السبت، 25 يوليو 2015

أسباب تحريف الصلاة

بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

أسباب تحريف الصلاة

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : التاريخ : يوم شِيَار ( السبت ) , 9 من شوال 1436 هـ ، 25 / 7 / 2015 م  .

لا بد من معرفة أسباب الوضع حتى نعلم أسباب تحريف الصلاة , ولقد لخص  السيوطي هذه الأسباب في ألفيته , فقال: 

والواضعون بعضهم ليفسدا === ديناً وبعض نصر رأي قصدا

كذا تكسباً وبعض قد روى === للأمراء ما يوافق الهوى

وشرهم صوفية قد وضعوا === محتسبين الأجر فيما يدعوا

فقبلت منهم ركوناً لهم === حتى أبانها الأولى همُ همُ

كالواضعين في فضائل السور === فمن رواها في كتابه فذر .

و
أذكر فيما يلي أسباب الوضع ببعض التفصيل :

السبب الأول : إفساد الإسلام بتحريف نصوصه , والذين قاموا بوضع هذا النوع من الأحاديث هم الزنادقة الذين ينتسبون كذبا وزوراً إلى الإسلام .

ومن المعلوم أن النبي لم يكن يعلم المنافقين , قال تعالى : " وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ " [التوبة : 101] , وليس الأمر كما تزعم الفرق الضالة أنه كان يعلمهم وأسر لحذيفة بأسمائهم , فهذا يعارض القرآن .

والسؤال : ما المنتظر من هؤلاء المنافقين ؟

هل سيتورعون عن تحريف دين الله تعالى ؟

ولقد ظهر الوضع في عصر من رأوا النبي , كابن عباس , وهو من الصحابة عند السنيين , ولكنه كان غلاماً صغيراً لذا لا يعقل أن يكون صحابياً .

قال مسلم :
وحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبَدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ، فَيَأْتِي الْقَوْمَ، فَيُحَدِّثُهُمْ بِالْحَدِيثِ مِنَ الْكَذِبِ، فَيَتَفَرَّقُونَ، فَيَقُولُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَجُلًا، أَعْرِفُ وَجْهَهُ وَلَا أَدْرِى مَا اسْمُهُ يُحَدِّثُ وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: ( إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً، أَوْثَقَهَا سُلَيْمَانُ يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ، فَتَقْرَأَ عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا ) .
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ سَعِيدٌ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: ( جَاءَ هَذَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَعْنِي بُشَيْرَ بْنَ كَعْبٍ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: " عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا، فَعَادَ لَهُ، ثُمَّ حَدَّثَهُ، فَقَالَ لَهُ: عُدْ لِحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا، فَعَادَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا أَدْرِى، أَعَرَفْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَأَنْكَرْتَ هَذَا، أَمْ أَنْكَرْتَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَعَرَفْتَ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ لَمْ يَكُنْ يُكْذَبُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ، تَرَكْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ ) .
وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ( إِنَّمَا كُنَّا نَحْفَظُ الْحَدِيثَ، وَالْحَدِيثُ يُحْفَظُ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا إِذْ رَكِبْتُمْ كُلَّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ، فَهَيْهَاتَ ) .
وحَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَيْلَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِى الْعَقَدِيَّ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ( جَاءَ بُشَيْرٌ الْعَدَوِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ، وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، لَا يَأْذَنُ لِحَدِيثِهِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ.فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، مَالِي لَا أَرَاكَ تَسْمَعُ لِحَدِيثِي، أُحَدِّثُكَ عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا تَسْمَعُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنَا، فَلَمَّا رَكِبَ النَّاسُ الصَّعْبَ وَالذَّلُولَ، لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا نَعْرِفُ ) .
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ، قَالَ: ( كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ، أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابًا وَيُخْفِي عَنِّى، فَقَالَ: " وَلَدٌ نَاصِحٌ، أَنَا أَخْتَارُ لَهُ الأُمُورَ اخْتِيَارًا، وَأُخْفِى عَنْهُ، قَال: فَدَعَا بِقَضَاءِ عَلِيٍّ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مِنْهُ أَشْيَاءَ وَيَمُرُّ بِهِ الشَّيْءُ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا قَضَى بِهَذَا عَلِيٌّ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ ضَلَّ ) .
حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: ( أُتِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِكِتَابٍ، فِيهِ قَضَاءُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَحَاهُ إِلَّا قَدْرَ، وَأَشَارَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِذِرَاعِهِ ) .
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِى إِسْحَاق، قَالَ: ( لَمَّا أَحْدَثُوا تِلْكَ الأَشْيَاءَ، بَعْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، أَيَّ عِلْمٍ أَفْسَدُوا؟ ) .
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِى ابْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ، يَقُولُ: ( لَمْ يَكُنْ يَصْدُقُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ، إِلَّا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ) . ( صحيح مسلم , بَاب النَّهْيِ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنِ الضُّعَفَاءِ وَالِاحْتِيَاطِ فِي تَحَمُّلِهَا ) .

وهذا يدل على أن الوضع بدأ في عصر من رأوا النبي , كابن عباس .

كما أن أثر الشِّعرة ( حديث الإسراء والمعراج ) هو من رواية مالك بن صعصعة المجهول والتي تلقفها أنس بن مالك المدلس المختلط , وأنس بن مالك ممن رأوا النبي , وكان صغيراً أيضاً .

وما كان يجرؤ مالك بن صعصعة أن يحدث  أنساً بن مالك بتلك الأكذوبة إلا بعد موت الصحابة لأنهم كانوا سيقتلونه .

وقال حماد بن زيد: ( وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة عشر ألف حديث، لكن الله تعالى منَّ على أمة الإسلام بالنقاد والمحققين الذين نخلوا السنة، فأخرجوا منها ما كان من هذا الباب وأشباهه، وصنفوا في ذلك الكتب والمؤلفات ) . 

والسؤال : هل حقاً قام المحدثون بتنقية الآثار وجمعوا الصحيح وأتلفوا الباطل ؟

والله هذا الزعم كذب , ولا يقوله عاقل أو عالم أو أمين , فالآثار غير مجموعة وكتب الآثار مشحونة بالأكاذيب , ولن يستطيع الأثريون أن يجمعوا الآثار أو يطهروها , ولو جمعناهم في مكان وقلنا لهم اجمعوا الآثار وأخرجوا لنا الصحيح لاختلفوا وتنابذوا واتهموا بعضهم تارة بالتشدد وتارة بالتساهل .

والسؤال : هل اختلافهم يدل على تحريف الآثار أم لا ؟  

قال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]

إن الله تعالى أمرنا بالاعتصام بحبله وعدم التفرق أو الاختلاف , ولا سبيل لذلك إلا بالرجوع إلى القرآن , فالآثار هي سبب التفرق والاختلاف حتى قال ابن تيمية : ( وأما الاختلاف في الأحكام فأكثر من أن ينضبط , ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة  ) . ( مجموع فتاوى ابن تيمية ) .


ولقد عجز الأثريون عن جمع الآثار وتطهيرها لقرون عديدة فهل يستطيعون اليوم ؟

وهل من رحمة الله وحكمته أن يبقي تلك الآثار هكذا دون أن يجمعها , كما جمع القرآن , رغم اشتمالها على أحكام لم تذكر في القرآن على حسب زعم الفرق الضالة ؟

فضلاً عن أننا لو تمسكنا بشروط الصحة التي وضعتها لما صح من آلاف الآثار إلا عدة آثار , وسنجد أنها موافقة للقرآن وليست مخالفة أو ناسخة له , وليست مبينه لإبهامه المزعوم أو مكملة لنقصانه المزعوم .

السبب الثانى : التعصب المذهبي والانتصار للبدع والمذاهب والفرق والأهواء , كما وضع أهل البدع الكثير من الآثار , نصرة لمذهبهم , أو مدحاً لصاحب المذهب الذى ينتمون إليه باسمه وذماً للمذاهب الأخرى  .

وذلك كما وضعوا آثاراً في مدح مالك بن أنس وأخرى في ذم الشافعي .

ولقد اشتهر عن الصوفيه وضع آثار لترغيب الناس في طريقتهم وحثهم على الأعمال.

قال عبد الله بن زيد المقرئ : ( إن رجلاً من أهل البدع رجع عن بدعته، فجعل يقول: انظروا هذا الدين عمن تأخذونه، فإنا كنا إذا رأينا رأياً جعلنا له حديثاً ) . انتهى .

مثال : إسماعيل الأصبحي شيخ البخاري وهو الذي روى عنه البخاري الأثر المكذوب (وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ) , وإسماعيل هذا كذاب وضاع , ولقد اعترف بذلك , فقال : ( ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا فى شىء فيما بينهم ) .

وهذا أمر عجيب إذ كيف يستحل شيخ البخاري الافتراء على الله والكذب على رسوله ؟

ولكن الأعجب من ذلك أن يزعم المغفلون أن كل ما في البخاري صحيح وأن شيوخ البخاري ثقات عدول ؟

السبب الثالث : ترغيب الناس فى فعل الطاعات وترهيبهم من فعل المعاصى والمحرمات .

مثل الآثار الموضوعة في فضائل سور القرآن , وفضائل الذكر .

وهذا الوضع منتشر في الصوفية , وعندما كان ينصح أحد صوفياً ويقول له : اتق الله , كيف تكذب على النبي ؟ كان يرد عليه ويقول : نحن نكذب له لا عليه . انتهى .

وهذا من تلبيس إبليس , فالكذب في الدين افتراء على الله وكذب على النبي , وهذا لن ينفع الإسلام بشيء , بل إن هذه الآثار المكذوبة تصد عن سبيل الله , فشرع الله حكيم , ولن يستطيع أحد أن يأتي بمثله , فضلاً عن أن الدين كامل ليس به نقص حتى يكمله مخلوق , فزعم الكذاب أنه يكمل النصوص من أجل الدين معناه أنه يؤمن بأن الدين ناقص , وهذا كفر .

السبب الرابع : محاولة نصر الإسلام ولو بالكذب .

وهذا السبب لم يذكره السيوطي , ولكنه مشاهد ملموس من الوضاعين , فلقد وضعوا معجزات عن النبي حتى يثبتوا أن الإسلام حق .

السبب الخامس : المكانة والوجاهة , فقد يضع البعض الآثار حتى يحتاج الناس إليه لأن عنده ما ليس عندهم , وحتى يصير محدثاً وفقيهاً ومفتياً ذا مكانة بينهم .

وهذا السبب أيضاً لم يذكره السيوطي .

السبب السادس : التكسب والاقتيات برواية الموضوعات ، وهذا منتشر في القصاص والمداحين، حيث يروون الأكاذيب للعوام لنيل المال من الجهلاء والمغفلين .

السبب السابع : التقرب إلى الملوك والأمراء , حيث يضع الكذاب الآثار التى تسوغ أفعالهم , وتوطئ الناس لهم .

وبالتفكر في سبب تحريف عدد الصلوات , نجد أنه قد يكون أحد الأسباب السابقة :

فقد يكون بسبب إفساد الدين بتحريف أحكامه وتعطيل آياته تحت مسمى النسخ .

وقد يكون بسبب إحداث مكانة ووجاهة لهذا المجهول التافه الذي لا يعرفه أحد وهو مالك بن صعصعة .

وقد يكون بسبب محاولة نصر الإسلام ولو بالكذب , وهذا محتمل لأن أثر الشِّعرة أو مسرحية الإسراء والمعراج بها أحداث تدل على أن واضعها أراد أن يثبت معجزات للنبي .

وقد يكون بسبب ترغيب الناس فى فعل الطاعات , فبدلاً من فرضين اثنين صارت الفروض خمسة .

وهذا السبب محتمل , فقد تكون الدولة الأموية عمدت إلى تحريف الصلوات بزيادة أعدادها حتى ينشغل الناس بها .

وذلك كما حرفت الحكومات بالدول الإسلامية نظام التعليم , فزادوا في عدد السنوات , ودرَّسوا فيه ما لم ينفع الطالب , وعسروا الامتحانات , حتى انشغل العوام كلهم ـ آباء وطلبة ـ بنظام تعليم قبيح كان يفترض أن يسمى بالتجهيل وتضييع الأعمار والجهود , ولقد قال زميلي بالعمل أن ضابطاً بأمن الدولة من أحبابه قال له : هل تظن أننا نحارب الدروس الخصوصية ؟ لو أردنا محاربتها لقضينا عليها , ولكننا نريد أن ينشغل الناس بنظام التعليم فلا يلتفتوا إلى السياسة .

وكما تلهي الحكومات العميلة شعوبها بكرة القدم وغيرها , لأنها ظواهر ضد الثورات , ولقد جاء في بروتوكولات صهيون : ( أشغلوا شباب المسلمين بالرياضة والمسرح ) ، وجاء : ( علينا الإكثار من ملهيات الشعوب ومزجيات الفراغ التي تشغل الناس ) .

وأخيراً أقول : كل شيخ وله طريقة في التحريف , وكل وضاع محرف قد افترى على الله وكذب على النبي , وسيحاسبه ربه عز وجل على افترائه وكذبه , ولكن المشكلة فيك أنت , هل ستقلد الشيخ المحرف , أم ستتبع كلام الله عز وجل ؟ هل ستؤمن قبل أن تتبين , أم ستتبين قبل أن تؤمن ؟ ألم يؤتك الله عقلاً ؟ هل تظن أن الله لن يحاسبك ؟ ألا تعلم أنك محرف مثلهم قد افتريت على الله وكذبت على رسوله وذلك بتقليدك لهم وتقديمك لكلامهم على كلام خالقك وخالقهم ؟ هل لك من حجة تنفعك أمام الله ؟

فلله الحجة البالغة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق