الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

بطلان أثر المسيء صلاته

بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

بطلان أثر المسيء صلاته

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : يوم دُبَار ( الأربعاء ) , 16 من ذي الحجة 1436 هـ , 30 / 9 / 2015 م .

تستدل الفرق الضالة على تمارينها أو كيفية صلاتها المبتدعة بعدة آثار أشهرها أثر المسيء صلاته .

وأكتفي بالروايات التالية لهذا الأثر والتي ستغني عن غيرها .

الرواية الأولى : صحيح البخاري : (718)- [757] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ وَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا " .

علل السند :

1 ـ  البخاري , وهو مدلس .
2 ـ محمد بن بشار ( بندار ) , وفيه كلام .
قال فيه عبد الله بن محمد بن سيار : سمعت أبا حفص عمرو بن على الفلاس يحلف أن بندارا يكذب فيما يروى عن يحيى . 
وقال عبد الله بن على ابن المدينى : سمعت أبى ، وسألته عن حديث رواه بندار عن ابن مهدى عن أبى بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، عن النبى صلى  الله عليه وسلم قال : " تسحروا فإن فى السحور بركة " .  فقال : هذا كذب ، حدثنى أبو داود موقوفا ، و أنكره أشد الإنكار .
وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدى الحافظ : حدثنا محمد بن جعفر المطيرى   قال : حدثنا عبد الله ابن الدورقى ، قال : كنا عند يحيى بن معين و جرى ذكر بندار فرأيت يحيى بن معين لا يعبأ به ويستضعفه .
وقال محمد بن المثنى : ( منا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه ، يعني به بندارا ) .
وقال عبد الرؤوف المناوي : ( ثقة ، ولكن يقرأ من كل كتاب )
وقال عبد الله بن محمد بن سيار أيضا : أبو موسى و بندار ثقتان ، وأبو موسى   أحج لأنه كان لا يقرأ إلا من كتابه ، وبندار يقرأ من كل كتاب .
وقال أبو عبيد الآجرى : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن بندار نحوا من خمسين ألف  حديث ، وكتبت عن أبى موسى شيئا ، وهو أثبت من بندار . ثم قال : لولا سلامة فى بندار ترك حديثه .
وقال ابن الدورقى : و رأيت القواريرى لا يرضاه و قال : كان صاحب حمام .
وقال الذهبى : لم يرحل ففاته كبار و اقتنع بعلماء البصرة ، أرجو أنه لا بأس به .
وقال إسحاق بن إبراهيم القزاز : كنا عند بندار فقال فى حديث عن عائشة : قال : قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له رجل يسخر منه : أعيذك بالله ما أفصحك !! فقال : كنا إذا خرجنا من عند روح دخلنا إلى أبى عبيدة . فقال : قد  بان ذاك عليك !

3 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) وقد اختلط .
ذكره ابن حبان في الثقات وقال : ( عداده في أهل المدينة ، اختلط قبل موته بأربع سنين ) ، وقال مرة : ( في سماع المتأخرين عنه الأوهام الكثيرة ) .
وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة تغير قبل موته بأربع سنين ) ، وقال في هدي الساري : ( مجمع على ثقته ) .
وقال ابن عبد البر الأندلسي : ( اختلط قبل وفاته بأربع سنين ) .
وقال يعقوب بن شيبة السدوسي : ( تغير واختلط قبل موته يقال بأربع سنين ) .
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : ( ثقة كثير الحديث لكنه كبر وبقى حتى اختلط قبل موته بأربع سنين ) .
بينما قال الذهبي : ( صاحب أبي هريرة وابن صاحبه ثقة حجة شاخ ووقع في الهرم ولم يختلط ، وما أحد أخذ عنه في الاختلاط ) .
قلت ـ محمد الأنور ـ  وكلام الذهبي باطل حتى أنه معارض لبعضه كيف لم يختلط وفي نفس الوقت لم يأخذ أحد عنه في الاختلاط ؟
إلا إذا قصد أنه شاخ وحدث ثم اختلط ولم يأخذ أحد عنه , وهذا أيضاً باطل لمخالفته كلام علماء الجرح والتعديل في سعيد .

4 ـ أبو هريرة , وهو مجهول , ولم يكن من أصحاب النبي فلقد أسلم في آخر حياة النبي لو صدق هذا الزعم , فهو الذي يعدل نفسه , فضلاً عن صغر سنه , وإن الرجل الكبير لا يصاحب صغير السن .

5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

تبيه يحيى هو يحيى هو يحيى بن سعيد القطان


الرواية الثانية : صحيح البخاري : (754)- [793] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي، قَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا " .

علل السند :

1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) وقد اختلط , كما ذكرت سابقاً .
3 ـ أبو هريرة , كما سبق .
4 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , كما سبق .

تنبيه : يحيى بن سعيد هو يحيى بن سعيد القطان .

الرواية الثالثة : صحيح البخاري : (5809)- [6251] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ: " وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا: عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: " إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا "، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ فِي الْأَخِيرِ: حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا " .

علل السند الأول :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) وقد اختلط , كما ذكرت سابقاً .
3 ـ الانقطاع , فلقد أسقط الرواة الواسطة بين سعيد وأبي هريرة , والواسطة بينهما هو أبو سعيد , وإذا كان هذا الفعل من سعيد فهذا يدل على تدليسه .
4 ـ أبو هريرة , كما سبق .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , كما سبق .

تنبيه : قال عثمان بن أبي شيبة العبسي في إسحاق بن منصور : ( ثقة صدوق ، وكان غيره أثبت منه ) .


علل السند الثاني :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ محمد بن بشار ( بندار ), وفيه كلام , كما ذكرت سابقاً .
3 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) وقد اختلط , كما ذكرت سابقاً .
4 ـ أبو هريرة , كما سبق .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , كما سبق .

تنبيه : يحيى بن سعيد هو يحيى بن سعيد القطان

الرواية الرابعة : صحيح البخاري : (6202)- [6667] حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: " ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: " وَعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: فَأَعْلِمْنِي، قَالَ: " إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، فَكَبِّرْ وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وَتَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا " .

علل السند :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ  أبو أسامة ( حماد بن أسامة القرشي , حماد بن أسامة بن زيد ) مدلس , وقد يقال أنه قد صرح بالسماع , وأقول : وهل يختار الله المدلسين ؟ أليس في هذا اتهام لرب العالمين بسوء اختيار حفظة الآثار إن كان يريد حفظها كما يزعم الأثريون ؟ فضلاً عن كثرة أخطاء الرواة في صيغ التحمل وفي غيرها , فكثيراً ما يصرحون بالسماع وبعد البحث يتبين أن الراوي لم يسمع الأثر من شيخه .
3 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) وقد اختلط , كما ذكرت سابقاً .
4 ـ الانقطاع , فلقد أسقط الرواة الواسطة بين سعيد وأبي هريرة , والواسطة بينهما هو أبو سعيد , وإذا كان هذا الفعل من سعيد فهذا يدل على تدليسه .
5 ـ أبو هريرة , كما سبق .

6 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , كما سبق .


الرواية الخامسة : صحيح مسلم : (607)- [399] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ،  قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّلَامَ، قَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ، صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، ثُمَّ قَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا عَلِّمْنِي، قَالَ: إِذَ قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا "، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ.
ح وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاحِيَةٍ، وَسَاقَا الْحَدِيثَ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ، وَزَادَا فِيهِ: " إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، فَكَبِّرْ "

علل السند الأول :
1 ـ مسلم , وهو مدلس .
2 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) وقد اختلط , كما ذكرت سابقاً .
3 ـ أبو هريرة , كما سبق .
4 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , كما سبق .

تنبيه : محمد بن المثنى قال فيه صالح بن محمد جزرة : ( صدوق اللهجة ، وكان في عقله شيء ، وكنت أقدمه على بندار ) , وقال عمرو بن علي الفلاس : ( ثقة ، يقبل منه كل شيء إلا ما تكلم فيه في بندار ) .

علل السند الثاني والثالث والرابع :
1 ـ مسلم , وهو مدلس .
2 ـ سعيد بن أبي سعيد المقبري ( سعيد بن كيسان , المقبري ، صاحب أبي هريرة ) وقد اختلط , كما ذكرت سابقاً .
3 ـ الانقطاع , فلقد أسقط الرواة الواسطة بين سعيد وأبي هريرة , والواسطة بينهما هو أبو سعيد كيسان المقبري , وإذا كان هذا الفعل من سعيد فهذا يدل على تدليسه .
4 ـ أبو هريرة , كما سبق .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , كما سبق .

تنبيه : ابن نمير قال فيه أحمد بن صالح المصري : ( بئس ما قال ، هذا رأي الزيدية ) .


الرواية السادسة : القراءة خلف الإمام للبخاري : (68)- [107] حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي السَّائِبِ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى رَجُلٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ، قَالَ: " ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ " ثَلاثًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " ارْجِعْ فَصَلِّ " ثَلاثًا، فَقَالَ: فَحَلَفَ لَهُ كَيْفَ اجْتَهَدْتَ؟ فَقَالَ لَهُ: " ابْدَأْ فَكَبِّرْ وَتَحْمَدُ اللَّهَ وَتَقْرَأُ بِ أُمِّ الْقُرْآنِ ثُمَّ تَرْكَعُ حَتَّى يَطْمَئِنَّ صُلْبُكَ ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ حَتَّى يَسْتَقِيمَ صُلْبُكَ، فَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا فَقَدْ نَقَصْتَ مِنْ صَلاتِكَ "، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلادِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا وَقَالَ: " كَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ ثُمَّ ارْكَعْ " .

علل السند الأول :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ يحيى بن بكير القرشي ( يحيى بن عبد الله بن بكير ) , ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين , قال أبو حاتم الرازي : ( يكتب حديثه ولا يحتج به وكان يفهم هذا الشأن ) , وقال النسائي : (ضعيف ) , وقال أيضاً : ( ليس بثقة ) , وقال البخاري : ( ما روى عن أهل الحجاز فإني أنقيه ) , وقال ابن حجر : ( ثقة في الليث وتكلموا في سماعه من مالك ) , وقال الذهبي : ( كان غزير العلم ، عارفا بالحديث وأيام الناس ، بصيرا بالفتوي ، صادقا في دينه ، تعنت فيه أبو حاتم ، وما أدري ما لاح للنسائي منه حتى ضعفه احتج به البخاري ومسلم ) , وقال زكريا بن يحيى الساجي : ( صدوق روى عن الليث فأكثر ) , وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي : ( تكلم فيه لأن سماعه من مالك إنما كان بعرض حبيب ) ,  وقال يحيى بن معين : ( ليس بشيء ) , وفي رواية ابن محرز ، قال : ( لا يحسن يقرأ حديث ابن وهب ؟ فكيف يقرأ الموطأ ) ، ومرة قال في سؤالات عثمان بن طالوت البصري : ( قال أبو مسهر : ثقة ، صحيح الحديث عن الليث ) .
3 ـ عبد الله بن سويد الأنصاري ( عبد الله بن سويد بن حيان ) , لم يوثق التوثيق المعتبر .
4 ـ الإرسال , حيث يوجد انقطاع بين أبي السائب والنبي .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

علل السند الثاني :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ حاتم بن إسماعيل الحارثي ( حاتم بن إسماعيل بن محمد بن عجلان ) , قال فيه أحمد بن حنبل : أحب إلي من الدراوردي ، وزعموا أن فيه غفلة إلا أن كتابه صحيح .
وقال فيه النسائي : ليس به بأس ، وقال أيضاً : ليس بالقوي
وذكره علي بن المديني في سؤالات عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وقال : كان عندنا ثقة ، ومرة : تكلم في أحاديثه عن جعفر الصادق .
وقال ابن حجر في التقريب : صحيح الكتاب صدوق يهم ، وقال في هدي الساري : احتج به الجماعة ولم يكثر له البخاري ولا أخرج له من روايته عن جعفر شيئا بل أخرج ما توبع عليه من روايته عن غير جعفر
3 ـ محمد بن عجلان القرشي , ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : ( قد سمع سعيد المقبري عن أبي هريرة وسمع عن أبيه عن أبي هريرة فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته ولم يميز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبي هريرة فلا يجب الاحتجاج عند الاحتياط إلا بما يروي الثقات المتقنون عنه ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( صدوق اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ) ، وقال في هدي الساري : ( صدوق مشهور فيه مقال من قبل حفظه ) ,  وقال علي بن المديني : ( ابن أبي ذئب أثبت في سعيد بن أبي سعيد من ابن عجلان ) ، ومرة : ( ليس أحد أثبت في سعيد بن أبي سعيد المقبري من ابن أبي ذئب ، وليث بن سعد ، ومحمد بن إسحاق ، هؤلاء الثلاث يسندون أحاديث ابن عجلان كان يخطئ فيها ) , وقال يحيى بن سعيد القطان : ( لا أعلم إلا إني سمعت ابن عجلان ، يقول : كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وعن رجل ، عن أبي هريرة فاختلطت ، علي فجعلتها عن أبي هريرة ) , وقال يحيى بن معين : ( ثقة ) ، وقال أيضاً: ( ثقة أوثق من محمد بن عمرو بن علقمة ما يشك في هذا أحد وكان داود بن قيس يجلس إلى ابن عجلان يتحفظ عنه ويقال إنها اختلطت على ابن عجلان يعني في حديث سعيد المقبري ) , وقال فيه أبو جعفر العقليلي : ( يضطرب في حديث نافع ) .
4 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري ( يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

الرواية السابعة : القراءة خلف الإمام للبخاري : (69)- [109] حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عِنْ عَلِيِّ بْنِ خَلادِ بْنِ السَّائِبِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " كَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ ثُمَّ ارْكَعْ " .

علل السند :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي , وهو وضاع .
قال ابن حزم فى " المحلى " : قال أبو الفتح الأزدى : حدثنى سيف بن محمد أن ابن أبى أويس كان يضع الحديث .
وعن أبي الحسن الدارقطنى قال : ذكر محمد بن موسى الهاشمى وهو أحد الأئمة وكان النسائى يخصه بما لم يخص به ولده فذكر عن أبى عبد الرحمن قال : حكى لى سلمة بن شبيب ،  قال : بم توقف أبو عبد الرحمن ؟ قال : فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكى لى الحكاية حتى قال : قال لى سلمة بن شبيب : سمعت إسماعيل بن أبى أويس يقول : ربما  كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا فى شىء فيما بينهم . قال البرقانى : قلت للدارقطنى : من حكى لك هذا عن محمد بن موسى ؟
قال : الوزير ; كتبتها من كتابه و قرأتها عليه ـ يعنى بالوزير : الحافظ الجليل  جعفر بن حنزابة ـ .

3 ـ عبد الحميد بن أبي أويس الأصبحي , قال فيه أبو الفتح الأزدي : (يضع الحديث ) , وقال فيه النسائي : ( ضعيف ) .
4 ـ محمد بن عجلان القرشي , كما سبق .
5 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري ( يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .
6 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

تنبيه : سليمان بن بلال القرشي قال فيه عثمان بن أبي شيبة العبسي : ( لا بأس به ، وليس ممن يعتمد علي حديثه ) .

علل السند الثاني :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ الحسن بن الربيع البوراني ( حسن بن الربيع بن سليمان , أبو علي ) , قال فيه الخطيب البغدادي : ( لم يعبه يحيى إلا بأنه كان لا يحسن قراءة المغازي وما فيها من الأشعار وذلك لا يوجب ضعفه وقد كان ثقة صالحا متعبدا ) , وقال عثمان بن أبي شيبة العبسي : ( صدوق وليس بحجة ) , وقال يحيى بن معين : ( لو كان يتقي الله لم يكن يحدث بالمغازي ما كان يحسن يقرؤها ) .

3 ـ محمد بن عجلان القرشي , كما سبق .
4 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري , كما سبق .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .


الرواية الثامنة : القراءة خلف الإمام للبخاري : (70)- [110] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى، مِنْ آلِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمٍّ لَهُ بَدْرِيّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " كَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ ثُمَّ ارْكَعْ " رَوَى هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَمَرَنَا نَبِيُّنَا أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ " وَلَمْ يَذْكُرْ قَتَادَةُ سَمَاعًا مِنْ أَبِي نَضْرَةَ فِي هَذَا .

علل السند :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ محمد بن عجلان القرشي , كما سبق .
3 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري , كما سبق .
4 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

الرواية التاسعة : القراءة خلف الإمام للبخاري : (72)- [115] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلادٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمٍّ لَهُ بَدْرِيٍّ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فَتَوَضَّأْ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اثْبُتْ، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أَتْمَمْتَ صَلاتَكَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَتْمَمْتَ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْ هَذَا فَإِنَّمَا يَنْقُصُ مِنْ صَلاتِهِ "، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَلادِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمٍّ لَهُ بَدْرِيّ، قَالَ دَاوُدُ: وَبَلَغَنَا أَنَّهُ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَقَالَ: " كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ "، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ، رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَقَالَ: " كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ ". حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَقَالَ: " كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ ". حَدَّثَنَا بُكَيْرٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى الزُّرَقِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا، وَقَالَ: " كَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ، ثُمَّ ارْكَعْ " .

علل السند الأول :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي , وهو مدلس .
3 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري ( يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .
4 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

علل السند الثاني :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري ( يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .
3 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

علل السند الثالث :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ همام بن يحيى ( همام بن يحيى العوذي , همام بن يحيى بن دينار) , ذكره أبو جعفر العقيلي في الضعفاء , وقال أبو حاتم الرازي : ( ثقة صدوق ، في حفظه شيء ) , وقال أحمد بن حنبل : ( ثبت في كل المشايخ ) ، ومرة : ( ثقة ) ، ومرة : ( بآخره أصح ممن سمع منه قديما ) ، ومرة : ( ثقة هو أثبت من أبان في يحيى بن أبي كثير ) , وقال أحمد بن هارون البرديجي : ( صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به ) , وقال ابن حجر في التقريب : ( ثقة ربما وهم ) ، وقال في هدي الساري : ( أحد الأثبات وقد اعتمده الأئمة الستة ) , وقال زكريا بن يحيى الساجي : ( صدوق سيء الحفظ ، ما حدث من كتابه فهو صالح ، وما حدث من حفظه فليس بشيء ) , وكان عبد الرحمن بن مهدي يرضاه ، وكان حسن الرأي فيه ، ومرة : ( إذا حدث من كتابه فهو صحيح ) ومرة : ( هو عندي في الصدق مثل ابن أبي عروبة ) , وذكره علي بن المديني في سؤالات عثمان بن محمد بن أبي شيبة ، وقال : ( ثقة ثبتا ) ، ومرة قال : ( إذا حدث من كتابه عن قتادة فهو ثبت ) ، ومرة : ( همام أسندهم إذا حدث من كتابه ) , وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي : (  ثقة ، ربما غلط في الحديث ) , وما رؤى يحيى بن سعيد القطان أسوأ رأيا في أحد إلا في أربعة منهم همام بن يحيى لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم ، وكان لايعبأ به ، ولا يستمرئه , وكان يحيى بن معين لا يرضى كتابه ولا حفظه ، وقال يحيى بن معين مرة : ( ثقة صالح ) ، ومرة : ( ثقة ) ، ومرة : سئل : همام أحب إليك في قتادة أو أبو عوانة؟ قال : ( همام أحب الي من أبي عوانة ) , وقال يزيد بن زريع العيشي : ( حفظه رديء ، وكتابه صالح ) .
3 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري ( يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .
4 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

علل السند الرابع :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ محمد بن عجلان القرشي , كما سبق .
3 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري ( يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .
4 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

علل السند الخامس :
1 ـ البخاري , وهو مدلس .
2 ـ التعليق , حيث يوجد انقطاع بين البخاري و.بكر بن مضر القرشي .
3 ـ محمد بن عجلان القرشي , كما سبق .
4 ـ الانقطاع بين علي بن يحيى بن خلاد ورفاعة بن رافع الزرقي , والواسطة بينهما يحيى بن خلاد الأنصاري , وهو لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .
5 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .


الرواية العاشرة : صحيح ابن خزيمة : (533)- [526] نا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، نا يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلادِ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمًا، قَالَ رِفَاعَةُ: وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ كَالْبَدَوِيِّ، فَصَلَّى فَأَخَفَّ صَلاتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " وَعَلَيْكَ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ عَلَيْهِ، وَقَالَ: " ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَفَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ: " وَعَلَيْكَ، فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَخَافَ النَّاسُ وَكَبُرَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُونَ مَنْ أَخَفَّ صَلاتَهُ لَمْ يُصَلِّ، فَقَالَ الرَّجُلُ فِي آخِرِ ذَلِكَ: فَأَرِنِي أَوْ عَلِّمْنِي، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُصِيبُ وَأُخْطِئُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " أَجَلْ، إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ، فَتَوَضَّأْ كَمَا أَمَرَكَ اللَّهُ، ثُمَّ تَشَهَّدْ فَأَقِمْ، ثُمَّ كَبِّرْ، فَإِنْ كَانَ مَعَكَ قُرْآنٌ، فَاقْرَأْ بِهِ وَإِلا فَاحْمَدِ اللَّهَ، وَكَبِّرْهُ وَهَلِّلْهُ، ثُمَّ ارْكَعْ فَاطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ اعْتَدِلْ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ فَاعْتَدِلْ سَاجِدًا، ثُمَّ اجْلِسْ فَاطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ قُمْ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُكَ، وَإِنِ انْتَقَصْتَ مِنْهَا شَيْئًا انْتَقَصْتَ مِنْ صَلاتِكِ ".قَالَ: وَكَانَتْ هَذِهِ أَهْوَنُ عَلَيْهِمْ مِنَ الأُولَى، أَنَّ مَنِ انْتَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا انْتَقَصَ مِنْ صَلاتِهِ وَلَمْ يَذْهَبْ كُلُّهَا .

علل السند :

1 ـ يحيى بن علي الزرقي ( يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , قال فيه أبو الحسن بن القطان الفاسي : ( لا يعرف إلا بهذا الخبر ) , وقال الذهبي :  ( فيه جهالة ) , وقال مصنفو تحرير تقريب التهذيب : ( مجهول ، فقد تفرد بالرواية عنه إسماعيل بن جعفر المدني ) .

2 ـ يحيى بن خلاد الأنصاري ( يحيى بن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ) , لم يوثق التوثيق المعتبر , وهو مجهول الحال أو مستور , ولا يلتفت إلى من قال أنه له رؤية أو حنكه النبي صلى الله عليه وسلم , فهذا لا يعدله أو يوثقه .

3 ـ عدم ثبوت تلقي الأثر , فبعض الرواة لم يصرحوا بالسماع .

تنبيه : إسماعيل بن جعفر الأنصاري ( إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير ) قال فيه يحيى بن معين من طريق أحمد بن زهير : ( ثقة مأمون قليل الخطأ ، صدوق ) ، ومرة : ( ثقة ) .

وهذا يدل على أن الثقة عند ابن معين هو من كان قليل الخطأ , وابن معين من المتشددين في التعديل عند السنيين , والسؤال : ما حال المتوسطين والمتساهلين إذاً ؟

والخلاصة :

1 ـ هذه آثار باطلة محرفة , والله تعالى لم يأخذ عهداً على نفسه بجمع أو حفظ الآثار , ولماذا يجمعها أو يحفظها والقرآن كاف كامل تام مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين وهو ناسخ غير منسوخ ؟

2 ـ لا توجد في الصلاة تلك التمارين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

معنى قول الله "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ"

رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة

فصل : معنى قول الله "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ"

كتب : محمد الأنور آل كيال :

التاريخ : يوم جُبَار ( الثلاثاء ) , 15 من ذي الحجة 1436 هـ ,  29 / 9 / 2015 م .

أولاً : المعنى في القرآن :

1 ـ معنى دلوك الشمس في القرآن :

أ ـ قال الله : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

لقد اشتبه على الفرق الضالة الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل , وجعلوها عدة صلوات وجعلوا هذا الوقت عدة أوقات .

والصواب أنه لو كانت الآية متشابهة لوجب ردها إلى المحكم , ولو كانت مجملة لوجب ردها إلى المبين , وليس إلى آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين .

وبجمع آيات الصلاة سيعلم الجاهل المراد ولن يتشابه عليه .

ب ـ قال الله : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114]

ت ـ قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]

تنبيه : أقل الجمع عند العرب اثنان , ولو اشتبهت علينا الآية السابقة فالآية التي سبقتها تبين أن للنهار طرفان فقط , وليس عدة أطراف , فضلاً عن بقية آيات الصلاة ستبين أنه توجد صلاتان في النهار , صلاة في أول النهار وصلاة في آخره .

ث ـ قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) " ( ق ) .

ج ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور : 58]

ح ـ قال الله : " قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " [آل عمران : 41]

خ ـ قال الله : " وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ " [الأنعام : 52]

د ـ قال الله : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " [الكهف : 28]

ذ ـ قال الله : " فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا " [مريم : 11]

ر ـ قال الله : " اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) " ( ص ) .

ز ـ قال الله : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) " ( ص ) .

س ـ قال الله : " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " [غافر : 55]

ش ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) " ( الأحزاب ) .

ص ـ قال الله : " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) " ( الفتح ) .

ض ـ قال الله : " وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) " ( الإنسان ) .

ط ـ قال الله : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) " ( الأعراف ) .

ظ ـ قال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15]

ع ـ قال الله : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .

والآيات السابقة تبين أن الصلوات هي :

1 ـ صلاة الفجر , وتصلى في الطرف الأول للنهار أو الإبكار أو البكرة أو الغدو .

2 ـ صلاة العشاء , وتصلى في الطرف الآخر للنهار أو العشي أو الأصيل أو الآصال .

3 ـ صلاة الليل , وتصلى بالليل تهجداً وليس في أوله .

وبالرجوع إلى الآيتين موضع البحث , وهما قوله تعالى : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

نجد أن الله قد ذكر صلاة تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل , وذكر صلاة الفجر وذكر صلاة الليل .

إذاً الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل هي صلاة العشاء , وهي التي تصلى في الطرف الآخر للنهار أو العشي أو الأصيل أو الآصال .

2 ـ معنى غسق في القرآن :

أ ـ قال الله : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

فالصلاة الأولى المذكورة في الآيتين ستبدأ من دلوك الشمس وستنتهي عند غسق الليل , ومن ثم فإن غسق الليل هو بداية الليل أو أوله , وليس شدة ظلام الليل , وذلك لأن الله أمر بصلاة الليل في الآية التي تليها .

فضلاً عن آيات الصلاة الأخرى ستبين لنا أن الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل هو العشي أو الأصيل أو الآصال وهو الطرف الآخر للنهار وليس من الليل في شيء , فصلاة العشاء ستنتهي بنهاية النهار وبداية الليل .

ب ـ قال الله : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) " ( الفلق ) .

و "شر غاسق" مقابل ل "رب الفلق" أي أن الغسق مقابل للفلق , والفلق هو الصبح أو الإصباح أو الفجر , قال الله : " فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " [الأنعام : 96].

وضد الإصباح : الإمساء , وضد الصبح والصباح : المساء .

والوقت الذي يقابل الفلق هو الوقت الذي يلي الغروب مباشرة , ومن ثم فإن الذي يقابل الفلق هو الغسق .


ت ـ قال الله : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " [البقرة : 187]

فقول الله : " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ " يشير إلى وقت إفطار الصائم .

والسؤال : متى يبدأ الليل , ومتى يفطر الصائم ؟

الليل يبدأ باكتمال غروب الشمس أو تواريها بالحجاب أو اختفاء قرص الشمس وهو وقت الغسق , وهو الوقت الذي يفطر فيه الصائم .

ومن المعلوم أنه إذا قيل : إلى كذا , فهذا يعني إلى أوله أو بدايته وليس إلى منتصفه أو شدته , فقول الله : "إِلَى اللَّيْلِ" يعني إلى أول الليل أو بدايته .

ث ـ كذلك لو رددنا الآية إلى آيات الصلاة ـ كما فعلنا في الدلوك ـ لتبين لنا أن الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل هي صلاة العشاء وهي التي تصلى في وقت العشي أو الأصيل أو الآصال أو الطرف الآخر للنهار , ومن ثم فإن غسق الليل يعني انصبابه وسيلانه وبدايته وأوله وليس شدته أو ظلمته .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانياً : المعنى في اللسان العربي :

1 ـ معنى دلوك الشمس في اللسان العربي :

دُلوك: مصدر دلكَ .

دلوك الشّمس : زوالها , غروبها , أفولها , ميلها للغُروب , ميلها إلى المغيب  .

دَلَكَت الشّمسُ دُلُوكاً : زالت , غَرَبَتْ , أفلت , اصْفرَتْ ومالَتْ للغُروبِ , مالت إلى المغيب .

الدَّلَك : اسمٌ لوقت غروب الشمس وزوالها .

معنى الدلوك في المعاجم :

معنى دلك في   مختار الصحاح :
د ل ك : دَلَكَ الشيء من باب نصر و دَلَكَتِ الشمس زالت وبابه دخل ومنه قوله تعالى " أقم الصلاة لدلوك الشمس " وقيل دُلُوكُها غروبها و الدَّلُوكُ بالفتح ما يدلك به من طيب وغيره و تَدَلَّك الرجل دلك جسده عند الاغتسال . ( مختار الصحاح ) .

معنى دلك في الصحاح في اللغة : 
دَلَكْتُ الشيء بيدي أَدْلُكُهُ: دَلْكاً. ودَلَكَتِ الشمس دُلوكاً: زالتْ. وقال تعالى: "أَقِمِ الصلاةَ لِدُلوكِ الشمسِ إلى غَسَقِ الليلِ"، ويقال: دُلوكُها: غروبُها. ودَالَكَ الرجل غريمَه، أي ماطَله. والدَلوكُ: ما يُدْلَكُ به من طِيبٍ وغيره. والدَليكُ: الترابُ الذي تسفيه الريح، والدَليكُ: طعامٌ يُتَّخَذُ من زُبد وتمر كالثريد. وتَدَلَّكَ الرجل، أي دَلَكَ جسدَه عند الاغتسال. وفرسٌ مَدْلوكُ الحَجَبَةِ، إذا لم يكن لحَجَبَتِه إشرافٌ . ( الصحاح في اللغة ) .

معنى دَلَكَتِ في  المعجم الوسيط : 
الشمسُ ـُ دُلُوكاً: زالت عن كبد السماءِ. وفي التنزيل العزيز: ( أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ). فهي دالك، ودالكة. و ـ السنبلُ، دَلْكاً: انفرك قشره عن حبِّه. ويُقال: دلكتُ السُّنبلَ حتَّى انفرك قشره عن حبه. و ـ الشيءَ: عركه. و ـ الجسدَ: دعكه. و ـ صقله. و ـ الثوبَ: دعكه بيده ليغسله. و ـ الوجه ونحوه بالطِّيب: ضمّخه. و ـ الدهرُ فلاناً: أَدَّبه وحنَّكه. و ـ غريمه: ماطلَهُ. و ـ عَقِبَيْه للأَمر: تهيّأَ له.(دُلِكَت) الأَرضُ: أُكِلَ نبتُها.(دالكَ) فلاناً: صابره. و ـ غريمَه: ماطله. فهو مُدالِك.(دلَّك) الشيءَ: بالغ في دلكه. و ـ المريضَ: دلَكَ جسمه ليلين. و ـ الجسدَ: دَلَكه لينظف.(تدلَّك) الرجلُ: دلك جسدَه عندَ الاغتسال. و ـ بالطيب: تضمَّخ به.(الدَّلَك): اسم لوقت غروب الشمس وزوالها. و ـ رخاوةٌ في ركبتي البعير.(الدَّلاَّك): من يدلك الجسد للتمريض، أَو التنشيط، أَو التنظيف.(الدَّلُوكُ): ما يُدَلَّك به الإِِنسان من طِيبٍ وغيره.(الدَّليكُ): التُّراب الذي تَسْفِيه الرياحُ. و ـ طعام يُتَّخذ من الزُّبد واللبن شبه الثَّريد. و ـ من الرجال: المجرّب الممارس للأُمور حتَّى عرفها. ( ج ) دُلُكٌ.(المُدالِك) من الرجال: الذي لا يرفع نَفْسَه عن دنيّة.(المُدلِّكُ): الدلاَّك . ( المعجم الوسيط ) .

معنى دلك في لسان العرب :
دَلَكْتُ الشيءَ بيدي أَدْلُكه دَلْكاً قال ابن سيده دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه قال أَبِيتُ أَسْري وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله ولا وَاغِلِ وحذفها من تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جعلها بدلاً من تَبِيتي أَو حالاً فحذف النون كما حذفها من الأَول وقد يجوز أَن يكون تَبِيتي في موضع النصب بإِضمار أَن في غير الجواب كما جاء في بيت الأَعشى لنا هَضْبة لا ينزل الذُّلُّ وَسْطها ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا وَدَلَكْت السنبل حتى انفرك قِشره عن حَبِّه والمَدْلُوك المصقول ودَلَكْتُ الثوب إذا مُصْتَه لتغسله ودَلَكهُ الدهرُ حَنَّكه وعلَّمه ابن الأعرابي الدُّلُك عقلاء الرجال وهم الحُنُك ورجل دَلِيك حَنِيك قد مارس الأُمور وعَرَفها وبعير مَدْلُوك إذا عاوَدَ الأسفار ومرن عليها وقد دَلَكَتْه الأسفارُ قال الراجز على عَلاواكِ على مَدْلُوكِ على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بالشيء تَخَلَّق به والدَّلُوك ما تُدُلِّك به من طيب وغيره وتَدَلَّكَ الرجل أَي دَلَكَ جسده عند الإغتسال وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كتب إلى خالد بن الوليد إنه بلغني أَنه أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر وإني أَظنكم آل المُغيرة ذَرْوَ النارِ الدَّلُوك بالفتح اسم الدواء أَو الشيء الذي يُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس والأُشْنان والأَشْياء المطيبة كالسَّحُور لما يُتَسَحَّر به والفَطُور لما يفطر عليه والدُّلاكةُ ما حُلِب قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية وفرس مَدْلُوك الحَجَبة ليس لِحَجَبته إشراف فهي مَلْساء مستوية ومنه قول ابن الأَعرابي يصف فرساً المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ ويقال فرس مَدْلُوك الحَرْقَفة إذا كان مستوياً والدَّلِيكُ طعام يتخذ من الزُّبْدِ واللبن شبه الثريد قال الجوهري وأَظنه الذي يقال له بالفارسية جَنْكال خُسْت والدَّلِيكُ التراب الذي تَسْفِيه الرياح ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً غربت وقيل اصفرَّت ومالت للغروب وفي التنزيل العزيز أَقِم الصلاة لدُلُوك الشمس إلى غَسَق الليل وقد دَلَكَتْ زالت عن كَبِدِ السماء قال ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ دونها الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ قال الفراء جابر عن ابن عباس في دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ قال ورأَيت العرب يذهبون بالدُّلُوك إلى غياب الشمس قال الشاعر هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ يعني الشمس قال أَبومنصور وقد روينا عن ابن مسعود أَنه قال دُلُوك الشمس غروبها وروى ابن هانئ عن الأَخفش أَنه قال دُلُوك الشمس من زوالها إلى غروبها وقال الزجاج دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً يقال قد دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أي قد مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تَبَصَّرها أَن يكسر الشُّعاع عن بصره براحته وبَراحِ مثل قطامِ اسم للشمس وروي عن نافع عن ابن عمر قال دُلُوكها ميلها بعد نصف النهار وروي عن ابن الأَعرابي في قوله دَلَكَتْ بِراحِ استريح منها قال الأَزهري والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس والمعنى والله أَعلم أَقِم الصلاة يا محمد أَي أَدِمْها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل فيدخل فيها الأولى والعصر وصلاتا غَسَقِ الليل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات والخامسة قوله وقرآنَ الفَجْر المعنى وأَقم صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى أَمته وإذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر في هذه الآية مقصوراً على ثلاث صلوات فإن قيل ما معنى الدُّلوك في كلام العرب ؟ قيل الدُّلوك الزوال ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار دَالِكة وقيل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها في الحالتين زائلة وفي نوادر الأعراب دَمَكَت الشمس ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ كل هذا ارتفاعها وقال الفراء في قوله بِراحِ جمع راحة وهي الكف يقول يضع كفه على عينيه ينظر هل غربت الشمس بعد قال ابن بري ويقوّي أَن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة مَصابيح ليست باللَّواتي يَقُودُها نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وتكرر ذكر الدُّلوك في الحديث وأصله المَيْل والدَّلِيكُ ثمر الورد يحمرُّ حتى يكون كالبُسْر وينضج فيحلو فيؤكل وله حَبّ في داخله هو بِزْرهُ قال وسمعت أعرابيّاً من أَهل اليمن يقول للوَرْدِ عندنا دَليكٌ عجيب كأَنه البُسْر كبراً وحُمْرةً حلو لذيذ كأَنه رُطَب يَتَهادى والدَّلِيكُ نبات واحدته دَلِيكة ودُلِكَت الأرض أكلت ورجل مَدْلوك أُلِحَّ عليه في المسألة كلاهما عن ابن الأَعرابي ودَلَك الرجلَ حقه مَطَله ودَلَك الرجلُ غريمَه أي ماطله وسئل الحسن البصري أَيُدالِكُ الرجل امرأَته ؟ فقال نعم إذا كان مُلْفَجاً قال أَبو عبيد قوله يدالك يعني المَطْل بالمهر وكل مماطِل فهو مُدالِك وقال الفراء المُدالِك الذي لا يرفع نفسه عن دَنِيَّةٍ وهو مُدْلِك وهم يفسرونه المَطُول وأَنشد فلا تَعْجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ودالِكْني فإنِّي ذو دَلال وقال بعضهم المُدالكة المصابرة وقال بعضهم المُدالكة الإلحاح في التقاضي وكذلك المُعارَكة والدُّلَكةُ دوَيْبَّة قال ابن دريد ولا أَحقها ودَلُوك موضع . ( لسان العرب ) .

معنى دلك في  تاج العروس :
دَلَكَه بيَدِه دَلْكاً : مَرَسَه ودَعَكَه وعَرَكَه كما في المُحْكَمِ . ومن المَجازِ : دَلَكَ الدَّهْرُ فُلاناً : إِذا أَدَّبَه وحَنَّكَه وعَلَّمَه
ومن المَجازِ : دَلَكَت الشّمسُ دُلُوكاً : غَرَبَتْ لأَنَّ الناظِرَ إِليها يَدْلِكُ عَينَيهِ فكأَنما هي الدّالِكَةُ قاله الزَّمَخْشرِي وأَنْشَدَ الجَوهَرِي :
" هذا مُقامُ قَدَمَى رَباحِ
" ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بَراحِ قال قُطْرُب : بَراحِ مثل قَطامِ : اسمٌ للشّمْسِ وقال الفَرّاءُ : بِراحِ جَمْع راحَةٍ وهي الكَفُّ يَقُول : يَضَعُ كَفَّه على عَينَيهِ يَنْظُرُ هل غَرَبَت الشَّمس ؟ وهذا القَوْلُ نَقَلَه الفَرّاءُ عن العَرَب قال الأزهري : ورُوِي ذلك عن ابنِ مَسعُودٍ قال ابنُ بَرّي : ويُقَوِّي أَنّ دُلُوكَ الشّمسِ غُرُوبُها قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
مَصابِيحُ لَيسَتْ باللّواتِي يَقُودُها ... نُجومٌ ولا بالآفِلاتِ الدَّوالِكِ
ورُوِي عن ابنِ الأعرابي في قوله : دَلَكَت بِراحِ أي اسْتُرِيحَ مِنْها . أَو : دَلَكَت دُلُوكاً : إِذا اصْفرَتْ ومالَتْ للغُروبِ
أَو مالَتْ للزَّوالِ حَتّى كادَ النّاظِرُ يَحْتاجُ إِذا تَبَصَّرَها أَنْ يَكْسِرَ الشعاعَ عن بَصَرِه براحَتِه . ورُوِي عن نافِعٍ عن ابنِ عُمَرَ قال : دُلُوكُها : مَيلُها بعدَ نِصْفِ النَّهارِ . أَو زالَتْ عن كَبِدِ السَّماءِ وقتَ الظُّهْرِ رواه جابِرٌ عن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللَّهُ عنهم نقَلَه الفَرّاءُ وهو أَيضاً قولُ الزَّجّاج وقال الشّاعِرُ :
ما تَدْلُكُ الشَّمْسُ إِلاّ حَذْوَ مَنْكِبِهِ ... في حَوْمَةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَر قالَ الأزهري : والقولُ عندي أَنَّ دُلُوكَ الشَّمسِ زَوالُها نِصْفَ النَّهارِ ؛ لتكونَ الآيةُ جامِعَةً للصَّلَواتِ الخَمْسِ وهو قولُه تَعالَى : " أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ " الآية والمَعْنَى واللَّهُ أَعلمُ : أَقِم الصّلاةَ يا مُحَمّدُ أي أَدِمْها من وَقْتِ زَوالِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللّيلِ فيَدْخُل فيها الأُولَى والعَصْرُ وصلاتَا غَسَق اللّيلِ وهما العِشاءان فهذه أَرْبَعُ صَلَواتٍ والخامِسَةُ قولُه : " وقُرآنَ الفَجْرِ " والمعنى : وأَقِم صلاةَ الفَجْرِ فهذه خَمْسُ صَلَواتٍ فَرَضَها اللَّهُ تعالَى على نَبِيهِ صلّى اللَّهُ عليه وسَلّمَ وعلى أُمَّتِه وِإذا جَعَلْتَ الدلُوكَ : الغُرُوب كانَ الأَمْر في هذه الآيةِ مَقْصُوراً على ثَلاثِ صَلَواتٍ فإِنْ قِيلَ : ما مَعْنَى الدُّلُوكُ في كلامِ العَرَبِ ؟ قيل : الدُّلُوكُ : الزَّوالُ ولذلك قِيلَ للشَّمْسِ إِذا زالَتْ نِصْفَ النَّهارِ : دالِكَةٌ وقِيلَ لها إِذا أَفَلَتْ : دالِكَةٌ ؛ لأَنَّها في الحالَتَيْنِ زائِلَةٌ . وفي نَوادَرِ الأَعْرابِ : دَمَكَت الشَّمسُ ودَلَكَت وعَلَتْ واعْتَلَتْ : كلّ هذا ارْتِفاعُها فتَأَمَّلْ . والدَّلِيكُ كأَمِيرٍ : تُرابٌ تَسفيهِ الرِّياحُ نقَلَه الجوهري . والدَّلِيكُ : طَعامٌ يُتَّخَذُ من الزُّبْدِ واللَّبنَ أَو من زُبْدٍ وتَمْرٍ كالثَّرِيدِ قالَ الجوهري : وأَنَا أَظُنُّه الذي يُقالُ له بالفارِسِيَّةِ : جَنْكال خُست . وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ : أَطْعِمْنا من التَّمْرِ الدَّلِيكَ وهو المَرِيسُ . والدَّلِيكُ : نَباتٌ واحِدَتُه دَلِيكَةٌ . والدَّلِيكُ أَيضاً : ثَمَرُ الوَرْدِ الأَحْمَر يَخْلُفُه يَحْمَرُّ كأَنه البُسرُ ويَنْضَجُ ويَحْلُو كأَنّه رُطَبٌ ويُعْرَفُ بالشّامِ بصُرمِ الدِّيكِ والواحِدَةُ دَلِيكَة أَو هُوَ الوَرْدُ الجَبَلِي كأَنَّه البُسرُ كِبَراً وحُمْرَةً وكالرُّطَبِ حَلاوَةً ولَذّة يُتَهادَى بِه باليَمَنِ قال الأزهري : هكذا سَمِعْتُه من أَعرابي من أَهْلِ اليَمَنِ قال : ويَنْبُتُ عِنْدنا غِياضاً . ومن المَجاز : رَجُلٌ دَلِيكٌ : حَنِيكٌ قد مارَسَ الأُمُورَ وعَرَفَها دُلُكٌ كعُنُقٍ عن ابنِ الأعْرابِي . وتَدَلَّكَ به أي بالشّيءِ : إِذا تَخَلَّقَ به . والدَّلُوكُ كصَبُورٍ : ما يُتَدَلَّكُ بهِ البدن عند الاغْتِسالِ من طِيب أَو غيرِه من الغَسُولاتِ كالعَدَسِ والأُشْنانِ كالسَّحُورِ لما يُتَسَحَّرُ بهِ والفَطُورِ لما يُفْطَرُ عليه وفي الحديث : كَتَبَ عُمَرُ إِلى خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رضي اللَّهُ عنهما : بَلَغَني أَنَّكَ دَخَلْتَ الحَمّامَ بالشّامِ وأَنّ من بِها مِنَ الأَعاجِمِ أَعَدُّوا لَكَ دَلُوكاً عُجِنَ بخَمرٍ وِإنِّي أَظُنكُم آلَ المُغِيرَةِ ذَرءَ النّارِ . ويُطْلَقُ الدَّلُوكُ أَيضاً على النُّورَةِ ؛ لأنه يُدلكُ به الجَسَدُ في الحَمّام كما في الأَساسِ . والدّلاكَةُ كثمامَةٍ : ما حُلِبَ قَبل الفِيقَةِ الأولَى وقَبلَ أَن تَجْتَمِعَ الفِيقَةُ الثّانِيَةُومن المَجازِ : فَرَسٌ مَدْلُوكٌ : أي مَدْكُوكٌ وهي التي لا إِشرافَ لحَجَبتِها كأنها دُلِكَتْ فهي مَلْساءُ مُستَوِيَة ومنه قَوْلُ أَعرابِي يَصِفُ فرَساً : المَدْلُوك الحَجَبَة الضَّخْم الأَرْنَبَة ويُقالُ : فَرَس مَدْلُوكُ الحَرقَفَةِ : إِذا كانَ مُستَوِياً . ومن المَجاز : رَجُلٌ مَدْلُوكٌ : أُلِحَّ عَلَيه في المَسأَلَةِ عن ابنِ الأَعرابِيَ . ومن المَجازِ : بَعِيرٌ مَدْلُوكٌ : دُلِكَ بالأَسْفارِ وِكُدَّ كما في العُبابِ وفي اللِّسانِ والأساسِ : عاوَدَ الأسفارَ ومَرَنَ عليها وقد دَلَكَتْه الأسْفارُ قالَ الراجِزُ :
" على عَلاواك عَلَى مَدْلُوكِ
" على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهُوكِ أَو المَدْلُوكُ : الذي في رُكْبَتَيه دَلَكٌ مُحَرَّكَةً : أي رَخاوَةٌ وذلك أَخف من الطَّرَقِ نقله الصاغاني . ومن المَجازِ : دَالَكَه أي الغَرِيمَ مُدَالَكَةً : ماطَلَه وكذلك داعَكَه وسُئلَ الحَسَنُ البَصْرِيّ : أَيُدالِكُ الرَّجُلُ امْرَأَتَه ؟ فقال : نَعَم إِذا كانَ مُلْفَجاً قال أَبو عُبَيدٍ : يعني يخاطِلُ بالمَهْرِ وكلُّ مُماطِلٍ فهو مُدالِكٌ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الدّلَكَةُ كهُمَزَةٍ : دُوَيْبَّةٌ ولا أَحُقُّها
ودَلُوكٌ كصَبورٍ : بحَلَبَ وفيه أُسِرَ أَبو العَشائِرِ الحَسَنُ بنُ علي التَّغْلِبِيُ الأَمِيرُ الفارِس حينَ كَبَسَتْهُ عَسكَرُ الإِخْشِيدِيَّةِ مع يانَسَ المُؤْنِسِي كذا في تارِيخ حَلَبَ لابنِ العَدِيمِ . والدَّواليكُ بفتح اللاّمِ : تَحفزٌ في المَشْيِ وتَحَيّكٌ عن ابنِ عَبّادٍ كالدَّآلِيكِ وهذه بكَسرِ اللاّمِ قال :
" يَمْشِي الدَّوالَيكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ
" كأَنَّه يَطْلبُ شَأْوَ البَروَكَهْ قلتُ : هكذا أَنْشَدَه ابنُ بُزُرْجَ وقد تَقَدّم في ب ر ك وفي ب ن ك . والدُّؤْلُوكُ : الأَمْرُ العَظِيمُ يُقال : تَرَكْتُهُم في دؤْلُوكٍ دآلِيكُ أَيْضاً عن ابنِ عَبّاد أيْضاً . قال ابنُ فارِسٍ في المَقايِيسِ في هذا التَّركِيبِ : إِنّ لِلَّهِ في كُلِّ شَيءٍ سِراً ولَطِيفَةً وقد تَأَمَّلْتُ في هذا الباب - يعني بابَ الدّالِ مع اللاَّمِ - من أَوّلِه إِلى آخِرِه فلا تَرَى الدّالَ مُؤْتَلِفَةً مع اللاَّمِ بحرفٍ ثالِث إِلاّ وَهي تَدُل على حَرَكَةٍ ومَجِيءٍ وذَهابٍ وزَوال من مَكانٍ إِلى مَكانٍ
ومما يستدرك عليه : دَلَكْتُ السُّنْبُلَ حتَّى انْفَرَكَ قِشْرُه عن حَبهِ . والمَدْلُوكُ : المَصْقُول . ودَلَكَ الثّوْبَ : ماصَهُ ليَغْسِلَه . وقال ابنُ الأَعرابِي : الدُّلُكُ بضَمَّتَينِ : عُقَلاءُ الرجالِ . وتَدَلَّكَ الرَجُلُ : في دلك جَسَدَه عندَ الاغْتِسالِ نَقَلَه الجَوهَرِي . ودَلَكَت المَرأَةُ العَجِينَ . والدَّلاَّكُ : من يَدْلُكُ الجَسَدَ في الحَمّامِ . ويُقالُ للحَيس : الدَّلِيكَةُ كما في الأَساسِ . والدَّلَك محرَكَةً : اسمُ وَقْتِ غُروبِ الشَّمْسِ أَو زوالِها يُقال : أَتَيتُكَ عندَ الدَّلَكِ أي بالعَشِي قال رُؤْبَةُ :
" تَبَلُّجَ الزَّهْراءِ في جِنْحِ الدَّلَكْ ودَلَكَت الشّمْسُ : ارْتَفَعَتْ عن نَوادِرِ الأَعْرابِ وقد تَقَدّم . ودُلِكَت الأَرْضُ كعُنِيَ : أُكِلَتْ فهي مَدْلُوكَةٌ عن ابنِ الأَعرابِي . ودَلَكَ الرَّجُلَ حَقَّه : مَطَلَه . وقال الفَرّاءُ : المُدالِكُ : الذي لا يَرفَعُ نَفْسَه عن دَنيّةٍ . والمُدْلِكُ : المَطُولُ
والمُدالَكَةُ : المُصابَرَةُ وقِيل : الإِلْحاحُ في التَّقاضِي . وقالَ أَبو عَمرو : التَّدْلِيكُ من قَوْلِهم دَلَّكَها : إِذا غَذّاهاودلوكة بنت فلان : كانَتْ حَكِيمَةً مُدَبِّرَةً جاءَ ذِكْرُها في بِناءِ الأَهرامِ فانْظره . ( تاج العروس ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

تنبيه :

الدَّلُوكُ ـ بفتح الدال ـ : ما يُدَلَّك به الإنسانُ من طِيبٍ وغيره , ما يُتَدَلَّكُ به من طيبٍ أو معجون أو صابون أو دواء وغيرها .

دلَك الجَسَدَ : دعَكه وعركَه وفرَكه وحكه .

والتدليك، هو أن تتحرك يده من مكان لمكان

والعصر هو العرك والفرك والحك والضغط .

أي أن العصر قد يكون بمعنى الدَّلوك بفتح الدال , ومن ثم فقد يعني وقت العصر وقت دلوك الشمس .

ولكني لا أعتمد على هذا لعدة أسباب :

السبب الأول : أن الله لم يسم صلاة العشاء بصلاة العصر , بل صلاة العصر من ابتداع الأثريين .

السبب الثاني : أن بعض اللغويين قد جعل وقت العصر قبل وقت العشي ووقت الأصيل , وأنا أخطئه في التفرقة بين الأصيل والعشي ولكنه قد يكون مصيباً في وقت العصر .

السبب الثالث : أن الدلوك في القرآن بضم الدال وليس بفتحها .

ـــــــــــــــــــــ

والخلاصة :

إن الدلوك هو الزوال , والغروب , والأفول , واصفرار الشمس وميلانها للغروب أو المغيب  .

وأنا أختار اصفرار الشمس وميلانها للغروب أو المغيب , فالدلوك عندي يكون بتماس الشمس مع الأفق .

وحتى لو اختار أحد معنى الزوال والغروب والأفول فسيكون المعنى عملية الزوال وعملية الغروب وعملية الأفول أي من بداية الزوال والغروب والأفول حتى نهايتهم , كي لا تتعارض الآيات .

وهذا موافق لما أقول فستكون صلاة العشاء بالغروب أي من بداية الغروب إلى انتهائه , مثل صلاة الفجر فهي بالإشراق أي من بداية الإشراق إلى انتهائه .

فعلى من اختار معنى الزوال والغروب والأفول أن يقول بذلك وألا يقول بأن المراد بالدلوك هو الظهيره , فدلوك الشمس ـ حسب المعاني التي رآها ـ يعني زوالها من الأفق وغيابها وغروبها وأفولها واستتارها .

وكلمة دلوك جاءت مطلقة ولم تقيد , لذا لا يجوز تقييدها , فلو قلنا دلكت الشمس فقد دلكت بالكلية عن الأفق , ولا يقصد دلكت من مكان إلى مكان في الأفق وأن الناظر ما زال يراها .

وكذلك كلمة زوال إذا جاءت مطلقة ولم تقيد فلا يجوز لأحد تقييدها , فإذا قلنا زال الشيء فقد زال وغاب عن النظر والحس بالكلية , وزال المرض أي رفعه الله تعالى وأصبح الإنسان سليماً معافى , وليس المراد انتقل من عضو إلى عضو آخر , ولو كان هذا هو المراد لوجب التقييد والتبيين .

وكذلك كلمة غاب إذا جاءت مطلقة , فلو قلنا غاب فلان , فهذا يعني أنه غير موجود للناظر ولا يعني أنه تحرك من مكانه عدة سنتيمترات وأن الناظر ما زال يراه .

وكذلك كلمة أفول واستتار واختفاء .

ومن ثم فدلوك الشمس تعني حينئذ زوالها عن الأفق وغروبها وغيابها واختفاءها واستتارها , ولا يقصد أنها تحركت من نصف السماء بضعة ملليمترات أو سنتميترات للناظر , ولو أراد أحد ذلك لكان عليه التقييد والتبيين .

ولكن لينتبه القارئ ثانية فالدلوك لا يعني انتهاء واكتمال الدلوك والزوال والغروب والأفول , بل يعني عملية الدلوك وعملية الزوال وعملية الغروب وعملية الأفول , أي من بداية الدلوك إلى نهايته , وهذا يكون من بداية التصاق الشمس بالأفق للغروب حتى اكتمال غروبها .


2 ـ معنى غسق الليل في اللسان العربي :

الغسق هو الانصباب والسيلان والبداية , ومن ثم فإن غَسَق الليل هو انصبابه وسيلانه وأوله وبدايته .

ومن فسر الغسق بالظلمة فقد أخطأ وتأثر بروايات وتحريفات الأثريين .


معنى غسق في المعاجم :

معنى غسق في مختار الصحاح :
غ س ق : الغَسَقُ أول ظلمة الليل وقد غَسَقَ الليل أظلم وبابه جلس و الغَاسِقُ الليل إذا غاب الشَّفقُ وقوله تعالى " ومن شر غاسق إذا وقب " قال الحسن هو الليل إذا دخل وقيل إنه القمر و الغَسَّاقُ البارد المُنتِن يُخفف ويُشدد وقُرئ بهما قوله تعالى " إلا حميما وغَسَّاقا" . ( مختار الصحاح ) .

معنى غسق في  الصحاح في اللغة : 
الغَسَقُ: أول ظلمة الليل. وقد غسَق الليل يَغْسِقُ، أي أظلم. والغاسقُ: الليلُ إذا غاب الشفق. وقوله تعالى: "ومن شرِّ غاسِقٍ إذا وَقَبَ" قال الحسن: الليل إذا دخل، ويقال إنه القمر. وغَسَقَتْ عينه غَسْقاً: أظلمت. وغَسَقَ الجرح غَسَقاناً، إذا سال منه ماء أصفر. وأغْسَقَ المؤذن، أي أخَّر المغرب إلى غَسَقِ الليل. والغَسَّاقُ: البارد المَنْتِنُ، يخفف ويشدد . ( الصحاح في اللغة ) .

معنى غَسَقَ في المعجم الوسيط :
 الليلُ ـِ غَسْقاً، وغُسُوقاً، وغَسَقاناً: أظلم. وـ القمرُ: أظلم بالخسوف. وـ عينه: سال دمعها. وـ السماءُ: أظلمت وأمطرت. وـ اللبنُ: انصبّ من الضرع. وـ الجرحُ: سال منه ماء أصفر.( أغْسَقَ ) الليلُ: غَسَق. وـ فلان: صار في الغَسَق. وـ المؤذِّن: أخَّر أذان المغرب إلى غسق الليل.( الغَاسِق ): اللَّيل إذا غاب الشفق واشتدّت ظلمته. وـ القمر إذا أظلم بالخسوف. وفي التنزيل العزيز: "ومن شرّ غاسق إذا وقب" . ( الغَسَاق ): ما يسيل من جلود أهل النار وصديدهم. وعليه قرئ: "إلا حميماً وغَسَاقاً" .( الغَسَّاق ): الغَسَاق. وفي التنزيل العزيز: "إلا حميماً وغسّاقاً" . ( الغَسَق ): ظلمة الليل. وفي التنزيل العزيز: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل" . وـ شيء مما يخالط الطعام والبُرّ من حبّ أسود . ( المعجم الوسيط ) .

معنى غسق في لسان العرب :
غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً دمعت وقيل انصبَّت وقيل أَظلمت والغَسَقان الانصباب وغَسَق اللبنُ غَسْقاً انصب من الضَّرْع وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً انصبَّت وأَرَشَّتْ ومنه قول عمر رضي الله عنه حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل على الجبال وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق أي سائل وليس من الظلمة في شيء أَبو زيد غَسَقت العين تَغْسِق غَسْقاً وهو هَمَلان العين بالعَمَش والماء وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ عن ثعلب انصبّ وأَظلم ومنه قول ابن الرُّقَيّات إن هذا الليل قد غَسَقا واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا قال ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب وغَسَقُ الليل ظلمته وقيل أَول ظلمته وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ وأَغسَقَ المؤذِّن أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل وفي حديث الربيع بن خثيم أنه قال لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل وهو إظلامه لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث وقال الفراء في قوله تعالى "إلى غَسَقِ الليل" هو أَول ظلمته الأخفش غَسَقُ الليل ظلمته وقوله تعالى "ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ" قيل الغاسِقُ هذا الليل إذا دخل في كل شيء وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه وقيل إذا خَسَفَ ابن قتيبة الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم قال ثعلب وفي الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت أَخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لما طلع القمر ونظر إليه فقال هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره أي من شره إذا كُسِفَ وروي عن أَبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ قال الثُّرَيّا وقال الزجاج يعني به الليل وقيل لِلَّيل غاسِقٌ والله أعلم لأنه أَبرد من النهار والغاسِق البارد غيره غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين ابن شميل غَسَقُ الليل دخول أَوَّله يقال أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط ويعتكر ويسدّ المَناظرَ يغْسِقُ غَسْقاً وفي الحديث فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل وفي حديث أبي بكر أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح عليهما غنمه مُغْسِقاً وفي حديث عمر لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار والغاسِقُ الليل إذا غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ وروي عن الحسن أَنه قال الغاسِقُ أَول الليل والغَسَّاقُ كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة وقول أبي صخر الهذلي هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ قال السكري الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة والغَسَّاق ما يَغْسِقُ ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه وفي التنزيل هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ وقد قرأَه أَبو عمرو بالتخفيف وقرأَه الكسائي بالتشديد ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد الله وخففها الناس بعد واختار أَبو حاتم غَساق بتخفيف السين وقرأَ حفص وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة ومثله في عَمَّ يتساءلون وقرأَ الباقون وغَسَاقاً خفيفاً في السورتين وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ غَسّاق وبالتشديد وفسَّراه الزَّمْهَرِير وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا الغَساق بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صَدِيد أَهل النار وغُسالتهم وقيل ما يسيل من دموعهم وقيل الغَسَاق والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم وقيل البارد فقط قال الفراء رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا مقدَّماً ومؤخراً والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه الفراء الغَسَق من قُماشِ الطَّعام ويقال في الطَّعام زَوَانٌ وزُوَانٌ وزُؤَانٌ بالهمز وفيه غَسَقٌ وغَفاً مقصور وكَعابِير ومُرَيْراء وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام . ( لسان العرب ) .

معنى غسق في تاج العروس :
الغَسَق مُحرَّكةً : ظُلْمَةُ أوّلِ اللّيْلِ . وقولُه تعالى : ( الى غسَقِ اللّيْلِ ) قال الفَرّاءُ : هو أولُ ظُلْمتِه . وقال ابنُ شُمَيْلٍ دخولُ أوّلِه وقيلَ : حينَ يُطَخْطِخُ بين العِشاءَيْنِ وذلك حينَ يعْتَكِرُ ويَسُدُّ المَناظِر . وقال الأخفَش : غسَقُ اللّيلِ : ظُلْمَتُه . وقال غيرُه : إذا غابَ الشَّفَق . والغَسَقُ : شَيْءٌ من قُماشِ الطّعامِ كالزُّؤانِ ونَحْوه . قال الفَرّاءُ : يُقالُ في الطّعام : زَوانٌ وزُوَانٌ وزُؤانٌ بالهَمْزِ وفيه غسَقٌ وغَفاً مقصور وكَعابِيرُ ومُرَيْراءُ وقَصَلٌ كلُّه من قُماشِ الطّعام . وغَسَقَت عينُه كضَرَبَ وسمِعَ تغْسِقُ غسْقاً بالفتح وغُسوقاً كقُعودٍ وغَسَقاناً مُحرّكةً : أظْلَمَت أو دَمَعَت أو انصَبّتْ وهو مَجازٌ . وغَسَق الجُرْحُ غَسْقاً وغَسَقاناً : سالَ منه ماءٌ أصْفَر . وأنشَد شَمِرٌ في الغاسِقِ بمعنَى السّائِلِ :
أبْكي لفَقْدِهِمُ بعَيْنٍ ثَرّةٍ ... تجْري مسارِبُها بعَيْنٍ غاسِقِ أي : سائلٍ وليس من الظُلْمَة في شَيْءٍ . وقال أبو زيْد : غسَقَتِ العيْنُ تغسِق غسْقاً وهو هَمَلان العَيْن بالعَمَشِ والماءِ . وغَسَقَت السّماءُ تغْسِقُ من حَدِّ ضَرَب غَسْقاً بالفَتْح وغَسَقاناً مُحركةً : انصبّتْ وأرَشَّت . وغَسَق اللّبَنُغَسْقاً : انْصَبّ من الضّرعِ . وغَسَقَ اللّيلُ من حَدّ ضرَب غَسْقاً بالفَتْح ويُحَرّك وغَسَقاناً بالتّحْريك وأغْسَقَ عن ثعْلَبٍ قال الزّمَخْشَريّ : هي لُغة بني تَميم ومثلُه : دَجا اللّيلُ وأدْجَى أي : انْصَبّ واشتدّتْ ظُلْمَتُه ومنه قولُ ابنِ قيْسِ الرُقَيّات :
إنّ هذا اللّيْلَ قد غَسَقا ... واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأرَقا
وفي حَديثِ عُمَر - رضيَ الله عنه - : حينَ غسَقَ اللّيلُ على الظِّرابِ أي : انْصَبّ على الجِبالِ الصِّغارِ وغَشّى عليها بظُلْمَته . والغَسَقانُ مُحَرَّكةً : الانْصِبابُ عن ثَعْلَبٍ . والغاسِقُ : القَمَر إذا كُسِفَ فاسْوَدّ وبه فُسِّرت الآية كما سيأتي . وقال ابنُ قُتَيبَة : سُمّي القَمرُ غاسِقاً لأنّه يُكسَفُ فيغْسِقُ أي : يذْهَبُ ضوْؤُه ويسْوَدُّ ويُظْلِم غسَق يغْسِقُ غُسوقاً : إذا أظْلَمَ . أو اللّيلُ المُظْلِم وذلك إذا غابَ الشّفَقُ . واختُلِفَ في قولِه تَعالى : ( ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب ) فقال الحسَن : أي اللّيلِ إذا دَخَل نقله الجَوْهَريُّ . زاد غيرُه : في كُلِّ شَيْءٍ . وروى عن الحسَن أيضاً أنّ الغاسِقَ أوّلُ اللّيْلِ . وقال الزّجّاج : يَعْني بالغاسِقِ اللّيْلَ . وقيلَ له ذلك لأنّه أبْرَدُ من النّهار . والغاسِقُ : البارِدُ . وقال الجوهريُّ . ويُقال : إنّه القَمَر . قال ثَعْلَبٌ : وفي الحديث : أنّ عائِشَة رضيَ الله عنها قالَتْ : أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيَدي لمّا طَلَع القَمرُ ونظَر إليه فقال : هذا الغاسِق إذا وقَبَ فتعوّذي بالله من شرِّه أي : إذا كُسِفَ . أو معْناه الثُرَيّا إذا سَقَطتْ روى ذلِك عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه مرْفوعاً لكَثْرةِ الطّواعينِ والأسْقامِ عند سُقوطِها وارْتِفاعِها عند طُلوعِها لِما ورَد في الحَديث : إذا طلَعَ النّجمُ ارتَفَعت العاهاتُ . قال السُهَيْليُّ وابنُ العَرَبيِّ وقال الإمام تُرجُمان القُرآن الحَبْرُ ابن عبّاس رضيَ الله عنهما وجَماعةٌ من المُفسّرين : أي من شَرِّ الذَّكَرِ إذا قام وهو غَريبٌ وتقدّم للمصنف في و ق ب نقَله عن الإمام أبيحامدٍ الغَزاليّ وغيره كالإمام التّيفاشِيّ وجَماعة عن ابن عبّاس . ومجْموعُ ما ذُكِر هنا من الأقوال في الغاسِق ثَلاثةٌ : اللّيلُ والثُرَيّا والذَّكَر . وسَبَق له أوّلاً تفْسيرُه بمعنى القَمَر أيضاً كما أشَرْنا إليه وهو المَفْهوم من حديث السّيدةِ عائِشةَ رضي الله عنها . وقيلَ : الشّمسُ إذا غرَبتْ أو النّهار إذا دخَل في اللّيْلِ أو الأسْوَد من الحَيّاتِ . ووَقْبُه : ضَرْبُه أو انْقِلابُه أو إبْليس ووَقْبُه : وسْوَسَتُه نقَلَه ابنُ جُزَيّ عن السُّهَيْليّ فصار الجَميعُ ثمانيةَ أقوالٍ وقد سَردْناها في و ق ب فراجِعْه فإنّ المُصنِّفَ قد ذكَرَ بعضَ الأقْوال هُنا وأعْرَضَ عن بعض وذَكَر هُناك بعضَها وأعْرَضَ عن بعْضٍ مع تَكْرارِه في القَوْل الغَريبِ المَحْكيّ عن ابنِ عبّاس فتأمّل . والغُسوقُ بالضّمّ والإغْساقُ : الإظْلامُ وقد غسَقَ الليلُ غُسوقاً وأغسَقَ وهذا فيه تكرار غير أنّه لم يذْكُر في مصادرِ غسَق اللّيل الغُسوق وقد ذكَرَه الزّمخشريُّ وغيرُه . وأما الإغْساقُ فقد تقدّم عن ثَعْلب وأنه لُغة بَني تَميم . والغَسَاقُ كسَحاب وشَدّاد : ما يغسِقُ من جُلودِ أهلِ النارِ من الصَّديد والقَيْح أي : يَسيل ويَقْطُر . وقيل : من غُسالَتِهم . وقيلَ : من دُموعِهم . وفي التّنزيل : ( هذا فلْيَذوقُوهُ حَميمٌ وغَسّاقٌ ) . قرأَه أبو عَمْرو بالتّخْفيف وقرأَه الكِسائيُّ بالتّشْديد . ثقّلها يَحْيَى بن وَثّاب وعامّة أصحاب عبد الله وخفّفَها النّاسُ بعد . واخْتار أبو حاتمٍ التّخفيفَ . وقرأَ حفْصٌ وحَمْزَة والكِسائي . وغسّاق بالتّشديد ومِثلُه في ( عَمّ يتَساءَلونَ ) . وقرأ الباقون : وغَسَاقاً خَفيفاً في السّورَتيْن . ورُوِي عن ابنِ عبّاس وابنِ مسْعودٍ أنّهما قرآ بالتّشديدِ وفسّراه بالزمْهَريرِ . وقيل : إذا شدّدتَ السّينَ فالمُراد به ما يقْطُرُ من الصّديدِ وإذا خفّفْتَ فهو البارِدُ الشّديدُ البَرْدِ الذي يُحرِقُ من بَرْدِه كإحْراقِ الحَميم . وقال اللّيثُ : الغَساقُ : المُنْتِنُ ودَلّ على ذلك قولُ النّبي صلّى الله عليه وسلم : ( لو أنّ دَلْواً من غَساقٍ يُهْراق في الدُنْيا لأنْتَنَ أهلُ الدُنيا ) . وأغْسَقَ : إذا دخَل في الغَسَق أي : في أوّلِ الظُلْمة . ومنه حَديثُ عامر بنِ فُهَيرَة : فكان يروِّحُ بالغَنَم عليهما مُغْسِقاً أي : في الغارِ . وأغْسَقَ المؤذِّنُ : إذا أخّر المَغْرِبَ الى غسَقِ اللّيْل كأبْردَ بالظُهْر . وفي حديث الرّبيع بنِ خُثَيم أنّه قال لمؤذِّنه يوم الغَيْم : أغسِقْ أغسِقْ أي : أخِّر المَغْرِب حتّى يغسِق اللّيلُ وهوإظْلامه . وقال ابنُ الأثير : لم نسْمع ذلِك في غيْرِ هذا الحديث . ومما يُستَدرك عليه : الغاسِقُ : البارِدُ . والأسْود من الحيّات . وإبْليس . والغَسّاق كالغاسِق وكِلاهُما صِفَة غالبة . والغَسيقات : الشّديداتُ الحُمْرة وبه فسّر السُكَّريُّ قولَ أبي صخْر الهُذَلي : امه . وقال ابنُ الأثير : لم نسْمع ذلِك في غيْرِ هذا الحديث . ومما يُستَدرك عليه : الغاسِقُ : البارِدُ . والأسْود من الحيّات . وإبْليس . والغَسّاق كالغاسِق وكِلاهُما صِفَة غالبة . والغَسيقات : الشّديداتُ الحُمْرة وبه فسّر السُكَّريُّ قولَ أبي صخْر الهُذَلي :
هِجانٌ فلا في اللّونِ شامٌ يَشينُهُ ... ولا مَهَقٌ يغْشَى الغَسيقاتِ مُغرَبُ وقال صاحبُ المُفْرَداتِ في تفْسيرِ قولِه تعالى : " ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب " عبارة عن النائِبَة باللّيلِ كالطّارِق . ويُزاد هذا على ما ذُكِر فتَصيرُ الوجوهُ تِسْعة . ( تاج العروس ) .

ثالثاً : المعنى عند الفرق الضالة :

1 ـ معنى دلوك الشمس عند الفرق الضالة :

لقد علم الأثريون أن كلمة "دلوك" تناقض مذاهبهم , ولكنهم أصروا على التحريف , حتى لا يعارضوا آثارهم .

جاء في كتاب بحار الانوار عند الشيعة : ( وأصل الدلوك هو الغروب كما في غير واحد من معاجم اللغة وأصل الدلوك المسح يقال ذلك الشيء بيده دلكا : مسحه وفركه وغمزه ، والمراد بدلوك الشمس مسحها وغمزها بالأفق كأنها تفرك به ، ولعل من فسره بالزوال ، أراد زوال الشمس من الأفق ، وإلا فالزوال بمعنى ميل الشمس عن سمت الرأس المختبر ذلك بزوال فيء الشاخص ، فهو اصطلاح خاص من عرف خاص ، لم يكن ليعرفه العامة : ولا لهم مع الزوال بهذا المعنى شأن وحاجة حتى يتداولوه بينهم ويلهجوا به ، فلا وجه لحمل الآية على هذا المعنى أبدا ) . انتهى .

وبذلك يكون دلوك الشمس هو تماسها أو مسحها أو فركها أو غمزها للأفق عند الغروب وليس وقت الظهيرة , فلقد اهتدى الشيعة إلى المعنى الصحيح الموافق للقرآن واللسان العربي , ولكنهم ضلوا حينما نبذوا كتاب ربهم وراء ظهورهم وآمنوا بآثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين , فنسخوا صلوات الله المبينة في القرآن وجعلوها خمس صلوات , فهم يؤمنون بالصلوات الخمس مثل السنيين ولكنهم يختلفون مع السنيين في الوقت , لذا نرى الشيعة الآن يجمعون صلاة الظهر المبتدعة مع صلاة العصر المبتدعة .

أما السنيون فقد رأوا أن القول بهذا المعنى الموافق للسان العربي والموافق لبقية الآيات سيجعل المراد بهذا الوقت هو صلاة العشاء وهي الصلاة التي تصلى في وقت العشي أو الأصيل أو الآصال أو في الطرف الآخر للنهار , ومن ثم فلا يوجد صلاة ظهر أو مغرب أو عتمة , لذا حرفوا المعنى وضلوا وأضلوا وزعموا أن الدلوك هو انتقال الشمس من كبد السماء , وسموا هذا الوقت بالزوال , وهذا كله تحريف لمعاني القرآن واللسان العربي .

قالَ الأزهري : ( والقولُ عندي أَنَّ دُلُوكَ الشَّمسِ زَوالُها نِصْفَ النَّهارِ ؛ لتكونَ الآيةُ جامِعَةً للصَّلَواتِ الخَمْسِ وهو قولُه تَعالَى : " أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ " الآية والمَعْنَى واللَّهُ أَعلمُ : أَقِم الصّلاةَ يا مُحَمّدُ أي أَدِمْها من وَقْتِ زَوالِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللّيلِ فيَدْخُل فيها الأُولَى والعَصْرُ وصلاتَا غَسَق اللّيلِ وهما العِشاءان فهذه أَرْبَعُ صَلَواتٍ والخامِسَةُ قولُه : " وقُرآنَ الفَجْرِ " والمعنى : وأَقِم صلاةَ الفَجْرِ فهذه خَمْسُ صَلَواتٍ فَرَضَها اللَّهُ تعالَى على نَبِيهِ صلّى اللَّهُ عليه وسَلّمَ وعلى أُمَّتِه وِإذا جَعَلْتَ الدلُوكَ : الغُرُوب كانَ الأَمْر في هذه الآيةِ مَقْصُوراً على ثَلاثِ صَلَواتٍ فإِنْ قِيلَ : ما مَعْنَى الدُّلُوكُ في كلامِ العَرَبِ ؟ قيل : الدُّلُوكُ : الزَّوالُ ولذلك قِيلَ للشَّمْسِ إِذا زالَتْ نِصْفَ النَّهارِ : دالِكَةٌ وقِيلَ لها إِذا أَفَلَتْ : دالِكَةٌ ؛ لأَنَّها في الحالَتَيْنِ زائِلَةٌ ) . انتهى .

ولقد حرَّف الأزهري المعنى حتى يوافق الآثار , فحرف معنى قول الله "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ" حيث جعل دلوك الشمس هو انتقال الشمس من كبد السماء , كما حرف معنى قول الله "غَسَقِ اللَّيْلِ"  , فجعله المغرب والعتمة , ومن ثم يصير معنى "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ" هو انتقال الشمس من كبد السماء إلى العتمة .

وهذا باطل , لأن المراد بدلوك الشمس هو زوالها من الأفق وغروبها وأفولها وغيابها , وليس انتقالها من كبد السماء .

والمراد بغسق الليل هو بداية الليل أو الوقت الذي يلي الغروب مباشرة , وليس المراد بغسق الليل العتمة أو شدة ظلام الليل .

والسؤال :

كيف يشتمل الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل على أربع صلوات وهي اثنتان بالنهار واثنتان بالليل ؟

إن الله يتكلم عن وقت لصلاة واحدة ولا يتكلم عن وقت لعدة صلوات أو عدة أوقات لعدة صلوات , ولماذا يجمع الله تلك الصلوات في وقت واحد ثم يفرد الفجر ويفرد التهجد ؟

لو كان المراد بالوقت من دلوك الشمس إلى غسق هو الوقت من الظهيرة إلى العتمة لكان وجب علينا البقاء في المساجد وقضاء هذا الوقت كله في صلاة أو في عدة صلوات , وهذا مخالف للقرآن الذي يجعل الصلاة في المسجد في الغدو والآصال , قال الله : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) " ( النور ) .

كما أنه مخالف لروايات الأثريين أنفسهم والتي تجعل الصلاة بعد صلاة العصر المبتدعة ممنوعة عندهم , وبالرغم من أن آثارهم التي تجعل الصلاة بعد عصرهم مكروهة هي بمثابة تحريف لوقت العشاء , حيث جعلوا وقت الصلاة وقت كراهة , إلا أن آثارهم حجة عليهم , لأنها تبين التناقض الذي عندهم .

وكيف يعني غسق الليل المغرب والعتمة في نفس الوقت ؟

إن المغرب في القرآن هو اسم مكان , ولو أردنا لحظات الغروب لقلنا وقت الغروب وليس المغرب , والسؤال : كيف يعني غسق الليل وقت الغروب والعتمة في نفس الوقت ؟

كيف يعني غسق الليل بداية الليل وشدة ظلام الليل في نفس الوقت ؟

وكيف يأمر الله في آية بالصلاة في بداية الليل والصلاة في شدة ظلام الليل ثم يأمر في الآية التي تليها بالصلاة في الليل ؟

ما هذا التكرار والركاكة ؟

أليس الزعم بهذا المعنى الباطل فيه اتهام لرب العالمين بركاكة الكلام وعدم بلاغته ؟

تعالى الله عما يصفون

وكيف يعني دلوك الشمس إلى غسق الليل : الظهر والعصر والمغرب والعتمة , وليس فيهم وقت من أطراف النهار ؟

هل الوقت الذي يلي الغروب مباشرة هو من طرفي النهار ؟ وهل الصلاة بعد الغروب مباشرة هي صلاة في طرفي النهار ؟ وهل وقت العتمة هو من طرفي النهار ؟ وهل صلاة العتمة هي صلاة في طرفي النهار ؟

وكيف توجد صلاة بعد الغروب مباشرة رغم أن صلاة العشاء تنتهي بغروب الشمس ؟ هل من الحكمة وجود صلاتين متتابعتين متلاصقتين ؟ هل من الحكمة وجود صلاة وقت إفطار الصائم ؟

وكيف نبدل اسم صلاة العشاء إلى صلاة العصر , ثم نحرف وقتها ونجعله قبل الغروب بعدة ساعات ؟

هل صلاة العصر المبتدعة تصلى في الطرف الآخر للنهار أو في العشي أو في الأصيل أو في الآصال كما أمر الله ؟

لقد اشتبه على الفرق الضالة الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل , وجعلوها عدة صلوات .

والصواب أنه لو كانت الآية متشابهة أو مجملة لوجب ردها إلى المحكم والمبين , وليس إلى آثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين .

ولقد بينتُ ذلك سابقاً , في المعنى في القرآن .

وسنفترض أن دلوك الشمس في اللسان العربي يعني المسح والاصفرار والميل للغروب وكذلك يعني الزوال من الأفق أي الغروب والأفول وفي نفس الوقت يعني الانتقال من كبد السماء , فعندئذ تكون الآية من المتشابهات , ويجب علينا ردها إلى المحكمات لنعلم أي من هذه المعاني هو المراد ومن ثم نعبد الله على بصيرة ولا يشتبه علينا الأمر ولا نختلف .

وبرد الآية إلى بقية آيات الصلاة يتبين لنا أن دلوك الشمس هو زوالها من الأفق أي غروبها وأفولها وليس انتقالها من كبد السماء أو الظهيرة .

2 ـ معنى غسق الليل عند الفرق الضالة :

القول الأول : قال بعضهم أن الغسق هو بداية الليل وأوله , وقد أصاب في ذلك , ولكنه ضل عندما أصر على الخمس صلوات , حيث استند إلى آثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين أو تفسيرات مخالفة للقرآن واللسان العربي .

القول الثاني : ورأى البعض الآخر أن القول الأول يتعارض مع الصلوات الخمس المبتدعة , لذا حرف وخالف القرآن واللسان العربي وزعم بأن غسق الليل هو شدة ظلمته , وهذا باطل لأن شدة ظلمة الليل هي معنى دجى الليل وليس غسق الليل .

وسنفترض أن غسق الليل يعني انصبابه وسيلانه وبدايته وأوله وفي نفس الوقت يعني شدة ظلامه , فهنا تكون الآية من المتشابهات ويجب علينا ردها إلى الآيات المحكمات لنعلم أي المعنيين هو المقصود , ومن ثم نعبد الله على بصيرة ولا يشتبه علينا الأمر ولا نختلف .

وبرد الآية إلى بقية آيات الصلاة يتبين لنا أن غسق الليل هو انصباب الليل وسيلانه وبدايته وأوله , وليس شدة ظلام الليل .

والخلاصة :

إن صلاة العشاء تصلى في وقت العشي أو الأصيل أو الطرف الآخر للنهار , وبالتحديد من وقت تماس الشمس بالأفق للغروب إلى بداية الليل , أي من ميل الشمس إلى الغروب حتى تمام غروبها أو تواريها بالحجاب  .

ومن قال بأن معنى دلوك الشمس هو ميلها وقت الظهيرة وأن غسق الليل هو شدة ظلمته , قد خالف بقية آيات الصلاة كما خالف اللسان العربي , فضلاً عن مخالفته لآثاره المتناقضة .

ــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين