الأحد، 30 أغسطس 2015

لست أول من قال بأن عدد الفروض اثنان ولكني أول من قال أن الصلاة ثلاث صلوات فرضان ونافلة

رسالة
بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

فصل
لست أول من قال بأن عدد الفروض اثنان ولكني أول من قال أن الصلاة ثلاث صلوات فرضان ونافلة

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : يوم أَوَّل ( الأحد ) الموافق 15 من ذي القعدة 1436 هـ , 30 / 8 / 2015 م 

في شهر 1 / 2015 م كنت أحقق أثر "سبحان ربي العظيم" فتبين لي بطلانه , فتعجبت , وقلت في نفسي هل الصلاة محرفة ؟

ثم تذكرت أنني تعلمت في الأزهر الفاطمي ثم على أيدي السلفيين أن الصلاة كانت فرضين اثنين ثم تم نسخ هذا العدد بأثر الإسراء والمعراج ومن ثم صارت خمسة فروض .

وقلتُ في نفسي : أنا ضد نسخ الأثر للقرآن فهو مخالف للقرآن نفسه ـ وهذا قبل تحقيقي لأثر الإسراء والمعراج الذي سميته بعد ذلك بأثر الشِّعرة ـ .

وكنت أظن أني سابق في القول بأن عدد الفروض اثنان , ولكن تبين لي أني مسبوق , فلقد سبقني صقر تميم ( saqer-tamim ) بثلاث سنوات إلى هذا القول .

ولكني أقول أن الصلاة ثلاث صلوات , وهي فرضان ونافلة , والفرضان هما الفجر والعشاء , وهما يصليان في طرفي النهار ,والنافلة هي صلاة الليل أو التهجد , وأنا أول من قال ذلك في هذا الزمن فيما أعلم ذلك , ولله الحمد أن هداني .

وهذا القول هو الحق المبيَّن في كتاب الله , فهو موافق لآيات الله وموافق لما كان عليه النبي والمؤمنون قبل حدوث التحريف , بل موافق لشرع من قبلنا المبيَّن في كتاب ربنا .

وقولي السابق مخالف لما قاله صقر تميم , فقد قال صقر تميم : ( ليس هناك صلوات ليلية ونهارية ،هناك صلاة في نقطة تلاقي الليل بالنهار وصلاة في تلاقي النهار بالليل. ) انتهى .

وهذا خطأ , فالفجر والعشاء يصليان في طرفي النهار , وطرف الشيء جزء منه , أي أنهما يصليان بالنهار , وتوجد كثير من الآيات تأمر بالصلاة بالليل وهي التهجد أو القيام .

موضوع صقر تميم :

لقد كتب صقر تميم موضوعاً في 31 / 01 / 2012 م  بعنوان ( صلاتين لا خمس ، يامسلمين..! ) , على منتدى العقلانيين العرب , على الرابط التالي :
http://www.arab-rationalists.net/forums/showthread.php?t=5224

قال صقر تميم saqer-tamim : 

صلاتين لا خمس ، يامسلمين..!

31-01-2012, 09:07
AM

ربما يبدو الموضوع مثيراً لدى البعض ،ويخلط الأوراق على آخرين،لكن ذلك لا يبدو من الأهمية بمكان ،قدر ما يهم الباحث،من صدق تحقيق اللفظ على صدق معناه.
إيماناً بهذا المبدأ سأضع ،العمود الفقري لجميع ملل المسلمين ،و المتمثل في الصلوات الخمس،على محك النص القرآني لاختبار صدق ما يدعونه ،من صحة قراءتهم لنصوص بشكل صحيح، ويتبعها قطعاً ؛الوقوف على حقيقة دين المسلمين المحرف.

يعتقد المسلمون أن الصلوات فرضت خمساً،ويجعلون مسلكهم في إثباتها ذلك حادثة المعراج (المزعومه) ،وما شبهها من مرويات .من يخالفهم في تلك المرويات ،قولاً لا فعلاً،، يأخذ عنهم منحى أخر جانبي في ذات الاتجاه،لا يختلف كثيراً في عمومه عن التيار العام للمسلمين،فيقضي بجعل التواتر الفعلي عبر القرون الماضية ، برهاناً على التشريع الإلهي لصلوات الخمس،ويفرقون بين ما يورث مشاهدة ،وما يروى سماعاً ومشافهة.
ليس في الأمر مفارقة تستحق التأمل،أبعد ما في الأمر شغب فكري أو ضرب من السفه.إذ ما الفرق بين أن يؤمن المرء ،بصلوات خمس بلغته قولاً وفعلاً،وبين أن ينفيها قولاً ويمارسها فعلاً .. لا أدري ربما يستهويني التطرف ،و أجد القضية برمتها .. تهريج.
و يكفي في فساد ما يسلكونه في اثباتها ،فعلاً لا قولاً ،وأعني التواتر الفعلي، عدم وقوفهم على الاتصال طيلة تلك القرون الماضية،وكما يطالب المرء بإثبات الانفصال يطالب فيه اتصالاً ولا فرق،فمجرد التوارث ليس طريقاً في البرهنة على أي شيء. ويكفي في فساده أخرى،حكمهم ببطلان صلوات اليهود والمسيحيين والصابئة.فالقول باستحالة الانقطاع هناك وإمكانيته هنا ،،، محض عبث.
وفي فساده ثالثة؛أنه ذات الطريق الذي يستدل به المشركون على ماورثوه عن آباءهم من الضلال،،
وحتى يسوغوا لأنفسهم ذلك ، خرجوا بقاعدة عصمة الأمة من الخطأ ، ليركنوا لما هم عليه من الضلال. ولا يخفى على عاقل أن القول بعصمة الأمة ضرب من التخريف ،يرده الواقع حالاً ومآلا.

وبعيداً عن الجهة المقترح أنها فرضت الصلوات الخمس على المسلمين،وإلى ماذا ترمز تلك الصلوات، سأسلك في بيان الصلاتين التي فرضها الله سبحانه وتعالى ،مسلكين:
الأول: الآيات التي تثبت الصلاتين من كتاب الله ،تصريحاً،تلميحاً،وضمناً ،وفي إثبات الصلاتين نفي لصلوات الخمس أن تكون من عند الله .
الثاني: وجود أصل لتلك الصلاتين في كتب المسلمين ،من صريح أقوال علمائهم،و أنها كانت صلاتين ثم نسخت..!

المسلك الأول: إثبات الصلاتين من كتاب الله تعالى :
إذا نظرنا لكتاب الله العظيم ،وجدناه ينبه على صلاتين فقط ،في مواضع كثيرة،فمرة تصريحاً في بيان وقتها ابتداءً وانتهاء،وفي أخرى إشارة لعظم وقتيهما،وهي صلاة حركية وليست رمزاً،وهما :

الصلاة الأولى : صلات الغداة ، ووقتها من ظهور الفجر، وتقديرها؛من طلوع الفجر حتى تطلع الشمس وتنفصل عن الأفق .

الصلاة الثانية: صلاة العشي، ووقتها من ملامسة قرص الشمس للأفق غروباً ،إلى غسق الليل ،وهو طغى الظلمة على نور النهار .

الآيات التي ذكرت الصلاتين :
1- {
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ هود114
قال ابن كثير،عند هذه الآية: ( وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء ،فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان؛صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها )(1)
اعتراف صريح من عالم كبير ،يعد من كبار علماء السنة،أن الصلاة كانت اثنتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها،ثم نسخت..!!
فمن الذي نسخها إلى خمس..؟ ومن الذي وضع أحاديث النهي عن الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.. ليبعد الناس عنها.. !!

2- {
أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً الإسراء78

3- {
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا طه130 ، قال صاحب الدقائق: ( وكان فرض الصلوات الخمس ليلة المعراج وهي ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا من مكة إلى السماء وكانت الصلاة قبل الإسراء صلاتين : صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها .(2)

3-
ذكر الوقتين ( الغدو والآصال) والتنبيه على أهميتهما ،يدل دلالة بالغة على أنهما وقتي الصلاة،التي فرضها الله سبحانه وتعالى:
أ- {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ الأعراف205
ب- {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ الرعد15
ج- {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ *رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر وإقام الصلاةالنور36
د- {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً الكهف28
هـ- وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ آل عمران41
و- {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُالأنعام52
ز- {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ص18
ح- {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ غافر55

وفي التحفة: ( إن الفرض أولا كان صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها والحجة في قوله تعالى : فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ونحوها من الآيات)(3) إقرار صريح من عالم معتبر أن كل تلك الآيات في الصلاتين.

4-
في قصة سليمان عليه الصلاة و السلام ،حيث أخبر المولى عنه بقوله:{فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ص32 ، فعلى القول بأن ما توارت بالحجاب هي الشمس ،عندما غابت ولم يدرك بذلك صلاة العشي، تكون الآية واضحة في أن وقت الصلاة ابتداءً قبيل الغروب ،وليس بعده.

5-
عدم ورود الصلوات الخمس في آية العورات.
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ النور58 ، أين بقية الصلوات ؟! ولما وقت في الظهر بوضع الثياب ،وقت في الفجر والعشاء بلفظ " صلاة"؟!
الآية واضحة في بيان المفروض من الصلوات ،من يخالفونها في إقامة الصلوات الخمس يتبعون الموروث ،والتوارث ليس برهاناً على أي شيء.

وكل ما قيل في دعوى النسخ،كما سيأتي في المسلك الثاني ،كلام مجرد عن أي دليل يسنده من كتاب الله ،لأنه من غير المعقول ولا المقبول عقلاً، أن ينزل الله سبحانه وتعالى كل تلك الآيات في وجوب الصلاتين ،ثم ينسخها بحديث المعراج المفترى .. !

يليه بإذنه تعالى المسلك الثاني ،،،،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(
1) تفسير ابن كثير ج2 ،ص 478 ، دار المعرفة،الطبعة التاسعة 1417/1997م .
(
2) ج1 ،ص 257 – البحر الرائق شرح كنز الدقائق.
(
3) تحفة الأحوذي ،، ص170 ، شرح حديث( 3323) باب سورة الجن، دار الكتب العلمية.
توقيع saqer-tamim

ـــــــــــــــــــــــــــ

انتهى

كما كتب صقر تميمsaqer-tamim  رداً على أبي علاء على الرباط السابق في الشاركة رقم 6 , بتاريخ 31-01-2012, 08:29 PM ,

قال صقر تميم :

أهلا بك ،أخي الكريم أبو علاء،،،،
أتفق معك أن المقال لربما كان فيه شيء من الحدة؛ذلك أنه نتج عن نقاش مع بعض السنة ووضعته في احد المنتديات ،ثم نقلته بعد فترة هنا ،دون أن أعالجه معالجة جذرية ،تخفف من تلك الحدة،فلك العذر والعتب معاً.

قولك: ( نحن كمسلمون لا نعتقد بالصلوات استنادا الى المرويات ...  )


وإذا كنت لا تعتقد بثبوتها رواية،فأنت قطعاً تؤمن به توارثاً،و استحالة الانقطاع نظراً لأن الجميع يصلي.
ألا يجري على صلوات الملل الأخرى من التدليل ما يجري عليك هنا،أم كان ما أنتم عليه بدعاً من أمم..!!
اخي الكريم ، يبدو رأيك أكثر هشاشة من رأي بقية المسلمين ؛ذلك أنهم قالوا بعصمة الأمة،وهذا جعل أمر تحريف الصلوات أمراً مستحيلاً، على الاقل بالنسبة لهم،بصرف النظر عما هم فيه من الوهم، لكن ما لا أفهمه ،أن يقول قائلٌ؛بنفي العصمة وجواز الخطأ على الأمة ثم يقول بصحة الصلوات الخمس وثبوت فعلها عن النبي الكريم. 

(فالصلوات الخمس كانت منذ فرضها قبل أن يكون هناك أي تدوين للروايات الذي بدأ في نهاية القرن الثاني للهجرة.فلا يعقل أن الناس كانت بدون صلاة كل هذه المدة(

أخي من أين لك بهذا الكلام .. ؟! أنت رجل أكاديمي ،، وعلمياً هذا الكلام المرسل غير مقبول ،برهن على الاتصال كما تطالبنا بالبرهنة على الانفصال.بل على العكس الاصل الانفصل حتى يقوم دليل الاتصال،وهذا من العجز بمكان.

بالنسبة لموضوعك عن المعراج ، فاعتذر حقيقة لم أطلع عليه ،ورأيي في المسألتين إجمالاً؛ثبوت الإسراء حقيقة ببدن النبي الكريم ،ونفي العروج جملة وتفصيلاً،وهذا رأي استقته من قراءة مجموعة من البحوث في هذه المسألة ،ولم يظهر لي صواب من قال بالعروج ،،,لكن ضع رابط موضوعك مشكورا ،سأقوم بمراجعته وأدلوا بما لدي ،فإن شئت فخذ وإلا فذر.

قولك( فرفضك له وعدم اقتناعك به لا يجب أن تتخذه دليلا... )

المشكلة أخي الكريم ،أن طلب الحقيقة هنا بعيد المنال، فالنقاش في أمر كهذا يتعذر الوقوف عليه،ومن ثم فالمعيار العلمي ،منتفي. 
أعلم أن ما يجري هنا يلزمني في ثبوت القرآن،لكني لا أضع ثبوت القرآن عن الله سبحانه على معيار علمي ذلك أن ما ينطلق منه المرء هنا ،نابع من قضايا إيمانية،وهي أمر يشاركني فيه أبو علاء وغيره من المسلمين، من هنا ألتزم بلفظ النص القرآني ،منطوقاً ومفهوماً،وأضع كل ما يأتيني من موروث على محكه،لاختبار صدق مرجعيته لتشريع الإلهي، ما خرج عن ذلك فهو دخل يجب نفيه. هذه منهجيتي في البحث.

ثم أن التوارث شيء والتواتر الفعلي شيء آخر

نعم التوارث اعم ،لكن أين المفارقة بين ما ورثته فعلاً وما ورثته الأمم الأخرى. يعني الأمر مفضي لجعل المسلمين شعب الله المختار،وهذا غير مقبول عقلاً.ناهيك عن أن صلاة أغلب المسلمين لا تنهاهم عن شيء،الامر الذي يحتم على كل عاقل مراجعة أمرها. عن نفسي صليت خمساً ردحاً من الزمن ولم أجد في تلك الصلاة شيئاً،كما وجدته في الصلاتين .
الإنسان يفنى عمره في البحث عن شيء لا يعرف ما هو ؟ يشعر أنه بحاجته لكنه لا يجده ولا يعرف السبيل اليه ولا ما هذا الشيء ،،عن نفسي أزعم أني وجدته،،من حقك التخصص .لكن هذا الكلام لا يفهمه عبدة الماديات ،

قولك( فأصل العبادات ..................... )
هذه هي القضية الجوهرية التي أخالفك فيها ،فالقرآن اشتمل على كل ما يتعلق بالعبادات جملة وتفصيلاً ،وهو دستور في ذلك بين العبد وربه.أنت في عبادتك لا تحتاج لفصول وقوانين،بضع كلماتك تكفيك ،الدين ليس معقداً يحتاج لفقيه نابغه القرآن سهل يسير فقط لنتجرد من الموروث ،وهذا مالم يفهمه الفقهاء حين ألفوا المجلدات والفصول والأبواب والحواشي في أمر العبادات وعلاقة العبد بربه،العلاقة إيمانية محضة لا تحتاج لفصول وأبواب وشروح كذلك الزبد..
فالمسلمون يظنون أن القرآن اشتمل على الأحكام إجمالا والتفاصيل جاءت في غيره،دع عنك فعلية أو قولية،فحقيقة ليس في الأمر مفارقة تستحق التأمل،بل على العكس من أثبت سنة فعلية ونفى القولية يعيش حالة من التناقض وحالة من اللاشعور. 

-المقارنة مع الديانات الأخرى لا تصح - وخصوصا في مسألة الصلاة - لاعتبارات عدة أبرزها أن هاته الديانات لا يستقيم فيها حتى الأصول فبالأحرى الفروع، ثم أي صلاة لهم لكي يختلفوا فيها ؟؟؟
المسيحيون يعتبرون طقوسهم صلوات وكذا اليهود، لما أبطلت ما هم عليه وصححت ما أنت عليه؟! 

قولك ( تضفي عليه شيء من المصداقية ....)
وما المانع إن كان المخالف يؤمن بتلك الأقوال وتلك المرويات ،،، ما أريد قوله أن ما فهمته من ان الوارد في القرآن صلاتين ، هو شيء فهمه غير واحد من العلماء الذين تناولوا تفسير القرآن ،ليس بحثاً عن سلف،بقدر ما هو إجراء ما فهمته عليهم بما فهمه مفسريهم،هذا غير المرويات التي تقول صراحة أن الصلاة كانت اثنتين وقولهم أن نصوص الصلاتين منسوخه،ما اعنيه تحديداً القول بالنسخ دخيل على النص القرآني ،فإما أن يثبت الناسخ بقطعية توازي قطعية النص القرآني أو تنهار الصلوات الخمس وتثبت الصلاتين تماشياً مع النص القرآني .

ليس هناك صلوات ليلية ونهارية ،هناك صلاة في نقطة تلاقي الليل بالنهار وصلاة في تلاقي النهار بالليل ،سمي ما شئت.
يا أخي لا تقع في نفس المغالطة التي وقع فيها غيرك،فأنت شخص مطلع ،و لا يخفى عليك أن العشي هي العشاء وان الخلاف في تسميتها بالمغرب ونقل مسمى العشاء إلى الصلاة التي ابتدعت وكانت تسمى العتمة راجع المسألة جيداً،ووصف من سماها بالأعراب.
فالعشاء والعشي والعصر والأصيل ،كلها مسميات لوقت واحد متداخل في البعد الزمني، فالعشاء هو أخر النهار تأمل ( إذ عرض عليه بالعشي ) والعصر هو أخر الشيء ،وهو ما قبل الغروب وقت اعتصار الشمس ولفظها أخر أنفاسها ،هل يعقل ان يكون العصر في منتصف النهار،
القرآن نبه مراراً على صلاتين ،قبل الغروب وقبل طلوع الشمس أين هاتين الصلاتين ، المسلمون اليوم يتعمدون ايقاع الصلاة بعد الغروب ،بل المصلي وقت الغروب ووقت الشروق ،شيطان يجب أن يلعن!!
من الذي وضع تلك الاحاديث التي تذم من صلى هناك وتصفه بالمنافق....النظر النظر ابا علاء.

قولك( لن أنهك عقلي .... )

الأمر لا يحتاج إنهاك عقلي، الناس واقعة تحت الموروث لذلك لا تستطيع عقولهم تناول اللفظ القرآني مجرداً عما ورثوه ،من منطلق ايماننا بالقرآن العظيم ،وأعني من يؤمنون بالقرآن هادياً ،ينبغي أن نتناول اللفظ مجرداً عن أي دخيل ... تعامل مع النص القرآني بعربيتك فقط وسترى الحقيقة.

تقبل أجمل التحايا 
توقيع saqer-tamim

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى


ولما رأيت أني لست بسابق في القول بأن عدد الفروض اثنان وجب علي التنبيه حتى لا أكون ممن يزعم ما ليس له , كما وجب علي تعديل هذا الخطأ في رسالتي .

ولكني أقول : بفضل الله وهداه أنا أول من قال بأن الصلاة ثلاث صلوات وهي فرضان ونافلة , وهذا مخالف لما قاله بنور صالح , فلقد قال بأنهم ثلاث فروض .

والخلاصة :

إن الصلاة فيها خمسة أقوال :

القول الأول : قولي أنا محمد الأنور , وهو أن الصلاة ثلاث صلوات وهي فرضان ونافلة , والفرضان هما الفجر والعشاء ويصليان في طرفي النهار , والنافلة هي التهجد وتصلى ليلاً .

وهذا هو القول الصحيح لأنه موافق للقرآن وشرع من قبلنا المبين في القرآن .

القول الثاني : قول صقر تميم , وهو أن الصلاة عبارة عن صلاتين  وليس هناك صلوات ليلية ونهارية ،هناك صلاة في نقطة تلاقي الليل بالنهار وصلاة في تلاقي النهار بالليل .

ولقد أخطأ صقر تميم كما بينت سابقاً

القول الثالث : قول بنور صالح , وهو أن الصلاة عبارة عن ثلاثة فروض .

ولقد أخطأ بنور صالح في العدد والأسماء والأوقات والكيفية , كما بينت في الفصول التي وجهتها إليه .

القول الرابع : قول الشيعة , وهو أن الفروض خمسة في ثلاثة أوقات , كما ابتدعوا نوافل كثيرة .

ولقد أخطأت الشيعة في العدد والأسماء والأوقات والكيفية , كما بينت سابقاً .

القول الخامس : قول السنة , وهو أن الفروض خمسة في خمسة أوقات , كما ابتدعوا نوافل كثيرة .

ولقد أخطأ السنيون في العدد والأسماء والأوقات والكيفية , كما بينت سابقاً .

وأسأل الله أن يهدينا للحق وأن يتقبل مني ومن كل مجتهد

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


السبت، 29 أغسطس 2015

الاختلاف في عدد فروض الصلاة

بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة

الاختلاف في عدد فروض الصلاة

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : يوم مُؤْنِس ( الخميس ) , 12 من ذي القعدة 1436 هـ , 27 / 8 / 2015 م .

الرأي الأول : وهو الرأي الوحيد الموافق للقرآن واللسان العربي , فلله الحمد أن هداني للحق , وهو :  أن عدد الفروض فرضان , وهما الفجر والعشاء , أما صلاة الليل فهي نافلة .

والليل يبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر , أي أن أي صلاة في هذا الوقت هي من صلاة الليل , وصلاة الليل نافلة , وتصلى في البيوت , والأَولى أن تصلى تهجداً , وليس في أول الليل .

ولقد هداني الله إلى هذا القول في شهر 1 / 2015 , بعدما حققت أثر "سبحان ربي العظيم" , ووجدته باطلاً , فقلت في نفسي : هل الصلاة محرفة أيضاً ؟ ثم تذكرت أننا تعلمنا في الأزهر الفاطمي غير الشريف ثم بعده على أيدي فرقة السلفيين الضالة أن الصلاة كانت فرضين ثم نسخ هذا العدد بأثر الإسراء .

وعندما تذكرت ذلك استنكرته لأني أؤمن بأن الأثر لا ينسخ القرآن , فعندئذ قلت إذاً عدد الفروض كما هو فرضان اثنان , ولكني وقفت أمام كلمة العشاء , وسألت نفسي : هل هي صلاة ثالثة ؟ وقلت لا , فيجب علينا رد المتشابه والمجمل إلى المحكم والمبين , وبالرجوع إلى كل آيات الصلاة لن نجد فرضاً ثالثاً , وتدبرت كلمة العشاء  فوجدتها مأخوذة من العشي وليس من العتمة , فهذه كلمة وتلك كلمة أخرى وهذا وقت وذلك وقت آخر .

ولقد جمعت آيات الصلاة في القرآن ـ والتي تبين عددها وأسماءها ووقتها وكيفيتها ـ , فالصلوات مبينة في القرآن المبين والمفصل في نفسه والتبيان والتفصيل لكل أمور الدين .

ثم رتبت آيات الصلاة حسب النزول , حتى يكون أقوى رد على دعاة نسخ العدد , فكل الآيات النازلة بعد تاريخ الإسراء هي أيضاً تأمر بثلاث صلوات فقط وليس خمس صلوات أو ست .

وجمعت أدلة من آثار الأثريين والقياس وشرع من قبلنا والحكمة على أن الصلوات فرضان ونافلة , وحققت الكثير من آثار الفرق الضالة .

ولقد بدأت نشر المدونة في تاريخ 31 / 1 / 2015 م .

وأقول : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ .

قال الله : " قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " [هود : 88]

ولا أريد من مخلوق جزاءً ولا شكوراً , ولن أتكبر على أحد , فكم من ضال خير مني , وكم من جاهل لا يعلم الصلاة الصحيحة أحسن مني , بل إن ممن لا يصلي من هو خير مني , وكيف أتكبر على جاهل لا يعلم الصلاة الصحيحة وقد كنت مثله إلى وقت قريب ويكفي قول الله : " كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ " .

قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " [النساء : 94]

ولقد ظننت أني سابق في القول بأن عدد الفروض اثنان , ولكن تبين لي أن صقر تميم ( saqer-tamim ) تكلم قبلي بثلاث سنوات , ولكنه أخطأ وقال : ( ليس هناك صلوات ليلية ونهارية ،هناك صلاة في نقطة تلاقي الليل بالنهار وصلاة في تلاقي النهار بالليل. ) انتهى .

وأقول إن الصلاة ثلاث صلوات , وهي فرضان ونافلة , والفرضان هما الفجر والعشاء , وهما يصليان في طرفي النهار ,والنافلة هي صلاة الليل أو التهجد , وأنا أول من قال ذلك في هذا الزمن فيما أعلم ذلك , ولله الحمد أن هداني .

ولقد أخطأ صقر تميم لأن الفجر والعشاء يصليان في طرفي النهار , وطرف الشيء جزء منه , أي أنهما يصليان بالنهار , وتوجد كثير من الآيات تأمر بالصلاة بالليل وهي التهجد أو القيام .

انظر فصل : لست أول من قال بأن عدد الفروض اثنان ولكني أول من قال أن الصلاة ثلاث صلوات فرضان ونافلة
http://mohammedelmadany5.blogspot.com.eg/2015/08/blog-post_30.html


الرأي الثاني : رأي بنور صالح , وهو أن عدد الفروض ثلاثة : الفجر , الصلاة الوسطى , العشاء .

الفرض الأول : الفجر , وقال بنور عن وقت الفجر : ( لمعرفة بداية الفجر ننظر إلى السماء فيجب أن نرى الليل والنهار في آن واحد وهما ينفصلان ، وذلك عندما تنظر إلى السماء فيبدو لك أن الظلام لا زال غالبا فتقول لا زال الليل لم يخرج بعد ، وفي نفس الوقت يبدو لك أن الضوء أصبح غالبا فتقول أن النهار قد ظهر وأصبح جليا ، فذلك الوقت الذي ترى فيه الإثنين هو بداية الفجر ويستمر الفجر في الإنفجار إلى أن ينفصل الليل تماما عن النهار ) (معنى دلوك الشمس , بنور صالح )   ., وقال : ( تنتهي الصلاة مع إنتهاء الطرف الأول من النهار ، ويعرف هذا الحد بقوله تعالى   "وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس" إذن فطلوع الشمس هو الذي يعطينا حد الطرف الأول من النهار ، والله يأمرنا فيقول لنا سبح قبل ذلك أي صل قبل ذلك ، فعلينا أن نبقى في صلاة ما دام الشمس لم تطلع ، وذلك هو مقدار الصلاة الذي حدده الله ) (معنى دلوك الشمس , بنور صالح )  . ( وقال : ( الصلاة في بداية النهار تنتهي قبل طلوع الشمس وذلك حدها في بدايته ) ( رفع الشبهات عن الصلاة , بنور صالح ) .

والفرض الثاني : الصلاة الوسطى , ووقتها عند بنور صالح من دلوك الشمس إلى غروبها .

والفرض الثالث : العشاء , ووقتها عند بنور صالح من غروب الشمس إلى شدة ظلمته .

وقال بنور : ( أي أن هناك صلاتين متتابعتين ، واحدة في آخر النهار ابتداء قبل غروب الشمس ، تليها أخرى مع بداية الليل وتنتهي بغسقه ) . ( رفع الشبهات عن الصلاة , بنور صالح ) .

انظر موقع بنور صالح :

معنى دلوك الشمس 

الصلاة الوسطى التي أنزل الله 

رفع الشبهات عن الصلاة 

ولقد اجتهد بنور صالح ولكنه أخطأ في بعض الأشياء , وليس منا أحد إلا وله أخطاء , فالإنسان ليس بمعصوم , ولكن يكفي له شرف الاجتهاد الذي تقاعس عنه مليارات من المقلدة , فأسأل الله تعالى أن يهدينا إلى الحق وأن يرضي عنا .

ولقد وقع بنور صالح في هذا الخطأ لأنه لم يتدبر كلمة العشاء , وكلمة الغسق , فالعشاء من العشي وليست من العتمة , والغسق هو البداية والظهور وليس الشدة .

والصواب كما قلت سابقاً أن الصلاة فرضان ونافلة , فالفجر والعشاء ( العشي أو الأصيل أو الآصال ) هما الفرضان , أما الصلاة من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر فهي صلاة الليل وهي نافلة تصلى في البيوت وليس المساجد , والأفضل أن تصلى تهجداً وليس في أول الليل .

الرأي الثالث : أن عدد الفروض خمسة , ولقد انقسم من يقول هذا الرأي إلى قسمين :

القسم الأول : الشيعة , وهم يرون أن عدد الفروض خمسة ولكنها تصلى في ثلاثة أوقات وليس في خمسة .

فلقد تدبرتْ الشيعة كتاب ربها فوجدت فيه ثلاثة أوقات , لذا قالوا أن أوقات الصلاة ثلاثة وليست خمسة , ولكنهم ضلوا حينما أخذوا آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين , والتي هي مشحونة بخمسة فروض , لذا جعلوا عدد الفروض خمسة ولكنها تصلى في ثلاثة أوقات , ومن ثم يقولون بوجوب جمع الظهر مع العصر وجمع المغرب مع العتمة .

قالت الشيعة تحت عنوان ( أوقات الصلوات وأدلة الجمع بين الصلاتين في الكتاب ) :
( ( ... الآية الأولى في سورة هود: "وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " . التحقيق حول الآية الكريمة: صرح الفقهاء والمفسرون من الفريقين أن الأمر بإقامة الصلاة في هذه الآية الكريمة وارد على الصلوات الخمس المكتوبة، وأن المراد من الحسنات التي تذهب السيئات إنما هو الصلوات نفسها. وهذا هو الظاهر منها. وقيل: الحسنات هي الصلوات وسائر أنواع الطاعات، كما جاءت في هذه المعاني روايات صريحة سيمر عليك بعضها. والآية (كما ترى) تعّرضت لأوقات إقامة الصلاة فجعلتها ثلاثة فقط هي: (طَرَفِي النَّهَارِ) والظاهر – وظواهر القرآن حجّة - إن المراد من الطرفين هو الطرف الأول من النهار، والطرف الثاني منه..فهذان وقتان، و(وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ) أي ساعات قريبة من الليل، وهذا الوقت الثالث. ولما كانت صلوات النهار ثلاث: الصبح والظهر والعصر، فيكون الصبح في الطرف الأول من النهار، ويكون وقت الظهر والعصر معاً في الطرف الثاني منه، ويبتدئ من زوال الشمس ظهراً وينتهي بغروبها. وصلاة الليل الواجبة إنما هي المغرب والعشاء فيكون وقتهما معاً مبّيناً في قوله: ( وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْل ) . قال شيخنا الطريحي: ( قوله تعالى : " طَرَفِي النَّهَارِ " أي أوله وآخره ) . وقال أيضاً: ( قوله: (وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ) أي ساعة بعد ساعة، واحدتها زلفة كظلم وظلمة، من أزلفه إذا قرّبه، فيكون المعنى ساعات متقاربة من الليل، ومِن للتبيين… والمراد صلاة المغرب والعشاء، والمراد بطرفي النهار نصفاه، ففي النصف الأول صلاة الصبح، وفي النصف الثاني صلاة الظهر والعصر ) . فدّلت الآية إذاً دلالة واضحة على اتساع الوقت وامتداده لصلاتي الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وإن مجموع أوقات الصلوات ثلاثة لا خمسة. وهذا ما مر علينا صريحاً في روايات أهل البيت الذين هم مع القرآن، والقرآن معهم في كل آياته، (لن يفترقا) فاتّبِعهُم.
الآية الثانية في سورة الإسراء: قال تعالى: "أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" . التحقيق حول الآية الكريمة: اتفق الفقهاء والمفسرون من الفريقين إلا من شذ منهم على أن المراد بإقامة الصلاة في هذه الآية إنما هو الصلوات الخمس المفروضة دون غيرها. والآية – كما ترى - قد استعرضت أوقات إقامتها فجعلتها ثلاثة فقط: (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) وهو وقت الابتداء لفريضتي الظهر والعصر مشتركاً بينهما (إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) وهو الانتهاء لفريضتي المغرب والعشاء على الاشتراك بينهما أيضاً (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) لفريضة الصبح خاصة. ودلوك الشمس هو زوالها على ما هو المروي عن النبي(صلى الله عليه و آله) وعن كثير من الصحابة والتابعين، كما أنه مروي عن الإمامين أبي جعفر الباقر وولده أبي عبد الله الصادق (عليهما السلام) ، وعليه اتفاق الشيعة الإمامية في كل العصور، ووافقهم على هذا القول أيضاً أكثر علماء أهل السنة . وروى مالك بن أنس – إمام المالكية - في كتابه (الموطأ) بسنده عن عبد الله بن عمر كان يقول: (دلوك الشمس ميلها). وقال محمد الزرقاني: "ميلها وقت الزوال، وكذا روي عن ابن عباس، وأبي هريرة، وأبي برزة، وعن خلق من التابعين". وأما غسق الليل فهو أما ظلمة الليل في أوله على قول ضعيف، وإما نصف الليل وهذا هو الأقوى والأصح، وهو المروي أيضاً من طرق الفريقين،والمؤيد عند أكثر المفسرين كما سيمر عليك. وعلى هذا يكون إبتداء وقت صلاتي الظهر والعصر من زوال الشمس، ثم يكون انتهاء وقت صلاتي المغرب والعشاء نصف الليل، وصلاة الصبح وقت الفجر، فالآية فيها دلالة واضحة على اتساع الوقت وامتداده للصلوات الأربع من زوال الشمس إلى نصف الليل )) . انتهى (http://iraq.iraq.ir/islam/maktaba-akaed/book61/part2.htm ) .

وأقول : لقد أخطأت الشيعة لعدة أسباب :

السبب الأول : إيمانهم بالآثار , والله تعالى لم يجمع الآثار ولم يحفظها , ولماذا يجمعها أو يحفظها والقرآن كاف كامل مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين وهو ناسخ لما سواه ؟

السبب الثاني : عدم تدبرهم لكلمة "طرفي" , فطرفا الشيء هما أوله وآخره وليس نصفيه كما زعموا .

السبب الثالث : عدم تدبرهم لمعنى كلمة زلفاً , وزلفاً تعني قربات , وليست ساعات متقاربة كما زعموا , فصلاة الليل قربى وليست فريضة .

وإن كانت الآية متشابهة أو مجملة عندهم فليردها إلى المحكم أو المبين , وذلك مثل قوله تعالى : " وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا " [الإسراء : 79] , فهل معنى التهجد ساعات متقاربة في أول الليل ؟ بل إن الصلاة في أول الليل هي ضد التهجد الذي يكون بعد سهر أو بعد نوم .

السبب الرابع : عدم تدبرهم لكلمة نافلة , وكلمة نافلة تعني زائدة أي أن صلاة الليل ليست فريضة .

السبب الخامس : عدم تدبرهم لكلمة دلوك , فدلوك تعني ميل الشمس للغروب وليس ميلها وقت الظهيرة , فالدلوك هو الطرف الآخر للنهار وليس منتصفه .

السبب السادس : عدم تدبرهم لكلمة غسق , فالغسق هو البداية والظهور , وليس شدة الظلمة , وكيف يأمرنا الله بالصلاة في الليل حتى شدة الظلمة , ثم يأمرنا ثانية بالصلاة في الليل ؟


القسم الثاني : وهو أغلب الفرق , مثل القرآنيين والسنيين والسلفيين والصوفية والمعتزلة والإباضية وغيرهم , وتزعم هذه الفرق أن الصلاة كانت فرضين اثنين وهما فرض بالغدو وفرض بالعشي , ثم نسخ هذا العدد بأثر الشِّعرة فصارت خمسين وبعد فصال ومراجعة أصبحت خمساً .

والعجيب أن القرآنيين قالوا بالصلوات الخمس , مثل السنيين وغيرهم , وذلك بالرغم من أن القرآنيين يزعمون أنهم يؤمنون بالقرآن فقط ولا يؤمنون بالآثار , ولكنهم في الحقيقة يؤمنون بالآثار العملية ويقدمونها على القرآن عند التعارض بينهما , فهل هذا من الحكمة أو العقل ؟ وهل أخذ الله عهداً على نفسه بحفظ الآثار العملية ؟ ومن أين أتت الآثار العملية ؟ ألم تكن الآثار القولية هي سبب الآثار العملية وإذا حرف السبب حرفت النتيجة ؟ أليست الآثار العملية مبنية على الآثار القولية وما بني على باطل فهو باطل ؟ من أين أتت الصلوات الخمس ؟ ألم تأت من زعم الفرق الضالة إلغاء أثر الشّعرة لآيات الصلاة ؟

الرأي الرابع : وهو أن عدد الفروض ستة , حيث يجعلون الوتر فرضاً , وهو رأي أبي حنيفة النعمان .


والسؤال لكل الفرق الضالة التي تزعم نسخ أثر الشِّعرة لكتاب الله :

كيف ينسخ الأثر كتاب الله , ومن شروط الناسخ أن يكون آية ؟

كيف ينسخ الآحاد المتواتر , ومن شروط الناسخ أن يكون أقوى من المنسوخ ؟

كيف ينسخ الأضعف الأقوى , ومن شروط الناسخ أن يكون أقوى من المنسوخ ؟

كيف ينسخ غير المتلو المتلو , وهذا فيه اتهام لرب العالمين بعدم الحكمة وبعدم

كيف ينسخ الأغلظ الأخف ومن شروط الناسخ أن يكون أخف من المنسوخ ؟

كيف ينسخ المتقدم المتأخر ومن شروط الناسخ أن يكون متأخراً ؟

هل تؤمنون بأن كتاب الله مبين ومفصل في نفسه ؟

هل تؤمنون بأن كتاب الله تبيان وتفصيل لكل أمور الدين ؟

هل تؤمنون بأن كتاب الله ناسخ لما سواه وهو غير منسوخ ؟

هل تؤمنون بأن كتاب الله كاف كامل وليس بناقص ؟

إذا استطاع أي عاقل أن يجيب على هذه الأسئلة فسأتبعه , إن شاء الله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين



الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

الصلاة من يوم الجمعة هي الصلاة من نهار الاجتماع للتجارة أو الصلاة من نهار السوق

رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

فصل : الصلاة من يوم الجمعة هي الصلاة من نهار الاجتماع للتجارة أو الصلاة من نهار السوق

كتب : محمد الأنور آل كيال :

التاريخ : يوم جُبَار ( الثلاثاء ) , 10 من ذي القعدة 1436 هـ , 25 / 8 / 2015 م .

العجيب أن البعض يفسر القرآن بالآثار الموضوعة التي لقنوها له في صغره , فيزعم وجود خطبة وصلاة في وقت ظهيرة يوم العروبة وأنها ركعتان واسمها صلاة الجمعة , وأنها مذكورة في القرآن .

والحق أن خطبة وصلاة الجمعة المبتدعة هي من قبيل تحريف المحرَّف أو الابتداع في المبتَدع , فصلاة الظهر بدعة ولقد حرفتها الفرق الضالة فجعلتها خطبة الجمعة وصلاة الجمعة يوم العروبة .

ولكي نعلم الحق لا بد أن نرد الحكم إلى الله تعالى وليس إلى مغفل أو مدلس أو وضاع .

قال الله : " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ " [الشورى : 10]

وحكم الله في كتابه , قال الله : " وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ " [الرعد : 37]

قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) " ( سورة الجمعة ) .

ورغم أن الآيات مبينة فالقرآن نزل بلسان عربي مبين , إلا أنها متشابهة عند البعض , وكان يجب على من جهل معناها أن يردها إلى المحكم والمبين لا أن يردها إلى آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين .

كما كان يجب عليه أن يبحث في اللسان العربي عن معناها , لا أن يقلد المحرفين .

فيوم الجمعة هو يوم خاص بالتجارة , كما هو مبين في الآيات .

ولكننا نرى الإخوة الأثريون يقولون أن المعنى هو : إذا نودي لصلاة الجمعة من يوم العروبة فاسعوا إلى الإنصات إلى الخطيب وصلاة الجمعة وذروا البيع .

وهذا الفهم باطل لأسباب كثيرة منها مفهوم المخالفة , فبمفهوم المخالفة : إذا نودي للصلاة من ليل الجمعة أو يوم وليل غير الجمعة فلا تسعوا إلى ذكر الله ولا تذروا البيع .

فهل يقول الإخوة الأثريون بذلك ؟

نتدبر معاً معنى كل كلمة :

أولاً : ما معنى يوم ؟

اليوم هو النهار , ويبدأ من بداية طلوع الشمس وينتهي بنهاية غروب الشمس .

أي أن الله أمرنا إذا نودي للصلاة من نهار الجمعة أن نسعى إلى ذكر الله وأن نترك البيع , ولم يأمرنا بفعل ذلك بالليل وذلك بمفهوم المخالفة , وهذا هو الحق , لأنه يوافق بقية آيات القرآن , مثل :

قوله تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) " ( النور ) .

وقوله تعالى : " فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " [الأنعام : 96]

وقوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا " [الفرقان : 47]

وقوله تعالى : " وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) " ( النبأ ) .

فالصلاة في المسجد تكون بالنهار , وبالتحديد في طرفي النهار في الغداة والعشي , وليس بالليل .

فهل يقول الإخوة الأثريون بالقرآن وبمفهوم المخالفة ؟

والسؤال : إذا كان اليوم هو النهار فما هي الصلاة اليومية أو النهارية ؟

في كل القرآن لن نجد إلا صلاتين بالنهار وهما : صلاة الفجر وصلاة العشاء .

ومن ثم فالصلاة من يوم الجمعة تعنيهما ولا تعني غيرهما .

سؤال : هل قال الله لصلاة الجمعة أو قال لصلاة الظهر يوم الجمعة أم قال " لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " ؟

لا , بل قال تعالى : " لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " , ومن ثم فالصلاة من يوم الجمعة لا بد أن تشمل صلوات اليوم وهي صلاة الفجر وصلاة العشاء , ومن أراد التخصيص أو التقييد أو الزعم بصلاة أخرى في وقت آخر فليأت بدليل من القرآن .

ثانياً : ما معنى الجمعة ؟

الجمعة من الجمع فهي تعني الجمع والاجتماع واللقاء , ثم أطلقت على يوم العروبة بعد ذلك .

ولقد اتفق العلماء على أن يوم الجمعة الآن كان اسمه يوم العروبة , ولم يكن اسمه يوم الجمعة .

فلقد كانت أسماء أيام الأسبوع : أَوَّل ، أَهْوَن ، جُبَار ، دُبَار ، مُؤْنِس ، عَرُوبَة ، شِيَار , ثم غيرت إلى , الأحد , الاثنين , الثلاثاء , الأربعاء , الخميس , الجمعة , السبت .

وأطلق يوم الجمعة على يوم العروبة لاجتماع الناس فيه للسوق .

والسوق جمع ساق , وقيل أن السوق سمي بهذا الاسم لأن البضائع تساق إليه , ولكني أرى أنه سمي بذلك لكثرة السوق فيه أي لاجتماع الناس فيه , وذلك لأن كلمة السوق بضم السين , وليس بفتحها , ومن ثم فكلمة السوق بضم السين ( مكان التجارة ) جاءت من كلمة السوق بضم السين ( جمع ساق ) , ولم تأت من كلمة السوق بفتح السين ( سوق وحمل البضائع إلى مكان معين ) .  

وأشهر سوق للعرب كان سوق عكاظ , ومعنى تَعَكَّظَ القومُ في المكان : اجتمعوا فيه وازدحموا للنظر في الأمور .

أي أن التعكّظ أو العكاظ يعني الجمعة أو الاجتماع , وأن يوم الجمعة يعني يوم العكاظ أو التعكّظ .

ويوم الجمعة يشمل سوق عكاظ وغيره من الأسواق إذ أن كلها بها اجتماع للناس , فيوم الجمعة هو صفة لليوم الذي يجتمع فيه الناس .

قال الشوكاني في قوله تعالى : " يوم الجمعة " : ( وهي صفة لليوم ، أي : يوم يجمع الناس ) . ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية للشوكاني ) .

وعلى ذلك فقد يكون المراد بيوم الجمعة هو صفة ليوم تجتمع الناس فيه للتجارة وليس اسماً ليوم العروبة ,  فهو حينئذ يكون مثل : يوم الجمع , ويوم التلاق , ويوم الزينة , ويوم السبت , ويوم الدين , واليوم الآخر , ويوم القيامة , ويوم البعث , ويوم الوقت المعلوم , ويوم الحسرة , ويوم الفرقان يوم التقى الجمعان , ويوم الحج الأكبر , ويوم أليم , ويوم الظلة , ويوم الفتح , ويوم الفصل , ويوم الحساب , ويوم الآزفة , ويوم الأحزاب , ويوم التناد , ويوم التغابن , ويوم الوعيد , واليوم الذي كانوا يوعدون , واليوم الموعود , ويوم الخلود , ويوم الخروج , ويوم الحق .

فهذه كلها صفات لأيام , وليست أسماء لأيام الأسبوع .

وكذلك يوم السبت فقد يكون المراد به صفة ليوم الانقطاع عن العمل وليس اسماً ليوم شِيَار , ومعنى يوم السبت هو يوم الراحة والسكون وقطع العمل .

قال الله : " وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ " [البقرة : 65]

وقال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا " [النساء : 47]

وقال الله : " وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا " [النساء : 154]

وقال الله : " وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ " [الأعراف : 163]

وقال الله : " إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " [النحل : 124]

معنى السبت :

 أصل السبت: القطع، ومنه سبت السير: قطعه، وسبت شعره: حلقه، وأنفه: اصطلمه، وقيل: سمي يوم السبت؛ لأن الله تعالى ابتدأ بخلق السموات والأرض يوم الأحد، فخلقها في ستة أيام كما ذكره، فقطع عمله يوم السبت فسمي بذلك، وسبت فلان: صار في السبت وقوله: "يوم سبتهم شرعا" (الأعراف/163) , قيل: يوم قطعهم للعمل، "ويوم لا يسبتون" (الأعراف/163) ، قيل: معناه لا يقطعون العمل، وقيل: يوم لا يكونون في السبت، وكلاهما إشارة إلى حالة واحدة، وقوله:  "إنما جعل السبت" (النحل/ 124) ، أي: ترك العمل فيه، "وجعلنا نومكم سباتا" (النبأ/9) ، أي: قطعا للعمل، وذلك إشارة إلى ما قال في صفة الليل: ﴿لتسكنوا فيه﴾ (يونس/67) .

وسَبَتَ : نامَ , استراحَ , سكَنَ , وسَبَتَ العَامِلُ : اِسْتَرَاحَ , قال الله : " إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا " . [الأعراف : 163] أي يوم راحتهم وانقطاعهم عن العمل . 
وسَبَتَ اليهودُ : قامت بأَمر سَبْتِها : وهو انقطاعهم عن المعيشة والاكتساب . قال الله : " وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ" [الأعراف : 163]

معنى سبات :

قال الله : " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا " [الفرقان : 47]

وقال الله : " وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا " [النبأ : 9]

السُّبَاتُ : الراحَةُ والسكون والدهر , وقيل السُّبَاتُ : النوم وأصله الراحة , ومنه قوله تعالى قال الله : " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا " [الفرقان : 47] , وقوله تعالى : " وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا " [النبأ : 9] , أي راحة .

ولقد غيروا اسم هذا اليوم من شِيَار إلى السبت .

وسواء قلنا بأن المراد هو اسم اليوم أو صفته في الآيات فلن يتغير حكم الله , لأن اليوم يسمى بما يتصف به .

فلو قلنا أن يوم الجمعة هو اسم ليوم العروبة فنقول أن الصلاة فيه مثل بقية الأيام , فلا يوجد به خطبة أو صلاة زائدة في منتصف النهار , وأنه سمي بذلك لأن الناس تجتمع فيه للتجارة .

والسؤال حينئذ : لماذا خصه الله بالذكر ؟

أقول : لأنه يوم كانت العرب تجتمع فيه للتجارة , فذكره الله حتى لا ينشغل المسلمون بالسوق عن صلاة الفجر وصلاة العشاء .

ولو قلنا أن يوم الجمعة هو صفة لأي يوم تجتمع الناس فيه للتجارة , فنقول : أن الصلاة فيه مثل بقية الأيام , فلا يوجد به خطبة أو صلاة زائدة في منتصف النهار .

والخلاصة : سواء قلنا أن يوم الجمعة هو صفة لأي يوم يتصف بالاجتماع للتجارة , أو أنه اسم ليوم العروبة الذي يتصف بالتجارة , فإن حكم الله لن يتغير , فسواء كان اسماً أو صفة فهو يوم خاص باجتماع الناس للتجارة .

والدليل على أن يوم الجمعة خاص باجتماع الناس للتجارة من القرآن هو :

1 ـ نفس آيات سورة الجمعة , قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) " ( سورة الجمعة ) .

الشاهد : قوله تعالى : " وَذَرُوا الْبَيْعَ " وقوله تعالى : " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " .

فهذا اليوم هو يوم خاص بالتجارة كما هو مبين في الآيات .

ووقت الصلاة التي انشغلوا عنها هو وقت تجارة ولهو وليس وقت ظهيرة أو هاجرة وقيلولة .

2 ـ قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور : 58]

فوقت الظهيرة هو وقت عورة ووضع ثياب وراحة وقيلولة وليس وقت تجارة , والعرب كانت تسمي هذا الوقت بالهاجرة , فقد كانت تترك وتهجر أعمالها وتقيل , وجاء القرآن مقرراً لذلك , والسؤال : هل يأمرهم الله في سورة الجمعة بترك البيع في وقت الظهيرة وهم لا يبيعون فيه أصلاً ؟

هل هذا فهم الإخوة الأثريين ؟

أتطعنون في دين الله وحكمته وأنتم لا تعلمون ؟

3 ـ قوله تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) " ( النور ) .

فالله أمرنا بالصلاة في المساجد في وقتين اثنين فقط وهما الغدو والآصال .

ووقت الصلاة تصلح فيه التجارة , لأنه في طرفي النهار , لذا أمرنا الله بعدم الانشغال عن الصلاة بالتجارة , قال الله : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) " . ( النور ) .

أما وقت الظهيرة فهو ليس بوقت تجارة أو لهو ولا وقت صلاة .

4 ـ الكثير من الآيات التي تأمر بالصلاة في طرفي النهار والليل ولم تأمر بالصلاة وقت الظهيرة , مثل :

قوله تعالى : "  أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

وقوله تعالى : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114]

وقوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور : 58]

ثالثاً : ما هي الصلاة من يوم الجمعة ؟

هي مثل بقية الصلوات في بقية الأيام , فجر وعشاء , أما صلاة الليل فإن الله لم يأمرنا بصلاتها في المساجد لأن الله تعالى قد قيد الجمعة بكلمة يوم .

وأكرر : إن يوم الجمعة إما أن يكون وصفاً لأي يوم به اجتماع للتجارة , أي أنه يوم السوق أو يوم الاجتماع للتجارة .

أو أنه اسم ليوم العروبة الخاص بالاجتماع للتجارة .

ولا يعقل أن يقال أنه اسم ليوم العروبة ولكنه لا يتعلق بالاجتماع للتجارة , لأننا إذا قلنا ذلك فبمفهوم المخالفة لن تكون هناك صلوات بقية أيام الأسبوع , وهذا باطل لأن الأمر بالذهاب إلى المساجد وترك البيع ليس خاصاً فقط بيوم العروبة .

فمن قال بأن المراد بيوم الجمعة هو اسم ليوم العروبة وأنه لا يتعلق بالاجتماع للتجارة فقد ضل وأضل لأنه سيجعل الصلاة في المساجد فقط في يوم العروبة وليس في بقية الأيام وذلك بمفهوم المخالفة  .

لنتدبر الآيتين التاليتين :

قال تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) " ( النور ) .

والسؤال للإخوة الأثريين : هل الآيتان السابقتان تعنيان الذهاب إلى المساجد لإقامة صلاة الظهر في يوم العروبة فقط أم الذهاب إلى المساجد لإقامة صلاة الفجر والعشاء في كل الأيام ؟

وهل قال الله : فاسعوا إلى الانصات إلى خطبة الجمعة , أم قال : " فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " ؟

لا , بل قال تعالى : " فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " , من أين لكم بخطبة الجمعة المبتدعة ؟

هل تستطيعون ذكر الله وقت الخطبة ؟

ومتى فرضت خطبة وصلاة الجمعة المزعومة ؟

لقد اختلف الإخوة الأثريون , فمنهم قال بأنها فُرِضَتْ بمكة قبل الهجرة ، ولم يتمَكَّن النبي من إقامتها بها، وذلك لقِلة عدد المسلمين، أو لضعف شوْكَتهم أمام قوة المشركين .

والسؤال : كيف يأمرهم الله بما لا يستطاع ؟

ومن الإخوة الأثريين من قال بأنها فرضت في المدينة .

والسؤال : أين تلك الآيات الدالة على تشريع خطبة وصلاة الجمعة ؟

لا يعقل أن يقال فرضت في سورة الجمعة , لأن سورة الجمعة تنهى عن ترك صلوات مفروضة من قبل والانشغال بالبيع عنها , فهي نزلت بعدما ترك الناس النبي قائماً وانفضوا إلى التجارة أو اللهو .

وإذا زعم أحد أن الصلاة من يوم الجمعة هي الخطبة والصلاة وقت الظهيرة من يوم العروبة , فيلزمه أن يأتي على الأقل بآية واحدة تشرع الخطبة والصلاة وقت الظهيرة من يوم العروبة .

وذلك لأن الله في سورة الجمعة ينهى من كانوا مع النبي عن تركهم لمأمور , وليس المعنى أنها بداية تشريع خطبة وصلاة .

فلقد تركوا الصلاة التي فرضها الله عليهم سابقاً وذهبوا للهو والتجارة , ولقد نهاهم الله عن هذا الفعل . أي نهاهم عن الانشغال عن الصلاة التي قد فرضها عليهم سابقاً , وليس المعنى أنه يشرع لهم صلاة لم تكن مفروضة قبل ذلك .

كما أنه لو زعم أثري أن أنها فرضت في سورة الجمعة فسيجعلها قد فرضت في آخر عهد النبي , وهو لا يقول بذلك .

وسورة الجمعة مدنية عند الإخوة الأثريين , قال السيوطي : ( سورة الجمعة هل هي مكية أو مدنية : الصحيح أنها مدنية ، لما روى البخاري عن أبي هريرة ، قال : كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل عليه في سورة الجمعة : "وآخرين منهم لما يلحقوا بهم"  ( الجمعة : 3 ) . قلت : من هم يا رسول الله . . . . الحديث . ومعلوم أن إسلام أبي هريرة بعد الهجرة بمدة . وقوله : "قل يا أيها الذين هادوا" (6)  خطاب لليهود ، وكانوا بالمدينة . وآخر السورة نزل في انقضاضهم حال الخطبة لما قدمت العير ، كما في الأحاديث الصحيحة ، فثبت أنها مدنية كلها . ) . ( الإتقان في علوم القرآن ) .

وهي رقم 110 حسب النزول  , أي أنها من آخر ما نزل .

والسؤال : هل فرضت خطبة وصلاة الجمعة في آخر عهد النبي ؟

الإخوة الأثريون يزعمون أن النبي كان يخطب الجمعة من أول سنة في الهجرة .

ولكني أكرر إن آيات سورة الجمعة ليس معناها ابتداء فرض صلاة , بل معناها النهي عن الانشغال عن صلاة مفروضة قبل ذلك , فلقد انشغل من كانوا مع النبي عن تلك الصلاة التي فرضها الله عليهم قبل ذلك .

والسؤال : أين النص الذي يشرع أو يفيد ابتداء فرض صلاة الظهر وخطبة وصلاة الجمعة ؟

متى فرضت خطبة وصلاة الجمعة في القرآن ؟ أين تلك الآيات التي تفيد بداية تشريعها ؟

وأين خطب الجمعة المزعومة التي يزعم الإخوة الأثريون أن النبي قد قالها سنوات طوال ؟

عدم وجود تلك الخطب دليل على أمرين : الأمر الأول : بطلان حجية الآثار , فالله لم يجمع الآثار ولم يحفظها , وهذا حق . الأمر الثاني : عدم وجود خطبة للجمعة أصلاً , وهذا حق .

والخلاصة :

اليوم هو النهار , فالصلاة في المسجد تكون بالنهار .

ويوم الجمعة هو يوم خاص بالاجتماع للتجارة فهو يوم السوق , فالله تعالى أمرنا إذا نودي للصلاة من نهار الاجتماع للتجارة أو يوم السوق أن نسعى إلى ذكر الله وأن نترك البيع , ومن باب أولى فنحن مأمورون في غير يوم السوق بالصلاة في المسجد .

ولو قيل أن يوم الجمعة لا يخص التجارة , لكان لزاماً على مدعي هذا القول أن يقول أن الصلاة تكون في المسجد فقط في نهار العروبة , وليست في أي نهار آخر وليست بالليل , وذلك بمفهوم المخالفة , والسؤال : هل يستطيع أن يقول ذلك ؟

وأخيراً أذكر نفسي وإياكم :

لا يجوز لأحد أن يزعم وجود صلاة غير الصلوات المبينة في القرآن , وإلا صار القرآن ناقصاً , كما لا يجوز لأحد أن يزعم إلغاء ( نسخ ) آيات القرآن بأثر الشِّعرة الباطل , فالقرآن ناسخ غير منسوخ , ويجب علينا الإيمان به كله, كما لا يجوز لأحد أن يزعم كيفيات للصلاة غير المبينة في القرآن , فالقرآن مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين  .

لو جعلنا المختلف فيه إلى الله لزال الاختلاف والجهل والافتراء على الله .

لو رددنا المجمل والمتشابه إلى المبين والمحكم لزال الاختلاف والجهل والافتراء على الله .

لو تمسكنا باللسان العربي الذي نزل به القرآن ولم نحرف المعاني لزال الاختلاف والجهل والافتراء على الله .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين