد واللفظ له ) .

وهو أثر باطل السند منكر المتن , انظر : رسالتي : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده , فصل : بطلان أثر تعليم جبريل للنبي .

وعلى فرض صحة هذا الأثر إلى عمر بن عبد العزيز فهو حجة على الفرق الضالة .

انظروا إلى عقل وفهم عمر بن عبد العزيز حينما أخر العصر عن الوقت المشهور عند المحرفين , ووقت العشاء الصحيح هو من دلوك الشمس إلى غسق الليل , أي في الطرف الأخير للنهار , وليس قبل الغروب بعدة ساعات فهذا ليس طرفاً .

ثم انظروا إلى فطرته السليمة حينما قال : (اعْلَمْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ ) , وفي رواية أخرى (انْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عُرْوَةُ أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ هُوَ سَنَّ الصَّلَاةَ؟ ) .

فالفطرة تقتضي أن الله تعالى قد بين مواقيت الصلاة في كتابه وهو الوحي الناسخ المتلو المتواتر الصحيح المبين التبيان الكافي الكامل التام الذي لم يفرط الله فيه .

وهل نكفر بآيات ربنا ونؤمن بأثر يزعم تعليم جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم تعليماً مخالفاً للقرآن في الأعداد والأوقات ؟

ولكن الطامة الكبرى جاءت في رد عُرْوَةُ عليه , فلقد قال عروة : (كَذَلِكَ حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ فَمَا زَالَ عُمَرُ يَتَعَلَّمُ وَقْتَ الصَّلَاةِ بِعَلَامَةٍ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا ) .

فلقد ظن عمر وهو الرجل الخائف من الله تعالى أن هذا هو الصواب وأن فهمه وفطرته كانوا على ضلال , وهنا حرفت مواقيت صلاة عمر بن عبد العزيز , وأخذ يتعلم الضلال والتحريف من غلامه ظناً منه أنه دين .

وأقول إن صح هذا الأثر إلى عمر : فإن مغالاة عمر بن عبد العزيز في الصحابة أو فيمن رأوا النبي وخوفه الزائد من مخالفة النبي هو الذي حرف صلاته .

إن الخوف الزائد والمغالاة يعميان ويصمان , فكان من الأولى له التبين , وطرح السؤال التالي : هل كان أبو مسعود الأنصاري حاضراً وقت الإسراء ؟ كيف وهو مدني أنصاري ؟ وكيف لم يرو هذا الأثر المهاجرون ؟

ثم يستدل على ذلك بوجود انقطاع في السند , فلعله سمع هذا الأثر من وضاع أو مرتد أو كافر أو ممن أراد المكانة والوجاهة أو ممن أراد زيادة العبادة على الناس أو من مغفل .

كما كان عليه أن يسأل السؤال التالي : هل وثق  بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ التوثيق المعتبر ؟

قد يكون من منافقي المدينة .

وهل يصلح أولئك للتفرد بأثر ؟

وهل يصلح أحد للتفرد بأثر تعم به البلوى ؟

وهل يصلح أحد بل هل تصلح الأمة كلها لمخالفة أمر الله أو نسخ آية في كتاب الله ؟

سؤال : هل نزل جبريل صبيحة المعراج فصلى ثلاثاً أم خمساً أم تسعاً أم عشراً؟

ما هذا التعارض والاختلاف في تلك الآثار والروايات ؟

قال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كذلك حدث تحريف الأوقات من تاريخ تحديث جابر الغلام المدلس بالأثر التالي : السنن الكبرى للنسائي : (1496)- [1519] أنبا يُوسُفُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُدَامَةُ يَعْنِي ابْنَ شِهَابٍ، عَنْ بُرْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ جِبْرِيلَ، أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيُعَلِّمَهُ مَوَاقِيتَ الصَّلاةِ، فَتَقَدَّمَ جِبْرِيلُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ وَالنَّاسُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، وَأَتَاهُ حِينَ كَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ مِثْلَ شَخْصِهِ، فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ فَتَقَدَّمَ جَبْرَائِيلُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، وَالنَّاسُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَتَاهُ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَتَقَدَّمَ جِبْرَئِيلُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، وَالنَّاسُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَتَاهُ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، فَتَقَدَّمَ جِبْرِيلُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، وَالنَّاسُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ أَتَاهُ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ، فَتَقَدَّمَ جِبْرِيلُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ، وَالنَّاسُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ حِينَ كَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ مِثْلَ شَخْصِهِ، فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ بِالأَمْسِ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَتَاهُ حِينَ كَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ مِثْلَ شَخْصَيْهِ، فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ بِالأَمْسِ، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَتَاهُ حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ بِالأَمْسِ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، فَنِمْنَا، ثُمَّ قُمْنَا، ثُمَّ نِمْنَا، ثُمَّ قُمْنَا، فَأَتَاهُ، فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ بِالأَمْسِ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ وَقْتٌ " .

وهو أثر باطل السند منكر المتن , انظر : رسالتي : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده , فصل : بطلان أثر تعليم جبريل للنبي .

وحتى لا أطيل أقول : كذلك تم تحريف أسماء الصلوات وكيفيتها وأهميتها وأعداد النوافل , فما أن يحدث مغفل أو مدلس أو محرف بأثر إلا وتلقفه الجهلاء وعملوا به ونشروه بين الأمة دون تبين .

وانظروا في ذلك فصول تحقيقات الآثار في رسالتي : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده .

أما عن سؤال : كيف قبلت الأمة هذا التحريف ؟

فأقول :

أولاً : إن ما لم تنتبه إليه الفرق الضالة أن النبي كان يكثر من العبادات , فإذا ورد أي أثر يفيد كثرة الصيام في أوقات معينة أو كثرة الصلاة في أوقات معينة لما عارض أحد ذلك , فلا يقولن أحد كيف سكتت الأمة ؟

وهل كل أحاديث الصيام صحيحة ؟

إن آثار صيام يوم عرفة وعاشوراء والست من شوال باطلة , فهل يزعم عاقل صحة أسانيدها بحجة أن الأمة رضيت بها ؟

ثانياً : إن المغالاة فيمن رأوا النبي وفي صحابته جعلت الناس تقدم ما يروون من آثار على كتاب الله فينسخون آيات الله بتلك الآثار , كما حدث في الصلاة والرجم , وبذلك قبلوا هذا التحريف ظناً منهم أنه دين .

ولقد غذت الدولة الأموية هذه المغالاة , حتى تظهر أنها تحافظ على الدين , أو من أجل أن هؤلاء الذين رأوا النبي كانوا يفتون لصالح الأمويين .

ثالثاً : قبول الأمة أو الإجماع ليس حجة .

إن أوقات الصلاة محرفة والكل يعلم ذلك , فهل يزعم عاقل صحة هذه الأوقات لأن الأمة رضيت بها ؟

ولقد عارض ابن تيمية الإجماع في فتاويه عدة مرات وهاجمه الجهلاء , ثم صارت فتاويه الخارجة عن الإجماع هي الفتاوى الرسمية والمعتبرة عند المسلمين اليوم .

رابعاً : لم يكن أحد من صحابة النبي حياً عند تحريف الصلاة حتى ينكر على هؤلاء المحرفين والمدلسين والمختلطين .

خامساً : من كان يصلي صلاة صحيحة قد غير من صلاته وصلي تلك الصلاة المحرفة لأنه يؤمن بالنسخ , ومن ثم فالأحكام تتغير .

سادساً : لقد فتحت الكثير من البلاد بعد هذا التحريف وقبل المسلمون الجدد هذه الآثار لظنهم أنها هي الإسلام .


أما بخصوص سؤال : ولماذا لم تذكره كتب التاريخ؟   

فأقول :

أولاً : كتب التاريخ وأي كتاب غير كتاب الله ليس بحجة , ونحن نأخذ ديننا من القرآن وليس من غيره .

ثانياً : لقد ذكرت كتب الآثار والتفسير هذا التاريخ , وزعموا أن ذلك نسخ لآيات الصلاة , فلقد قالوا أن نسخ أعداد الفروض تم قبل الهجرة بسنة , وأن الزيادة في عدد الركعات تم بعد الهجرة .

ثالثاً : سنفترض بوجود عقلاء علماء مؤرخين في زمن الدولة الأموية فهل يستطيع أحد أن ينكر عليها هذا التحريف ؟ وهل يستطيع أن يكتب في ذلك شيئاً ؟ وهل سيتركوه ويتركوا كتابه ؟ لقد صار المعروف منكراً والمنكر معروفاً .

ولكني أظن أنه لم يفطن أحد إلى هذا التحريف المسمى بالنسخ , فلقد قبله كل الناس وقتها ظناً منهم أنه دين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين



هناك تعليق واحد: