الأحد، 6 سبتمبر 2015

معنى السجود

رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

فصل : معنى السجود

كتب : محمد الأنور آل كيال :

التاريخ : يوم أَوَّل ( الأحد ) , 22 من ذي القعدة 1436 هـ , 6 / 9 / 2015 م .

إن السجود مختلف عن الخرور إلى الأرض على الجباه , وإن اللسان العربي ليس فيه مترادفات , ولكن الفرق الضالة قد اصطلحت اصطلاحات مختلفة للعبادات , وتلك الاصطلاحات قائمة على آثارها الباطلة , لذا فهي اصطلاحات باطلة , وقد أصبحت تلك الاصطلاحات من أصول دين الفرق الضالة , بالرغم من مخالفتها لآيات الله ومخالفتها للسان العربي .

وتقول الفرق الضالة أن الشيء إذا كان له حقيقة لغوية وحقيقة شرعية تقدم الحقيقة الشرعية على اللغوية .

وأقول : إن القرآن نزل بلسان عربي مبين , وإذا كانت الحقيقة الشرعية أو التعريف الشرعي قد أتى من القرآن فهو الحق وهو مقدم على التعريف اللغوي .

أما إذا كانت الحقيقة الشرعية المزعومة آتية من الآثار فهي تحريف لدين الله .

أقول ذلك لأن البعض سيقول أن السجود شرعاً أو اصطلاحاً هو مباشرة الأرض ونحوها بالأعضاء السبعة المذكورة  في الأثر .

وأقول : إن هذا الأثر باطل , والسجود الشرعي طبقاً لآيات الله موافق للسجود اللغوي وليس مخالفاً له .

والسؤال : للفرق الضالة : هل تصح صلاة بدون الخرور إلى الأرض على الجباه ؟

هل صلاة الجنازة باطلة عندكم ؟

إن صلاة الجنازة عند الأثريين خير دليل على أن الصلاة ليس فيها توطية أو الخرور على الأرض على الجباه .

بل هل صلاتكم باطلة عندكم ؟

وهل يستطيع أحد منكم أن يخر على الأرض على ذقنه ؟

أتحدى أي أثري أن يخر على الأرض على ذقنه .

إن فهمكم وتعاريفكم محرفة وهي مخالفة لآيات الله واللسان العربي .

أولاً : معنى السجود عند الأثريين :


عند الأثريين سجَد الشَّخصُ : وضع جبهته على الأرض خضوعًا وتعبُّدًا .


وَجَدْتُهُ سَاجِداً أي وَاضِعاً جَبْهَتَهُ بِالأرْضِ مُنْحَنِياً مُتَعَبِّداً .

وهذا التعريف ليس بلغوي أو شرعي , بل هو من اصطلاحات الأثريين القائمة على آثارهم .

ثانياً : معنى السجود في اللسان العربي :

السجود: ( السين، والجيم، والدال ) أصل واحد يدل على التطامُنِ والتذلل . ( المقاييس في اللغة لابن فارس ص:505 ) .

والتطامن: هو الانحناء، يقال: طامَنَ ظهره، أي حناه . ( تاج العروس للزبيدي 18/359 ، ولسان العرب لابن منظور 5/646 ) .

والتطامن هو الانخفاض , تطامن الشيء أي انخفض . (المعجم الرائد ) .

سجد سجودا , لغة هو الخضوع .

سجد : خضع وتطامن وانحنى ومال .

سجد الجمل : خفض رأسه ليُركب .

سجد البعير إذا طأطأ رأسه ليُركب .

سَجَدَتِ السَّفِينَةُ لِلرِّيَاحِ : خَضَعَتْ وَمَالَتْ بِمَيْلِهَا ، أطَاعَتْهَا ومالت معها .

سجَد الشَّخصُ  : خضَع وانحنَى , قيل : سجدنا للقرودِ رجاءَ دنيا ... حوتها دوننا أيدي القرودُ .

سجَدت المخلوقاتُ : خضعت وانقادت , قال الله : " وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ " , وقال الله : " فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ " .

وقيل : سجَد الشَّخصُ  أي صلَّى , قال الله : " وَادْبَارَ السُّجُودِ " .

وذلك لأن السجود تذلل وخضوع وطاعة وتطامن , فالصلاة شكل من أشكال السجود لله . 

ساجِدُ اسم فاعل من سجَدَ .

فلان ساجِدُ المنخر : ذليل خاضع .

شجرة ساجدة : مائلة . 

نخلة ساجدة: مائلة من ثقل حَمْلها .

عين ساجدة : فاترة .

وجمع ساجِد : سُجَّدٌ ، وسُجُودٌ . 

سُجّدًا لله : منقادة لِحُكمه وتسخيره , قال الله : " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ " [النحل : 48] .

والخلاصة : إن السجود عبارة عن التذلّل والخضوع , والطاعة والانقياد , والتطامن والانخفاض والانحناء .

والسجود : مصدر سجد , وجمع ساجد .


ثالثاً : السجود في القرآن :

أ ـ سجود الخلق لله :

1 ـ قال الله : " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " [البقرة : 125]

2 ـ قال الله : " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " [الحج : 26]

والسجود في الآيتين السابقتين جمع ساجد , وهو المتذلل الخاضع المطيع المنقاد المنحني .

3 ـ قال الله : " فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ " [الحجر : 98]

4 ـ قال الله : " وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ " [الشعراء : 219]

5 ـ قال الله : " وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ " [ق : 40]

6 ـ قال الله : " وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا " [الإنسان : 26]

7 ـ قال الله : " أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) " ( العلق ) .

والصلاة شكل من أشكال السجود , لأن السجود يعني الطاعة والذل والخضوع والميل والانخفاض والتطامن .

8 ـ قال الله : " التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ " [التوبة : 112]

9 ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [الحج : 77]

10 ـ قال الله : " فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا " [النجم : 62]

11 ـ قال الله : " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا " [الفرقان : 60]

12 ـ قال الله : " يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) " ( القلم ) .

والسؤال : هل كان المشركون يُدعون إلى الانبطاح على الأرض على الجبهة ؟

لا , بل كانوا يُدعون إلى الخضوع والتذلل والتطامن .

ولقد قال الأثريون أن المشركين لم يكونوا يُدعون إلى السجود ( الذي يقصدون به الانبطاح ) , ولكن المصيبة أن هؤلاء الأثريين اتبعوا الآثار الباطلة فحرفوا معنى الآية .

قال ابن عاشور : وجملة ( ويدعون ) ليس عائدا إلى المشركين مثل ضمير "إنا بلوناهم" إذ لا يساعد قوله "وقد كانوا يدعون إلى السجود" فإن المشركين لم يكونوا في الدنيا يدعون إلى السجود . فالوجه أن يكون عائدا إلى غير مذكور ، أي ويدعى مدعوون فيكون تعريضا بالمنافقين بأنهم يحشرون مع المسلمين ويمتحن الناس بدعائهم إلى السجود ليتميز المؤمنون الخلص عن غيرهم تميز تشريف فلا يستطيع المنافقون السجود فيفتضح كفرهم . قال القرطبي عن قيس بن السكن عن عبد الله بن مسعود : فمن كان يعبد الله مخلصا يخر ساجدا له ويبقى المنافقون لا يستطيعون كأن في ظهورهم السفافيداهـ . فيكون قوله تعالى "ويدعون إلى السجود" إدماجا لذكر بعض ما يحصل من أحوال ذلك اليوم . وفي صحيح مسلم من حديث الرؤية وحديث الشفاعة عن أبي سعيد الخدري أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال "فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد رياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه "الحديث ، فيصلح ذلك تفسيرا لهذه الآية ( التحرير والتنوير ) .

وهذا الكلام باطل , وهذا الأثر باطل السند والمتن .

13 ـ قال الله : " وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) " ( النمل ) .

14 ـ قال الله : " وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " [فصلت : 37]


15 ـ قال الله : " يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ " [آل عمران : 43]

قال أبو جعفر الطبري : ( وقد بينا أيضا معنى " الركوع " " والسجود " بالأدلة الدالة على صحته ، وأنهما بمعنى الخشوع لله ، والخضوع له بالطاعة والعبودة .  فتأويل الآية ، إذا : يا مريم أخلصي عبادة ربك لوجهه خالصا ، واخشعي لطاعته وعبادته مع من خشع له من خلقه ، شكرا له على ما أكرمك به من الاصطفاء والتطهير من الأدناس ، والتفضيل على نساء عالم دهرك ) . ( تفسير الطبري )  .

والسؤال للفرق الضالة : هل خروركم على الأرض قبل توطيتكم , أم أن بعض المجادلين المحرفين سيقولون : هذا كان في الشرائع السابقة ؟

هذا الاختلاف والتعارض يدل على بطلان تعاريفكم وفهمكم .

سؤال : هل القنوت هيئة في الصلاة ؟

لا , بل القنوت هو الطاعة والخضوع والخشوع والذل والاستكانة والتواضع .

16 ـ قال الله : " وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا " [الفرقان : 64]

17 ـ قال الله : " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ " [الزمر : 9]

والسؤال للفرق الضالة : هل الخرور على الأرض على الجباه قبل القيام عندكم ؟

إذاً السجود لا يعني الخرور على الأرض على الجباه .

هل القنوت هيئة مختلفة عن السجود والقيام ؟

إن القنوت هو الطاعة والخضوع والخشوع والذل والاستكانة والتواضع وليس بهيئة مختلفة عن السجود والقيام , فالآية تعني أن القانت ساجد وقائم في نفس الوقت .

18 ـ قال الله : " لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ " [آل عمران : 113]

والسؤال : كيف تكون قائماً تتلو آيات الله آناء الله وفي نفس الوقت تكون ساجداً ؟

هذا يعني أن السجود هو الخضوع والذل والطاعة والميل والانحناء , فمن قام خاضعاً فهو قائم وساجد في نفس الوقت , ومن قام مائلاً منحني الرأس كان قائماً ساجداً , فضلاً عن أن القيام لا يراد به الهيئة أحياناً , بل يراد به الحال .

وإذا ما قال أثري أن السجود هو الخرور على الأرض على الجباه فإن هذه الآية تعارض نفسها إذ كيف يكون قائماً ومنبطحاً على الأرض على جبهته في نفس الوقت ؟ فإن قيل أن القيام لا يعني الهيئة كما سبق , قلت فإن هذا الأثر يخالف روايات الأثريين التي تنهى عن قراءة القرآن في التوطية والخرور على الأرض على الجباه , مثل :

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السِّتَارَةَ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ، إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا، أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ، فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عز وجل وَأَمَّا السُّجُودُ، فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " . ( صحيح مسلم ) .

وهذا يعني أن آثارهم باطلة وتعريفاتهم خاطئة , فالآثار محرفة لأن الله تعالى لم يأخذ عهداً على نفسه بجمع وحفظ الآثار , ولماذا يحفظها والقرآن كاف كامل تام مبين ومفصل في نفسه وتبيان وتفصيل لكل أمور الدين وهو ناسخ غير منسوخ ؟

كما أن تعريفات الأثريين قائمة على تلك الآثار الباطلة , وليست مأخوذة من كتاب الله أو اللسان العربي .

تنبيه : الأثر السابق باطل السند , ولكنه حجة على الأثريين الذين جعلوا الركوع بمعنى انحناء الظهر , وجعلوا السجود بمعنى الخرور على الأرض على الجباه .

والخلاصة : إن روايات الأثريين باطلة وفهمهم خاطئ .


19 ـ قال الله : " وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا " [النساء : 102]

قوله تعالى : " فَإِذَا سَجَدُوا " أي فإذا أطاعوا وخضعوا وانقادوا للأمر ومالوا وانخفضوا , كما يطلق السجود على الصلاة لأن الصلاة خضوع وطاعة وعبادة .

أي أن المعنى فإذا انتهوا من صلاتهم فليكونوا من ورائكم .

والسؤال للفرق الضالة : هل السجود هو الخرور والانبطاح على الأرض على الجباه ؟

لو قلتم ذلك , لكانت الحراسة تبدأ من انبطاح المصلين على الأرض على جباههم , ولكن آثاركم تدل على أن الحراسة تبدأ من بداية الصلاة .

والسؤال : ما بالكم تخالفون آثاركم ؟ ما هذا الاختلاف والتعارض في مذهبكم ؟

20 ـ قال الله : " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " [الفتح : 29]

والمراد بقوله تعالى : " سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ " هو نور الطاعة والعبادة , فالسيما هنا هي أثر الخضوع والذل , فإن الخضوع والذل لله يظهر أثره على الوجه أكثر من أي عبادة أخرى ، وليس المراد زبيبة الصلاة عند الأثريين .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآيةوقوله جل جلاله "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: سيماهم في وجوههم يعني السمت الحسن. وقال مجاهد وغير واحد: يعني الخشوع والتواضع. وقال ابن أبي حاتم: .... عن مجاهد "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" قال الخشوع قلت: ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه. فقال: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون. وقال السدي: الصلاة تحسن وجوههم. وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار .. وقال بعضهم: إن للحسنة نورا في القلب، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الناس . انتهى

وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله: هل ورد أن العلامة التي يحدثها السجود في الجبهة من علامات الصالحين ؟ فأجاب: ليس هذا من علامات الصالحين، ولكن العلامة هي النور الذي يكون في الوجه، وانشراح الصدر، وحسن الخلق، وما أشبه ذلك . أما الأثر الذي يسبِّبه السجود في الوجه: فقد يظهر في وجوه من لا يصلُّون إلا الفرائض لرقة الجلد وحساسية عندهم، وقد لا تظهر في وجه من يصلي كثيراً ويطيل السجود . ( فتاوى إسلامية , 1 / 484  ) .

والسؤال : هل السيما في الآيات التالية أتت من الخرور على الأرض على الجباه ؟

قال الله : " لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ " [البقرة : 273]

قال الله : " وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ " [الأعراف : 46]

قال الله : " وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ " [الأعراف : 48]

قال الله : " وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ " [محمد : 30]

قال الله : " يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ " [الرحمن : 41]

فهل سيماهم أتت من خرورهم على الأرض على الجباه ؟

هل المراد بالسيما علامة كركب المعز أو المعزى كما في الأثر المكذوب الذي يعلم كل باحث بطلانه ؟

21 ـ قال الله : " إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ " [الأعراف : 206]

22 ـ قال الله : " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) " ( النحل ) .

23 ـ قال الله : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ " [الحج : 18]

وسجود الناس هنا هو الطاعة والخضوع للأمر الشرعي , ولقد عصى هذا الأمر الكثير فاستحق العذاب .

24 ـ قال الله : " وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ " [الرحمن : 6]

25 ـ قال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15]

والسؤال : هل هذه المخلوقات تخر على الأرض على الجباه ؟

هل تخر الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والظلال على الأرض على الجباه ؟

هل تخر الأرض على نفسها على جبهتها ؟

هل يخر الكافر كرهاً وظله على الأرض على جبهته بالغدو والآصال ؟

لا يحدث هذا , إذاً تعريف السجود بأنه الخرور على الأرض على الجباه خاطئ , والسجود كما هو في اللسان العربي هو التذلل والخضوع والطاعة والانقياد والتطامن والانحناء والانخفاض والميل .

والسؤال : ما هو سجود الظل بالغدو والآصال ؟

قال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15] .

وقال الله : " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ " [النحل : 48] .

وقال الله : " أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) " . ( الفرقان ) .

السجود كما قلنا هو الخضوع والطاعة والانقياد والميل والانحناء , وسجود الظل هو خضوعه وطاعته وانقياده لأمر الله , فلا نجد ظلاً قد عصى أمر ربه , وأبى الظهور .

قال الله : " وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ " [النحل : 81] .

ولا نجد ظلاً قد أبى المد , ولا نجد ظلاً قد أبى الفيء .

قال الشنقيطي : ( وقيل : سجودها ميلها بقدرة الله أول النهار إلى جهة المغرب ، وآخره إلى جهة المشرق ) . ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) .

جاء في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي : ( والمراد بسجود المسلمين طوعا انقيادهم لما يريد الله منهم طوعا ، والمراد بسجود الكافرين كرها انقيادهم لما يريد الله منهم كرها ; لأن إرادته نافذة فيهم وهم منقادون خاضعون لصنعه فيهم ونفوذ مشيئته فيهم ، وأصل السجود في لغة العرب : الذل والخضوع ، ومنه قول زيد الخيل : بجمع تضل البلق في حجراته ترى الأكم فيها سجدا للحوافر    ومنه قول العرب : أسجد : إذا طأطأ رأسه وانحنى ، قال حميد بن ثور : فلما لوين على معصم     وكف خضيب وأسوارها   فضول أزمتها أسجدت     سجود النصارى لأحبارها ) . انتهى .

قال الطبري : (وقوله "وظلالهم بالغدوّ والآصال يقول: ويسجد أيضًا ظلالُ كل من سجد طوعًا وكرهًا بالغُدُوات والعَشَايا . وذلك أن ظلَّ كلٍّ شخص فإنه يفيء بالعشيّ، كما قال جل ثناؤه "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ" ، [سورة النحل:48] . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك:20301-  حدثني محمد بن سعد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله "وظلالهم بالغدوّ والآصال" ، يعني: حين يفيء ظلُّ أحدهم عن يمينه أو شماله  . ( تفسير الطبري ) .

قال القرطبي : ( وقال الزجاج : سجود الكافر كرها ما فيه من الخضوع وأثر الصنعة ) . ( تفسير القرطبي ) .

قال القرطبي : ( وكل مخلوق من المؤمن والكافر يسجد من حيث إنه مخلوق ، يسجد دلالة وحاجة إلى الصانع ; وهذا كقوله : وإن من شيء إلا يسبح بحمده وهو تسبيح دلالة لا تسبيح عبادة . وظلالهم بالغدو والآصال أي ظلال الخلق ساجدة لله تعالى بالغدو والآصال ; لأنها تبين في هذين الوقتين ، وتميل من ناحية إلى ناحية ; وذلك تصريف الله إياها على ما يشاء ; وهو كقوله تعالى : "أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون" ) . ( تفسير القرطبي ) .

قال القرطبي : ( والسجود بمعنى الميل ; فسجود الظلال ميلها من جانب إلى جانب ; يقال : سجدت النخلة أي مالت . و الآصال جمع أصل ، والأصل جمع أصيل ; وهو ما بين العصر إلى الغروب ، ثم أصائل جمع الجمع ; قال أبو ذؤيب الهذلي : لعمري لأنت البيت أكرم أهله وأقعد في أفيائه بالأصائل ) . ( تفسير القرطبي ) .

قال ابن كثير : ( "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (15)" يخبر تعالى عن عظمته وسلطانه الذي قهر كل شيء ، ودان له كل شيء . ولهذا يسجد له كل شيء طوعا من المؤمنين ، وكرها من المشركين ، ) وظلالهم بالغدوأي : البكر والآصال ، وهو جمع أصيل وهو آخر النهار ، كما قال تعالى :  )أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون )[ النحل : 48 ] .( تفسير ابن كثير ) .

وقال البيضاوي : ( "ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها" يحتمل أن يكون السجود على حقيقته فإنه يسجد له الملائكة والمؤمنون من الثقلين ، "طوعا" حالتي الشدة والرخاء والكفرة كرها حال الشدة والضرورة . "وظلالهم" بالعرض وأن يراد به انقيادهم لإحداث ما أراده منهم شاءوا أو كرهوا ، وانقياد ظلالهم لتصريفه إياها بالمد والتقليص وانتصاب "طوعا وكرها" بالحال أو العلة وقوله: "بالغدو والآصال" ظرف لـيسجد" والمراد بهما الدوام أو حال من الظلال ، وتخصيص الوقتين لأن الظلال إنما تعظم وتكثر فيهما ) . ( تفسير البيضاوي ) .

قال الشوكاني : ( أو يفسر للسجود بالانقياد . لأن الكفار وإن لم يسجدوا لله سبحانه فهم منقادون لأمره ، وحكمه فيهم بالصحة والمرض والحياة والموت والفقر والغنى . ويدل على إرادة هذا المعنى قوله : " طَوْعًا وَكَرْهًا " فإن الكفار ينقادون كرهاً كما ينقاد المؤمنون طوعاً ، وهما منتصبان على المصدرية ، أي : انقياد طوع وانقياد كره ، أو على الحال ، أي : طائعين وكارهين . ( فتح القدير ) .

قال فخر الدين الرازي : ( قال الأزهري : تفيؤ الظلال رجوعها بعد انتصاف النهار ، فالتفيؤ لا يكون إلا بالعشي بعدما انصرفت عنه الشمس ، والظل ما يكون بالغداة وهو ما لم تنله الشمس كما قال الشاعرفلا الظل من برد الضحى تستطيعه ولا الفيء من برد العشي تذوق
قال ثعلب : أخبرت عن أبي عبيدة أن رؤبة قال : كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء ، وما لم يكن عليه الشمس فهو ظل ، ومنهم من أنكر ذلك ، فإن أبا زيد أنشد للنابغة الجعدي   فسلام الإله يغدو عليهم     وفيوء الغروس ذات الظلال  
فهذا الشعر قد أوقع فيه لفظ الفيء على ما لم تنسخه الشمس ; لأن ما في الجنة من الظل ما حصل بعد أن كان زائلا بسبب نور الشمس ، وتقول العرب في جمع فيء : أفياء ، وهي للعدد القليل ، وفيوء للكثير كالنفوس والعيون (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي ) .

وقال البقاعي في "نظم الدرر" عن آية الرعد: ((ولله)؛ أي : الملك الأعلى (يسجد)؛ أي : يخضع وينقاد ويتذلل (من في السموات والأرض) لجميع أحكامه النافذة، وأقضيته الجارية (طوعًا) والطوع : الانقياد للأمر الذي يُدْعى إليه من قبل النفس )) .

وقال الطبري : ( "أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45(" يقول تعالى ذكره "أَلَمْ تَرَ" يا محمد "كَيْفَ مَدّ"َ ربك "الظِّلّ"َ وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله:  "أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ" يقول: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس  .حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله:  "أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ" قال: مدّه ما بين صلاة الصبح إلى طلوع الشمس.  حدثنا ابن حميد, قال: ثنا يعقوب, عن جعفر, عن سعيد بن جُبير, في قوله:  "أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا" قال: الظلّ: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع, قال: ثنا أبو محصن, عن حصين, عن أبي مالك, قال "أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ" قال: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: "كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ" قال. ظلّ الغداة قبل أن تطلع الشمس. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, قال: الظلّ: ظلّ الغداة. قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عكرمة, قوله:  "أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ" قال: مدّه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله:  "أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ" يعني: من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس . ( تفسير الطبري ) .

قال ابن كثير : ( "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل" قال ابن عباس ، وابن عمر ، وأبو العالية ، وأبو مالك ، ومسروق ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، والحسن البصري ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم : هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس . ( تفسير ابن كثير ) .

قال الله في ظل الجنة : " وَظِلٍّ مَمْدُودٍ " [الواقعة : 30] , إذ لا شمس معه ولا ظلمة .

وقال الله : " وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى " [طه : 119] , قال القرطبي : أي تبرز للشمس فتجد حرّها. إذ ليس في الجنة شمس، إنما هو ظل ممدود، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. قال أبو العالية: نهار الجنة هكذا: وأشار إلى ساعة المصلين صلاة الفجر( تفسير القرطبي ) .

أي أن مد الظل هو بسطه من حين طلوع الفجر إلى وقت طلوع الشمس  , وهو قول الجمهور كما قال النسفي .

وأقول : إن سجود الظلال بالغدو والآصال هو مدّها بالغدو وفيؤها بالآصال , وهي ساجدة أي خاضعة ومطيعة ومنقادة لأمر الله فيها ولم تعصه .

وإن سجود الخلق وقت الغدو والآصال هو خضوعهم لأمر الله , فستشرق الشمس بالغدو وستغرب بالآصال , وسيخضع الخلق سواء الراضي منهم أو الكاره لهذا الأمر الكوني , فلن يستطيع أحد أن يمسك الشمس أو أن يجعل النهار أو الليل سرمداً , قال الله : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " [البقرة : 258] , وقال الله : " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) " ( القصص ) .

هذا فضلاً عن تغيرات كثيرة تحدث في هذين الوقتين , ويخضع لها الخلق طائعين أو مكرهين .

وإن قبض الظل في مكان يعني انتقال مده إلى مكان آخر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ب ـ سجود الملائكة لآدم :

26 ـ قال الله : " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " [البقرة : 34]

27 ـ قال الله : " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ " [الأعراف : 11]

28 ـ قال الله : " قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ " [الأعراف : 12]

29 ـ قال الله : " فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ " [الحجر : 30]

30 ـ قال الله : " قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ " [الحجر : 33]

31 ـ قال الله : " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا " [الإسراء : 61]

32 ـ قال الله : " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا " [الكهف : 50]

33 ـ قال الله : " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى " [طه : 116]

34 ـ قال الله : " فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ " [ص : 73]

35 ـ قال الله : " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ " [ص : 75]

36 ـ قال الله : " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ " [الأعراف : 11]

37 ـ قال الله : " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " [الحجر : 29]

38 ـ قال الله : " إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ " [الحجر : 31]

39 ـ قال الله : " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ " [الحجر : 32]

40 ـ قال الله : " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " [ص : 72]

والأثريون يجعلون السجود بمعنى الخرور على الأرض على الجباه , ويقولون بأنه لا يكون إلا لله , وأن من خر على الأرض على جبهته لأي مخلوق فهو كافر , واستدلوا بالروايات التالية :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : دَخَلَ حَائِطًا مِنْ حَوَائِطِ الأَنْصَارِ، فَإِذَا فِيهِ جَمَلانِ يَضْرِبَانِ وَيَرْعَدَانِ فَاقْتَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمَا، فَوَضَعَا جِرَانَهُمَا بِالأَرْضِ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُ: سَجَدَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا لِمَا عَظَّمَ اللَّهُ عَلَيْهَا مِنْ حَقِّهِ " . ( صحيح ابن حبان واللفظ له , جامع الترمذي ) .

عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ، فَقُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: إِنِّي أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ، فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ، قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي أَكُنْتَ تَسْجُدُ لَهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " فَلَا تَفْعَلُوا، لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ، لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنَ الْحَقِّ " . ( سنن أبي داود واللفظ له , سنن الدارمي , المستدرك على الصحيحين ) .

والسؤال : هل أمر الله ملائكته بالكفر ؟ هل الملائكة كفرة , بينما إبليس هو المؤمن ؟ إذا كان إبليس مؤمناً فلماذا طرده الله من الجنة ؟

إن فهمكم مخالف لآيات الله فضلاً عن مخالفته للسان العربي , ولقد سبب فهمكم الباطل اختلافات وتعارضات بين آيات الله , فصارت شبهات ضد الإسلام وضل من ضل بسببها , ولا سبيل لزوال تلك الاختلافات إلا بالفهم الصحيح الموافق لآيات الله والموافق للسان العربي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ج ـ السجود ليوسف :

41 ـ قال الله : " إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ " [يوسف : 4]

والسؤال : ما هو سجود الكواكب والشمس والقمر ؟ كيف تسجد ؟

إذا كانت هذه الآية مجملة أو متشابهة فيجب علينا ردها إلى المبين أو المحكم لا أن نردها إلى آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين , قال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15] , وقال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " [النحل : 49] , وقال الله : " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ " [الحج : 18] , وقال الله : " وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ " [الرحمن : 6]

والسجود هو الخضوع والطاعة والذل والانخفاض والميل والانحناء , وليس الخرور على الأرض على الجباه .

وهل تخرالكواكب والشمس والقمر على الأرض على الجباه ؟

وهل تخر الأرض على الأرض على جبهتها ؟

إذاً تعاريف الفرق الضالة محرفة .

42 ـ قال الله : " وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " [يوسف : 100]

والخرور هو السقوط من أعلى إلى أسفل أو الانتقال من مكان إلى آخر , وقد لا يعني الهيئة أصلاً , حيث تقول العرب : قام وقعد وخر وأقدم وقد لا تقصد به القيام أو القعود أو الخرور أو الإقدام , وحينئذ تقصد بالخرور الانتقال من حال إلى حال بسرعة .

ولو قصدنا الهيئة فليس هناك أي مشكلة , فلقد انتقلوا إليه أو سقطوا من أعلى إلى أسفل , وليس المعنى أنهم خروا على الأرض على الجباه .

وسجداً جمع ساجد والسجود هو الخضوع والطاعة والانقياد والانخفاض والميل .

والمعنى أنهم انتقلوا إليه وانخفضوا أو انحنوا له طائعين خاضعين منقادين , وذلك لأنه ولي أمرهم , وليس لأن إخوتهم ظلموه , فلقد خر أبواه أيضاً .

ولا يقول قائل أنهم خروا له على الأرض على الجباه , لأنه قد رفع أبويه على العرش , فالآية نفسها حجة على من قال أنهم خروا له على الأرض على الجباه .

والسؤال : هل خروا جميعاً على الأرض على الجباه لمخلوق ؟ أليس ذلك كفراً عندكم ؟ هل كفروا ؟

إن فهمكم مخالف لآيات الله فضلاً عن مخالفته للسان العربي , ولقد سبب فهمكم الباطل اختلافات وتعارضات بين آيات الله , فصارت شبهات ضد الإسلام وضل من ضل بسببها , ولا سبيل لزوال تلك الاختلافات إلا بالفهم الصحيح الموافق لآيات الله والموافق للسان العربي .

أعلم أن المجادلين المحرفين سيقولون : إن هذا كان في الشرائع السابقة .

وأقول : إن الشرائع السابقة مثل شريعتنا فالرب واحد والدين واحد , ولكن توجد بعض الأمور التي يسرها الله علينا , والتي بينها في كتابه , والقول بأن الخرور على الأرض على الجباه للمخلوقات كان في الشرائع السابقة هو افتراء على الله .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د ـ سجود بني إسرائيل :

43 ـ قال الله : " وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ " [البقرة : 58]

44 ـ قال الله : " وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا " [النساء : 154]

45 ـ قال الله : " وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ " [الأعراف : 161]

والسؤال : كيف يدخلون القرية أو الباب وهم في نفس الوقت يخرون على الأرض على الجباه ؟

إذاً السجود ليس بمعنى الخرور على الأرض على الجباه , بل هو التذلل والتطامن , وهذا هو الصواب , لأنه موافق لآيات الله وموافق للسان العربي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هـ ـ سجود سحرة فرعون :

46 ـ قال الله : " قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) " ( الأعراف ) .

47 ـ قال الله : "  قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) " ( الشعراء ) .

48 ـ قال الله : " قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) " ( طه ) .

فالسجود هو ضد الاستعلاء .

والسؤال : هل سحرة فرعون خروا على الأرض على جباههم ؟ هل علمهم موسى قبل ذلك الخرور على الأرض على سبع ؟

لا , بل المراد هو الخضوع والانقياد والانحناء .

هل ألقاهم أحد من الخلق ؟

لا , فكلمة ألقي هي مثل : خر وأقبل وقام وقعد , فالعرب أحياناً لا تقصد بها الهيئة , بل الانتقال من حال إلى حال .

قال الشنقيطي : ( فألقي يدل على قوة البرهان الذي عاينوه . كأنهم أمسكهم إنسان وألقاهم ساجدين بالقوة لعظم المعجزة التي عاينوها ) . ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) .

قال اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) في تفسيره:  ( ففى الكلام استعارة تمثيلية حيث شبه حالهم فى سرعة الخرور وشدته حين شاهدوا المعجزة القاهرة بحال من القى على وجهه فعبر عن حالهم بما يدل على حال المشبه به ) . (روح البيان في تفسير القرآن ) .

وأقول : ( ففى الكلام استعارة تمثيلية حيث شبه حالهم فى سرعة الإلقاء وشدته حين شاهدوا المعجزة القاهرة بحال من ألقي ذليلاً خاضعاً طائعاً منقاداً مائلاً منخفضاً ) .

ـــــــــــــــــــــــ

و ـ سجود التلاوة والتذكرة :

49 ـ قال الله : " قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا " [الإسراء : 107]

ومن سياق الآية سيتبين المراد , قال الله : " وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) " ( الإسراء ) .

والسؤال : هل المراد أنه إذا تليت عليك آيات الله أن تخر على الأرض على ذقنك وتقول : " سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا " ؟

هل يقول الأثريون بقراءة القرآن في الخرور على الأرض ؟

لا , بل ينهون عن ذلك لأن آثارهم تمنع ذلك , والسؤال : فكيف ستقولون " سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا " ؟

إذاً الخرور للأذقان ليس هو الخرور على الأرض .

وهل يخر الأثريون على الأرض على أذقانهم ؟

لا , بل يخرون على الأرض على جباههم .

وأنا أرى أن الخرور للأذقان هو انحناء الرأس بحيث تلامس الذقن الصدر , أي انحناء الرأس , أما خرور الأثريين فهو خرور على الأرض على الجباه .

والخرور للأقان هي هيئة الباكي , كما في الآية السابقة , فمن يبكي خاشعاً تراه مطأطئ الرأس .

50 ـ قال الله : " أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا " [مريم : 58]

51 ـ قال الله : " فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) " ( الانشقاق ) .

52 ـ قال الله : " إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ " [السجدة : 15]

هل المراد أنك كلما سمعت آية أو ذكرك أحد بآية وجب عليك أن تخر على الأرض على جبهتك ؟

إن الخرور هو السقوط من أعلى إلى أسفل أو الانتقال من مكان إلى مكان , وقد لا يعني الهيئة , ويقصد به حينئذ الانتقال من حال إلى حال .

والسجود كما قلنا هو الخضوع والذل والانحناء والميل والانخفاض , لذا من قال بالخرور على الأرض على الجباه فيلزمه الدليل .

وإن كانت هذه الآيات متشابهة أو مجملة فيجب ردها إلى المحكم والمبين , مثل قول الله : " وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) " ( الأعراف ) .

والمراد أنه عندما تتلى عليك آيات الله أو يذكرك أحد بها أن يتغير حالك بسرعة فتستمع وتنصت وتخضع وتطيع .

ولا توجد آيات خاصة بسجود التلاوة , فهذا من بدع الفرق الضالة , بل يجب علينا الذل والخشوع في كل الآيات , وليس السجود بالخرور على الأرض على الجباه فهذا أيضاً من تحريفات الفرق الضالة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ي ـ مسجد ومساجد في القرآن :

53 ـ قال الله : " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [البقرة : 114]

54 ـ قال الله : " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ " [البقرة : 144]

55 ـ قال الله : " وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) " ( البقرة ) .

56 ـ قال الله : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " [البقرة : 187]

57 ـ قال الله : " وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ " [البقرة : 191]

58 ـ قال الله : " وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [البقرة : 196]

59 ـ قال الله : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [البقرة : 217]

60 ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [المائدة : 2]

61 ـ قال الله : " قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)  " ( الأعراف ) .

62 ـ قال الله : " وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " [الأنفال : 34]

63 ـ قال الله : " كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ " [التوبة : 7]

64 ـ قال الله : " مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) " ( التوبة ) .

65 ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [التوبة : 28]

66 ـ قال الله : " وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) " ( التوبة ) .

67 ـ قال الله : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " [الإسراء : 1]

68 ـ قال الله : " إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا " [الإسراء : 7]

69 ـ قال الله : " وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا " [الكهف : 21]

70 ـ قال الله : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " [الحج : 25]

71 ـ قال الله : " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " [الحج : 40]

72 ـ قال الله : " هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " [الفتح : 25]

73 ـ قال الله : " لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا " [الفتح : 27]

74 ـ قال الله : " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا " [الجن : 18]

والمسجد هو مكان السجود أي مكان الخضوع والذل والطاعة والانقياد والميل والانحناء والانخفاض والتطامن .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليك
    جزاك الله خيرا
    ذكرت ام المسجد هو مكان السجود .. فهل نحتاج الى مكان خاص للسجود ... و ما الفرق بين المسجد و المصلى و البيت .

    الاية : وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ... ما معنى أقمت لهم الصلاة .
    و شكرا

    ردحذف
  2. الاية : وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ... ما معنى أقمت لهم الصلاة
    وما فائدة المواقيت اذ لم تكن صلاة على الحقيقة فيمكن ذكر الله في كل وقت وحين
    منتظر تعقيب حضرتك و شكرا

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. ازيدك شيئا أخي الحبيب
    الخرور سجدا :- هو انحناء الرأس خشوعا وكأن ذقنك تلامس صدرك وهي هيئة الباطي كما ذكرت انت اعلاه
    وهذه الاية ستبين جدا حقيقة ما ذهبت اليه و أوافقك عليه فيزاننا القرآن هو الحق اليقيني وهو اللغة الصحيحة وهو البيان والتبيان
    (نَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) )
    بجمع جميع الايات في حالى الكفار يتبين عدم استطاعتهم الانحناء برؤوسهم فتكون الاذقان الى الصدور
    هو ان الاغلال الى اعناقهم فترفع رؤوءهم الى الاعلى فهم مقمحون
    لهذا تخضع ابصارهم وهم غير سالمين في هذه الحالى فلا يستطيعون السجود بالانحناء حتى تكون الاذقان الى الصدور
    والله أعلم

    ردحذف