السبت، 31 يناير 2015

فصل : تحريف اسم الصلوات

رسالة : بيان الصلاة التي كتبها الله تعالى عباده

فصل : تحريف اسم الصلوات

كتب : محمد الأنور آل كيال

المبحث الأول
النبي أولى الناس بالاتباع وعدم التبديل أو التغيير أو التحريف

إن تحريف اسم الصلوات التي فرضها الله في كتابه سيؤدي إلى تحريف أوقاتها ومن ثم تحريف الصلاة , وهذا ما تم فعله منذ قرون , وتحريف الصلاة هو تحريف لحكم من أحكام الله التي بينها في كتابه , ومن ثم فهو تحريف لكتاب الله , فضلاً عن تحريف اللسان العربي والأوقات المعلومة في علم الفلك .

والنبي هو أبعد الناس عن ذلك الكذب والتحريف .

قال تعالى : " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) " . ( الحاقة ) .

قال تعالى : " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [يونس : 15]

قال تعالى : " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " [الأحزاب : 23]

والقرآن لا يتبدل أو يلغى تحت ما يسمى النسخ :

قال تعالى : " مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ " [ق : 29]

قال تعالى : " سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " [الأحزاب : 62]

قال تعالى : " سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " [الفتح : 23]

قال تعالى : " اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا " [فاطر : 43]

والتحريف من سمات بعض اليهود مثلما حرفوا ووضعوا نصوص الرجم التي في كتب المحدثين المحرفين وتلقفها المدلسون والمغفلون .

قال تعالى : " أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " [البقرة : 75]

قال تعالى : " مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا " [النساء : 46]

قال تعالى : " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [المائدة : 13]

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [المائدة : 41]

فالقرآن نزل بلسان عربي مبين , والأعراب من أعلم الناس باللسان العربي وأفصحهم :

قال تعالى : " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " [يوسف : 2]

قال تعالى : " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ " [الرعد : 37]

قال تعالى : " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " [النحل : 103]

قال تعالى : " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا " [طه : 113]

قال تعالى : " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ " [الشعراء : 195]

قال تعالى : " قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " [الزمر : 28]

قال تعالى : " كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " [فصلت : 3]

قال تعالى : " وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ " [فصلت : 44]

قال تعالى : " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ " [الشورى : 7]

قال تعالى : " إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " [الزخرف : 3]

قال تعالى : " وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ " [الأحقاف : 12]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المبحث الثاني
تحريف اسم المكان إلى اسم زمان

إن كلمة "مغرب" و " مغربين " و "مغارب" قد ذكرت في القرآن , ويقصد بها مكان الغروب أو جهة الغروب , فهي اسم مكان من غرب وليس اسم زمان .

قال تعالى : "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [البقرة : 115]

وقال تعالى : " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [البقرة : 142]

وقال تعالى : " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " [البقرة : 177]

وقال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [البقرة : 258]

وقال تعالى : " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا " [الكهف : 86]

وقال تعالى : " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " [الشعراء : 28]

وقال تعالى : " رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا " [المزمل : 9]

وقال تعالى : " رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ " [الرحمن : 17]

وقال تعالى : " وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ " [الأعراف : 137]

وقال تعالى : " فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ " [المعارج : 40]

ولم ترد كلمة "مغرب" و "مغربين" و "مغارب" بمعنى زمن الغروب , بل جاءت كلمة "غروب" للدلالة على الزمن .

قال تعالى : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130] .

وقال تعالى : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ " [ق : 39]

كما أن كلمة "مغرب" و "مغربين" و "مغارب" مقابلة لكلمة "مشرق" و "مشرقين" و "مشارق" , والتي تعني مكان أو جهة الشروق , فهي اسم مكان من شرق وليس اسم زمان .

ولم تأت كلمة "مشرق" و "مشرقين" و "مشارق" في القرآن بمعنى زمان الشروق , بل جاءت بمعنى مكان أو جهة الشروق .

قال تعالى : " وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [البقرة : 115]

وقال تعالى : " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [البقرة : 142]

وقال تعالى : " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " [البقرة : 177]

وقال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [البقرة : 258]

وقال تعالى : " قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " [الشعراء : 28]

وقال تعالى : " رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا " [المزمل : 9]

وقال تعالى : " حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ " [الزخرف : 38]

وقال تعالى : " رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ " [الرحمن : 17]

وقال تعالى : " وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ " [الأعراف : 137]

وقال تعالى : " رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ " [الصافات : 5]

وقال تعالى : " فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ " [المعارج : 40]

فلم ترد كلمة "مشرق" و "مشرقين" و "مشارق" في القرآن بمعنى زمن الشروق , بل جاءت كلمة "إشراق" للدلالة على الزمان .

قال تعالى : " إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ " [ص : 18]

ومن ثم فإن تسمية زمن غروب الشمس بالمغرب يخالف القرآن , والصواب هو الغروب .

ونلاحظ أن الناس تعلم أن المغرب هو اسم مكان , حتى أنهم قد سموا البلاد وهي أماكن بالمغرب .

فضلاً عن أن الغروب هو وقت الغروب أي من بداية الغروب حتى انتهاء الغروب , ولا يعني الغروب الوقت الذي يلي انتهاء الغروب , وهو مثل الإشراق , فالإشراق يعني زمن الشروق , أي من بداية الإشراق حتى انتهاء الإشراق , ولا يعني الإشراق الوقت الذي يلي انتهاء الإشراق .

قال تعالى : " إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ " [ص : 18]

وقال تعالى : " فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ " [الحجر : 73]

وقال تعالى : " فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ " [الشعراء : 60]

ومعنى مُشرقين وأشرق القومُ : أنهم دخلوا في وقت الشّروق , وليس المعنى أنهم دخلوا في الوقت الذي بعد الشروق  .

لذا فالصواب أن يسمى الوقت الذي يلي غروب الشمس مباشرة بالغسق وليس بالمغرب أو الغروب , ومن ثم فتسميته بالمغرب مخالفة للقرآن واللسان العربي والفلك , وهذا تحريف لدين الله واللسان العربي وعلم الفلك .

وعلى ذلك فإن صلاة المغرب هي صلاة الغروب , والغروب من بداية غروب الشمس حتى انتهاء غروبها , أي أنه وقت العشي أو آخر النهار , لذا فصلاة المغرب عند الأثريين هي صلاة العشي أو العشاء أو الأصيل أو الآصال أو صلاة الطرف الآخر للنهار .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المبحث الثالث
الأثر الباطل الذي يدعو إلى تحريف اسم صلاة العشاء ( العشي ) إلى صلاة المغرب

العشاء أو العشي هو آخر النهار , وينتهي العشي بانتهاء غروب الشمس , ولقد سماها الله تعالى في كتابه ب  العشاء والعشي والأصيل والآصال , وتحريف اسم صلاة العشاء إلى المغرب يفترض ألا يغير في وقتها , لأن صلاة العشاء تصلى وقت الغروب , ولكن الأثريين يقصدون بالمغرب ما بعد غروب الشمس وليس وقت غروب الشمس , ومن ثم فتحريف اسم صلاة العشاء إلى صلاة المغرب سيغير وقت العشاء , وهذا تحريف لدين الله وتبديل لأحكامه التي بينها في القرآن فضلاً عن تحريف اللسان العربي .

وسأكتفي بالروايات التالية ففيها الكفاية إن شاء الله :

الرواية الأولى : صحيح البخاري : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمُ الْمَغْرِبِ "، قَالَ: الْأَعْرَابُ وَتَقُولُ هِيَ: الْعِشَاءُ

علل السند :
1 ـ الحسين بن ذكوان المعلم , وهو ضعيف مضطرب الحديث .
2 ـ عبد الله بن بريدة الأسلمي , وهو يروي أحاديث منكرة ويرسل , وذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , قال إبراهيم الحربي : ( روى عن أبيه أحاديث منكرة ) , وقال أحمد بن حنبل : روى عنه حسين بن واقد ( أحاديث ما أنكرها ) , وقال وكيع بن الجراح : ( أخوه سليمان أصح حديثا منه) .


الرواية الثانية : مسند أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ "، قَالَ: " وَتَقُولُ الْأَعْرَابُ هِيَ الْعِشَاءُ "

علل السند :
1 ـ عبد الصمد بن عبد الوارث التميمي , قال عبد الباقي بن قانع البغدادي  : ( ثقة يخطئ ) .
2 ـ الحسين بن ذكوان المعلم , وهو ضعيف مضطرب الحديث .
3 ـ عبد الله بن بريدة الأسلمي , وهو يروي أحاديث منكرة ويرسل , وذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , قال إبراهيم الحربي : ( روى عن أبيه أحاديث منكرة ) , وقال أحمد بن حنبل : روى عنه حسين بن واقد ( أحاديث ما أنكرها ) , وقال وكيع بن الجراح : ( أخوه سليمان أصح حديثا منه) .

الرواية الثالثة : مسند السراج : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، ثَنَا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ أَبِي بَرِيدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاةِ الْمَغْرِبِ " وَيَقُولُ الأَعْرَابُ: هِيَ الْعِشَاءُ

علل السند : مثلما سبق

الرواية الرابعة : مسند الروياني : نَا ابْنُ إِسْحَاقَ، نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، نَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ هَذِهِ الصَّلاةِ: الْمَغْرِبِ "، قَالَ: وَيُسَمِّيهَا الأَعْرَابُ الْعِشَاءَ

علل السند : مثلما سبق

الرواية الخامسة : صحيح ابن خزيمة : نا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ، قَالَ: قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ، نا عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاةِ الْمَغْرِبِ ". قَالَ: وَيَقُولُ الأَعْرَابُ: هِيَ الْعِشَاءُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ

علل السند :
1 ـ عبد الصمد بن عبد الوارث التميمي , قال عبد الباقي بن قانع البغدادي  : ( ثقة يخطئ ) .
2 ـ الانقطاع , فلقد أسقطوا عبد الوارث وهو الواسطة بين ابنه عبد الصمد والحسين .
3 ـ الحسين بن ذكوان المعلم , وهو ضعيف مضطرب الحديث .
4 ـ عبد الله بن بريدة الأسلمي , وهو يروي أحاديث منكرة ويرسل , وذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , قال إبراهيم الحربي : ( روى عن أبيه أحاديث منكرة ) , وقال أحمد بن حنبل : روى عنه حسين بن واقد ( أحاديث ما أنكرها ) , وقال وكيع بن الجراح : ( أخوه سليمان أصح حديثا منه) .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المبحث الرابع
الأثر الباطل الذي يدعو إلى تحريف صلاة العتمة ( وهي صلاة في وقت العتمة عند الأثريين أي صلاة بالليل ) إلى صلاة العشاء ( العشي )

العتمة هي الظلمة , وهي ظلام أول الليل , وهي الوقت الذي يلي الغسق , وهي الثلث الأول من الليل .

أما العشاء ( العشي ) فهي آخر النهار .

وتحريف اسم العتمة إلى العشاء , قد حرف وقت العشاء , حيث جعل الناس تظن أن وقت العشاء ليس العشي ( آخر النهار ) وإنما العتمة ( الوقت الذي يلي الغسق ) .

وسأكتفي بالروايات التالية ففيها الكفاية إن شاء الله :

الرواية السادسة : صحيح مسلم : وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، أَلَا إِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَهُمْ يُعْتِمُونَ بِالإِبِلِ "

علل السند الاول :
1 ـ سفيان بن عيينة , وهو مدلس , وقال أحمد بن حنبل : ( أثبت الناس في عمرو بن دينار ، حافظ له غلط في حديث الكوفيين ، وغلط في حديث الحجازيين في أشياء ) , وعبد الله بن أبي لبيد مدني وقدم الكوفة .
2 ـ عبد الله بن أبي لبيد المدني , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء ، وقال : ( مدني ، كان يرى القدر ، يخالف في بعض حديثه ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كان يقول بالقدر وكان قليل الحديث ) .
3 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف , وهو يرسل .


علل السند الثاني :
1 ـ محمد بن أبي عمر العدني , قال أبو حاتم الرازي : ( كان رجلا صالحا ، وكان به غفلة ، ورأيت عنده حديثا موضوعا حدث به عن ابن عيينة ، وكان صدوقا ) .
2 ـ سفيان بن عيينة , وهو مدلس , وقال أحمد بن حنبل : ( أثبت الناس في عمرو بن دينار ، حافظ له غلط في حديث الكوفيين ، وغلط في حديث الحجازيين في أشياء ) , وعبد الله بن أبي لبيد مدني وقدم الكوفة .
3 ـ عبد الله بن أبي لبيد المدني , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء ، وقال : ( مدني ، كان يرى القدر ، يخالف في بعض حديثه ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كان يقول بالقدر وكان قليل الحديث ) .
4 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف , وهو يرسل .

الرواية السابعة : صحيح مسلم : وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الْعِشَاءُ، وَإِنَّهَا تُعْتِمُ بِحِلَابِ الإِبِلِ "

علل السند :
1 ـ سفيان الثوري , وهو يدلس تدليس التسوية , ويشترط فيمن يدلس تدليس التسوية ثبوت التصريح بالسماع من عنده إلى نهاية السند .
2 ـ عبد الله بن أبي لبيد المدني , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء ، وقال : ( مدني ، كان يرى القدر ، يخالف في بعض حديثه ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كان يقول بالقدر وكان قليل الحديث ) .
3 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف , وهو يرسل .

الرواية الثامنة : صحيح ابن حبان : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفِيانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفِيانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمْةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمُ الْعِشَاءِ، يُسَمُّونَهَا الْعَتَمَةَ لإِعْتَامِ الإِبِلِ "

علل السند : مثلما سبق .

تنبيه : يحيى بن سعيد هو القطان

الرواية التاسعة : مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّمَا هِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: الْعِشَاءُ، وَإِنَّمَا يُعْتَمُ بِحِلَابِ الْإِبِلِ "

تنبيه : سفيان هنا هو الثوري .

علل السند : مثلما سبق .


الرواية العاشرة : مصنف عبد الرزاق : عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّهَا صَلاةُ الْعِشَاءِ، فَلا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، فَإِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ عَنِ الإِبِلِ "

علل السند :
1 ـ عبد الرزاق , وفيه كلام .
2 ـ سفيان الثوري , وهو يدلس تدليس التسوية .
3 ـ عبد الله بن أبي لبيد المدني , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء ، وقال : ( مدني ، كان يرى القدر ، يخالف في بعض حديثه ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كان يقول بالقدر وكان قليل الحديث ) .
4 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف , وهو يرسل .


الرواية الحادية عشرة : سنن النسائى الصغرى : أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، أَلَا إِنَّهَا الْعِشَاءُ "

علل السند :
1 ـ سفيان بن عيينة , وهو مدلس , وقال أحمد بن حنبل : ( أثبت الناس في عمرو بن دينار ، حافظ له غلط في حديث الكوفيين ، وغلط في حديث الحجازيين في أشياء ) , وعبد الله بن أبي لبيد مدني وقدم الكوفة .
2 ـ عبد الله بن أبي لبيد المدني , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء ، وقال : ( مدني ، كان يرى القدر ، يخالف في بعض حديثه ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كان يقول بالقدر وكان قليل الحديث ) .
3 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف , وهو يرسل .


الرواية الثانية عشرة : مسند الشافعي : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، هِيَ الْعِشَاءُ، أَلا إِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالإِبِلِ "

علل السند : مثلما سبق .

الرواية الثالثة عشرة : الأم للشافعي : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، هِيَ الْعِشَاءُ، إِلَّا أَنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالْإِبِلِ ".

تنبيه : سفيان هو ابن عيينة .

علل السند : مثلما سبق .

الرواية الرابعة عشرة : مسند أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، أَلَا وَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَإِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالْإِبِلِ أَوْ عَنِ الْإِبِلِ "

تنبيه : سفيان هو ابن عيينة

علل السند : مثلما سبق .

الرواية الخامسة عشرة : مسند الحميدي : حَدَّثنا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّمَا هِيَ الْعِشَاءُ، وَإِنَّمَا يُسَمُّونَهَا الْعَتَمَةَ ؛ لأَنَّهُمْ يُعْتِمُونَ عَنِ الإِبِلِ، أَوْ قَالَ: بِالإِبِلِ ". قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي لَبِيدٍ بِالشَّكِّ

تنبيه : سفيان هو ابن عيينة

علل السند : مثلما سبق .


الرواية السادسة عشرة : مسند السراج : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، أَلا وَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَإِنَّهَا يُعْتِمُونَ بِالإِبِلِ

تنبيه : سفيان هو ابن عيينة

علل السند : مثلما سبق .


الرواية السابعة عشرة : مسند السراج : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، أَلا وَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَإِنَّمَا يُعْتِمُونَ بِالإِبِلِ

تنبيه : سفيان هو ابن عيينة

علل السند : مثلما سبق .

الرواية الثامنة عشرة : الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف لابن المنذر : أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، هِيَ الْعِشَاءُ أَلا إِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالإِبِلِ " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ الْعَتَمَةُ، صَاحَ وَغَضِبَ

تنبيه : سفيان هو ابن عيينة

علل السند :
1 ـ الربيع بن سليمان المرادي , قال مسلمة بن القاسم الأندلسي : ( كان من كبار أصحاب الشافعي وكان يوصف بغفلة شديدة ، وهو ثقة ) .
2 ـ سفيان بن عيينة , وهو مدلس , وقال أحمد بن حنبل : ( أثبت الناس في عمرو بن دينار ، حافظ له غلط في حديث الكوفيين ، وغلط في حديث الحجازيين في أشياء ) , وعبد الله بن أبي لبيد مدني وقدم الكوفة .
3 ـ عبد الله بن أبي لبيد المدني , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء ، وقال : ( مدني ، كان يرى القدر ، يخالف في بعض حديثه ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( كان يقول بالقدر وكان قليل الحديث ) .
4 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف , وهو يرسل .


الرواية التاسعة عشرة : الجزء الثاني من مسند أبي هريرة : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي الْقلُوسِيَّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، يَعْنِي الْعَتْمَةَ ".

علل السند :
1 ـ محمد بن عجلان القرشي , قال أبو جعفر العقليلي : ( يضطرب في حديث نافع ) , وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ( قد سمع سعيد المقبري عن أبي هريرة وسمع عن أبيه عن أبي هريرة فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته ولم يميز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبي هريرة فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما يروي الثقات المتقنون عنه ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ) ، وقال في هدي الساري : ( صدوق مشهور فيه مقال من قبل حفظه ) ,  وقال علي بن المديني : ( ابن أبي ذئب أثبت في سعيد بن أبي سعيد من ابن عجلان ) ، ومرة : ( ليس أحد أثبت في سعيد بن أبي سعيد المقبري من ابن أبي ذئب ، وليث بن سعد ، ومحمد بن إسحاق ، هؤلاء الثلاث يسندون أحاديث ابن عجلان كان يخطئ فيها ) , وقال يحيى بن سعيد القطان : ( لا أعلم إلا إني سمعت ابن عجلان ، يقول : كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وعن رجل ، عن أبي هريرة فاختلطت ، علي فجعلتها عن أبي هريرة ) , وقال يحيى بن معين : ( ثقة ) ، ومرة : ( ثقة أوثق من محمد بن عمرو بن علقمة ما يشك في هذا أحد وكان داود بن قيس يجلس إلى ابن عجلان يتحفظ عنه ويقال إنها اختلطت على ابن عجلان يعني في حديث سعيد المقبري ) .

2 ـ عجلان مولى فاطمة , لم يوثق التوثيق المعتبر .

الرواية العشرون : مسند أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ، عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ "

تنبيه : يحيى بن سعيد هو القطان

علل السند :
1 ـ ابن عجلان , كما سبق .
2 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري , ولقد اختلط قبل موته بأربع سنوات .


الرواية الحادية والعشرون : مسند أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ "

علل السند : مثلما سبق


الرواية الثانية والعشرون : سنن ابن ماجه : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ح وحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ "، زَادَ ابْنُ حَرْمَلَةَ، " فَإِنَّمَا هِيَ الْعِشَاءُ، وَإِنَّمَا يَقُولُونَ الْعَتَمَةُ لِإِعْتَامِهِمْ بِالْإِبِلِ "

علل السند الأول :
1 ـ يعقوب بن كاسب المدني , وهو ضعيف الحديث , كثير الغرائب , يهم .
2 ـ المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي , قال أبو داود السجستاني : ( ضعيف ) , وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ربما أخطأ ) , وقال ابن حجر في التقريب : صدوق فقيه كان يهم ) .
3 ـ محمد بن عجلان القرشي , كما سبق .
4 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري , ولقد اختلط قبل موته بأربع سنوات .

علل السند الثاني :
1 ـ يعقوب بن كاسب المدني , وهو ضعيف الحديث , كثير الغرائب , يهم .
2 ـ ابن أبي حازم ( عبد العزيز بن أبي حازم المخزومي ) , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , وقال أحمد بن حنبل : ( لم يكن يعرف بطلب الحديث ، إلا أنه سمع من أبيه وتفقه ، ولم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه منه ) ، ومرة : ( أما روايته فيرون أنه قد سمع من أبيه وأما هذه الكتب التي عن غير أبيه فيقولون إن كتب سليمان بن بلال صارت إليه ) , وذكره علي بن المديني في سؤالات عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وقال : ( كان حاتم بن إسماعيل يطعن عليه في أحاديث حدث بها عن أبيه ) .
3 ـ عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي , وهو ضعيف , يخطئ ويهم .
4 ـ سعيد بن المسيب القرشي , وهو يرسل .


الرواية الثالثة والعشرون : مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ ؛ فَإِنَّمَا هِيَ الْعِشَاءُ، وَإِنَّمَا يَدْعُونَهَا الْعَتَمَةُ لإعْتِمَامِ الْإِبِلِ "

علل السند :
1 ـ الإرسال .
2 ـ عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي , وهو ضعيف , يخطئ ويهم .
3 ـ حاتم بن إسماعيل الحارثي , قال النسائي : ( ليس به بأس ، وقال مرة : ليس بالقوي ) , وقال أحمد بن حنبل : ( أحب إلي من الدراوردي ، وزعموا أن فيه غفلة إلا أن كتابه صحيح ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صحيح الكتاب صدوق يهم ) ، وقال في هدي الساري : ( احتج به الجماعة ولم يكثر له البخاري ولا أخرج له من روايته عن جعفر شيئا بل أخرج ما توبع عليه من روايته عن غير جعفر ) , وذكره علي بن المديني في سؤالات عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وقال : ( كان عندنا ثقة ) ، ومرة : ( تكلم في أحاديثه عن جعفر الصادق ) .


الرواية الرابعة والعشرون : مصنف ابن أبي شيبة : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّمَا هِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْعِشَاءُ ؛ وَإِنَّمَا يُعْتَمُ بِحِلَابِ الْإِبِلِ "

علل السند :
1 ـ عبد العزيز بن أبي رواد المكي , وهو ضعيف , معروف بسوء الحفظ وكثرة الغلط , وأحاديثه منكرات .
2 ـ فيه اسم مبهم .
3 ـ اضطراب السند , فمرة ( عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ) , ومرة ( حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ غَيْلانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ) , ومرة ( حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ شُرَحْبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ) .

الرواية الخامسة والعشرون : مسند عبد الرحمن بن عوف لأحمد بن محمد بن عيسى : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ غَيْلانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ فَإِنَّهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ الْعِشَاءِ وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْعَتْمَةُ لإِعْتَامِ الإِبِلِ أَحْلابَهَا "

علل السند :
1 ـ عبد الله بن سلمة , وهو منكر الحديث .
2 ـ عبد العزيز بن أبي رواد المكي , وهو ضعيف , معروف بسوء الحفظ وكثرة الغلط , وأحاديثه منكرات .
3 ـ فيه اسم مبهم .
4 ـ غيلان بن شرحبيل , قيل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم , وأنه أسلم يوم الفتح , ولكن لم يوثق التوثيق المعتبر , فهو مستور أو مجهول , وكم ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكان منافقاً , ولم يعلم المسلمون بنفاقه ؟
والصحابي هو من صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ورافقه , وليس كل من رآه أو سمعه صحابياً , فهذا تحريف للسان العربي وتحريف للدين .
5 ـ اضطراب السند , فمرة ( عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ) , ومرة ( حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ غَيْلانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ) , ومرة ( حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ شُرَحْبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ) .

الرواية السادسة والعشرون : مسند أبي يعلى الموصلي : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ شُرَحْبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ، قَالَ: " وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ " ، وَالأَعْرَابُ تُسَمِّيهَا الْعَتَمَةَ، وَإِنَّ الْعَتَمَةَ الإِبِلُ لِلْحِلابِ "

علل السند :
1 ـ عثمان بن عمر , وكان يحيى بن سعيد القطان لا يرضاه .
2 ـ عبد العزيز بن أبي رواد المكي , وهو ضعيف , معروف بسوء الحفظ وكثرة الغلط , وأحاديثه منكرات .
3 ـ فيه اسم مبهم .
4 ـ  غيلان بن شرحبيل , كما سبق
5 ـ اضطراب السند , كما سبق .


الرواية السابعة والعشرون : جامع البيان عن تأويل آي القرآن : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ، مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، قَالَ اللَّهُ: " وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ "، وَإِنَّمَا الْعَتَمَةُ عَتَمَةُ الإِبِلِ "

علل السند : مثلما سبق

تنبيه : محمد بن المثنى , قال فيه صالح بن محمد جزرة : ( صدوق اللهجة ، وكان في عقله شيء ، وكنت أقدمه على بندار ) , وقال عمرو بن علي الفلاس : ( ثقة ، يقبل منه كل شيء إلا ما تكلم فيه في بندار ) .

الرواية الثامنة والعشرون : المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي جزء : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ: " وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ". وَالأَعْرَابُ تُسَمِّيهَا الْعَتَمَةَ وَإِنَّ الْعَتَمَةَ الإِبِلُ الْحِلابُ ".

علل السند : مثلما سبق


الرواية التاسعة والعشرون : السنن الكبرى للبيهقي : وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ، أنا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَنْبَأَ الْفِرْيَابِيُّ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ، أنا عَبْدُ الصَّمَدِ، أنا أَبِي، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ، فَإِنَّ الأَعْرَابَ تُسَمِّيهَا عَتَمَةً "قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ: حَدِيثُ أَبِي مَسْعُودٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فِي صَلاةِ عِشَاءِ الآخِرَةِ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، قَالَ الشَّيْخُ: إِلا أَنَّ الَّذِينَ رَوَوْهُ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَلَى اللَّفْظِ الأَوَّلِ أَكْثَرُ

علل السند :
1 ـ أبو مسعود أيوب بن سويد الرملي , وهو ضعيف الحديث .
2 ـ عبد الصمد بن عبد الوارث التميمي , قال فيه عبد الباقي بن قانع البغدادي  : ( ثقة يخطئ ) .
3 ـ الحسين بن ذكوان المعلم , وهو ضعيف مضطرب الحديث .
4 ـ عبد الله بن بريدة الأسلمي , وهو يروي أحاديث منكرة ويرسل , وذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , قال إبراهيم الحربي : ( روى عن أبيه أحاديث منكرة ) , وقال أحمد بن حنبل : روى عنه حسين بن واقد ( أحاديث ما أنكرها ) , وقال وكيع بن الجراح : ( أخوه سليمان أصح حديثا منه) .

الرواية الثلاثون : معرفة الصحابة لأبي نعيم : فَذَكَرَ لَهُ مَا حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ الْمُقْعَدُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لا تَقُولُوا لِلْعِشَاءِ الْعَتَمَةَ، فَإِنَّ الأَعْرَابَ يُسَمَّوْنَ الْعَتَمَةَ "

علل السند :
1 ـ علي بن عبد العزيز البغوي , مقته النسائي لأنه كان يأخذ على الحديث , وقال الصفدي : ( لم يكن بحجة ) .
2 ـ أبو معمر المقعد عبد الله بن عمر التميمي , ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ، وقال : كتبنا عنه ببغداد ، صدوق متقن ، قوى الحديث ، غير أنه لم يكن يحفظ ، وكان له قدر عند أهل العلم روى عنه عبد الوارث بن سعيد ، وملازم بن عمرو ، روى عنه أبي وأبو زرعة ) .
3 ـ الحسين بن ذكوان المعلم , كما سبق .
4 ـ عبد الله بن بريدة الأسلمي , كما سبق .


الرواية الحادية والثلاثون : مصنف عبد الرزاق : عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: بَلَغَنِي، أَنَّ النَّبِيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَغْلِبَنَّكُمُ الأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاتِكُمْ "، يَعْنِي الْعِشَاءَ

علل السند :
1 ـ الإرسال .
2 ـ معمر وهو ضعيف في العراقيين .
3 ـ عبد الرزاق وفيه كلام .


الرواية الثانية والثلاثون : التاريخ الكبير للبخاري : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا أَبِي، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ غَيْلانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لا تُغْلَبَنَّ عَلَى اسْمِ الْعِشَاءِ "

علل السند :
1 ـ سعيد بن يحيى الأموي , ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ( ربما أخطأ ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة ربما أخطأ ) , وقال صالح بن محمد جزرة : ( صدوق إلا أنه كان يغلط ) .
2 ـ يحيى بن سعيد الأموي , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء ، واستنكر له حديثا , وذكره الترمذي في العلل الكبير ، وقال : ( يهم في الحديث , وقال أحمد بن حنبل : (  كان يصدق وليس بصاحب حديث ) ، ومرة : ( لم يكن له حركة في الحديث ) ، ومرة : ( ليس به بأس ) , وقال ابن حجر في التقريب : صدوق يغرب ، وقال في هدي الساري : ذكره العقيلي بلا حجة , وقال الذهبي : ( الحافظ ، ثقة يغرب عن الأعمش ) .
3 ـ ابن جريج المكي , وهو يدلس ويرسل , وكان قبيح التدليس .
4 ـ تميم بن غيلان الثقفي , ولم يوثق التوثيق المعتبر .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المبحث الخامس : علل المتن

اولاً : النكارة : فتلك الروايات السابقة تأمر بالتحريف وتخالف القرآن واللسان العربي , كما تخالف بعض آثار الأثريين .

والأأمر بالتحريف والحض عليه ليس من عمل الأنبياء أو الصالحين بل من عمل المنافقين الفاسقين , قال تعالى : " الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " [التوبة : 67] .

ثانياً : الاختلاف والاضطراب , فمرة يأمر بتحريف اسم صلاة العشاء ( العشي ) إلى صلاة المغرب , ومرة يأمر بتحريف صلاة العتمة المزعومة إلى صلاة العشاء ( العشي ) .

هذا الاختلاف يدل على أن هذا ليس وحياً بل كذباً وافتراءً , قال الله : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82] .

بل إن نفس السند يروي رواية تأمر بتحريف اسم صلاة العشاء ( العشي ) إلى صلاة المغرب , وتارة يأمر بتحريف صلاة العتمة المزعومة إلى صلاة العشاء ( العشي ) .

وانظر إلى الرواية الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة فهم يدعون إلى تحريف اسم صلاة العشاء ( العشي ) إلى صلاة المغرب.

ثم انظر إلى الرواية التاسعة والعشرون والثلاون فهما يدعوان إلى تحريف صلاة العتمة المزعومة إلى صلاة العشاء ( العشي )  .

مثال :

الرواية الثانية : مسند أحمد بن حنبل : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ "، قَالَ: " وَتَقُولُ الْأَعْرَابُ هِيَ الْعِشَاءُ "

الرواية الثلاثون : معرفة الصحابة لأبي نعيم : فَذَكَرَ لَهُ مَا حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ الْمُقْعَدُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لا تَقُولُوا لِلْعِشَاءِ الْعَتَمَةَ، فَإِنَّ الأَعْرَابَ يُسَمَّوْنَ الْعَتَمَةَ "


الخلاصة

هذان الأثران باطلان , لا يثبتان من جهة السند حيث فيهما رواة متكلم فيهم , فضلاً عن أني أشترط ثبوت سماع الحديث أي التصريح بالسماع وهذا لم يحدث .

كما توجد نكارة واختلاف في متنيهما وهذا يدل على أنهما من الموضوعات وليسوا من الوحي .

ويتبين من الروايات الباطلة السابقة أنه قد تم تحريف صلاتين :
الأولى : صلاة العشاء ( العشي ) وهي فرض ووقتها آخر النهار أو وقت غروب الشمس , وتم تحريف اسمها إلى صلاة المغرب , ثم حرفوا وقتها من عند غروب الشمس إلى ما بعد غروبها .

الثانية : صلاة الليل ومنها الصلاة وقت العتمة  , وهي نفل , وقد تم تحريف اسمها إلى صلاة العشاء , ومن ثم صارت فرضاً لأن صلاة العشاء ( العشي ) فرض , كما تم تحريف وقت العشاء من وقت غروب الشمس إلى وقت العتمة أي الوقت الذي يلي الغسق .

كما أنبه على عدة نقاط :
النقظة الأولى : صلاة المغرب لم تذكر في القرآن .
النقطة الثانية : إذا أردت بصلاة المغرب الصلاة عند غروب الشمس أو وقت الغروب فهي إذاً صلاة العشي أو العشاء أو الأصيل أو الآصال أو صلاة الطرف الآخر للنهار , كما ذكر في القرآن وليس اسمها بصلاة المغرب .

ويفترض أن تكون الصلاة في وقتها المبين في القرآن , ويفترض أن تسمى الصلاة تبعاً لذلك الوقت التي صليت فيه , فلا يعقل أن تسمى الصلاة بوقت آخر أو أن يكون وقت صلاة العشاء في غير العشي .

النقطة الثانية : إذا أردت بصلاة المغرب الصلاة بعد انتهاء غروب الشمس , فهي صلاة الليل وليست من النهار في شيء , لأن الليل يبدأ من بعد انتهاء غروب الشمس , قال تعالى : " ... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ... " [البقرة : 187] .

وصلاة الليل نافلة وليست فريضة , قال تعالى : " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا " [الإسراء : 79]

فإذا ما صليت صلاة الليل بعد انتهاء غروب الشمس مباشرة أي وقت الغسق سميت صلاة الغسق على اسم الوقت الذي صليتها فيه , وإذا ما صليتها وقت العتمة سميت صلاة العتمة , وإذا ما صليتها وقت السُّدْفَة سميت صلاة السُّدْفَة , وإذا ما صليتها وقت الفَحْمَة سميت صلاة الفَحْمَة , وإذا ما صليتها وقت الزُّلَّة سميت صلاة الزُّلَّة , وإذا ما صليتها وقت الزُّلْفة سميت صلاة الزُّلْفة , وإذا ما صليتها وقت البُهْرَة سميت صلاة البُهْرَة , وإذا ما صليتها وقت السَّحَر سميت صلاة السَّحَر .

وهذه التسميات من عندي قياساً على تسمية صلاة الليل وقت العتمة بصلاة العتمة عند الأعراب .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين