الاثنين، 19 أكتوبر 2015

الصلاة الوسطى

بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

الصلاة الوسطى

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : 6 من محرم 1437 هـ , 19 / 10 / 2015 م .

بالرغم من أني بيَّنت هذا الأمر في فصل الأدلة من القرآن , إلا أن البعض لم يقرأ وما زال يتساءل , ما المراد بالصلاة الوسطى ؟  

لذا آثرت أن أفرد للصلاة الوسطى فصلاً خاصاً , لعلهم يطلعون على العنوان فيقرأون ما بداخله .

قال الله : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) " ( البقرة ) .

وسورة البقرة هي السورة رقم 87 حسب النزول .

ولقد اختلف الأثريون في معنى الصلاة الوسطى فكل فرقة زعمت أنها إحدى الصلوات الخمس , واستدلت كل فرقة بآثار مكذوبة وأقوال باطلة .

والسؤال : ما هي الصلاة الوسطى عندكم ؟

كيف ستحددونها وقد جعلتم الصلاة خمسة فروض ؟

كيف ستحددونها وآثاركم متناقضة فتوجد آثار تزعم أنها صلاة العصر المبتدعة وتوجد آثار تزعم أنها صلاة الظهر المبتدعة ؟

كيف ستحددونها وأقوال آلهتكم ( شيوخكم ) متضاربة ؟

لقد اختلفتم فيما بينكم ولم تعلموا الصواب من الخطأ , فلا تسألوا عن أشياء هي حجة عليكم وليست لكم .

وأقول لقد أمرنا الله بإقامة ثلاث صلوات , الفجر والعشاء والتهجد , وإن الصلاة الوسطى لها معنيان :

المعنى الأول : صلاة الليل , لأن الوسط يكون بين طرفين , والطرفان مذكوران في القرآن وهما طرفا النهار , ولقد جاءت صلاة الليل بين صلاة الطرف الآخر للنهار ( صلاة العشي ) وصلاة الطرف الأول للنهار ( صلاة الإبكار ) , ولا توجد صلاة نهارية مذكورة في القرآن غير الصلاة في طرفي النهار , حتى نقول أنها بينهما , ولا يوجد طرفان آخران مذكوران غيرهما .

وكان يجب علينا إذا أُجمِل الطرفان أو اشتبها علينا أن نردها إلى المحكمات حتى يتبين لنا المراد , وهو طرفا النهار .

والسؤال : هل من الممكن اعتبار صلاة العشاء الصلاة الأولى وأن صلاة الليل هي الصلاة الثانية أي الوسطى وأن صلاة الفجر هي الصلاة الثالثة حسب الترتيب الآتي :

قال تعالى : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

فلقد ذكرت صلاة العشاء أولاً ثم ذكرت صلاة الفجر ومعلوم أن بينهما صلاة الليل .

قال تعالى : " قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " [آل عمران : 41]

قال تعالى : " إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ " [ص : 18]

قال تعالى : " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " [غافر : 55]

فالترتيب الزمني للصلوات في الآيات السابقة يدل على أن الصلاة الأولى هي صلاة العشاء , والصلاة الثانية أو الوسطى هي صلاة الليل , والصلاة الثالثة والأخيرة هي صلاة الفجر .

وأقول : أنا لا أعتمد على هذا , لأنه لو نظرنا إلى أن صلاة الفجر هي الصلاة الأولى لأن الفجر هو الطرف الأول للنهار لقلنا أن الصلاة الأولى هي صلاة الفجر , والصلاة الثانية أو الوسطى هي صلاة العشاء , والصلاة الثالثة أو الأخيرة هي صلاة الليل , وتوجد آيات ذكرت صلاة الفجر قبل صلاة العشاء :

قال تعالى : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ " [الأعراف : 205]

قال تعالى : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15]

قال تعالى : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [النور : 36]

وأما لو نظرنا إلى أن الليل قبل النهار ـ كما يظن العوام ـ لقلنا أن الصلاة الأولى هي صلاة الليل , والصلاة الثانية أو الوسطى هي صلاة الفجر , والصلاة الثالثة أو الأخيرة هي صلاة العشاء .

ولكني لن أقول أن الليل سابق النهار فلقد قال الله : " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " [يس : 40]

لذا أنا أعتمد على مسألة الطرفين ولا أعتمد على الصلاة التي ذكرت أولاً .

ومن المعلوم أن أقل الجمع عند العرب : اثنان , فكلمة "الصلوات" المذكورة هي صلاة العشاء وصلاة الفجر .

كما يجوز أن تكون أكثر من اثنين وذلك إذا أدخلنا الصلاة عند الابتلاءات , وهي صلاة غير دائمة , كالصلوات الثلاث .

كما يجوز أن يكون المراد هو المعنى اللساني ( اللغوي ) ويكون معناها مطلق الصلوات أي الصلات والأدعية والأذكار والرحمات والعون والنصر .

المعنى الثاني : صفة للصلاة , أي صلاة متوسطة لا قصيرة ولا طويلة , فقصر الصلاة يكون في حالات استثنائية , قال الله : " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا " [النساء : 101] .

وإطالة الصلاة فيه مشقة على النفس ولقد رفع الله عنا الحرج , قال الله : " وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " [الحج : 78]

فضلاً عن أن إطالة الصلاة سيخرج بها عن وقتها .


فالصلاة الوسطى هي الصلاة المتوسطة القائمة على الوقت , لأن الصلاة موقوتة وليست معدودة .

قال تعالى : " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103) " ( النساء ) .

فالصلاة كتاب موقوت , أي أنها متعلقة بالوقت , وليست كتاباً معدوداً أو موزوناً أو مكيلاً , فلا يقال كم العدد أو كم الوزن أو كم الكيل .

وعدم الالتزام بالصلاة الوسطى أي قصرها يكون في حالات استثنائية :

قال تعالى : " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103) " ( النساء ) .

ومن المعلوم أن القصر ضد الطول , وهما متعلقان بالوقت , أي أنهما صفة للشيء الموقوت , وهذا موافق لقوله تعالى : " إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا " . ( النساء : 103) .

وليس القصر ضد الكثرة , فالقلة ضد الكثرة وهما متعلقان بالعدد , أي أنهما صفة للشيء المعدود , قال تعالى : " وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ " . [الأعراف : 86] , وقال تعالى : " حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا " [الجن : 24]

والرجل القصير هو رجل كامل الأعضاء ولكنه أقصر من الرجل الوسط , ولا يزعم أحد أن الرجل القصير هو رجل قليل أو فاقد الأعضاء .

كذلك الصلاة القصيرة أو المقصورة فهي صلاة كاملة ولكنها أقصر من الصلاة الوسطى , قال تعالى : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ " [البقرة : 238] .

وعلى ذلك فلا يزعم محرف أن الأمر معدود لذا يزعم عدداً محدداً من الوقفات والتوطيات والانبطاحات , فهذا تحريف لدين الله , فإن الأمر ليس معدوداً لذا لا يتعلق بالقلة أو الكثرة , ولكنه موقوت لذا فهو متعلق بالقصر والطول .

فضلاً عن أنه لا يوجد انحناء للظهر ووضع للراحتين على الركبتين كما لا يوجد انبطاح على الأرض ,

أي أن ‏قصر الصلاة معناه قصر وقت الصلاة فبدلاً من كونها وسطى صارت قصيرة , ولا يعني قصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين في السفر كما يزعم الأثريون ‏, وذلك لسببين :

السبب الأول : أن القصر ضد الطول وهو متعلق بالوقت وليس بالعدد , كما بينت سابقاً .

السبب الثاني : لم تأت آية ولم يصح أثر في اشتراط عدد وقفات أو توطيات أو انبطاحات في الصلاة , فالصلاة عبارة عن قنوت وركوع وسجود وخشوع كما بينت سابقاً , والمصلي واجب عليه القيام بكل ذلك في وقت واحد .

ولقد قالت الفرق الضالة أن صلاة الخوف ركعة واحدة وهي المذكورة في الآيات السابقة , وأقول : برغم عدم حجية الآثار هل يصح أثر عندكم في اشتراط عدد معين للوقفات والتوطيات والانبطاحات في غير صلاة الخوف ؟

لا يصح , فاتقوا الله ولا تفتروا عليه كذباً ولا تكذبوا على النبي ولا تحرفوا دين الله تعالى , فصلاة الخوف مثل صلاة الاطمئنان , ولكنها أقصر منها في الوقت .

فضلاً عن أمر آخر وهو أن قصر الصلاة في الآيات مشروط بالخوف من فتنة الكافرين , فلماذا جعلتموه متعلق بالسفر ؟

وهل يصح أثر في ذلك ؟

لا يصح .

وهل إذا وجد أثر سيكون موافقاً للآيات السابقة أم مخالفاً لها ؟

سيكون محالفاً للآيات السابقة , فبمفهوم المخالفة ( عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن لم تخافوا أن يفتنكم الذين كفروا ) , ولو أتى أثر يبيح القصر في السفر عند عدم المشقة أو الخوف فهو مخالف لآيات الله .

تنبيه : قلت عدم المشقة لورود رفع الحرج عن الأمة في آيات أخرى .

ولقد اختلف الأثريون بعد ذلك فيما بينهم في صلاة السفر في مسافة القصر وفي مدة القصر , ولو رجعوا إلى كتاب ربهم لعلموا لماذا اختلفوا إلى الآن ولم يقضوا على هذا الخلاف .

قال تعالى : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]

فآثارهم الباطلة التي ليست من عند الله هي سبب اختلافهم .

انظر : مدونتي بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده , فصل : كيفية الصلاة

وفصل : ما عدد ركعات الصلاة ؟
http://mohammedelmadany5.blogspot.com.eg/2015/09/blog-post_14.html


والخلاصة :

إن المراد بالصلاة الوسطى إما صلاة الليل لأنها جاءت بين الصلاة في طرفي النهار , أو أنها صفة للصلاة , فهي صلاة متوسطة لا قصيرة ولا طويلة .

قال الله تعالى "  تقصروا " ولم يقل " تقللوا " , لذا يوجد قصر للصلاة ولا يوجد تقليل الصلاة أو تقليل عدد ركعاتها المزعومة .

وأنا أرجح أن المراد هو صفة للصلاة , أي الصلاة الأعدل أو المتوسطة .

وعلى ذلك فمعنى "حافظوا على الصلوات" هو حافظوا على عدد الصلوات , ومعنى "والصلاة الوسطى" هو حافظوا على صفتها أو كيفيتها , فالأمر الأول خاص بالكم , والأمر الثاني خاص بالكيف , والله أعلم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

أين صلاة العشاء أيها الأثريون ؟

بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة

أين صلاة العشاء أيها الأثريون ؟

كتب : محمد الأنور ( أبو عبد الله المدني , تبيين الحق ) :

التاريخ : يوم جُبَار ( الثلاثاء ) , 29 من ذي الحجة 1436 هـ , 13 / 10 / 2015 م .

إن الله قد فرض علينا صلاة العشاء وهي صلاة تصلى في الطرف الآخر للنهار , أي في وقت العشي أو الأصيل أو الآصال .

قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور : 58]

قال الله : " إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41) " ( آل عمران ) .

قال الله : " يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) " ( مريم ) .

قال الله : " وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) " ( الأنعام ) .

قال الله : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) " ( الكهف ) .

قال الله : " اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) " ( ص ) .

قال الله : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) " ( ص ) .

قال الله : " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " [غافر : 55]

قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) " ( الأحزاب ) .

قال الله : " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) " ( الفتح ) .

قال الله : " وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) " ( الإنسان ) .

قال الله : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) " ( الأعراف ) .

قال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15]

قال الله : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .

قال الله : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود : 114]

قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]

والسؤال : أين صلاة العشاء ؟

لقد حرف الأثريون أحكام ربهم , فزعموا أن آيات الصلاة منسوخة بأثر الشِّعرة , فكفروا بعدد فروض الله وآمنوا بعدد فروض مالك بن صعصعة , لذا زعموا أن الصلاة خمسة فروض وليست فرضين اثنين .

كما أتوا بآثار مكذوبة في المواقيت فبدلوا المواقيت .

ولكن المصيبة الأخرى , أن الفروض الخمسة ليس فيها صلاة العشاء , ففروض الاثريين هي : الصبح , الظهر , العصر , المغرب , العتمة .

وصلاة العصر المبتدعة , هي صلاة تصلى عندهم في وقت العصر وهو قبل وقت العشي أو الأصيل أي قبل الغروب بعدة ساعات , لذا فليس هذه بصلاة الطرف الآخر للنهار أو صلاة العشاء .

وأما صلاة العتمة المبتدعة , فهي صلاة تصلى عندهم في وقت العتمة .

ولكن الوضاعين لم يفتهم هذا , فوضعوا روايات تفيد تبديل اسم صلاة العتمة إلى صلاة العشاء .

ولكن قد فاتهم أن صلاة العشاء تصلى في وقت العشي , وليس في وقت العتمة , فهذا وقت وذلك وقت آخر وهذه كلمة وتلك كلمة أخرى .

وفاتهم أن القرآن قد نزل بلسان عربي مبين , وليس العشي بالليل بل بالنهار .

وفاتهم أن النبي قد جاء متبعاً لكتاب ربه وحاكماً وقاضياً به , ولم يأت مخالفاً له أو لاغياً أو ناسخاً لآياته وأحكامه .

والسؤال : أين صلاة العشاء ؟ أين الصلاة التي تصلى في وقت العشي ؟ أين الصلاة التي تصلى وقت الأصيل أو الآصال ؟ أين الصلاة التي تصلى في الطرف الآخر للنهار ؟

لا توجد .

بل إن من فجور الأثريين أن جعلوا وقت صلاة العشاء وقت كراهة .

والنتيجة :

إن الأثريين قد كفروا بصلاة العشاء .

إن الفرق الضالة الأثرية قد حرفت وبدلت وغيرت .

قال الله : " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " [آل عمران : 187]

والسؤال :

هل هؤلاء أطاعوا الله ؟

هل هؤلاء عبدوا الله ؟

لا , بل عبدوا الخلق ؟

هل هؤلاء اتبعوا كتاب الله واستمسكوا به ؟

لا , بل نبذوه وراء ظهورهم .

هل هؤلاء آمنوا بآيات صلاة العشاء ووقتها ؟

لا , بل كفروا بآيات الصلاة , وقد قال الله : " ... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [البقرة : 85]

هل هؤلاء قدموا كلام الخالق على كلام الخلق ؟

لا , بل قدموا آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين أو أقوال شياطين الإنس والجن على كلام الله عز وجل .

قال الله : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) " ( الأنعام ) .

هل هؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ؟

هل هؤلاء لم يبدلوا ولم يغيروا أحكام الله ومعاني آياته ؟

لا والله فقد بدلوا وغيروا وحرفوا .

قال الله : " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) " ( الأحزاب ) .

والسؤال لمن علم الحق :

هل ستصدع به ؟

قال الله : " فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) " ( الحجر ) .

هل ستبين الكتاب للناس أم ستكتمه ؟

قال الله : " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " [آل عمران : 187]

هل سترتد عن الحق بعد إذ علمته ؟

قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " [المائدة : 54]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله رب العالمين

الأحد، 4 أكتوبر 2015

تحريف اليهود والنصارى والأثريين للصلاة

رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة

فصل : تحريف اليهود والنصارى والأثريين للصلاة

كتب : محمد الأنور آل كيال :

التاريخ : يوم أَوَّل ( الأحد ) , 20 من ذي الحجة 1436 هـ , 4 / 10 / 2015 م .

إن أي عبادة يجب النظر فيها هل توافق كتاب الله أم تخالفه ؟ فإذا وافقته فهي من عند الله , وعلينا التمسك بها حتى وإن كان اليهود والنصارى يفعلون مثلها , فهي إذاً من الشرائع التي لم تحرف عندهم , أما إذا خالفته فهي من تحريف شياطين الإنس والجن , ويجب التوبة منها .

ومن المعلوم أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يخالف شرعنا , وأقصد بشرع من قبلنا شرع الأمم السابقة المبين عندنا في القرآن , وليس ما هو موجود في العهد القديم والجديد .

ولقد فرض الله على الأمم السابقة الصلاة والصيام والحج مثلنا , فالدين واحد والرب واحد .

انظر مثلاً في هذه الرسالة : فصل : شرع من قبلنا .

ولكن اليهود والنصارى قد حرفوا صلاتهم , وكذلك فعل الأثريون من بعدهم .

فلقد حرف الأثري صلاته ونبذ كتاب ربه وراء ظهره , وقدم عليه آثار شياطين الإنس والجن , حتى أصبحت صلاة الأثري مختلفة في عدد الفروض والنوافل والوقت والكيفية والمكان والمنزلة عما هو مبين في كتاب الله .

ولقد قلت الأثري , وليس المسلم , لأن صلاة المسلم ليس فيها انبطاح على الأرض أو توطية ووضع الراحتين على الركبنين أو تحيات أو تحية عسكرية أو التفات وإلقاء سلام , فهذا كله من تحريف الأثريين للصلاة .

ومن العجيب أن نرى فرقة أهل القرآن أو القرآنيين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم , ويقدمون الآثار العملية عليه , ثم يزعمون أنهم أهل للقرآن .

لذا فالقرآنيون عندي من الأثريين , فضلاً عن خطئهم الأول وهو اختيار اسم غير الإسلام .


الصلاة عند اليهود الآن :

من المصطلحات التي تُطلق على الصلاة العبرية (تافيلاTafila ) , وهي تعني الابتهال إلى الله تعالى والاستسلام له . فالدعاء قرين للصلاة اليهودية ، بل إن الدعاء يغلب على الصلاة شكلًا ومضمونًا . ( موقع طريق الإسلام ) .

قلت : وهذا حق , فالصلاة دعاء .

والصلوات الواجبة على اليهودي في كتيهم الحالية ثلاث صلوات في كل يوم وليلة , وهي

1 ـ صلاة الفجر ويسمونها صلاة السحر (شحاريت) وهي من الفجر حتى نحو ثلث النهار .

2 ـ صلاة نصف النهار أو القيلولة وهي صلاة القربان (منحة) , وهي من انتقال الشمس من كبد السماء إلى قبيل الغروب .

3 ـ صلاة المساء ويسمونها صلاة الغروب (عربيت أو معاريف ) , وهي من بعد غروب الشمس إلى طلوع القمر .

وكانت الصلاتان الأخيرتان تُختزلان إلى صلاة واحدة )منحة معاريف) .

وأقول : نعم , إن الصلاة ثلاث صلوات , ولكنهم قد حرفوا أوقاتها .
وجاء في (سفر دانيال) أن دانيال كان يصلي ويركع ويشكر الله تعالى ثلاث مرات كل يوم (دانيال 6:10)، وأحياناً مرتين كل يوم ( مزمور 55:17)، وهي واجبة عندهم. وكانت الصلاة مركبة غالباً من النثر ثم من النظم، وتتلى بالغناء في الابتداء، وبالتدريج صار البعض يستعمل الآلات الموسيقية، كما يتضح من سفر المزامير، وكان يخصص مغنون لهذا القصد ( عزرا21:65 ) . ( موقع الدرر السنية ) .
ومُحتوى صلاة المساء في العهد القديم يتألف من العناصر التالية:
 -ذبيحة المساء.
ـ قراءة وصايا الله العشر.
- قراءة دعاءين.
ـ قراءة نصّ الشهادة )اسمع يا إسرائيل(.
- قراءة دعاءين مرة أخرى.
 -قراءة لبعض الأدعية.
 -قراءة مُنتخبة لبعض المزامير .
وقد اعتنوا بالموسيقى في الصلاة عناية خاصة؛ فأصبح لكل صلاة ألحان خاصة، وأنغام مخصوصة؛ حتى تكون العبادة أوقع في النفس، وأعمق تأثيرًا. وترتبط الصلاة عند اليهود بالقيام والسكوت، وإحناء الرءوس وتغطيتها، واستعمال التعاويذ، لكن في مناسبات خاصة .
كما التزمت جماعة قمران اليهودية الصلاة بعد طلوع الشمس، وذلك عقب الطهور بالماء . وتقوم الجماعة بالصلاة عند الساعة الخامسة، وذلك قبل تناول الطعام، كما تقوم الجماعة بالصلاة ليلًا، وتقسم نفسها ثلاثة أفواج:
الفوج الأول: يحيي الثلث الأول من الليل.
الفوج الثاني: يكمل الصلاة، ويحل محل الأول.
الفوج الثالث: يستمر حتى الصباح، ويقضي بقية الليل . ( موقع طريق الإسلام ) .


والصلاة عندهم على نوعين فردية وجماعية: أما الفردية: فهي صلوات ارتجالية من الأفراد تتلى حسب الاحتياجات، ولا علاقة لها بالطقوس والمواعيد والمواسم. أما الجماعية فهي تؤدى باجتماع جملة أشخاص علناً في أمكنة مخصوصة ومواعيد معلومة حسب طقوس مقررة من رؤساء الدين والكهنة( موقع الدرر السنية ) .

قلت : وكذلك حرف الأثريون صلاتهم , فجعلوا منها صلوات فردية وصلوات جماعية وسموا الصلاة الجماعية بصلاة الجماعة وقصدوا بها الصلاة بسائق فجعلوا شيخهم سائقاً وأصبحوا هم المسوقين .

وقد تقرأ في تلك الصلاة نصوص من التوراة في لفائف محفوظة في أماكن مخصصة لذلك، بعدها تطوى تلك اللفائف، وقد تنتهي الصلاة بهذا، وقد يتلوها خطبة قصيرة ونشيد تقليدي ودعوات، ويختم كل ذلك بالتبريك، وبهذا تنتهي الصلاة ويخلو المعبد. وقد يسبق انفضاض المعبد قداس أو تبريك بتوزيع كأس من الخمر ورغيفين مبركين لكل مصل( موقع الدرر السنية ) .

قلت : وكذلك حرف الأثريون صلاتهم فابتدعوا خطبة الجمعة وصلاة الجمعة وصلاة العيد وخطبة العيد .

الصلاة عند النصارى الآن :
جاء في موقع طريق الإسلام ما يلي :
أما بالنسبة للصلاة عند النصارى فإن عيسى عليه السلام في نظرهم حرّر الإنسان من قيود الشكليات والأُطر التي فرضتها التعاليم، مثل: (السن بالسن)، وقانون تكرار الكلام وشكليات الصلاة على وتيرة واحدة؛ إذ ورد في العهد الجديد: "وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلًا، كالكلام فإنهم يظنون أنّه بكثرة كلامهم يُستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم؛ لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه" (متى 6: 7، 8( .
ولم يضع النصارى للصلاة شروطًا لازمة لإقامتها، بل أُعْجِبُوا ببعض الأمور فأضافوها إلى الصلاة من تلقاء أنفسهم. وينسب العهد الجديد للمسيح عليه السلام أنّه مارس تعليم الصلاة في يوم السبت المقدس عند اليهود، وشاركهم فيها، وقد ورد في العهد الجديد: "ثم دخلوا كفر ناحوم وللوقت دخل المجمع في السبت، وصار يعلّم. فبهتوا من تعليمه؛ لأنه كان يعلّمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مرقس 1: 21، 22) .
وكانوا يقيمون صلاة الصباح؛ لأنها تمثل اكتشاف الحياة من جديد أو القيام من عالم الأموات (النوم)؛ إذ بعد توقف الحياة يأتي النور المشع، وهو صورة من البعث الجديد لها، وقد أقامها المسيح عليه السلام على انفراد: "وفي الصبح باكرًا جدًّا قام، وخرج ومضى إلى موضع خلاء، وكان يصلّي هناك" (مرقس 1: 35(.
أما صلاة المساء فكان النصارى يؤدونها قبل أن يأووا إلى فراشهم، وفيها يشكرون الله تعالى على النعمة التي أسبغها عليهم في النهار ، ويستغفرون للذنوب التي ارتكبوها في أثناء النهار. والنصارى يتشبهون باليهود ويقتبسون منهم العدد والوقت للصلاة . وقد مال النصارى الأوائل إلى عدم حَصْرِ الصلاة في أوقات محددة وساعات معينة؛ تمسكًا بالقاعدة الإنجيلية التي أوصت بالصلاة المستمرة . ويعتقدون أن المسيح عليه السلام يدعو إلى الصلاة الانفرادية بقوله: "وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك، وأغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء؛ فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً" (متى 6: 6) .
ويجب التمييز بين صلاة النصراني الذي يعمل والراهب المتفرغ للعبادة، فالأول يشتغل طوال النهار فيتمسك بصلاتي الصباح والمساء فقط، أما الرُّهْبان الذين يعيشون في الأَدْيَرة أو مُنْعزلين فيقيمون الصلوات السبع، وربما يزيدون عليها، ويؤدونها بعمق كالمتصوفة، مستدلين برسالة بولس إلى أهل كورنثوس التي تقول: "أُصلي بالروح" (كورنثوس الأولى 14: 15(.
ويذكرون أن المسيح عليه السلام ترك لهم حرية تلاوة العبارات التي يختارونها، شريطة ألا يخرجوا عن الصلاة التي علمها لهم المسيح عليه السلام. ولقد كان أول تأليف رسمي بصيغة محددة للصلاة عند النصارى في القرن الرابع، في مجمع نيقية. ولا يزال المجلس الفاتيكاني يحدث فيها تعديلات، ويُصدرها إلى العالم النصراني الكاثوليكي، وكذلك نظام الكنائس الرئيس يستطيع أن يُحدث فيه تغييرات .
ونموذج الصلاة الطقسية التقليدية في الكنيسة الكاثوليكية، كما يلي: يدخل القِسّ (الإمام) في الكنيسة، فيقوم له الحاضرون تعظيمًا، ويقول (ناويًا الصلاة): باسم الآب، والابن، وروح القدس... وهنا يدور الحوار بين الإمام والجماعة في تقديس الله والثناء عليه، ثُمّ يتقدم الإمام باعترافه بالذنوب والخطايا، ويطلب الدعاء؛ فتدعو الجماعة له، ويحدث مثل هذا مع الجماعة، ثم يرتقي الإمام، ويتلو دعاءً لاتينيًا يسأل الله فيه أن يمحو الخطايا، ويغفر الذنوب، ويتوسل بالسيد المسيح وبالقديسين، وتقول الجماعة: يا عيسى المسيح ارحمنا. ويعقب الصلاة العشاء الرباني، ويُختم ذلك كله بدعاء وجيز، وهنالك تنتهي الصلاة وتنتشر الجماعة .
وتشارك الصلاة في الكنائس البروتستانية، بقسيمها النظاميMethodist   والإنجليكاني Anglican الصلاة الكاثوليكية في أجزاء الاعتراف والتوبة والاستغفار، وتجديد الإيمان، وتوثيق العقائد الأساسية، والحمد والثناء، والدعاء، وتلاوة الإنجيل، إلا أنّ أساليبها وصيغها تابعة لمناهج كنائسها المقررة، وتتميز بأشياء هي:
1 ـ عدم استعمال اللغة اللاتينية مطلقًا.
2 ـ صياغة الأدعية كلها في أناشيد وترنيمات تُغنى بألحان مرسومة مقررة.
3 ـ الصمت عند الذكر والأدعية.
4 ـ حذف عبارات مُمْعِنة في تأليه المسيح .
والصلاة عند النصارى حَوَالَي سبع صلوات في اليوم والليلة، وهي أنواع: منها صلاة فردية سريَّة، وصلاة عائلية في البيت، ومنها الصلاة العامة في الكنيسة، وأهمها صلاة يوم الأحد، حيث يقرأ الكاهن شيئًا من المزامير أو الكتاب المقدس عندهم، والجميع وقوف يستمعون، وعند نهاية كلّ مقطع يدعون . ( موقع طريق الإسلام ) .

الصلاة عند الأثريين :

لقد عطل الأثريون كتاب الله , وآمنوا بآثار المغفلين والمدلسين والوضاعين فصارت صلاتهم محرفة .

ولقد قام نحات أسباني بهذا النحت , فجعل الأثري منبطحاً على الأرض على جبهته , وجعل النصراني جالساً على ظهر الأثري , وجعل اليهودي واقفاً على أكتاف النصراني .





وبالرغم من أن من اليهود والنصارى من ينبطح على وجهه على الأرض , إلا أن هذه الكيفية مشهورة عند المسلمين أكثر من اليهود والنصارى .

ولكن من أين أتى الأثريون بهذه الصلوات المبتدعة وكيفياتها المخالفة للقرآن ؟

لقد حرف اليهود والنصارى صلاتهم , وانظروا إلى هذه الروابط :


https://www.youtube.com/watch?v=3Gr5lUsFI-s

http://www.albshara.net/showthread.php?t=24092


ومن اليهود من يضع يده اليمنى على اليسرى , ويحني ظهره ويسلم عن يمينه وعن شماله وينبطح على الأرض ( يخر على وجهه )

وكذلك فعل النصارى , فهم ينبطحون على الأرض أيضاً , (إنجيل متى 26: 39) ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: "يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ" .








وهذه كيفية صلاة الرجال اليهود :





وهذه صلاة النساء اليهود :





وكذلك فعل الأثريون من بعدهم , وقد يكون اليهود والنصارى هم الذين حرفوا صلاة الأثريين , ولكن الأثريين هم الذين قبلوا هذا التحريف ونبذوا كتاب ربهم وراء ظهورهم .

وقد تكون تحريفات اليهود والنصارى بسبب نقوش الفراعنة , فصلاة الفراعنة تشبه صلاة اليهود والنصارى والأثريين .

وقد تكون بعض تلك الهيئات كانت في الشرائع السابقة حقاً , ولكن الله قد خففها علينا , فلم يأمرنا بها ولم يبينها في كتابه .

وأخيراً أقول : إن كل من أنزل الله عليه كتاباً فهو أهل كتاب , فالأثري أهل كتاب , ولكنه ضل ونبذ كتاب الله وراء ظهره , كما فعلت الأمم السابقة , فكما قدم اليهود كلام أحبارهم على كلام الله وبدلوا معانيه , وكما قدم النصارى كلام رهبانهم على كلام الله وبدلوا معانيه , نجد الأثريين قد قدموا كلام شيوخهم وآثار المغفلين والمدلسين والوضاعين على كلام الله وبدلوا معانيه .

وأقول للأثريين : تدبروا هذه الآيات :

قال الله : " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " [آل عمران : 187]

قال الله : " الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " [البقرة : 146]

قال الله : " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " [البقرة : 159]

قال الله : " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " [البقرة : 174]

قال الله : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " [آل عمران : 71]

قال الله : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ " [المائدة : 15]

قال الله : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [المائدة : 19]

قال الله : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ " [آل عمران : 64]

قال الله : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [آل عمران : 99]

قال الله : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ " [المائدة : 59]

قال الله : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ " [المائدة : 68]

قال الله : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ " [المائدة : 77]

أيها الأثريون هل تؤمنون بآيات الصلاة ؟

قال الله : " ... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [البقرة : 85]

قال الله : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ " [آل عمران : 70]

قال الله : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ " [آل عمران : 98]

هل ستصلون كما بيَّن الله في كتابه ؟

قال الله : " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " [الأعراف : 169]

قال الله : " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) " ( مريم ) .

ـــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين