الخميس، 3 سبتمبر 2015

معنى الخرور

بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

معنى الخرور

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : يوم مُؤْنِس ( الخميس ) , 19 من ذي القعدة 1436 هـ , 3 / 9 / 2015 م .

أولاً : الخرور عند الأثريين :

هو الانبطاح على الأرض على الجبهة .

ثانياً : الخرور في اللسان العربي :

الخرور هو السقوط .

خر : سقط من مكان عال .

الخرور : صوت سقوط البناء .
خَرَّ الْبِنَاءُ : تَهَدَّمَ وسقط فسمع له صوت , سقط من علُوٍّ إلى سُفْل بصوت .

خَرَّ الشَّخْصُ : سَقَطَ مِنْ مَكَانٍ عَالٍ .
خرّ الرّجلُ من الجبل : هوى .
خرَّ على الأرض : تهاوى وسقط ، قال الله : " وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ " . 
خر لوجهه : وقع .
خرّ بين يديه : تواضع وذلّ له .
خرّ تحت قدميه : ارتمى أمامه لإظهار الطاعة .
خرَّ على قدمي فلان : ارتمى على قدميه . 
خرَّ الرَّجُلُ صَعِقًا : أغمي عليه , قال الله : " وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا " .
خرَّ صريعًا : سقط قتيلاً .
خر : مات .

خر : انتقل من بلد إلى آخر .
خر : تنعم .
خر النائم : غط ، أسمع صوتا أثناء نومه
خر عليه : هجم عليه من حيث لا يعرف .

خر الماء : صوت .
خر الماء الأرض : شقها .
خرت الريح : كان لها خرير .


ثالثاً : الخرور في القرآن :

1 ـ قال الله : " وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " [الأعراف : 143] .

2 ـ قال الله : " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " [يوسف : 100]

والخرور يعني السقوط ولا يلزم أن يصل الساقط إلى الأرض  , فكل هوي وسقوط من أعلى إلى أسفل فهو خرور , وإن لم يصل إلى الأرض .

ومن يقل أنهم خروا ليوسف على الجباه وجب عليه إباحة هذا الفعل للمخلوق , وعدم تكفيره .

والسجود هو الذل والطاعة والانقياد والميل والانحناء .

والمراد هنا وسقطوا له طائعين .

وقد لا يقصد بالخرور الهيئة أصلاً , وحينئذ يراد به الانتقال من حال إلى حال , وأنهم قاموا أو قعدوا له طائعين منقادين .

فالعرب تقول : قام وقعد وأقبل وخر , وقد لا تقصد بهم الهيئة .

والسؤال : إذا كان المراد هو الخرور على الأرض على الجباه فكيف تخر الكواكب والشمس والقمر على الأرض على الجباه ؟

إن المراد هو الطاعة والانقياد .

وكيف يخر أبواه على الأرض وقد رفعهما على العرش ؟

إن الآية نفسها حجة على هذا الفهم الباطل ؟

وهل خرور الوالدين على الأرض على الجباه للولد من البر بهما ؟

قال الله : " وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) " ( الإسراء ) .

بل إن الخرور على الأرض على الجباه لو كان مباحاً لمخلوق لكان الولد هو الذي يخر على الأرض على جبهته لوالديه .

3 ـ قال الله : " قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ " [النحل : 26]

فالسقف سقط عليهم وليس على الأرض , أي أن الخرور لا يستلزم السقوط على الأرض .

4 ـ قال الله : " قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا " [الإسراء : 107]

سؤال : هل يخر الأثريون للأذقان , أم يخرون إلى الأرض على الجباه ؟

هل يستطيع الأثريون أن يخروا على الأرض على الأذقان ؟

أرى أن الخرور للأذقان هو طأطأة الرأس وانحناؤها ,  سواء مست الذقن الصدر أو لم تمس , ومن المعلوم أن من معاني الركوع والسجود طأطأة الرأس والانحناء .

5 ـ قال الله : " وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا " [الإسراء : 109]

6 ـ قال الله : " أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا " [مريم : 58]

7 ـ قال الله : " حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ " [الحج : 31]

أي أن بعضهم قد سقط ووقع وهوى من مكان عال , ولكنه لم يسقط على الأرض لأن الطير قد خطفته , أي أن الخرور لا يلزم السقوط على الأرض , فقد خطفت الطير بعضهم ولم يسقطوا على الأرض .

8 ـ قال الله : " وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا " [الفرقان : 73]

لم يخروا عليها صماً وعمياناً أي لم يمروا عليها صماً وعمياناً .

قال الطبري : ( وخره عليها كذلك : إقامته على الكفر ، وذلك نظير قول العرب : سببت فلانا ، فقام يبكي ، بمعنى فظل يبكي ، ولا قيام هنالك ، ولعله أن يكون بكى قاعدا ، وكما يقال : نهيت فلانا عن كذا ، فقعد يشتمني : ومعنى ذلك : فجعل يشتمني ، وظل يشتمني ، ولا قعود هنالك ، ولكن ذلك قد جرى على ألسن العرب ، حتى قد فهموا معناه . وذكر الفراء أنه سمع العرب تقول : قعد يشتمني ، كقولك : قام يشتمني ، وأقبل يشتمني ) .  ( تفسير الطبري ) .

9 ـ قال الله : " إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " [السجدة : 15]

10 ـ قال الله : " فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ " [سبأ : 14]

11 ـ قال الله : " قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ " [ص : 24]

سؤال : هل الركوع هو الخرور على الأرض على الجباه ؟

الخلاصة : الخرور يعني السقوط والانتقال من مكان إلى مكان , ولا يلزم السقوط على الأرض , وقد لا يعني الهيئة وحينئذ يقصد به الانتقال من حال إلى حال .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله رب العالمين

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا

    الخرور يُفهم حاله حسب السياق الذي جاء فيه
    فخرور السقف سقوطه عليهم واستوائه بالارض والا فأين سيستقر السقف بعد سقزطه؟!
    والخرور اذا جاء مع الحركه يعني السرعة في هذه الحركه , ومن سُمي صوت الماء خرير لسرعة التدفق والتتابع فيه
    فاذا جاء مع الركوع فيفهم منه سرعة الخضوع والخشوع , وممكن يُفهم منه حركة ايضا سواء نزول على الركب او الراحتين , ولما كان ذكر السجود مع الركوع بدون أكرف بينهم كالواو وغيرها , تبين تتابع الخرور الى وجهة السجود رغم حملهم نفس المعنى اللغوي لكن الشرع له مقاصد وليس مجرد ترادف بياني و جمالي , وانما هو بيان و تشريع وغاية مقصوده , فما المانع ان تكون الصلاة قيام و سجود تلاوة في الاولى ودعاء واستغفار وتسبيح في الثانية
    مع عدم التقييد بعدد معين وانما بوقت تدرك منه ما تدركه ولا تُقصر من الوقت الا لبيان شرعي كالخوف والحرب
    والخرور الى الاذقان بيان لحالة الانقياد ظاهرا وباطنا , فظاهر هو طأطأة الرأس وحاله كأن الساجد يلصق ذقنه بصدره مع اعتبار عدم شرطية الملامسه , ولا يشترط فيها قيام أو قعود فهي تصح على اي حالة منهم
    والله أعلم

    ردحذف
  2. والله احسنت النشرالله يفتح عليك

    ردحذف