الأربعاء، 10 يونيو 2015

إلى أخينا عدنان الرفاعي 1

بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

إلى أخينا عدنان الرفاعي 1

هذا ما قاله أخونا عدنان الرفاعي في صفحته على هذا الرابط :

https://www.facebook.com/adnanrefaei/posts/636804246346742
.. يقولون : القرآنُ الكريمُ لا يحتوي عدد ركعات كلِّ فريضةٍ بفريضتها ، وأنّه لولا الروايات لما عرفنا عدد ركعات كلِّ فريضة من فرائض الصلاة .. ويعرضون عن حقيقةٍ جليّةٍ هي أنَّ فرائضَ الصلاة وعددَ ركعات فرائضها أتتنا حياةً تعبديّة أبّاً عن جد ، وليس من روايات الأحاديث ، وأكبرُ دليلٍ على ذلك هو إجماعُ الأمّة عليها من أقصى السنّة إلى أقصى الشيعة ، مع اختلافهم في الروايات .. فلو كانت الروايات سبباً لمعرفةِ عددِ ركعات كلِّ فريضة بفريضتها ، لاختلفت الأمّةُ في ذلك ، كاختلافها في عدد ركعات السنن ..

.. ودليلٌ آخر أنَّ فرائضَ الصلاة وعددَ ركعات فرائضها أتتنا حياةً تعبديّة أبّاً عن جد ، وليس من روايات الأحاديث ، هو أنَّ الروايات جُمعتْ بعد قرونٍ من وفاةِ النبيِّ (ص) وهي في معظمها رواياتُ آحاد ، والأمّةُ كانت تقومُ بتلكَ الشعائر قبلَ جَمْعِها ، فهل يتصوَّرونَ الأمّةَ تائهةً قروناً من الزمن لا تعرفُ عددَ ركعات كلِّ فريضة باستثناء بعض الرجال الذين رووا ذلك ، حتى أتى البخاري ومسلم والكافي وغيرُهم فعلّموا الأمّةَ جزئيّاتِ تلك الشعائر .. إذاً هذه الشعائر أتتنا حياةً تعبديّةً أبّاً عن جد ، وليس من روايات الأحاديث ، وتوارثناها كالقرآن الكريم وهي محفوظة إلى قيامِ الساعة ، والزعم بأنّها أتتنا من خلالِ روايات الأحاديث هو زعمٌ باطل يُوظَّفُ لأغراضٍ لا تخدمُ المنهجَ لا من قريبٍ ولا من بعيد ..

.. مع كُلِّ ذلك ، فإنّ عدد تلك الركعات والسجدات موجودٌ في كتاب الله تعالى ، واستنبطه (ص) من كتاب الله تعالى من خلال الدلالات الباطنة فيه .. فإتيانُ الله تعالى لرسوله سبعاً من المثاني يجعلْه (ص) قادراً على استنباطِ جزئيّات شعائر العبادات من كتاب الله تعالى ..

من كتاب الحكمة المطلقة للمهندس عدنان الرفاعي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى


التعقيب :

أقول : لقد اجتهد عدنان الرفاعي ولكنه أخطأ , وليس منا أحد إلا وله أخطاء , فالإنسان ليس بمعصوم , ولكن يكفي له شرف الاجتهاد الذي تقاعس عنه مليارات من المقلدة , فأسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الحق وأن يرضي عنا .

أولاً : الإجماع ليس بحجة , فلم يأخذ الله تعالى عهداً على نفسه بحفظ الإجماع أو عصمته .

ثانياً : كيفية الصلاة مبينة في القرآن , فالقرآن مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل شيء ديني , ولو قلنا بأن كيفية الصلاة غير مبينة في القرآن , لصار القرآن مبهماً وغير مبين وغير مفصل في نفسه , وليس بتبيان أو تفصيل لبعض الأشياء الدينية .

ثالثاً : القرآن كاف كامل تام , ولو قلنا بأن كيفية الصلاة غير مذكورة في القرآن لصار القرآن ناقصاً .

رابعاً : الآثار سواء قولية أو فعلية لا تخالف القرآن , وأي أثر يخالف القرآن فهو باطل , ولا يجوز أن ننسخ القرآن بالآثار القولية أو الفعلية , كما يفعل القرآنيون والسنيون والسلفيون والصوفية والشيعة وكل الفرق الضالة .

فالصلاة فرضان ونافلة كما في القرآن , وهم صلاة الفجر ( صلاة الصبح أو الغداة أو الغدو أو الإبكار أو البكور أو البكرة ) , وصلاة العشاء ( العشي أو الأصيل أو الآصال أو العصر ) , وصلاة التهجد ( قيام الليل ) , ولا يجوز أن ننسخ آيات القرآن بأثر الشِّعرة الذي يزعم أن الفروض صارت خمساً , لعدة أسباب , وهي :

 1 ـ أن الآثار لا تنسخ القرآن , فمن قال بجواز نسخ القرآن اشترط أن يكون الناسخ لكتاب الله آية وليس أثراً .

قال تعالى : " مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [البقرة : 106]

والأثر ليس مثل الآية وليس بأحسن منها , قال تعالى : " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " [الزمر : 23]

2 ـ أن الآحاد لا ينسخ المتواتر , فمن قال بنسخ الآثار للقرآن اشترط أن نكون الآثار متواترة لأن القرآن متواتر , والضعيف لا ينسخ الأقوى منه .

3 ـ أن الباطل لا ينسخ الصحيح , فمن قال بنسخ الآثار الآحاد للقرآن اشترط أن نكون الآثار صحيحة , لأن الضعيف لا ينسخ الأقوى منه , والسؤال : هل أثر الشِّعرة صحيح ؟

أثر الشِّعرة رواه مدلسان ومجهول وهو مالك بن صعصعة , وأنا أشترط في الأثر الشروط الثلاثة التالية : الشرط الأول : قوة الرواة ( الضبط ) . الشرط الثاني : أمانة الرواة ( العدل ) . الشرط الثالث : ثبوت تلقي عين الأثر أو صحة التصريح بالسماع , لأن كلهم يدلسون ويرسلون .

4 ـ أن المتقدم لا ينسخ المتأخر , وأثر الشِّعرة لو سلمنا جدلاً بصحته فهو متقدم عن سورة الإسراء وسورة هود والكثير من السور التي فيها آيات الصلاة , والسؤال : كيف ينسخ المتقدم المتأخر ؟ هذا لا يقوله عاقل .

5 ـ أن الأغلظ لا ينسخ الأخف , فمن قال بالنسخ اشترط أن يكون الناسخ أخف من المنسوخ .

فلقد بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن , والقرآن جاء بنسخ ( تخفيف ) بعض الأشياء التي كانت في سرع من قبلنا .

قال تعالى : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " [البقرة : 286]

قال تعالى : " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [الأعراف : 157]

كذلك بعث الله تعالى عيسى عليه السلام بالإنجيل , والإنجيل جاء بنسخ ( تخفيف ) بعض الأشياء التي كانت في التوراة .

قال تعالى : " وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ " [آل عمران : 50]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق