الاثنين، 14 سبتمبر 2015

معنى الركوع

بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

معنى الركوع

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : يوم أَهْوَن ( الاثنين ) , غرة ذي الحجة 1436 هـ , 14 / 9 / 2015 م .

أولاً : الركوع عند الأثريين :

الرُّكُوعُ عند الأثريين : أَن يخفض المصلِّي رأسه بعد قومة القراءة، حتى تنال راحتاه ركبتيه ويطمئنّ ظهره ويستوي .

ركع المصلّي عند الأثريين : انحنى بعد القيام حتى تنال راحتاه ركبتيه، أَو حتى يطمئن ظهره.

الرَّكْعةُ عند الأثريين : كلّ قَوْمَة يتلوها التوطية والرفع منها ثم الانبطاحان من الصلوات . يُقول الأثريون: الصُّبح ركعتان، والظهر أربع ركعات .


ثانياً : الركوع في اللسان العربي :

1 ـ الانحناء :

الركوع : ( الراء، والكاف، والعين ) أصل واحد يدل على الانحناء ، يقال: ركع الرجل، إذا انحنى، وكل منحنٍ راكع . ( المقاييس في اللغة لابن فارس ص : 420 ) .

فالرُّكوع هو الانحناء .

رَكَعَ رَكْعاً، ورُكوعاً: انحنى، سواء مسّت ركبتاه الأَرض أم لا.

ركَع الشيخُ : انحنى من  الكِبَر .

ركع الهَرِمُ وغيره : انحنى من الكبر أَو الضعف

قال لبيد:  أَدِبُّ كأَنِّي كُلَّما قُمْتُ راكِع  فالرّاكِعُ: المنحني في قول لبيد.

2 ـ طأطأة الرأس :

 رَكع يَرْكَع رَكْعاً ورُكُوعاً : طَأْطأَ رأْسَه .

لَغِبَتِ الإبِلُ حتّى ركَعَتْ وهُنَّ رَواكِعُ : طأْطَأَتْ رُؤُوسَها وأَكَبَّتْ على وُجوهِها .

3 ـ الانكباب على الوجه وخفض الرأس :

وكلُّ شيء يَنْكَبُّ لوجهه فَتَمسُّ ركبتُه الأَرضَ أَو لا تمسها بعد أَن يخفض رأْسه فهو راكع .

قال ابن بري ويقال ركع أي : كبا وعثر ، قال الشاعروأفلت حاجب فوت العوالي

والرَّكْعةُ: الهُوِيُّ في الأَرض، يمانية.

قال ابن دُريد: الرُّكْعة : الهُوَّة في الأرض؛ لغة يمانِيّة.

4 ـ الخضوع والتواضع والانقياد :

ركع : خضع وتواضع وانقاد .

قال الله : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " [المائدة : 55] , أي وهم خاضعون ذليلون من غير استنكاف أو سأم .

يقال : ركع إِِلى الله، اطمانّ إِِليه في خشوع .

رُكَّع: جمع " رَكّاع ", واللفظ ينتمي إلى مجموعة ألفاظ " الخضوع وقبول القهر والعبودية مع رضا وتسليم" ، وهي: عَبَدَ – يَعْبُدُ، دان – يَديْنُ (اللازم)، رَكَعَ – يَرْكَعُ، جَنَدَ – يَجْنُدُ، سَجَدَ – يَسْجُدُ، أَمِيَ (أَمِيَتْ) – يَأمَى(تَأمَى) أَمُوَ(أَمُوَت) – يَأْمُو(تأمو) .

وتارة يستعمل الركوع في الهيئة المخصوصة في الصلاة عند الأثريين ، وتارة في التواضع والتذلل .


5 ـ الحنيفية :

وكانت العرب في الجاهلية تسمي  الحَنِيف راكعاً إِذا لم يَعْبُد الأَوثان وتقول: رَكَع إِلى الله؛ ومنه قول  الشاعر:  إِلى رَبِّه رَبِّ البَرِيّةِ راكِع .


6 ـ الافتقار بعد غنى وانحطاط الحال :

ويقال: ركَع الرجل إِذا افْتَقَرَ بعد غِنًى وانْحَطَّت حالُه؛ وقال:  ولا تُهِينَ الفَقِيرَ، عَلَّكَ أَن  تركَعَ يَوْماً، والدهْرُ قد رَفَعَهْ  أَراد ولا تُهِينَن فجعل النون أَلفاً ساكنة فاستقبلها ساكن آخر فسقطت. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى ركع في مقاييس اللغة :
(ركع)  الراء والكاف والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على انحناءٍ في الإنسان وغيرِه. يقال ركَعَ الرّجلُ، إذا انحنى. وكلُّ منحنٍ راكع. قال لَبيد:
أُخبِّر أخبارَ القُرونِ التي مضَتْ *** أدِبُّ كأنِّي كلَّما قُُمتُ راكعُ
وفي الحديث ذِكْر المشايخ الرُّكَّع ، يريد به الذين انحنَوْا. والرُّكوع في الصلاة من هذا. ثمّ تصرّف الكلامُ فقيل للمصلِّي راكع، وقيل للسَّاجد شكراً: راكع. قال الله تعالى في شأن داودَ عليه السلام: "فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ" [ص 24]. وقال في موضع آخر "وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ" ( آل عمران 43 ) ، قال قومٌ: تأويلها اسجدي، أي صلِّي؛ واركعي مع الراكعين، أي اشكري لِله جلّ ثناؤُه مع الشاكرين. قال ابن دُريد: الرُّكْعة : الهُوَّة في الأرض؛ لغة يمانِيّة. انتهى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى ركع في لسان العرب :
 ركع : الرُّكوع : الخُضوع عن ثعلب رَكع يَرْكَع رَكْعاً ورُكُوعاً طَأْطأَ رأْسَه وكلُّ قَوْمة يتلوها الركوع والسجْدتان من الصلوات فهِي رَكْعة قال وأُفْلِتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوالي على شَقّاء تَرْكَعُ في الظِّرابِ ويقال رَكع المُصلّي ركعة وركعتين وثلاث رَكعات وأَما الرُّكوع فهو أَن يَخْفِض المصلي رأْسه بعد القَوْمة التي فيها القِراءة حتى يطمئن ظهره راكعاً قال لبيد أَدِبُّ كأَنِّي كُلَّما قُمْتُ راكِع فالرّاكِعُ المنحني في قول لبيد وكلُّ شيء يَنْكَبُّ لوجهه فَتَمسُّ ركبتُه الأَرضَ أَو لا تمسها بعد أَن يخفض رأْسه فهو راكع وفي حديث علي كرم الله وجهه قال نَهاني أَن أَقرأَ وأَنا راكع أَو ساجد قال الخطابي لما كان الركوع والسجود وهما غاية الذُّلِّ والخُضوع مخصوصين بالذكر والتسبيح نهاه عن القراءة فيهما كأَنه كَرِه أَن يجمع بين كلام الله تعالى وكلام الناس في مَوْطِن واحد فيكونا على السَّواء في المَحَلِّ والمَوْقِع وجمع الرّاكع رُكَّع ورُكُوع وكانت العرب في الجاهلية تسمي الحَنِيف راكعاً إِذا لم يَعْبُد الأَوثان وتقول رَكَع إِلى الله ومنه قول الشاعر إِلى رَبِّه رَبِّ البَرِيّةِ راكِع ويقال ركَع الرجل إِذا افْتَقَرَ بعد غِنًى وانْحَطَّت حالُه وقال ولا تُهِينَ الفَقِيرَ عَلَّكَ أَن تركَعَ يَوْماً والدهْرُ قد رَفَعَهْ أَراد ولا تُهِينَن فجعل النون أَلفاً ساكنة فاستقبلها ساكن آخر فسقطت والرُّكوع الانحناء ومنه رُكوع الصلاة وركَع الشيخُ انحنى من الكِبَر والرَّكْعةُ الهُوِيُّ في الأَرض يمانية قال ابن بري ويقال ركَع أَي كَبا وعَثَر قال الشاعر : وأُفلت حاجب فَوْتَ العَوالي , وأَورد البيت. انتهى .

تعقيب :
قال ابن منظور : ( وكلُّ قَوْمة يتلوها الركوع والسجْدتان من الصلوات فهِي رَكْعة ) .

وأقول : هذا تعريف للركوع في الآثار وعند الأثريين وليس في اللسان أو عند أهل اللسان .

وقال ابن منظور : ( وفي حديث علي كرم الله وجهه قال نَهاني أَن أَقرأَ وأَنا راكع أَو ساجد قال الخطابي لما كان الركوع والسجود وهما غاية الذُّلِّ والخُضوع مخصوصين بالذكر والتسبيح نهاه عن القراءة فيهما كأَنه كَرِه أَن يجمع بين كلام الله تعالى وكلام الناس في مَوْطِن واحد فيكونا على السَّواء في المَحَلِّ والمَوْقِع ) .

أقول : هذا أثر باطل .

قال ابن منظور : (والرُّكوع الانحناء ومنه رُكوع الصلاة ) .

أقول : نعم الركوع هو الانحناء , ولقد جعلت الفرق الضالة انحناء الظهر ووضع الراحتين على الركبتين بمعنى الركوع , وهذا التحريف بسبب نبذها لكتاب ربها وللسان العربي وأخذها بآثار المغفلين والمدلسين والوضاعين , والصواب أن الركوع هو الانحناء وطأطأة الرأس والخضوع في الصلاة وليس هذا الوضع المبتدع .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى ركع في تاج العروس:
ركع 
رَكَعَ المُصَلِّي رَكْعَةً ورَكْعَتَين وثلاثَ ركَعَاتٍ مُحَرَّكَةً : صَلَّى وكُلُّ قَوْمَةٍ يَتْلُوها الرُّكوعُ والسَّجْدَتانِ من الصَّلَواتِ فهي رَكْعَةٌ . رَكَعَ الشَّيْخُ : انْحَنى كِبَراً وهو أَصلُ مَعنى الرُّكوع ومنه أُخِذَ رُكوعُ الصَّلاةِ وبه فُسِّرَ قولُ لَبيدٍ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الّتي مَضَتْ ... أَدِبُّ كأَنِّي كُلَّما قُمْتُ راكِعُ رَكَعَ : كَبا على وجْهِهِ قاله ابن دُرَيدٍ زادَ ابنُ بَرّيّ : وعَثَرَ قال : ومنه رُكوعُ الصَّلاةِ وأَنشدَ
وأَفْلَتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوالي ... على شَقّاءَ تَرْكَعُ في الظِّرابِ منَ المَجاز : رَكَعَ الرَّجُلُ إذا افْتَقَرَ بعدَ غِنىً وانْحَطَّتْ حالُه قال الأَضْبَطُ بنُ قُرَيْعٍ :
لا تُهينَ الفَقيرَ عَلَّكَ أَنْ ... تَرْكَعَ يَوماً والدَّهْرُ قد رَفَعَهْ في أَبيات قد مَضَتْ في خدع . وكُلُّ شيءٍ يَنْكَبُّ لِوَجْهِه فَتَمَسُّ رُكْبَتُهُ الأَرْضَ أَو لا تَمَسُّها بعدَ أَنْ يَخْفِضَ رأْسَهُ فهو راكِعٌ . وقال ثَعلَبٌ : الرُّكوع : الخُضوع رَكَعَ يَرْكَعُ رَكْعاً ورُكوعاً : طأْطأَ رأْسَه . أَمّا الرُّكوعُ في الصَّلاةِ فهو أَنْ يَخْفِضَ المُصَلِّي رأْسَهُ بعدَ قَوْمَةِ القراءَةِ حتّى تنالَ راحَتاهُ رُكْبَتَيْه أَو حَتّى يَطْمَئِنَّ ظَهرُه وقَدَّرَه الفُقهاءُ بحيث إذا وُضِعَ على ظَهرِه قَدَحٌ مَلآنُ من الماءِ لمْ يَنْكَبَّ وقال الرَّاغِبُ الأَصْبَهانِيُّ : الرٌُّكوعُ : الانْحِناءُ فتارَةً يُسْتَعْمَلُ في الهَيئةِ المَخصوصَةِ في الصَّلاةِ كما هي وتارَةً في التَّواضُعِ والتَّذَلُّلِ إمّا في العِبادَةِ وإمّا في غيرِها . الرَّكّاعُ كشَدَّادٍ : فَرَسُ زَيد بنِ عبّاس بنِ عامِرٍ أَحَدِ بَني سَمَّاكٍ . والرُّكْعَةُ بالضَّمِّ : الهُوَّةُ من الأَرضِ زعَموا لُغةً يَمانِيَة نقله ابنُ دُرَيْد . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : جَمْعُ الرَّاكِعِ : رُكَّعٌ ورُكوعٌ . وكانت العَرَبُ في الجاهِليَّةِ تُسَمِّي الحَنيفَ راكِعاً إذا لمْ يَعْبُدِ الأَوثانَ ويقولونَ رَكَعَ إلى الله قال الزَّمَخشَرِيُّ : أَي اطْمَأَنَّ قال النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ
سَيَبْلُغُ عُذْراً أَو نَجاحاً من امْرئٍ ... إلى رَبِّه رَبِّ البَرِيَّةِ راكِعُ أَي سيَبْلُغُ راكِعٌ عُذراً إلى رَبِّه يَعني النُّعمانَ بنَ المُنْذِرِ وراكِعٌ يعني نفسَه ويُروَى سيَبْلُغُ من الإبلاغِ . وهو يَتَرَكَّع أَي يُصَلِّي . والمَراكِع : حِجارَةٌ صُلْبَةٌ مُستطيلَةٌ يُطْحَنُ عليها واحِدُها مَرْكَعٌ يمانيةٌ . ومَراكِعُ مُوسى : مَوْضِعٌ بالقربِ من مِصْرَ . منَ المَجاز : لَغِبَتِ الإبِلُ حتّى ركَعَتْ وهُنَّ رَواكِعُ : طأْطَأَتْ رُؤُوسَها وأَكَبَّتْ على وُجوهِها . انتهى .

تعقيب :
قوله : ( رَكَعَ المُصَلِّي رَكْعَةً ورَكْعَتَين وثلاثَ ركَعَاتٍ مُحَرَّكَةً : صَلَّى وكُلُّ قَوْمَةٍ يَتْلُوها الرُّكوعُ والسَّجْدَتانِ من الصَّلَواتِ فهي رَكْعَةٌ ) , وقوله : ( أَمّا الرُّكوعُ في الصَّلاةِ فهو أَنْ يَخْفِضَ المُصَلِّي رأْسَهُ بعدَ قَوْمَةِ القراءَةِ حتّى تنالَ راحَتاهُ رُكْبَتَيْه أَو حَتّى يَطْمَئِنَّ ظَهرُه وقَدَّرَه الفُقهاءُ بحيث إذا وُضِعَ على ظَهرِه قَدَحٌ مَلآنُ من الماءِ لمْ يَنْكَبَّ ) . انتهى .

أقول : هذا من تحريفات الأثريين وليس من اللسان في شيء .

قول الرَّاغِبُ الأَصْبَهانِيُّ : ( الرٌُّكوعُ : الانْحِناءُ فتارَةً يُسْتَعْمَلُ في الهَيئةِ المَخصوصَةِ في الصَّلاةِ كما هي وتارَةً في التَّواضُعِ والتَّذَلُّلِ إمّا في العِبادَةِ وإمّا في غيرِها ) . انتهى .

أقول : نعم لقد تستخدم الأثريون الركوع الذي هو الانحناء بهيئة مخصوصة في الصلاة وهي انحناء الظهر حتى يستوي ووضع الراحتين على الركبتين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى رَكَعَ في المعجم الوسيط  :
(( ركع ـ رَكْعاً، ورُكوعاً: انحنى، سواء مسّت ركبتاه الأَرض أم لا.
ويُقال:ركع الهَرِمُ وغيره: انحنى من الكبر أَو الضعف
وركع المصلّي: انحنى بعد القيام حتى تنال راحتاه ركبتيه، أَو حتى يطمئن ظهره.
وـ خضع وتواضع. يُقالركع إِِلى الله، اطمانّ إِِليه في خشوع.
وـ افتقر بعد غنى وانحطّ حاله. قال: لا تُهين الفقير عَلَّك أَن تركع يوماً والدهرُ قد رفعه
( أرْكَعَهُ ): جعله يركع .
( تَرَكَّعَ ): صلّى .
( الرَّكْعةُ ): المرّة من الركوع. وـ كلّ قَوْمَة يتلوها الركوع والسجدتان من الصلوات. يُقال: الصُّبح ركعتان، والظهر أربع ركعات .
( الرُّكُوعُ ) في الصلاة: أَن يخفض المصلِّي رأسه بعد قومة القراءة، حتى تنال راحتاه ركبتيه ويطمئنّ ظهره ويستوي )) . انتهى .

تعقيب :
قوله : ( وركع المصلّي: انحنى بعد القيام حتى تنال راحتاه ركبتيه، أَو حتى يطمئن ظهره ) , وقوله : الرَّكْعةُ : المرّة من الركوع. وـ كلّ قَوْمَة يتلوها الركوع والسجدتان من الصلوات. يُقال: الصُّبح ركعتان، والظهر أربع ركعات , وقوله : الرُّكُوعُ في الصلاة: أَن يخفض المصلِّي رأسه بعد قومة القراءة، حتى تنال راحتاه ركبتيه ويطمئنّ ظهره ويستوي ) . انتهى .

أقول : هذا من تحريف الأثريين وليس من اللسان في شيء .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى ركع في القاموس المحيط :
( رَكَعَ المُصَلِّي رَكْعَةً وركعتينِ وثلاثَ ركَعاتٍ، محركةً صَلَّى، و الشيخُ انْحَنَى كِبَراً، أو كبَا على وجْهه، وافْتَقَرَ بعدَ غِنًى، وانْحَطَّتْ حالُه، وكلُّ شيءٍ يَخْفِضُ رأسَه، فهو راكِعٌ. والرُّكوعُ في الصلاةِ أنْ يَخْفِضَ رأسَه بعدَ قَوْمَةِ القِراءَةِ حتى تَنَالَ راحتاهُ رُكْبَتَيْهِ، أو حتى يَطْمَئِنَّ ظَهْرُه. وكشدَّادٍ فرسُ زيد بنِ عَبَّاسٍ أحَدِ بني سَمَّاكٍ. والرُّكْعَةُ، بالضم الهُوَّةُ من الأرضِ ) . انتهى .

تعقيب :
قوله : ( والرُّكوعُ في الصلاةِ أنْ يَخْفِضَ رأسَه بعدَ قَوْمَةِ القِراءَةِ حتى تَنَالَ راحتاهُ رُكْبَتَيْهِ، أو حتى يَطْمَئِنَّ ظَهْرُه ) .

أقول : هذا من تحريف الأثريين وليس من اللسان في شيء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى ركع في مختار الصحاح :
ر ك ع : الرُّكُوعُ الانحناء وبابه خضع ومنه ركوع الصلاة و رَكَعَ الشيخ انحنى من الكبر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

معنى ركع في الصحاح في اللغة :
الركوع : الانحناء ومنه ركوع الصلاة وركع الشيخ: انحنى من الكبر.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

والخلاصة :

الركوع : الانحناء ( وهذا هو الأصل ) , طأطأة الرأس , الانكباب على الوجه وخفض الرأس سواء مست ركبتاه الأرض أم لم تمس , الخضوع والتواضع والانقياد , الافتقار بعد غنى وانحطاط الحال .

راكع :  خاضع , والشيخُ انْحَنَى كِبَراً، أو كبَا على وجْهه، وافْتَقَرَ بعدَ غِنًى، وانْحَطَّتْ حالُه، وكلُّ شيءٍ يَخْفِضُ رأسَه، فهو راكِعٌ .

الرَّكْعةُ : المرّة من الركوع أي الانحناءة وطأطأة الرأس والافتقار والخضعة.

ــــــــــــــــــــــ

ثالثاً : الركوع في القرآن :

1 ـ قال الله : " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ " [البقرة : 43]

والسؤال : كيف يكون الركوع هيئة خاصة بالصلاة ولقد تقدم الأمر بالصلاة , ثم ذكر الأمر بالركوع بعد الأمر بالزكاة ؟

كيف يأمر الله بالصلاة ثم الزكاة ثم التوطية ووضع الراحتين على الركبتين في الصلاة ؟

إذاً الركوع ليس التوطية ووضع الراحتين على الركبتين في الصلاة كما يزعم الأثريون ,ولقد علم الأثريون ذلك , لذا فسروا قول الله : " وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ "  ب واخضعوا مع الخاضعين .

2 ـ قال الله : " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " [البقرة : 125]

3 ـ قال الله : " يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ " [آل عمران : 43]

وهذا دليل على بطلان فهم الأثريين , إذ أنهم يجعلون الركوع بمعنة التوطية ووضع الراحتين على الركبتين ويجعلون السجود بمعنى الانبطاح على الأرض على الجبهة ثم يجعلون التوطية قبل الانبطاح , في حين أن الله قدم الركوع على السجود .

كيف يكون الركوع هيئة خاصة بالصلاة قبل الانبطاح على الأرض كما يزعم الأثريون , ثم يذكر في الآية بعده ؟

وكلمة "الراكعين" جمع مذكر سالم , والسؤال : كيف تحني مريم ظهرها مع الرجال ؟ هل ستصلي بجانبهم ؟ وهل توجد سواقة أصلاً في الصلاة ؟

قال أبو جعفر الطبري : ( وقد بينا أيضا معنى " الركوع " " والسجود " بالأدلة الدالة على صحته ، وأنهما بمعنى الخشوع لله ، والخضوع له بالطاعة والعبودة .  فتأويل الآية ، إذا : يا مريم أخلصي عبادة ربك لوجهه خالصا ، واخشعي لطاعته وعبادته مع من خشع له من خلقه ، شكرا له على ما أكرمك به من الاصطفاء والتطهير من الأدناس ، والتفضيل على نساء عالم دهرك ) . ( تفسير الطبري )  .

والسؤال للفرق الضالة : هل خروركم على الأرض قبل توطيتكم , أم أن بعض المجادلين المحرفين سيقولون : هذا كان في الشرائع السابقة ؟

هذا الاختلاف والتعارض يدل على بطلان تعاريفكم وفهمكم .

سؤال : هل القنوت هيئة في الصلاة ؟


لا , بل القنوت هو الطاعة والخضوع والخشوع والذل والاستكانة والتواضع .

4 ـ قال الله : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " [المائدة : 55]

وهذا دليل على بطلان فهم الأثريين , فالزكاة عند الأثريين هي الصدقات , والركوع عندهم هو التوطية ووضع الراحتين على الركبتين , والسؤال : هل إذا أردت إعطاء المحتاج صدقة وجب عليك أن تحني ظهرك وتضع راحتيك على ركبتيك ؟ كيف تؤدي الصدقات وأنت في هذا الوضع ؟ أين ستضع المال إذاً ؟ هل ستقول له خذ المال من جيبي ؟

لذا فسر الأثريون الركوع بالخضوع في هذه الآية كما هو في اللسان العربي .

5 ـ قال الله : " التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " [التوبة : 112]

6 ـ قال الله : " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " [الحج : 26]

7 ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [الحج : 77]

8 ـ قال الله : " قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ " [ص : 24]

وهذا دليل على بطلان فهم الأثريين , لأنهم يقولون أن الركوع بمعنى التوطية ووضع الراحتين على الركبتين , ثم يعارضون أنفسهم ويفسرونه هنا بالانبطاح على الأرض ويجعلون الآية آية انبطاح وليس آية توطية كما يزعمون .

والسؤال : هل الركوع هنا بمعنى انحناء الظهر ووضع الراحتين على الركبتين ؟

تنبيه : لا توجد آيات انبطاح فهذا من بدع الأثريين .

9 ـ قال الله : " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " [الفتح : 29]

10 ـ قال الله : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ " [المرسلات : 48]

وهل الكفرة مأمورون بالصلاة ؟

بل إنهم مأمورون أولاً بالخضوع والانقياد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واقول : إذا جهلنا معنى الكلمة فيجب علينا رد المتشابه والمجمل إلى المحكم والمبين لا أن نرده إلى آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين .

كما يجب علينا الرجوع إلى اللسان العربي , فلقد نزل القرآن بلسان عربي مبين .

والسؤال : هل المراد بالركوع انحناء الظهر ووضع الراحتين على الركبتين في الآيات التالية ؟

1 ـ قال الله : " وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ " [البقرة : 43]

2 ـ قال الله : " يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ " [آل عمران : 43]

3 ـ قال الله : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ " [المائدة : 55]

4 ـ قال الله : " قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ " [ص : 24]

5 ـ قال الله : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ " [المرسلات : 48]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق