السبت، 13 يونيو 2015

أنواع تحريف الصلاة

بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

أنواع تحريف الصلاة

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : 26 من شعبان 1436 هـ , 13 / 6 / 2015 م .

النوع الأول : تحريف الأسماء :

إن الصلاة غالباً يشتق لها اسم من وقتها الذي تصلى فيه , ولا يشتق اسم الصلاة من وقت آخر غير وقتها الذي تصلى فيه , كما لا يطلق وقت صلاة على صلاة أخرى , ولقد حدث تحريف في أسماء الصلوات كما يلي :

أولاً : الصبح :

 فلقد قال الأثريون أن الفرض اسمه الصبح بينما النافلة اسمها الفجر , وهذا كلام باطل , لأنه لا يوجد في الإسلام شيء اسمه سنن رواتب , فالمسلم مأمور بالصلاة من بداية الوقت إلى نهايته , إلا في بعض الحالات مثل الخوف , فعندئذ يشرع القصر .

ثانياً : صلاة العِشاء :

صلاة العِشاء أو العشي أو الأصيل أو الآصال وهي الصلاة وقت العِشاء أو العشي أو الأصيل أو الآصال , لذلك سميت باسم هذا الوقت .

وقد حدث تحريف وتبديل لاسم هذه الصلاة , حيث يطلق المحرفون صلاة العِشاء على الصلاة وقت العتمة , وهذا تحريف , فالعشاء من العشي وليست من العتمة , فهذه كلمة وتلك كلمة أخرى , وهذا وقت وذلك وقت آخر .

ثالثاً : قيام الليل :

قيام الليل أو صلاة التهجد تصلى ليلاً وبالتحديد تصلى تهجداً وليس في أول الليل , لذلك سميت بهذا الاسم , وليس اسمها صلاة التراويح , فهذا تبديل وتحريف .

والسؤال : هل كلمة تراويح ذكرت في كتاب الله ؟

لم تذكر , بل قال تعالى : " قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) " ( المزمل ) .

وقال تعالى : " إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " ( المزمل : 20 ) .

وقال تعالى : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114]

وقال تعالى : " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ " [آل عمران : 113]

وقال تعالى : " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " [الزمر : 9]

لذا تسمى الصلاة بالليل بقيام الليل .

وقال تعالى : " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا " [الإسراء : 79]

لذا تسمى الصلاة بالليل بالتهجد

والسؤال : لماذا تسمونها بالتراويح وهي كلمة لم تذكر في كتاب الله ؟

لماذا تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟

رابعاً : الصلاة من يوم الجمعة :

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) " ( الجمعة ) .

لقد حرفت الفرق الضالة معنى الصلاة من يوم الجمعة فقالوا أن المراد به هو صلاة الجمعة , أي الصلاة وقت ظهيرة يوم العروبة , وهذا تحريف , فهل قال الله تعالى : (إذا نودي للصلاة من ظهيرة يوم الجمعة) أو (إذا نودي لصلاة الجمعة) أم قال " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ" ؟

بل قال " "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ" .

وصلاة الجمعة المبتدعة هذه من قبيل تحريف المحرَّف فهي تحريف لصلاة الظهر المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان .

والله تعالى لم يأمرنا بالصلاة وقت الظهيرة , بل هو وقت عورة وراحة وقيلولة ووضع الثياب وليس وقتاً للصلاة أو أخذ الزينة أو ذهاب إلى المساجد .

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور : 58]

كما أن العرب كانت تقيل وقت الظهيرة وتترك التجارة وتهجر أعمالها لذا سمي هذا الوقت بالهاجرة , وإذا قلنا أن الله تعالى أمرهم بعدم الانشغال عن الصلاة بالتجارة في هذا الوقت , لصار الكلام خاطئاً لأنهم لا يتاجرون في ذلك الوقت .

كما أن الله تعالى أمرنا بالذهاب إلى المساجد في وقتين فقط وهما الغدو والآصال , ولم يأمرنا بالذهاب إلى المسجد وقت الظهيرة ..

قال تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .

إذاً فسورة الجمعة فسرتها سورة النور , فالله تعالى أمرنا بعدم الانشغال بالتجارة عن الصلاة وقت الغدو ووقت الآصال , والسؤال : أين وقت الظهيرة ؟

إنه ليس وقت تجارة أو شغل بل هو وقت عورة وراحة وقيلولة ووضع الثياب .

والقرآن مبين , ولكني سأبين المبين لمن لا يعلم اللسان العربي .

1 ـ معنى اليوم : اليوم هو النهار وهو يبدأ من طلوع الفجر وينتهي بغروب الشمس , أي أن يوم الجمعة سيعني نهار الجمعة وليس ليل الجمعة .

ومن ثم فإن الله تعالى لم يأمرنا بالصلاة في المساجد ليلاً , فلم يأمرنا الله تعالى بالصلاة وقت الغسق ( صلاة المغرب ) في المساجد , ولم يأمرنا بالصلاة وقت العتمة ( صلاة العتمة ) في المساجد , ولم يأمرنا بصلاة التروايح في المساجد , والحق أن الله تعالى لم يأمرنا بصلاة الغسق أو العتمة أو التراويح في المساجد أو في البيوت لأنه لا توجد صلاة مغرب أو عتمة أو تراويح , بل هي صلوات مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان .

أما قيام الليل أو صلاة التهجد فقد أمرنا الله تعالى بها تهجداً وليس في أول الليل , وهي نافلة تصلى في البيوت .

وهذا يوافق قوله تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .

فالصلاة في المسجد تكون بالغدو والآصال وليس بالليل .

2 ـ معنى الجمعة : يوم الجمعة يعني يوم الجمع والاجتماع والالتقاء والسوق .

ومن ثم فيوم الجمعة يعني نهار الاجتماع أو نهار الالتقاء أو نهار السوق .

أي أن يوم الجمعة هو صفة لليوم فيعني يوم الجمع والاجتماع والالتقاء والسوق , وليس اسماً لليوم , ومن ثم فلا يعني يوم العروبة .

وإننا لو قلنا أن المراد بيوم الجمعة هو نهار العروبة , فلا يجوز أن نقول أن الصلاة في المساجد في نهار بقية الأيام فرض , وذلك بمفهوم المخالفة لأننا سنقول : وإذا نودي للصلاة من غير نهار العروبة فلا تسعوا إلى ذكر الله , ولا تذروا البيع .

والسؤال : هل الفرق الضالة تقول بذلك ؟

لماذا يعارضون مفهوم المخالفة ؟ ألا يؤمنون به ؟

إذاَ الزعم بأن معنى يوم الجمعة هو يوم العروبة زعم خاطئ .

وأنا أرى أن المعنى الصحيح ليوم الجمعة هو نهار السوق أو الاجتماع  أو الالتقاء , وأشهر الاسواق وأفضلها عند العرب كان سوق عكاظ .

وتَعَكَّظَ القومُ في المكان : اجتمعوا فيه وازدحموا للنظر في الأمور .

أي أن التعكّظ أو العكاظ يعني الجمعة أو الاجتماع , أي أن يوم الجمعة يعني يوم العكاظ أو التعكّظ .

ويوم الجمعة يشمل سوق عكاظ وغيره من الأسواق إذ أن كلها بها اجتماع للناس .

وأرى أن معنى قوله تعالى :"إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ" هو إذا نودي للصلاة من نهار يوم السوق أو الجمع أو الاجتماع أو الالتقاء فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع .

فالله تعالى يأمرنا بالصلاة في مواقيتها وعدم الانشغال عنها بالتجارة , ومن باب أولى فنحن مأمورون بذلك في غير وقت السوق , وهذا يسمى بقياس الأولى , فالصلاة بالغدو والآصال في المساجد عند عدم الانشغال بالتجارة هي أولى بالحكم من الصلاة بالغدو والآصال في المساجد عند الانشغال بالتجارة .

فإذا أمرك الله بعدم التفريط في الصلاة في وقت شغلك , فأنت مأمور من باب أولى بعدم التفريط في الصلاة في غير أوقات شغلك .

3 ـ معنى الصلاة من يوم الجمعة :

خلصنا فيما سبق أن الصلاة من يوم الجمعة هي الصلاة من نهار السوق أو الجمع أو الاجتماع أو الالتقاء , والسؤال : فما هي الصلوات النهارية التي أمرنا الله تعالى بعدم التفريط فيها حتى وقت التجارة ؟

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) " ( الجمعة ) .

والسؤال : هل قال الله تعالى : (إذا نودي للصلاة من ظهيرة يوم الجمعة) أو (إذا نودي لصلاة الجمعة) أم قال " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ" ؟

بل قال " "إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ" .

إن الله تعالى لم يخصص أي صلاة من يوم الجمعة , لذا فهي عامة في كل صلوات يوم الجمعة , ومن أراد التخصيص فعليه بالدليل الصحيح , ومن أراد زيادة صلاة ما أنزل الله بها من سلطان فهو مفتر على الله كذباً .

ولكن الآية لم تبين تلك الصلوات التي أمرنا الله تعالى بعدم الانشغال بالتجارة عنها , لذا فهي مجملة , ويجب رد المجمل إلى المبين , لذا يجب رد هذه الآية إلى الآيات التي تبين ما هي الصلوات النهارية التي أمرنا الله بها ؟ وما هي أوقاتها ؟

وبالرجوع إلى كتاب الله سنجد أنهما صلاتان نهاريتان لا ثالث لهما , وهما : صلاة الفجر وصلاة العِشاء .

قال تعالى : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

وقال تعالى : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114]

وقال تعالى : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]

ومن المعلوم أن قيام الليل أو صلاة التهجد نافلة وتصلى في البيوت .

وقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور : 58]

وقال تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .

إذاً فسورة النور تبين مجمل سورة الجمعة , فالله تعالى أمرنا بالذهاب إلى المساجد في وقتين اثنين وهما الغدو والآصال , وكانت التجارة والبيع بالغدو والآصال , وليس وقت الظهيرة الذي هو وقت القيلولة .

كما أن بسورة الجمعة نفسها دلائل تثبت بطلان آراء وفهم المحرفين , وذلك كما يلي :

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) " ( الجمعة ) .

1 ـ إن الله تعالى قال : " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " , واليوم هو النهار , وبمفهوم المخالفة , لا توجد صلوات بالمساجد ليلاً .

كما أنه لو قيل إن يوم الجمعة هو يوم العروبة لصارت الصلاة في المساجد فقط في نهار يوم العروبة , وليس في أي يوم آخر , وذلك بمفهوم المخالفة , لذا فإن معنى يوم الجمعة هو نهار السوق أو الجمع أو الاجتماع أو الالتقاء .

إن الآية عامة , والله تعالى لم يخصص ولم يزد صلاة أخرى , فلم يقل لصلاة الجمعة أو لصلاة الظهيرة من يوم الجمعة , أي أن المراد هو الصلوات النهارية من نهار يوم السوق أو أو الجمع أو الاجتماع أو الالتقاء .

2 ـ إن الله تعالى قال : "فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" , ولم يقل فاسعوا إلى الخطبة المزعومة .

3 ـ إن الله تعالى قال : "وَذَرُوا الْبَيْعَ" , ولم يقل وذروا القيلولة , ولم يقل الصلاة خير من النوم مثلاً .

4 ـ إن الله تعالى قال : "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" , والمعنى فإذا قضيت الصلاة بالغدو والآصال فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون , وليس المعنى فإذا قضيت الصلاة وقت ظهيرة يوم الجمعة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله , لأن الوقت بعد الجمعة المزعومة ما زال شديد الحر .

وقد يقال : هل ننتشر في الأرض بعد صلاة العِشاء ( العشي أو الأصيل أو الآصال) ؟

أقول :

قال تعالى : " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا " [الفرقان : 47]

وقال تعالى : " وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) " ( النبأ ) .

أي أن الليل ليس للمعاش , ولكن هذا ليس بفرض , لأن هذا فيه مشقة على الناس , فمن الناس من لا يسافر إلا ليلاً لشدة الحر , ومن الناس من لا يتاجر إلا ليلاً وذلك كحال الكثير من المحلات التجارية في زمننا .

والقرآن صالح ومصلح لكل زمان ومكان .

والأمر بالانتشار في الأرض والابتغاء من فضل الله بعد انقضاء الصلاة في سورة الجمعة ليس للوجوب , بل هو للإباحة , فلقد جاء الأمر بعد النهي عن الانشغال بالتجارة عن الصلاة , ومن المعلوم أن الأمر بعد النهي يرفع النهي السابق ويعيد حال الفعل كما كان عليه قبل النهي , ومن المعلوم أن التجارة مباحة وليست واجبة .

ولمن سأل هذا السؤال أقول له من باب أولى اسأل الفرق الضالة : هل ننتشر بعد صلاة الجمعة المزعومة أو بعد صلاة العتمة المزعومة ؟

إن الحر ما زال شديداً بعد صلاة الجمعة المزعومة .

كما أن صلاة العتمة المزعومة هي عند زوال الشفق الأحمر واشتداد الظلمة , والعرب لم يكن عندهم كهرباء , فهل تظن أنهم كانوا يتاجرون في ذلك الوقت .

أما لوقلنا أن المراد هو الانتشار في الأرض بعد صلاة الغدو والآصال فهذا هو المعنى الصحيح , فإنه لن يعترض أحد على أن الغدو والآصال هما أفضل أوقات للعمل .

وإن من ينام مبكراً سيبدأ يومه مبكراً سواء كان بائعاً أو مشترياً , وإن التجار عندنا ينقلون بضائعهم إلى الأسواق فجراً أو قبل الفجر , لذا أمرهم الله تعالى بعدم الانشغال بالتجارة عن صلاة الغدو .

والصلاة وقت الآصال تنتهي بغروب الشمس , وهو وقت الغسق , ووقت الغسق ما زال به نور , أي أن الإنسان ما زال يستطيع الانتهاء من تجارته في هذا الوقت .

كما أن مواقيت عودة القوافل أو اللهو غير محددة , فقد تأتي القافلة وقت الآصال , لذا فليس من الحكمة أن يقال للناس اتركوها حتى الغدو ولو كنتم جياعاً .

5 ـ إن الله تعالى قال :  "وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" .

والسؤال : هل يصدق أحد أن الصحابة رأوا تجارة أو لهواً فانفضوا إليها وتركوا النبي صلى الله عليه وسلم قائماً يخطب يوم الجمعة ؟

هذا لا يعمله إلا الفساق .

بل إن المعنى أنهم رأوا تجارة أو لهواً وهم يصلون بالمسجد بالغدو أو الآصال فقصروا الصلاة وانفضوا إلى التجارة واللهو وتركوا النبي قائماً يصلي .

وهنا ستثور قضية الصلاة بسائق ( إمام ) هل هي من الإسلام أم لا ؟ هل أمر الله تعالى بها أم لا ؟

وأقول : إن الصلاة مثل بقية الشعائر , فالحاج الذي يقتدي بإمام هو الجاهل الذي لا يعرف المناسك , أما العالم فهو يحج بدون إمام , وكذلك الصلاة فكل رجل يصلي منفرداً , وإن الصلاة بإمام أو سائق يسوق الناس , تزيل التدبر والركوع والسجود والخشوع من السائق والمسوقين .


النوع الثاني : تحريف الأوقات :

أولاً : وقت صلاة الفجر :

فوقت صلاة الفجر من تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر إلى طلوع الشمس , وليس بالليل كما يصليه الناس في زماننا .

قال تعالى : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " [البقرة : 187]

الشاهد قوله تعالى : " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ " .

قال تعالى : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114]

قال تعالى : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]

أي أن صلاة الفجر تكون في الطرف الأول للنهار أي في بداية النهار وليس بالليل , فطرف الشيء جزء منه , وطرف النهار جزء من النهار وليس جزءً من الليل .

ثانياً : وقت صلاة العِشاء :

أما صلاة العِشاء فتصلى من ميل الشمس للغروب حتى الغروب .

قال تعالى : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا " [الإسراء : 78]

ودلوك الشمس هو غروبها أو ميلها للغروب , وغسق الليل هو الوقت الذي يلي الغروب مباشرة .

وهذا هو التفسير الذي يوافق آيات القرآن ويوافق اللسان العربي , فمن اشتبهت عليه هذه الآية فليردها إلى المحكمات وسيعلم أن صلاة العِشاء ستكون في الطرف الأخير للنهار وهو وقت العشي أو الأصيل أو الآصال .

ثالثاً : وقت قيام الليل :

أما قيام الليل أو صلاة التهجد فستصلى بالليل , والليل يبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر , وبالتحديد ستصلى تهجداً وليس في أول الليل , فالمبتدعة يصلون وقت الغسق ووقت العتمة والتراويح وهذه كلها صلوات بالليل , وكما هو معلوم فإن صلاة الليل تصلى تهجداً وليس في أول الليل , كما أنها تصلى في البيوت .

والسؤال : متى يصلى قيام الليل ؟

يصلى بالليل .

متى يبدأ الليل ومتى ينتهي ؟

الليل يبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر , أي من غسق الليل إلى تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر .

لذا فأي صلاة من غروب الشمس إلى طلوع الفجر هي من قيام الليل .

هل يصلى قيام الليل في أول الليل أم تهجداً ؟

بل يصلى تهجداً , وليس في وقت الغسق أو العتمة  .

ما حكم صلاة الليل ؟ هل صلاة الليل نافلة أم فريضة ؟

نافلة .

هل فرض الله علينا صلاة التهجد في المساجد ؟

لا , بل أمرنا الله تعالى بالذهاب إلى المساجد وقت الغدو والآصال فقط , أي أن صلاة الفجر والعِشاء ( العشي ) تكون بالمسجد .

قال تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .

والغريب أن الفرق الضالة نبذت كتاب ربها واستدلت بالأثر التالي على صلاة النوافل في البيت , ولكنهم يخالفون الآية ويخالفون هذا الأثر , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ مِنْهَا نَصِيبًا، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا " . ( سنن ابن ماجه , مسند أحمد , صحيح ابن خزيمة , وغيرهم ) وهو أثر ضعيف السند , وليتهم لم يستدلوا به , وليتهم اكتفوا بكتاب الله .

والسؤال للفرق الضالة : إذا بدلتم وحرفتم فصليتم التهجد في أول الليل وسميتموها بالتروايح في رمضان , فمتى تصلون التهجد ؟

انقسم المحرفون إلى فرق , الفرقة الأولى : تصلي نصف الركعات المزعومة في التروايح ونصفها في التهجد , والفرقة الثانية : تصلي كل الركعات المزعومة في التراويح وكل الركعات المزعومة في التهجد , والفرقة الثالثة : تصلي التراويح فقط , والفرقة الرابعة : تصلي التهجد فقط .

والسؤال : ما هو هدي النبي ؟

هل تظنون أن النبي كان يصلي من العتمة حتى السحر ؟

أم تظنون أن النبي كان يصلي التراويح ثم ينام ثم يستيقظ فيصلي التهجد ؟

اتقوا الله واتبعوا كتابه واستمسكوا به والزموه وستعلمون حينها أنه لا توجد صلاة في أول الليل , فلا توجد صلاة غسق ( مغرب ) أو عتمة أو تراويح , فأول الليل عورة وليس وقتاً للصلاة , بل هو وقت للراحة والسكون .

وهل من الحكمة الصلاة في أول الليل لمن كان صائماً ؟

إنه لن يخشع في صلاته بسبب حاجته للإفطار , كما لن يخشع بعد الإفطار .

إذا كانت هناك صلاة عتمة وتراويح فمتى ينام من يريد التهجد ؟

إن من يصلي التهجد لن يخشع في صلاة الغسق أو العتمة أو التراويح لأنه يشعر بالنعاس في أول الليل مثله مثل بقية المخلوقات .


النوع الثالث : تحريف العدد :

لقد أمرنا الله تعالى بثلاث صلوات في القرآن , وهي :

1 ـ صلاة الفجر , وهي فريضة .

2 ـ صلاة العِشاء , وهي فريضة .

3 ـ صلاة التهجد , وهي نافلة .

ولم يأمرنا الله تعالى بالصلاة وقت الظهيرة أو وقت الغسق أو وقت العتمة , فإن وقت الظهيرة عورة , وكذلك أول الليل عورة .

كذلك لم يأمرنا الله تعالى بصلاة عيد , وقد يكون أصل صلاة العيد المزعومة عند المحرفين هو صلاة فجر أول يوم من شوال وعاشر يوم من ذي الحجة وليست صلاة زائدة في وقت آخر وبكيفية أخرى , ثم حرفوا صلاة الفجر إلى صلاة العيد .

النوع الرابع : تحريف الكيفية :

إن الصلاة هي عبارة عن خشوع وخضوع وطأطأة الرأس وذكر الله وتسبيحه , وليس فيها توطية أو انحناء الظهر ووضع الراحتين على الركبتين أو رفع من التوطية أو انبطاح على الأرض على الجبهة أو تشهد أو تحية عسكرية أو التفات وتسليم .

انظر : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده , باب : كيفية الصلاة .

النوع الخامس : تحريف الأهمية :

قال تعالى : " وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ " [المنافقون : 10]

الشاهد أنه قال فأصدق ولم يقل فأصلي أو فأصوم أو فأحج  .

ولكن الفرق الضالة عطلت هذه الآية وجعلوا مكانها ( الصلاة عماد الدين ... )

ورغم أن الأثر موضوع إلا أنهم ما زالوا ينشرونه بين الناس  .

الخلاصة : إعانة الناس نفع متعد , بينما الصلاة والصيام والحج نفع خاص  .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق