الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

معنى قول الله "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ"

رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة

فصل : معنى قول الله "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ"

كتب : محمد الأنور آل كيال :

التاريخ : يوم جُبَار ( الثلاثاء ) , 15 من ذي الحجة 1436 هـ ,  29 / 9 / 2015 م .

أولاً : المعنى في القرآن :

1 ـ معنى دلوك الشمس في القرآن :

أ ـ قال الله : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

لقد اشتبه على الفرق الضالة الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل , وجعلوها عدة صلوات وجعلوا هذا الوقت عدة أوقات .

والصواب أنه لو كانت الآية متشابهة لوجب ردها إلى المحكم , ولو كانت مجملة لوجب ردها إلى المبين , وليس إلى آثار المغفلين والمدلسين والوضاعين .

وبجمع آيات الصلاة سيعلم الجاهل المراد ولن يتشابه عليه .

ب ـ قال الله : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114]

ت ـ قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]

تنبيه : أقل الجمع عند العرب اثنان , ولو اشتبهت علينا الآية السابقة فالآية التي سبقتها تبين أن للنهار طرفان فقط , وليس عدة أطراف , فضلاً عن بقية آيات الصلاة ستبين أنه توجد صلاتان في النهار , صلاة في أول النهار وصلاة في آخره .

ث ـ قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) " ( ق ) .

ج ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " [النور : 58]

ح ـ قال الله : " قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " [آل عمران : 41]

خ ـ قال الله : " وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ " [الأنعام : 52]

د ـ قال الله : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا " [الكهف : 28]

ذ ـ قال الله : " فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا " [مريم : 11]

ر ـ قال الله : " اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) " ( ص ) .

ز ـ قال الله : " وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) " ( ص ) .

س ـ قال الله : " فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ " [غافر : 55]

ش ـ قال الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) " ( الأحزاب ) .

ص ـ قال الله : " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) " ( الفتح ) .

ض ـ قال الله : " وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) " ( الإنسان ) .

ط ـ قال الله : " وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206) " ( الأعراف ) .

ظ ـ قال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15]

ع ـ قال الله : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) " ( النور ) .

والآيات السابقة تبين أن الصلوات هي :

1 ـ صلاة الفجر , وتصلى في الطرف الأول للنهار أو الإبكار أو البكرة أو الغدو .

2 ـ صلاة العشاء , وتصلى في الطرف الآخر للنهار أو العشي أو الأصيل أو الآصال .

3 ـ صلاة الليل , وتصلى بالليل تهجداً وليس في أوله .

وبالرجوع إلى الآيتين موضع البحث , وهما قوله تعالى : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

نجد أن الله قد ذكر صلاة تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل , وذكر صلاة الفجر وذكر صلاة الليل .

إذاً الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل هي صلاة العشاء , وهي التي تصلى في الطرف الآخر للنهار أو العشي أو الأصيل أو الآصال .

2 ـ معنى غسق في القرآن :

أ ـ قال الله : " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) " ( الإسراء ) .

فالصلاة الأولى المذكورة في الآيتين ستبدأ من دلوك الشمس وستنتهي عند غسق الليل , ومن ثم فإن غسق الليل هو بداية الليل أو أوله , وليس شدة ظلام الليل , وذلك لأن الله أمر بصلاة الليل في الآية التي تليها .

فضلاً عن آيات الصلاة الأخرى ستبين لنا أن الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل هو العشي أو الأصيل أو الآصال وهو الطرف الآخر للنهار وليس من الليل في شيء , فصلاة العشاء ستنتهي بنهاية النهار وبداية الليل .

ب ـ قال الله : " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) " ( الفلق ) .

و "شر غاسق" مقابل ل "رب الفلق" أي أن الغسق مقابل للفلق , والفلق هو الصبح أو الإصباح أو الفجر , قال الله : " فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " [الأنعام : 96].

وضد الإصباح : الإمساء , وضد الصبح والصباح : المساء .

والوقت الذي يقابل الفلق هو الوقت الذي يلي الغروب مباشرة , ومن ثم فإن الذي يقابل الفلق هو الغسق .


ت ـ قال الله : " أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ " [البقرة : 187]

فقول الله : " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ " يشير إلى وقت إفطار الصائم .

والسؤال : متى يبدأ الليل , ومتى يفطر الصائم ؟

الليل يبدأ باكتمال غروب الشمس أو تواريها بالحجاب أو اختفاء قرص الشمس وهو وقت الغسق , وهو الوقت الذي يفطر فيه الصائم .

ومن المعلوم أنه إذا قيل : إلى كذا , فهذا يعني إلى أوله أو بدايته وليس إلى منتصفه أو شدته , فقول الله : "إِلَى اللَّيْلِ" يعني إلى أول الليل أو بدايته .

ث ـ كذلك لو رددنا الآية إلى آيات الصلاة ـ كما فعلنا في الدلوك ـ لتبين لنا أن الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل هي صلاة العشاء وهي التي تصلى في وقت العشي أو الأصيل أو الآصال أو الطرف الآخر للنهار , ومن ثم فإن غسق الليل يعني انصبابه وسيلانه وبدايته وأوله وليس شدته أو ظلمته .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانياً : المعنى في اللسان العربي :

1 ـ معنى دلوك الشمس في اللسان العربي :

دُلوك: مصدر دلكَ .

دلوك الشّمس : زوالها , غروبها , أفولها , ميلها للغُروب , ميلها إلى المغيب  .

دَلَكَت الشّمسُ دُلُوكاً : زالت , غَرَبَتْ , أفلت , اصْفرَتْ ومالَتْ للغُروبِ , مالت إلى المغيب .

الدَّلَك : اسمٌ لوقت غروب الشمس وزوالها .

معنى الدلوك في المعاجم :

معنى دلك في   مختار الصحاح :
د ل ك : دَلَكَ الشيء من باب نصر و دَلَكَتِ الشمس زالت وبابه دخل ومنه قوله تعالى " أقم الصلاة لدلوك الشمس " وقيل دُلُوكُها غروبها و الدَّلُوكُ بالفتح ما يدلك به من طيب وغيره و تَدَلَّك الرجل دلك جسده عند الاغتسال . ( مختار الصحاح ) .

معنى دلك في الصحاح في اللغة : 
دَلَكْتُ الشيء بيدي أَدْلُكُهُ: دَلْكاً. ودَلَكَتِ الشمس دُلوكاً: زالتْ. وقال تعالى: "أَقِمِ الصلاةَ لِدُلوكِ الشمسِ إلى غَسَقِ الليلِ"، ويقال: دُلوكُها: غروبُها. ودَالَكَ الرجل غريمَه، أي ماطَله. والدَلوكُ: ما يُدْلَكُ به من طِيبٍ وغيره. والدَليكُ: الترابُ الذي تسفيه الريح، والدَليكُ: طعامٌ يُتَّخَذُ من زُبد وتمر كالثريد. وتَدَلَّكَ الرجل، أي دَلَكَ جسدَه عند الاغتسال. وفرسٌ مَدْلوكُ الحَجَبَةِ، إذا لم يكن لحَجَبَتِه إشرافٌ . ( الصحاح في اللغة ) .

معنى دَلَكَتِ في  المعجم الوسيط : 
الشمسُ ـُ دُلُوكاً: زالت عن كبد السماءِ. وفي التنزيل العزيز: ( أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ). فهي دالك، ودالكة. و ـ السنبلُ، دَلْكاً: انفرك قشره عن حبِّه. ويُقال: دلكتُ السُّنبلَ حتَّى انفرك قشره عن حبه. و ـ الشيءَ: عركه. و ـ الجسدَ: دعكه. و ـ صقله. و ـ الثوبَ: دعكه بيده ليغسله. و ـ الوجه ونحوه بالطِّيب: ضمّخه. و ـ الدهرُ فلاناً: أَدَّبه وحنَّكه. و ـ غريمه: ماطلَهُ. و ـ عَقِبَيْه للأَمر: تهيّأَ له.(دُلِكَت) الأَرضُ: أُكِلَ نبتُها.(دالكَ) فلاناً: صابره. و ـ غريمَه: ماطله. فهو مُدالِك.(دلَّك) الشيءَ: بالغ في دلكه. و ـ المريضَ: دلَكَ جسمه ليلين. و ـ الجسدَ: دَلَكه لينظف.(تدلَّك) الرجلُ: دلك جسدَه عندَ الاغتسال. و ـ بالطيب: تضمَّخ به.(الدَّلَك): اسم لوقت غروب الشمس وزوالها. و ـ رخاوةٌ في ركبتي البعير.(الدَّلاَّك): من يدلك الجسد للتمريض، أَو التنشيط، أَو التنظيف.(الدَّلُوكُ): ما يُدَلَّك به الإِِنسان من طِيبٍ وغيره.(الدَّليكُ): التُّراب الذي تَسْفِيه الرياحُ. و ـ طعام يُتَّخذ من الزُّبد واللبن شبه الثَّريد. و ـ من الرجال: المجرّب الممارس للأُمور حتَّى عرفها. ( ج ) دُلُكٌ.(المُدالِك) من الرجال: الذي لا يرفع نَفْسَه عن دنيّة.(المُدلِّكُ): الدلاَّك . ( المعجم الوسيط ) .

معنى دلك في لسان العرب :
دَلَكْتُ الشيءَ بيدي أَدْلُكه دَلْكاً قال ابن سيده دَلَكَ الشيءَ يَدْلُكه دَلْكاً مَرَسه وعَرَكه قال أَبِيتُ أَسْري وتَبِيتي تَدْلُكي وَجْهكِ بالعَنْبَرِ والمِسْكِ الذَّكِي حذف النون من تَبِيتي كما تحذف الحركة للضرورة في قول امرئ القيس فاليومَ أَشْرَبْ غيرَ مُسْتَحْقِب إِثْماً من الله ولا وَاغِلِ وحذفها من تَدْلُكي أَيضاً لأَنه جعلها بدلاً من تَبِيتي أَو حالاً فحذف النون كما حذفها من الأَول وقد يجوز أَن يكون تَبِيتي في موضع النصب بإِضمار أَن في غير الجواب كما جاء في بيت الأَعشى لنا هَضْبة لا ينزل الذُّلُّ وَسْطها ويأْوِي إِليها المُسْتَجِيرُ فيُعْصَبا وَدَلَكْت السنبل حتى انفرك قِشره عن حَبِّه والمَدْلُوك المصقول ودَلَكْتُ الثوب إذا مُصْتَه لتغسله ودَلَكهُ الدهرُ حَنَّكه وعلَّمه ابن الأعرابي الدُّلُك عقلاء الرجال وهم الحُنُك ورجل دَلِيك حَنِيك قد مارس الأُمور وعَرَفها وبعير مَدْلُوك إذا عاوَدَ الأسفار ومرن عليها وقد دَلَكَتْه الأسفارُ قال الراجز على عَلاواكِ على مَدْلُوكِ على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهوكِ وتَدَلَّك بالشيء تَخَلَّق به والدَّلُوك ما تُدُلِّك به من طيب وغيره وتَدَلَّكَ الرجل أَي دَلَكَ جسده عند الإغتسال وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه كتب إلى خالد بن الوليد إنه بلغني أَنه أُعِدَّ لك دَلُوك عُجِنَ بالخمر وإني أَظنكم آل المُغيرة ذَرْوَ النارِ الدَّلُوك بالفتح اسم الدواء أَو الشيء الذي يُتَدَلَّك به من الغَسُولات كالعَدَس والأُشْنان والأَشْياء المطيبة كالسَّحُور لما يُتَسَحَّر به والفَطُور لما يفطر عليه والدُّلاكةُ ما حُلِب قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية وفرس مَدْلُوك الحَجَبة ليس لِحَجَبته إشراف فهي مَلْساء مستوية ومنه قول ابن الأَعرابي يصف فرساً المَدْلُوك الحَجَبةِ الضخم الأَرْنَبةِ ويقال فرس مَدْلُوك الحَرْقَفة إذا كان مستوياً والدَّلِيكُ طعام يتخذ من الزُّبْدِ واللبن شبه الثريد قال الجوهري وأَظنه الذي يقال له بالفارسية جَنْكال خُسْت والدَّلِيكُ التراب الذي تَسْفِيه الرياح ودَلَكَت الشمسُ تَدْلُك دُلوكاً غربت وقيل اصفرَّت ومالت للغروب وفي التنزيل العزيز أَقِم الصلاة لدُلُوك الشمس إلى غَسَق الليل وقد دَلَكَتْ زالت عن كَبِدِ السماء قال ما تَدْلُكُ الشمسُ إلا حَذْوَ منْكبِهِ في حَوْمةٍ دونها الهاماتُ والقَصَرُ واسم ذلك الوقت الدَّلَكُ قال الفراء جابر عن ابن عباس في دُلُوك الشمس أنه زوالها الظهرَ قال ورأَيت العرب يذهبون بالدُّلُوك إلى غياب الشمس قال الشاعر هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ يعني الشمس قال أَبومنصور وقد روينا عن ابن مسعود أَنه قال دُلُوك الشمس غروبها وروى ابن هانئ عن الأَخفش أَنه قال دُلُوك الشمس من زوالها إلى غروبها وقال الزجاج دُلُوك الشمس زوالها في وقت الظهر وذلك ميلها للغروب وهو دُلُوكها أَيضاً يقال قد دلَكَتْ بَراحِ وبِراحِ أي قد مالت للزوال حتى كاد الناظر يحتاج إذا تَبَصَّرها أَن يكسر الشُّعاع عن بصره براحته وبَراحِ مثل قطامِ اسم للشمس وروي عن نافع عن ابن عمر قال دُلُوكها ميلها بعد نصف النهار وروي عن ابن الأَعرابي في قوله دَلَكَتْ بِراحِ استريح منها قال الأَزهري والقول عندي أَن دُلوك الشمس زوالها نصف النهار لتكون الآية جامعة للصلوات الخمس والمعنى والله أَعلم أَقِم الصلاة يا محمد أَي أَدِمْها من وقت زوال الشمس إلى غسق الليل فيدخل فيها الأولى والعصر وصلاتا غَسَقِ الليل هما العشاءَان فهذه أَربع صلوات والخامسة قوله وقرآنَ الفَجْر المعنى وأَقم صلاة الفجر فهذه خمس صلوات فرضها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى أَمته وإذا جعلت الدُّلُوك الغروب كان الأَمر في هذه الآية مقصوراً على ثلاث صلوات فإن قيل ما معنى الدُّلوك في كلام العرب ؟ قيل الدُّلوك الزوال ولذلك قيل للشمس إذا زالت نصف النهار دَالِكة وقيل لها إذا أَفَلَتْ دالكة لأَنها في الحالتين زائلة وفي نوادر الأعراب دَمَكَت الشمس ودَلَكَتْ وعَلَتْ واعْتَلَتْ كل هذا ارتفاعها وقال الفراء في قوله بِراحِ جمع راحة وهي الكف يقول يضع كفه على عينيه ينظر هل غربت الشمس بعد قال ابن بري ويقوّي أَن دلوك الشمس غروبها قول ذي الرمة مَصابيح ليست باللَّواتي يَقُودُها نجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ وتكرر ذكر الدُّلوك في الحديث وأصله المَيْل والدَّلِيكُ ثمر الورد يحمرُّ حتى يكون كالبُسْر وينضج فيحلو فيؤكل وله حَبّ في داخله هو بِزْرهُ قال وسمعت أعرابيّاً من أَهل اليمن يقول للوَرْدِ عندنا دَليكٌ عجيب كأَنه البُسْر كبراً وحُمْرةً حلو لذيذ كأَنه رُطَب يَتَهادى والدَّلِيكُ نبات واحدته دَلِيكة ودُلِكَت الأرض أكلت ورجل مَدْلوك أُلِحَّ عليه في المسألة كلاهما عن ابن الأَعرابي ودَلَك الرجلَ حقه مَطَله ودَلَك الرجلُ غريمَه أي ماطله وسئل الحسن البصري أَيُدالِكُ الرجل امرأَته ؟ فقال نعم إذا كان مُلْفَجاً قال أَبو عبيد قوله يدالك يعني المَطْل بالمهر وكل مماطِل فهو مُدالِك وقال الفراء المُدالِك الذي لا يرفع نفسه عن دَنِيَّةٍ وهو مُدْلِك وهم يفسرونه المَطُول وأَنشد فلا تَعْجَلْ عليَّ ولا تَبُصْني ودالِكْني فإنِّي ذو دَلال وقال بعضهم المُدالكة المصابرة وقال بعضهم المُدالكة الإلحاح في التقاضي وكذلك المُعارَكة والدُّلَكةُ دوَيْبَّة قال ابن دريد ولا أَحقها ودَلُوك موضع . ( لسان العرب ) .

معنى دلك في  تاج العروس :
دَلَكَه بيَدِه دَلْكاً : مَرَسَه ودَعَكَه وعَرَكَه كما في المُحْكَمِ . ومن المَجازِ : دَلَكَ الدَّهْرُ فُلاناً : إِذا أَدَّبَه وحَنَّكَه وعَلَّمَه
ومن المَجازِ : دَلَكَت الشّمسُ دُلُوكاً : غَرَبَتْ لأَنَّ الناظِرَ إِليها يَدْلِكُ عَينَيهِ فكأَنما هي الدّالِكَةُ قاله الزَّمَخْشرِي وأَنْشَدَ الجَوهَرِي :
" هذا مُقامُ قَدَمَى رَباحِ
" ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بَراحِ قال قُطْرُب : بَراحِ مثل قَطامِ : اسمٌ للشّمْسِ وقال الفَرّاءُ : بِراحِ جَمْع راحَةٍ وهي الكَفُّ يَقُول : يَضَعُ كَفَّه على عَينَيهِ يَنْظُرُ هل غَرَبَت الشَّمس ؟ وهذا القَوْلُ نَقَلَه الفَرّاءُ عن العَرَب قال الأزهري : ورُوِي ذلك عن ابنِ مَسعُودٍ قال ابنُ بَرّي : ويُقَوِّي أَنّ دُلُوكَ الشّمسِ غُرُوبُها قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
مَصابِيحُ لَيسَتْ باللّواتِي يَقُودُها ... نُجومٌ ولا بالآفِلاتِ الدَّوالِكِ
ورُوِي عن ابنِ الأعرابي في قوله : دَلَكَت بِراحِ أي اسْتُرِيحَ مِنْها . أَو : دَلَكَت دُلُوكاً : إِذا اصْفرَتْ ومالَتْ للغُروبِ
أَو مالَتْ للزَّوالِ حَتّى كادَ النّاظِرُ يَحْتاجُ إِذا تَبَصَّرَها أَنْ يَكْسِرَ الشعاعَ عن بَصَرِه براحَتِه . ورُوِي عن نافِعٍ عن ابنِ عُمَرَ قال : دُلُوكُها : مَيلُها بعدَ نِصْفِ النَّهارِ . أَو زالَتْ عن كَبِدِ السَّماءِ وقتَ الظُّهْرِ رواه جابِرٌ عن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللَّهُ عنهم نقَلَه الفَرّاءُ وهو أَيضاً قولُ الزَّجّاج وقال الشّاعِرُ :
ما تَدْلُكُ الشَّمْسُ إِلاّ حَذْوَ مَنْكِبِهِ ... في حَوْمَةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَر قالَ الأزهري : والقولُ عندي أَنَّ دُلُوكَ الشَّمسِ زَوالُها نِصْفَ النَّهارِ ؛ لتكونَ الآيةُ جامِعَةً للصَّلَواتِ الخَمْسِ وهو قولُه تَعالَى : " أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ " الآية والمَعْنَى واللَّهُ أَعلمُ : أَقِم الصّلاةَ يا مُحَمّدُ أي أَدِمْها من وَقْتِ زَوالِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللّيلِ فيَدْخُل فيها الأُولَى والعَصْرُ وصلاتَا غَسَق اللّيلِ وهما العِشاءان فهذه أَرْبَعُ صَلَواتٍ والخامِسَةُ قولُه : " وقُرآنَ الفَجْرِ " والمعنى : وأَقِم صلاةَ الفَجْرِ فهذه خَمْسُ صَلَواتٍ فَرَضَها اللَّهُ تعالَى على نَبِيهِ صلّى اللَّهُ عليه وسَلّمَ وعلى أُمَّتِه وِإذا جَعَلْتَ الدلُوكَ : الغُرُوب كانَ الأَمْر في هذه الآيةِ مَقْصُوراً على ثَلاثِ صَلَواتٍ فإِنْ قِيلَ : ما مَعْنَى الدُّلُوكُ في كلامِ العَرَبِ ؟ قيل : الدُّلُوكُ : الزَّوالُ ولذلك قِيلَ للشَّمْسِ إِذا زالَتْ نِصْفَ النَّهارِ : دالِكَةٌ وقِيلَ لها إِذا أَفَلَتْ : دالِكَةٌ ؛ لأَنَّها في الحالَتَيْنِ زائِلَةٌ . وفي نَوادَرِ الأَعْرابِ : دَمَكَت الشَّمسُ ودَلَكَت وعَلَتْ واعْتَلَتْ : كلّ هذا ارْتِفاعُها فتَأَمَّلْ . والدَّلِيكُ كأَمِيرٍ : تُرابٌ تَسفيهِ الرِّياحُ نقَلَه الجوهري . والدَّلِيكُ : طَعامٌ يُتَّخَذُ من الزُّبْدِ واللَّبنَ أَو من زُبْدٍ وتَمْرٍ كالثَّرِيدِ قالَ الجوهري : وأَنَا أَظُنُّه الذي يُقالُ له بالفارِسِيَّةِ : جَنْكال خُست . وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ : أَطْعِمْنا من التَّمْرِ الدَّلِيكَ وهو المَرِيسُ . والدَّلِيكُ : نَباتٌ واحِدَتُه دَلِيكَةٌ . والدَّلِيكُ أَيضاً : ثَمَرُ الوَرْدِ الأَحْمَر يَخْلُفُه يَحْمَرُّ كأَنه البُسرُ ويَنْضَجُ ويَحْلُو كأَنّه رُطَبٌ ويُعْرَفُ بالشّامِ بصُرمِ الدِّيكِ والواحِدَةُ دَلِيكَة أَو هُوَ الوَرْدُ الجَبَلِي كأَنَّه البُسرُ كِبَراً وحُمْرَةً وكالرُّطَبِ حَلاوَةً ولَذّة يُتَهادَى بِه باليَمَنِ قال الأزهري : هكذا سَمِعْتُه من أَعرابي من أَهْلِ اليَمَنِ قال : ويَنْبُتُ عِنْدنا غِياضاً . ومن المَجاز : رَجُلٌ دَلِيكٌ : حَنِيكٌ قد مارَسَ الأُمُورَ وعَرَفَها دُلُكٌ كعُنُقٍ عن ابنِ الأعْرابِي . وتَدَلَّكَ به أي بالشّيءِ : إِذا تَخَلَّقَ به . والدَّلُوكُ كصَبُورٍ : ما يُتَدَلَّكُ بهِ البدن عند الاغْتِسالِ من طِيب أَو غيرِه من الغَسُولاتِ كالعَدَسِ والأُشْنانِ كالسَّحُورِ لما يُتَسَحَّرُ بهِ والفَطُورِ لما يُفْطَرُ عليه وفي الحديث : كَتَبَ عُمَرُ إِلى خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رضي اللَّهُ عنهما : بَلَغَني أَنَّكَ دَخَلْتَ الحَمّامَ بالشّامِ وأَنّ من بِها مِنَ الأَعاجِمِ أَعَدُّوا لَكَ دَلُوكاً عُجِنَ بخَمرٍ وِإنِّي أَظُنكُم آلَ المُغِيرَةِ ذَرءَ النّارِ . ويُطْلَقُ الدَّلُوكُ أَيضاً على النُّورَةِ ؛ لأنه يُدلكُ به الجَسَدُ في الحَمّام كما في الأَساسِ . والدّلاكَةُ كثمامَةٍ : ما حُلِبَ قَبل الفِيقَةِ الأولَى وقَبلَ أَن تَجْتَمِعَ الفِيقَةُ الثّانِيَةُومن المَجازِ : فَرَسٌ مَدْلُوكٌ : أي مَدْكُوكٌ وهي التي لا إِشرافَ لحَجَبتِها كأنها دُلِكَتْ فهي مَلْساءُ مُستَوِيَة ومنه قَوْلُ أَعرابِي يَصِفُ فرَساً : المَدْلُوك الحَجَبَة الضَّخْم الأَرْنَبَة ويُقالُ : فَرَس مَدْلُوكُ الحَرقَفَةِ : إِذا كانَ مُستَوِياً . ومن المَجاز : رَجُلٌ مَدْلُوكٌ : أُلِحَّ عَلَيه في المَسأَلَةِ عن ابنِ الأَعرابِيَ . ومن المَجازِ : بَعِيرٌ مَدْلُوكٌ : دُلِكَ بالأَسْفارِ وِكُدَّ كما في العُبابِ وفي اللِّسانِ والأساسِ : عاوَدَ الأسفارَ ومَرَنَ عليها وقد دَلَكَتْه الأسْفارُ قالَ الراجِزُ :
" على عَلاواك عَلَى مَدْلُوكِ
" على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهُوكِ أَو المَدْلُوكُ : الذي في رُكْبَتَيه دَلَكٌ مُحَرَّكَةً : أي رَخاوَةٌ وذلك أَخف من الطَّرَقِ نقله الصاغاني . ومن المَجازِ : دَالَكَه أي الغَرِيمَ مُدَالَكَةً : ماطَلَه وكذلك داعَكَه وسُئلَ الحَسَنُ البَصْرِيّ : أَيُدالِكُ الرَّجُلُ امْرَأَتَه ؟ فقال : نَعَم إِذا كانَ مُلْفَجاً قال أَبو عُبَيدٍ : يعني يخاطِلُ بالمَهْرِ وكلُّ مُماطِلٍ فهو مُدالِكٌ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الدّلَكَةُ كهُمَزَةٍ : دُوَيْبَّةٌ ولا أَحُقُّها
ودَلُوكٌ كصَبورٍ : بحَلَبَ وفيه أُسِرَ أَبو العَشائِرِ الحَسَنُ بنُ علي التَّغْلِبِيُ الأَمِيرُ الفارِس حينَ كَبَسَتْهُ عَسكَرُ الإِخْشِيدِيَّةِ مع يانَسَ المُؤْنِسِي كذا في تارِيخ حَلَبَ لابنِ العَدِيمِ . والدَّواليكُ بفتح اللاّمِ : تَحفزٌ في المَشْيِ وتَحَيّكٌ عن ابنِ عَبّادٍ كالدَّآلِيكِ وهذه بكَسرِ اللاّمِ قال :
" يَمْشِي الدَّوالَيكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ
" كأَنَّه يَطْلبُ شَأْوَ البَروَكَهْ قلتُ : هكذا أَنْشَدَه ابنُ بُزُرْجَ وقد تَقَدّم في ب ر ك وفي ب ن ك . والدُّؤْلُوكُ : الأَمْرُ العَظِيمُ يُقال : تَرَكْتُهُم في دؤْلُوكٍ دآلِيكُ أَيْضاً عن ابنِ عَبّاد أيْضاً . قال ابنُ فارِسٍ في المَقايِيسِ في هذا التَّركِيبِ : إِنّ لِلَّهِ في كُلِّ شَيءٍ سِراً ولَطِيفَةً وقد تَأَمَّلْتُ في هذا الباب - يعني بابَ الدّالِ مع اللاَّمِ - من أَوّلِه إِلى آخِرِه فلا تَرَى الدّالَ مُؤْتَلِفَةً مع اللاَّمِ بحرفٍ ثالِث إِلاّ وَهي تَدُل على حَرَكَةٍ ومَجِيءٍ وذَهابٍ وزَوال من مَكانٍ إِلى مَكانٍ
ومما يستدرك عليه : دَلَكْتُ السُّنْبُلَ حتَّى انْفَرَكَ قِشْرُه عن حَبهِ . والمَدْلُوكُ : المَصْقُول . ودَلَكَ الثّوْبَ : ماصَهُ ليَغْسِلَه . وقال ابنُ الأَعرابِي : الدُّلُكُ بضَمَّتَينِ : عُقَلاءُ الرجالِ . وتَدَلَّكَ الرَجُلُ : في دلك جَسَدَه عندَ الاغْتِسالِ نَقَلَه الجَوهَرِي . ودَلَكَت المَرأَةُ العَجِينَ . والدَّلاَّكُ : من يَدْلُكُ الجَسَدَ في الحَمّامِ . ويُقالُ للحَيس : الدَّلِيكَةُ كما في الأَساسِ . والدَّلَك محرَكَةً : اسمُ وَقْتِ غُروبِ الشَّمْسِ أَو زوالِها يُقال : أَتَيتُكَ عندَ الدَّلَكِ أي بالعَشِي قال رُؤْبَةُ :
" تَبَلُّجَ الزَّهْراءِ في جِنْحِ الدَّلَكْ ودَلَكَت الشّمْسُ : ارْتَفَعَتْ عن نَوادِرِ الأَعْرابِ وقد تَقَدّم . ودُلِكَت الأَرْضُ كعُنِيَ : أُكِلَتْ فهي مَدْلُوكَةٌ عن ابنِ الأَعرابِي . ودَلَكَ الرَّجُلَ حَقَّه : مَطَلَه . وقال الفَرّاءُ : المُدالِكُ : الذي لا يَرفَعُ نَفْسَه عن دَنيّةٍ . والمُدْلِكُ : المَطُولُ
والمُدالَكَةُ : المُصابَرَةُ وقِيل : الإِلْحاحُ في التَّقاضِي . وقالَ أَبو عَمرو : التَّدْلِيكُ من قَوْلِهم دَلَّكَها : إِذا غَذّاهاودلوكة بنت فلان : كانَتْ حَكِيمَةً مُدَبِّرَةً جاءَ ذِكْرُها في بِناءِ الأَهرامِ فانْظره . ( تاج العروس ) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

تنبيه :

الدَّلُوكُ ـ بفتح الدال ـ : ما يُدَلَّك به الإنسانُ من طِيبٍ وغيره , ما يُتَدَلَّكُ به من طيبٍ أو معجون أو صابون أو دواء وغيرها .

دلَك الجَسَدَ : دعَكه وعركَه وفرَكه وحكه .

والتدليك، هو أن تتحرك يده من مكان لمكان

والعصر هو العرك والفرك والحك والضغط .

أي أن العصر قد يكون بمعنى الدَّلوك بفتح الدال , ومن ثم فقد يعني وقت العصر وقت دلوك الشمس .

ولكني لا أعتمد على هذا لعدة أسباب :

السبب الأول : أن الله لم يسم صلاة العشاء بصلاة العصر , بل صلاة العصر من ابتداع الأثريين .

السبب الثاني : أن بعض اللغويين قد جعل وقت العصر قبل وقت العشي ووقت الأصيل , وأنا أخطئه في التفرقة بين الأصيل والعشي ولكنه قد يكون مصيباً في وقت العصر .

السبب الثالث : أن الدلوك في القرآن بضم الدال وليس بفتحها .

ـــــــــــــــــــــ

والخلاصة :

إن الدلوك هو الزوال , والغروب , والأفول , واصفرار الشمس وميلانها للغروب أو المغيب  .

وأنا أختار اصفرار الشمس وميلانها للغروب أو المغيب , فالدلوك عندي يكون بتماس الشمس مع الأفق .

وحتى لو اختار أحد معنى الزوال والغروب والأفول فسيكون المعنى عملية الزوال وعملية الغروب وعملية الأفول أي من بداية الزوال والغروب والأفول حتى نهايتهم , كي لا تتعارض الآيات .

وهذا موافق لما أقول فستكون صلاة العشاء بالغروب أي من بداية الغروب إلى انتهائه , مثل صلاة الفجر فهي بالإشراق أي من بداية الإشراق إلى انتهائه .

فعلى من اختار معنى الزوال والغروب والأفول أن يقول بذلك وألا يقول بأن المراد بالدلوك هو الظهيره , فدلوك الشمس ـ حسب المعاني التي رآها ـ يعني زوالها من الأفق وغيابها وغروبها وأفولها واستتارها .

وكلمة دلوك جاءت مطلقة ولم تقيد , لذا لا يجوز تقييدها , فلو قلنا دلكت الشمس فقد دلكت بالكلية عن الأفق , ولا يقصد دلكت من مكان إلى مكان في الأفق وأن الناظر ما زال يراها .

وكذلك كلمة زوال إذا جاءت مطلقة ولم تقيد فلا يجوز لأحد تقييدها , فإذا قلنا زال الشيء فقد زال وغاب عن النظر والحس بالكلية , وزال المرض أي رفعه الله تعالى وأصبح الإنسان سليماً معافى , وليس المراد انتقل من عضو إلى عضو آخر , ولو كان هذا هو المراد لوجب التقييد والتبيين .

وكذلك كلمة غاب إذا جاءت مطلقة , فلو قلنا غاب فلان , فهذا يعني أنه غير موجود للناظر ولا يعني أنه تحرك من مكانه عدة سنتيمترات وأن الناظر ما زال يراه .

وكذلك كلمة أفول واستتار واختفاء .

ومن ثم فدلوك الشمس تعني حينئذ زوالها عن الأفق وغروبها وغيابها واختفاءها واستتارها , ولا يقصد أنها تحركت من نصف السماء بضعة ملليمترات أو سنتميترات للناظر , ولو أراد أحد ذلك لكان عليه التقييد والتبيين .

ولكن لينتبه القارئ ثانية فالدلوك لا يعني انتهاء واكتمال الدلوك والزوال والغروب والأفول , بل يعني عملية الدلوك وعملية الزوال وعملية الغروب وعملية الأفول , أي من بداية الدلوك إلى نهايته , وهذا يكون من بداية التصاق الشمس بالأفق للغروب حتى اكتمال غروبها .


2 ـ معنى غسق الليل في اللسان العربي :

الغسق هو الانصباب والسيلان والبداية , ومن ثم فإن غَسَق الليل هو انصبابه وسيلانه وأوله وبدايته .

ومن فسر الغسق بالظلمة فقد أخطأ وتأثر بروايات وتحريفات الأثريين .


معنى غسق في المعاجم :

معنى غسق في مختار الصحاح :
غ س ق : الغَسَقُ أول ظلمة الليل وقد غَسَقَ الليل أظلم وبابه جلس و الغَاسِقُ الليل إذا غاب الشَّفقُ وقوله تعالى " ومن شر غاسق إذا وقب " قال الحسن هو الليل إذا دخل وقيل إنه القمر و الغَسَّاقُ البارد المُنتِن يُخفف ويُشدد وقُرئ بهما قوله تعالى " إلا حميما وغَسَّاقا" . ( مختار الصحاح ) .

معنى غسق في  الصحاح في اللغة : 
الغَسَقُ: أول ظلمة الليل. وقد غسَق الليل يَغْسِقُ، أي أظلم. والغاسقُ: الليلُ إذا غاب الشفق. وقوله تعالى: "ومن شرِّ غاسِقٍ إذا وَقَبَ" قال الحسن: الليل إذا دخل، ويقال إنه القمر. وغَسَقَتْ عينه غَسْقاً: أظلمت. وغَسَقَ الجرح غَسَقاناً، إذا سال منه ماء أصفر. وأغْسَقَ المؤذن، أي أخَّر المغرب إلى غَسَقِ الليل. والغَسَّاقُ: البارد المَنْتِنُ، يخفف ويشدد . ( الصحاح في اللغة ) .

معنى غَسَقَ في المعجم الوسيط :
 الليلُ ـِ غَسْقاً، وغُسُوقاً، وغَسَقاناً: أظلم. وـ القمرُ: أظلم بالخسوف. وـ عينه: سال دمعها. وـ السماءُ: أظلمت وأمطرت. وـ اللبنُ: انصبّ من الضرع. وـ الجرحُ: سال منه ماء أصفر.( أغْسَقَ ) الليلُ: غَسَق. وـ فلان: صار في الغَسَق. وـ المؤذِّن: أخَّر أذان المغرب إلى غسق الليل.( الغَاسِق ): اللَّيل إذا غاب الشفق واشتدّت ظلمته. وـ القمر إذا أظلم بالخسوف. وفي التنزيل العزيز: "ومن شرّ غاسق إذا وقب" . ( الغَسَاق ): ما يسيل من جلود أهل النار وصديدهم. وعليه قرئ: "إلا حميماً وغَسَاقاً" .( الغَسَّاق ): الغَسَاق. وفي التنزيل العزيز: "إلا حميماً وغسّاقاً" . ( الغَسَق ): ظلمة الليل. وفي التنزيل العزيز: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل" . وـ شيء مما يخالط الطعام والبُرّ من حبّ أسود . ( المعجم الوسيط ) .

معنى غسق في لسان العرب :
غَسَقَتْ عينه تَغْسِقُ غَسْقاً وغَسَقاناً دمعت وقيل انصبَّت وقيل أَظلمت والغَسَقان الانصباب وغَسَق اللبنُ غَسْقاً انصب من الضَّرْع وغَسَقت السماء تَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً انصبَّت وأَرَشَّتْ ومنه قول عمر رضي الله عنه حين غَسَق الليل على الظِّراب أي انصب الليل على الجبال وغَسَق الجرحُ غَسْقاً وغَسَقاناً أي سال منه ماء أَصفر وأَنشد شمر في الغاسق بمعنى السائل أَبْكِي لفَقْدِهُم بعَينٍ ثَرَّة تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق أي سائل وليس من الظلمة في شيء أَبو زيد غَسَقت العين تَغْسِق غَسْقاً وهو هَمَلان العين بالعَمَش والماء وغَسَق الليل يَغْسِق غَسْقاً وغَسَقاناً وأَغْسَقَ عن ثعلب انصبّ وأَظلم ومنه قول ابن الرُّقَيّات إن هذا الليل قد غَسَقا واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأَرَقا قال ومنه حديث عمر حين غَسق الليل على الظُِّراب وغَسَقُ الليل ظلمته وقيل أَول ظلمته وقيل غَسَقُه إذا غاب الشِّفَقُ وأَغسَقَ المؤذِّن أي أَخَّر المغرب إلى غَسَق الليل وفي حديث الربيع بن خثيم أنه قال لمؤذنه يوم الغيم أَغْسِقْ أَغْسِق أَي أَخِّر المغرب حتى يَغْسِق الليل وهو إظلامه لم نسمع ذلك في غير هذا الحديث وقال الفراء في قوله تعالى "إلى غَسَقِ الليل" هو أَول ظلمته الأخفش غَسَقُ الليل ظلمته وقوله تعالى "ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ" قيل الغاسِقُ هذا الليل إذا دخل في كل شيء وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه وقيل إذا خَسَفَ ابن قتيبة الغاسِقُ القمر سمي به لأنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم قال ثعلب وفي الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت أَخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لما طلع القمر ونظر إليه فقال هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره أي من شره إذا كُسِفَ وروي عن أَبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ قال الثُّرَيّا وقال الزجاج يعني به الليل وقيل لِلَّيل غاسِقٌ والله أعلم لأنه أَبرد من النهار والغاسِق البارد غيره غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين ابن شميل غَسَقُ الليل دخول أَوَّله يقال أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط ويعتكر ويسدّ المَناظرَ يغْسِقُ غَسْقاً وفي الحديث فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل وفي حديث أبي بكر أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح عليهما غنمه مُغْسِقاً وفي حديث عمر لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار والغاسِقُ الليل إذا غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ وروي عن الحسن أَنه قال الغاسِقُ أَول الليل والغَسَّاقُ كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة وقول أبي صخر الهذلي هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُهُ ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ قال السكري الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة والغَسَّاق ما يَغْسِقُ ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه وفي التنزيل هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ وقد قرأَه أَبو عمرو بالتخفيف وقرأَه الكسائي بالتشديد ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد الله وخففها الناس بعد واختار أَبو حاتم غَساق بتخفيف السين وقرأَ حفص وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة ومثله في عَمَّ يتساءلون وقرأَ الباقون وغَسَاقاً خفيفاً في السورتين وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ غَسّاق وبالتشديد وفسَّراه الزَّمْهَرِير وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا الغَساق بالتخفيف والتشديد ما يسيل من صَدِيد أَهل النار وغُسالتهم وقيل ما يسيل من دموعهم وقيل الغَسَاق والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم وقيل البارد فقط قال الفراء رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا مقدَّماً ومؤخراً والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه الفراء الغَسَق من قُماشِ الطَّعام ويقال في الطَّعام زَوَانٌ وزُوَانٌ وزُؤَانٌ بالهمز وفيه غَسَقٌ وغَفاً مقصور وكَعابِير ومُرَيْراء وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام . ( لسان العرب ) .

معنى غسق في تاج العروس :
الغَسَق مُحرَّكةً : ظُلْمَةُ أوّلِ اللّيْلِ . وقولُه تعالى : ( الى غسَقِ اللّيْلِ ) قال الفَرّاءُ : هو أولُ ظُلْمتِه . وقال ابنُ شُمَيْلٍ دخولُ أوّلِه وقيلَ : حينَ يُطَخْطِخُ بين العِشاءَيْنِ وذلك حينَ يعْتَكِرُ ويَسُدُّ المَناظِر . وقال الأخفَش : غسَقُ اللّيلِ : ظُلْمَتُه . وقال غيرُه : إذا غابَ الشَّفَق . والغَسَقُ : شَيْءٌ من قُماشِ الطّعامِ كالزُّؤانِ ونَحْوه . قال الفَرّاءُ : يُقالُ في الطّعام : زَوانٌ وزُوَانٌ وزُؤانٌ بالهَمْزِ وفيه غسَقٌ وغَفاً مقصور وكَعابِيرُ ومُرَيْراءُ وقَصَلٌ كلُّه من قُماشِ الطّعام . وغَسَقَت عينُه كضَرَبَ وسمِعَ تغْسِقُ غسْقاً بالفتح وغُسوقاً كقُعودٍ وغَسَقاناً مُحرّكةً : أظْلَمَت أو دَمَعَت أو انصَبّتْ وهو مَجازٌ . وغَسَق الجُرْحُ غَسْقاً وغَسَقاناً : سالَ منه ماءٌ أصْفَر . وأنشَد شَمِرٌ في الغاسِقِ بمعنَى السّائِلِ :
أبْكي لفَقْدِهِمُ بعَيْنٍ ثَرّةٍ ... تجْري مسارِبُها بعَيْنٍ غاسِقِ أي : سائلٍ وليس من الظُلْمَة في شَيْءٍ . وقال أبو زيْد : غسَقَتِ العيْنُ تغسِق غسْقاً وهو هَمَلان العَيْن بالعَمَشِ والماءِ . وغَسَقَت السّماءُ تغْسِقُ من حَدِّ ضَرَب غَسْقاً بالفَتْح وغَسَقاناً مُحركةً : انصبّتْ وأرَشَّت . وغَسَق اللّبَنُغَسْقاً : انْصَبّ من الضّرعِ . وغَسَقَ اللّيلُ من حَدّ ضرَب غَسْقاً بالفَتْح ويُحَرّك وغَسَقاناً بالتّحْريك وأغْسَقَ عن ثعْلَبٍ قال الزّمَخْشَريّ : هي لُغة بني تَميم ومثلُه : دَجا اللّيلُ وأدْجَى أي : انْصَبّ واشتدّتْ ظُلْمَتُه ومنه قولُ ابنِ قيْسِ الرُقَيّات :
إنّ هذا اللّيْلَ قد غَسَقا ... واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأرَقا
وفي حَديثِ عُمَر - رضيَ الله عنه - : حينَ غسَقَ اللّيلُ على الظِّرابِ أي : انْصَبّ على الجِبالِ الصِّغارِ وغَشّى عليها بظُلْمَته . والغَسَقانُ مُحَرَّكةً : الانْصِبابُ عن ثَعْلَبٍ . والغاسِقُ : القَمَر إذا كُسِفَ فاسْوَدّ وبه فُسِّرت الآية كما سيأتي . وقال ابنُ قُتَيبَة : سُمّي القَمرُ غاسِقاً لأنّه يُكسَفُ فيغْسِقُ أي : يذْهَبُ ضوْؤُه ويسْوَدُّ ويُظْلِم غسَق يغْسِقُ غُسوقاً : إذا أظْلَمَ . أو اللّيلُ المُظْلِم وذلك إذا غابَ الشّفَقُ . واختُلِفَ في قولِه تَعالى : ( ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب ) فقال الحسَن : أي اللّيلِ إذا دَخَل نقله الجَوْهَريُّ . زاد غيرُه : في كُلِّ شَيْءٍ . وروى عن الحسَن أيضاً أنّ الغاسِقَ أوّلُ اللّيْلِ . وقال الزّجّاج : يَعْني بالغاسِقِ اللّيْلَ . وقيلَ له ذلك لأنّه أبْرَدُ من النّهار . والغاسِقُ : البارِدُ . وقال الجوهريُّ . ويُقال : إنّه القَمَر . قال ثَعْلَبٌ : وفي الحديث : أنّ عائِشَة رضيَ الله عنها قالَتْ : أخذَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيَدي لمّا طَلَع القَمرُ ونظَر إليه فقال : هذا الغاسِق إذا وقَبَ فتعوّذي بالله من شرِّه أي : إذا كُسِفَ . أو معْناه الثُرَيّا إذا سَقَطتْ روى ذلِك عن أبي هُرَيرةَ رضيَ اللهُ عنه مرْفوعاً لكَثْرةِ الطّواعينِ والأسْقامِ عند سُقوطِها وارْتِفاعِها عند طُلوعِها لِما ورَد في الحَديث : إذا طلَعَ النّجمُ ارتَفَعت العاهاتُ . قال السُهَيْليُّ وابنُ العَرَبيِّ وقال الإمام تُرجُمان القُرآن الحَبْرُ ابن عبّاس رضيَ الله عنهما وجَماعةٌ من المُفسّرين : أي من شَرِّ الذَّكَرِ إذا قام وهو غَريبٌ وتقدّم للمصنف في و ق ب نقَله عن الإمام أبيحامدٍ الغَزاليّ وغيره كالإمام التّيفاشِيّ وجَماعة عن ابن عبّاس . ومجْموعُ ما ذُكِر هنا من الأقوال في الغاسِق ثَلاثةٌ : اللّيلُ والثُرَيّا والذَّكَر . وسَبَق له أوّلاً تفْسيرُه بمعنى القَمَر أيضاً كما أشَرْنا إليه وهو المَفْهوم من حديث السّيدةِ عائِشةَ رضي الله عنها . وقيلَ : الشّمسُ إذا غرَبتْ أو النّهار إذا دخَل في اللّيْلِ أو الأسْوَد من الحَيّاتِ . ووَقْبُه : ضَرْبُه أو انْقِلابُه أو إبْليس ووَقْبُه : وسْوَسَتُه نقَلَه ابنُ جُزَيّ عن السُّهَيْليّ فصار الجَميعُ ثمانيةَ أقوالٍ وقد سَردْناها في و ق ب فراجِعْه فإنّ المُصنِّفَ قد ذكَرَ بعضَ الأقْوال هُنا وأعْرَضَ عن بعض وذَكَر هُناك بعضَها وأعْرَضَ عن بعْضٍ مع تَكْرارِه في القَوْل الغَريبِ المَحْكيّ عن ابنِ عبّاس فتأمّل . والغُسوقُ بالضّمّ والإغْساقُ : الإظْلامُ وقد غسَقَ الليلُ غُسوقاً وأغسَقَ وهذا فيه تكرار غير أنّه لم يذْكُر في مصادرِ غسَق اللّيل الغُسوق وقد ذكَرَه الزّمخشريُّ وغيرُه . وأما الإغْساقُ فقد تقدّم عن ثَعْلب وأنه لُغة بَني تَميم . والغَسَاقُ كسَحاب وشَدّاد : ما يغسِقُ من جُلودِ أهلِ النارِ من الصَّديد والقَيْح أي : يَسيل ويَقْطُر . وقيل : من غُسالَتِهم . وقيلَ : من دُموعِهم . وفي التّنزيل : ( هذا فلْيَذوقُوهُ حَميمٌ وغَسّاقٌ ) . قرأَه أبو عَمْرو بالتّخْفيف وقرأَه الكِسائيُّ بالتّشْديد . ثقّلها يَحْيَى بن وَثّاب وعامّة أصحاب عبد الله وخفّفَها النّاسُ بعد . واخْتار أبو حاتمٍ التّخفيفَ . وقرأَ حفْصٌ وحَمْزَة والكِسائي . وغسّاق بالتّشديد ومِثلُه في ( عَمّ يتَساءَلونَ ) . وقرأ الباقون : وغَسَاقاً خَفيفاً في السّورَتيْن . ورُوِي عن ابنِ عبّاس وابنِ مسْعودٍ أنّهما قرآ بالتّشديدِ وفسّراه بالزمْهَريرِ . وقيل : إذا شدّدتَ السّينَ فالمُراد به ما يقْطُرُ من الصّديدِ وإذا خفّفْتَ فهو البارِدُ الشّديدُ البَرْدِ الذي يُحرِقُ من بَرْدِه كإحْراقِ الحَميم . وقال اللّيثُ : الغَساقُ : المُنْتِنُ ودَلّ على ذلك قولُ النّبي صلّى الله عليه وسلم : ( لو أنّ دَلْواً من غَساقٍ يُهْراق في الدُنْيا لأنْتَنَ أهلُ الدُنيا ) . وأغْسَقَ : إذا دخَل في الغَسَق أي : في أوّلِ الظُلْمة . ومنه حَديثُ عامر بنِ فُهَيرَة : فكان يروِّحُ بالغَنَم عليهما مُغْسِقاً أي : في الغارِ . وأغْسَقَ المؤذِّنُ : إذا أخّر المَغْرِبَ الى غسَقِ اللّيْل كأبْردَ بالظُهْر . وفي حديث الرّبيع بنِ خُثَيم أنّه قال لمؤذِّنه يوم الغَيْم : أغسِقْ أغسِقْ أي : أخِّر المَغْرِب حتّى يغسِق اللّيلُ وهوإظْلامه . وقال ابنُ الأثير : لم نسْمع ذلِك في غيْرِ هذا الحديث . ومما يُستَدرك عليه : الغاسِقُ : البارِدُ . والأسْود من الحيّات . وإبْليس . والغَسّاق كالغاسِق وكِلاهُما صِفَة غالبة . والغَسيقات : الشّديداتُ الحُمْرة وبه فسّر السُكَّريُّ قولَ أبي صخْر الهُذَلي : امه . وقال ابنُ الأثير : لم نسْمع ذلِك في غيْرِ هذا الحديث . ومما يُستَدرك عليه : الغاسِقُ : البارِدُ . والأسْود من الحيّات . وإبْليس . والغَسّاق كالغاسِق وكِلاهُما صِفَة غالبة . والغَسيقات : الشّديداتُ الحُمْرة وبه فسّر السُكَّريُّ قولَ أبي صخْر الهُذَلي :
هِجانٌ فلا في اللّونِ شامٌ يَشينُهُ ... ولا مَهَقٌ يغْشَى الغَسيقاتِ مُغرَبُ وقال صاحبُ المُفْرَداتِ في تفْسيرِ قولِه تعالى : " ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب " عبارة عن النائِبَة باللّيلِ كالطّارِق . ويُزاد هذا على ما ذُكِر فتَصيرُ الوجوهُ تِسْعة . ( تاج العروس ) .

ثالثاً : المعنى عند الفرق الضالة :

1 ـ معنى دلوك الشمس عند الفرق الضالة :

لقد علم الأثريون أن كلمة "دلوك" تناقض مذاهبهم , ولكنهم أصروا على التحريف , حتى لا يعارضوا آثارهم .

جاء في كتاب بحار الانوار عند الشيعة : ( وأصل الدلوك هو الغروب كما في غير واحد من معاجم اللغة وأصل الدلوك المسح يقال ذلك الشيء بيده دلكا : مسحه وفركه وغمزه ، والمراد بدلوك الشمس مسحها وغمزها بالأفق كأنها تفرك به ، ولعل من فسره بالزوال ، أراد زوال الشمس من الأفق ، وإلا فالزوال بمعنى ميل الشمس عن سمت الرأس المختبر ذلك بزوال فيء الشاخص ، فهو اصطلاح خاص من عرف خاص ، لم يكن ليعرفه العامة : ولا لهم مع الزوال بهذا المعنى شأن وحاجة حتى يتداولوه بينهم ويلهجوا به ، فلا وجه لحمل الآية على هذا المعنى أبدا ) . انتهى .

وبذلك يكون دلوك الشمس هو تماسها أو مسحها أو فركها أو غمزها للأفق عند الغروب وليس وقت الظهيرة , فلقد اهتدى الشيعة إلى المعنى الصحيح الموافق للقرآن واللسان العربي , ولكنهم ضلوا حينما نبذوا كتاب ربهم وراء ظهورهم وآمنوا بآثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين , فنسخوا صلوات الله المبينة في القرآن وجعلوها خمس صلوات , فهم يؤمنون بالصلوات الخمس مثل السنيين ولكنهم يختلفون مع السنيين في الوقت , لذا نرى الشيعة الآن يجمعون صلاة الظهر المبتدعة مع صلاة العصر المبتدعة .

أما السنيون فقد رأوا أن القول بهذا المعنى الموافق للسان العربي والموافق لبقية الآيات سيجعل المراد بهذا الوقت هو صلاة العشاء وهي الصلاة التي تصلى في وقت العشي أو الأصيل أو الآصال أو في الطرف الآخر للنهار , ومن ثم فلا يوجد صلاة ظهر أو مغرب أو عتمة , لذا حرفوا المعنى وضلوا وأضلوا وزعموا أن الدلوك هو انتقال الشمس من كبد السماء , وسموا هذا الوقت بالزوال , وهذا كله تحريف لمعاني القرآن واللسان العربي .

قالَ الأزهري : ( والقولُ عندي أَنَّ دُلُوكَ الشَّمسِ زَوالُها نِصْفَ النَّهارِ ؛ لتكونَ الآيةُ جامِعَةً للصَّلَواتِ الخَمْسِ وهو قولُه تَعالَى : " أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ " الآية والمَعْنَى واللَّهُ أَعلمُ : أَقِم الصّلاةَ يا مُحَمّدُ أي أَدِمْها من وَقْتِ زَوالِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللّيلِ فيَدْخُل فيها الأُولَى والعَصْرُ وصلاتَا غَسَق اللّيلِ وهما العِشاءان فهذه أَرْبَعُ صَلَواتٍ والخامِسَةُ قولُه : " وقُرآنَ الفَجْرِ " والمعنى : وأَقِم صلاةَ الفَجْرِ فهذه خَمْسُ صَلَواتٍ فَرَضَها اللَّهُ تعالَى على نَبِيهِ صلّى اللَّهُ عليه وسَلّمَ وعلى أُمَّتِه وِإذا جَعَلْتَ الدلُوكَ : الغُرُوب كانَ الأَمْر في هذه الآيةِ مَقْصُوراً على ثَلاثِ صَلَواتٍ فإِنْ قِيلَ : ما مَعْنَى الدُّلُوكُ في كلامِ العَرَبِ ؟ قيل : الدُّلُوكُ : الزَّوالُ ولذلك قِيلَ للشَّمْسِ إِذا زالَتْ نِصْفَ النَّهارِ : دالِكَةٌ وقِيلَ لها إِذا أَفَلَتْ : دالِكَةٌ ؛ لأَنَّها في الحالَتَيْنِ زائِلَةٌ ) . انتهى .

ولقد حرَّف الأزهري المعنى حتى يوافق الآثار , فحرف معنى قول الله "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ" حيث جعل دلوك الشمس هو انتقال الشمس من كبد السماء , كما حرف معنى قول الله "غَسَقِ اللَّيْلِ"  , فجعله المغرب والعتمة , ومن ثم يصير معنى "لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ" هو انتقال الشمس من كبد السماء إلى العتمة .

وهذا باطل , لأن المراد بدلوك الشمس هو زوالها من الأفق وغروبها وأفولها وغيابها , وليس انتقالها من كبد السماء .

والمراد بغسق الليل هو بداية الليل أو الوقت الذي يلي الغروب مباشرة , وليس المراد بغسق الليل العتمة أو شدة ظلام الليل .

والسؤال :

كيف يشتمل الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل على أربع صلوات وهي اثنتان بالنهار واثنتان بالليل ؟

إن الله يتكلم عن وقت لصلاة واحدة ولا يتكلم عن وقت لعدة صلوات أو عدة أوقات لعدة صلوات , ولماذا يجمع الله تلك الصلوات في وقت واحد ثم يفرد الفجر ويفرد التهجد ؟

لو كان المراد بالوقت من دلوك الشمس إلى غسق هو الوقت من الظهيرة إلى العتمة لكان وجب علينا البقاء في المساجد وقضاء هذا الوقت كله في صلاة أو في عدة صلوات , وهذا مخالف للقرآن الذي يجعل الصلاة في المسجد في الغدو والآصال , قال الله : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) " ( النور ) .

كما أنه مخالف لروايات الأثريين أنفسهم والتي تجعل الصلاة بعد صلاة العصر المبتدعة ممنوعة عندهم , وبالرغم من أن آثارهم التي تجعل الصلاة بعد عصرهم مكروهة هي بمثابة تحريف لوقت العشاء , حيث جعلوا وقت الصلاة وقت كراهة , إلا أن آثارهم حجة عليهم , لأنها تبين التناقض الذي عندهم .

وكيف يعني غسق الليل المغرب والعتمة في نفس الوقت ؟

إن المغرب في القرآن هو اسم مكان , ولو أردنا لحظات الغروب لقلنا وقت الغروب وليس المغرب , والسؤال : كيف يعني غسق الليل وقت الغروب والعتمة في نفس الوقت ؟

كيف يعني غسق الليل بداية الليل وشدة ظلام الليل في نفس الوقت ؟

وكيف يأمر الله في آية بالصلاة في بداية الليل والصلاة في شدة ظلام الليل ثم يأمر في الآية التي تليها بالصلاة في الليل ؟

ما هذا التكرار والركاكة ؟

أليس الزعم بهذا المعنى الباطل فيه اتهام لرب العالمين بركاكة الكلام وعدم بلاغته ؟

تعالى الله عما يصفون

وكيف يعني دلوك الشمس إلى غسق الليل : الظهر والعصر والمغرب والعتمة , وليس فيهم وقت من أطراف النهار ؟

هل الوقت الذي يلي الغروب مباشرة هو من طرفي النهار ؟ وهل الصلاة بعد الغروب مباشرة هي صلاة في طرفي النهار ؟ وهل وقت العتمة هو من طرفي النهار ؟ وهل صلاة العتمة هي صلاة في طرفي النهار ؟

وكيف توجد صلاة بعد الغروب مباشرة رغم أن صلاة العشاء تنتهي بغروب الشمس ؟ هل من الحكمة وجود صلاتين متتابعتين متلاصقتين ؟ هل من الحكمة وجود صلاة وقت إفطار الصائم ؟

وكيف نبدل اسم صلاة العشاء إلى صلاة العصر , ثم نحرف وقتها ونجعله قبل الغروب بعدة ساعات ؟

هل صلاة العصر المبتدعة تصلى في الطرف الآخر للنهار أو في العشي أو في الأصيل أو في الآصال كما أمر الله ؟

لقد اشتبه على الفرق الضالة الصلاة التي تصلى في الوقت من دلوك الشمس إلى غسق الليل , وجعلوها عدة صلوات .

والصواب أنه لو كانت الآية متشابهة أو مجملة لوجب ردها إلى المحكم والمبين , وليس إلى آثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين .

ولقد بينتُ ذلك سابقاً , في المعنى في القرآن .

وسنفترض أن دلوك الشمس في اللسان العربي يعني المسح والاصفرار والميل للغروب وكذلك يعني الزوال من الأفق أي الغروب والأفول وفي نفس الوقت يعني الانتقال من كبد السماء , فعندئذ تكون الآية من المتشابهات , ويجب علينا ردها إلى المحكمات لنعلم أي من هذه المعاني هو المراد ومن ثم نعبد الله على بصيرة ولا يشتبه علينا الأمر ولا نختلف .

وبرد الآية إلى بقية آيات الصلاة يتبين لنا أن دلوك الشمس هو زوالها من الأفق أي غروبها وأفولها وليس انتقالها من كبد السماء أو الظهيرة .

2 ـ معنى غسق الليل عند الفرق الضالة :

القول الأول : قال بعضهم أن الغسق هو بداية الليل وأوله , وقد أصاب في ذلك , ولكنه ضل عندما أصر على الخمس صلوات , حيث استند إلى آثار المجاهيل والمغفلين والمدلسين والوضاعين أو تفسيرات مخالفة للقرآن واللسان العربي .

القول الثاني : ورأى البعض الآخر أن القول الأول يتعارض مع الصلوات الخمس المبتدعة , لذا حرف وخالف القرآن واللسان العربي وزعم بأن غسق الليل هو شدة ظلمته , وهذا باطل لأن شدة ظلمة الليل هي معنى دجى الليل وليس غسق الليل .

وسنفترض أن غسق الليل يعني انصبابه وسيلانه وبدايته وأوله وفي نفس الوقت يعني شدة ظلامه , فهنا تكون الآية من المتشابهات ويجب علينا ردها إلى الآيات المحكمات لنعلم أي المعنيين هو المقصود , ومن ثم نعبد الله على بصيرة ولا يشتبه علينا الأمر ولا نختلف .

وبرد الآية إلى بقية آيات الصلاة يتبين لنا أن غسق الليل هو انصباب الليل وسيلانه وبدايته وأوله , وليس شدة ظلام الليل .

والخلاصة :

إن صلاة العشاء تصلى في وقت العشي أو الأصيل أو الطرف الآخر للنهار , وبالتحديد من وقت تماس الشمس بالأفق للغروب إلى بداية الليل , أي من ميل الشمس إلى الغروب حتى تمام غروبها أو تواريها بالحجاب  .

ومن قال بأن معنى دلوك الشمس هو ميلها وقت الظهيرة وأن غسق الليل هو شدة ظلمته , قد خالف بقية آيات الصلاة كما خالف اللسان العربي , فضلاً عن مخالفته لآثاره المتناقضة .

ــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين


هناك 25 تعليقًا:

  1. والله العظيم الفِتنة جاءت ووقعت

    ردحذف
    الردود
    1. ههههههههههههه
      الفتنة جاءت عندما آمن الناس بكتاب الله وحده واخلصوا دينهم لله وله وحده اسلموا
      ولم تأتي عندما نبذتم كتاب الله وكفرتم ببعض آياته وامنت بزخرف القول وحي شياطين الانس والجن وقدمتموه على كتاب الله

      ما تركتم شبهة من شبهات المشركين في القرآن الا واتبعتموهم عليها
      انا لله وانا اليه راجعون

      حذف
  2. يقول أخونا حسن عمر : ( والله العظيم الفِتنة جاءت ووقعت ) . انتهى .

    وأقول له : الفتنة جاءت حينما آمنت المقلدة بوساوس شياطين الإنس والجن ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم .

    ردحذف
  3. للأسف كعادة كل المجتهدين في موضوع الصلاة أنت تتناقض مع نفسك ومع القرآن..
    1-ترجح معنى الدلوك القائل أنه زوال الشمس عن الأفق..
    ثم تقول بنفس الوقت ان وقت (لدلوك) يعني بداية الشمس في الغروب وليس زوالها التام..!
    اي ان المعنى الذي رجحته للدلوك يقتضي مباشرة الصلاة لحظة اختفاء الشمس وليس عند ميلها للغروب..!

    2-يقول تعالى (وقبل غروبها) ويقول (وقبل الغروب)..
    مما يعني قطعا" انتهاء الصلاة بذلك الحد وليس ابتداءها..
    ثم تأتي للتتجاهل ذلك كله وتتبع تفسير لآية يوحي لك أن الصلاة تبدأ حين يبدأ الغروب وتنتهي بعد رحيل الضوء..!

    اخي الكريم عليك ان تشغل السطور التي تكتبها بالتطرق لجميع الآيات المتعلقة بالموضوع وتربط بينها بمنطقية بدلا" من إشغال نفسك والقارئ بالهجوم على المحرفين والتفنن في تحطيمهم والسخرية منهم دون ان تضيف شيئا" ملموسا" للقارئ فتلك مهنة سهلة قد سبقك لها الكثير.

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف

  5. يقول أخونا haca0023 : ( للأسف كعادة كل المجتهدين في موضوع الصلاة أنت تتناقض مع نفسك ومع القرآن.. 1-ترجح معنى الدلوك القائل أنه زوال الشمس عن الأفق.. ثم تقول بنفس الوقت ان وقت (لدلوك) يعني بداية الشمس في الغروب وليس زوالها التام..! اي ان المعنى الذي رجحته للدلوك يقتضي مباشرة الصلاة لحظة اختفاء الشمس وليس عند ميلها للغروب..! 2-يقول تعالى (وقبل غروبها) ويقول (وقبل الغروب).. مما يعني قطعا" انتهاء الصلاة بذلك الحد وليس ابتداءها.. ثم تأتي للتتجاهل ذلك كله وتتبع تفسير لآية يوحي لك أن الصلاة تبدأ حين يبدأ الغروب وتنتهي بعد رحيل الضوء..! اخي الكريم عليك ان تشغل السطور التي تكتبها بالتطرق لجميع الآيات المتعلقة بالموضوع وتربط بينها بمنطقية بدلا" من إشغال نفسك والقارئ بالهجوم على المحرفين والتفنن في تحطيمهم والسخرية منهم دون ان تضيف شيئا" ملموسا" للقارئ فتلك مهنة سهلة قد سبقك لها الكثير. ) . انتهى .

    وأقول له : أخي السلام عليك

    أولاً : أنا لم أقل أن الدلوك معناه اكتمال الزوال أو انتهاء الغروب .

    الدلوك هو الزوال أي عملية الزوال أو عملية الغروب أو اصفرار الشمس للغروب , وهو عندي إلى الآن التصاق الشمس بالأفق للغروب .

    أي أن صلاة العشاء تبدأ من تماس الشمس بالأفق حتى انتهاء غروبها .

    ثانياً : أنا لم أقل أن صلاة العشاء تبدأ بعد غروب الشمس , بل تنتهي بغروب الشمس .

    ثالثاً : لقد عدلتُ الفصل وبينتُ الأمر أكثر حتى لا يشتبه على أحد .

    بارك الله فيك

    ردحذف
  6. السلام عليك
    جزال الله خيرا
    قال الله سبحانه و تعالى " أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) "
    هل الخطاب هنا موجه الى الرسول محمد عليه الصلاة و السلام فقط بهدف نشر القرآن للناس .
    فهل يكون الخطاب مستمر لنا ملزم لنا للصلاة .
    لأن الله سبحانه و تعالى عندما فرض علينا الصيام قال سبحانه و تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ... فكان الخطاب لنا .
    و شكرا

    ردحذف
    الردود
    1. وجزاك الله خيري الدنيا والآخرة
      معذرة على التأخير
      ولقد أمرنا الله جميعاً بإقامة الصلاة , فمتى نقيمها ؟

      حذف
  7. جزاك الله خيرا في الدارين , شغلتني هذه القضيه جدا وعند تدبري للقرآن ورجوعي لمعاجم اللغه العربية , ورد الايات التي جعلوها متشابهه كما فعلت الى المفصل تبين لي و توصلت الى ما ذكرته حضرتك تماما , و بعد قراءتي لمنشورك وقد وصلت اليه قدرا اثناء تكرار البحث , فقد ازداد يقيني بفضل الله انه ليس فهمي وحدي لكتاب الله ولست بدعا من المتدبرين , والله اعلم بمن ضل و من اهتدى فهو سبحانه يهدي من يشاء و يضل من يشاء وهو بكل شيء عليم ولا يظلم ربنا أحدا ,
    وبقيت قضايا أخرى وهي
    1* لا اسمي الاغتسال للصلاة وضوء فليس هناك حدث أكبر و أصغر , بل أفعل كما جاء في اية الاغتسال للصلاة غسل الوجه واليدين الى المرفقين ومسح الرأس وجواز غسل او مسح الأرجل الى الكعبين لجواز القراءة بالفتح والكسر لأرجلكم , و قد عددت الاية اسباب الغسل وكان منها ملامسة النساء , اذ جاء في سورة النساء الامر بالاغتسال ولم يبين كيفية الاغتسال , ثم في سورة المائدة التي تليها بين كيفية الاغتسال كما ذكرته آنفا , وعدد فيها نفس الاسباب السابقه , وبين أن الجنابة تطلب التطهر فالجنابة ليست بمعنى الملامسة انما الملامسة من الجس وهي كنايه للاتيان بين الزوجين , أم الجنابة فمن التصاق الشيء الغريب لك فوجب التطهر منه كمن يأتي من العمل وغيره لذلك ذكر مع الجنابة التطهر فقط في اية كيفية الاغتسال وفرق بينها وبين الملامسة , وانما استثناه لو كان عابر سبيل , فكيف يكون عابر السبيل كان في علاقة مع امرأته, الا لو كان في عمل بعيد كتجارة أو رعي أو غيره, وأترك الموضوع لحضرتك لمراجعة وليس فيه الا آيتين
    القضيه الثانية , كلمة كتابا موقوتا تعني ان الصلاة موقوته وليست معدوده فالقصر يكون من وقتها وليس من عددها كما يفعل التراثيون , وكيفية الصلاة واضحه في القرآن قيام بتلاوة القرآن بصوت معتدل لا جهورا و لا تخافت قانتا خاشعا ثم الخر راكعا ساجدا وهذا توصيف دقيق لكيفية السجود فالركوع يكون على الركبة واليدين ويكتمل السجود بوضع الوجه على الارض الجبهة والانف مع التسبيح والاستغفار والدعاء في نفسه تضرعا و خشوعا , ولا تكبير ولا تسليم ولا تحيات ولا اي شيء , ركعه واحده بسجده واحده , وان عدد المثلي الركعات فلا ارى فيها شيء والله اعلم
    منتظر تعقيب حضرتك و توجيهك ونقدك البناء ان شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. جزاك الله خيري الدنيا والآخرة
      معذرة على التأخير
      أولاً : لا توجد قراءات .
      ثانياً : انظر : رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عبادة , فصل : ما معنى "جنباً" ؟
      https://mohammedelmadany5.blogspot.com/2016/01/blog-post.html

      ثالثاً : انظر : رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده , فصل : كيفية الصلاة , العشرون : الصلاة موقوتة وليست معدودة :
      https://mohammedelmadany5.blogspot.com/2015/03/blog-post_28.html
      رابعاً انظر : رسالة بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده , فصل : معنى الركوع
      https://mohammedelmadany5.blogspot.com/2015/09/blog-post_46.html
      وفصل : معنى السجود
      https://mohammedelmadany5.blogspot.com/2015/09/blog-post_6.html
      وفصل : معنى الخرور
      https://mohammedelmadany5.blogspot.com/2015/09/blog-post.html
      وفصل : : ما عدد ركعات الصلاة ؟
      https://mohammedelmadany5.blogspot.com/2015/09/blog-post_14.html

      حذف
  8. ت ـ قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " [طه : 130]
    كيف يكون طرفي النهار او اطراف النهار هما قبل لوع الشمس وقبل الغروب , ثم يذكر في نفس الايه اطراف النهار بعد قوله تعالى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها؟؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. انظر : منتدى العقلانيين العرب , ما معنى هذه الآيات عند القرآنيين ؟

      https://www.arab-rationalists.net/forums/showthread.php?t=11961

      ومما كتبته على هذا الموقع ما يلي :
      أدعو الإخوة القرآنيين أو أهل القرآن لعلهم يفهمون كلامي , أما الإخوة الأثريين فالمسألة عندهم محسومة في أثر ابن صعصعة فقد نسخوا به كلام الله .

      وليعلم كل عاقل أنه لا يوجد تكرار في القرآن , فلا يزعم أحد أن التسبيح بحمد الرب هو نفسه التسبيح المذكور في الآيات , أو أن قبل طلوع الشمس هو الطرف الأول للنهار , أو أن قبل غروب الشمس هو الطرف الآخر للنهار .

      إن التسبيح بحمد الرب صورة من صور التسبيح , فالله أمرنا بالتسبيح بحمده في وقتين , بينما أمرنا بالتسبيح في ثلاثة أوقات , وقد بينتُ قبل ذلك أن المراد بالتسبيح في هذه الآيات هو الصلاة , أي أن الله أمرنا بالصلاة في ثلاثة أوقات .

      وأكرر

      قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " ( طه : 130 ) .

      وقال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) " ( ق ) .

      وقال الله : " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49) " ( الطور ) .

      هذه الآيات في مواقيت الصلاة بدليل قول الله : " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " [هود : 114] .

      أي أن طرفي النهار وقت للصلاة .

      وقد قال الله : " فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى " ( طه : 130 ) .

      أي أن أطراف النهار وقت للتسبيح , ومن ثم فالتسبيح المذكور هو صلاة , وأن أطراف النهار المراد بها طرفا النهار , ولا يجوز لمقلد أن يزعم أن للنهار أكثر من طرفين إذا كان يؤمن برد المتشابه والمجمل إلى المحكم والمبين , وإذا كان يؤمن بكل الكتاب , وإذا كان عنده عقل , إذ كيف يعقل أن يكون للنهار أكثر من طرفين ؟ كيف يكون وقت الظهيرة أو وقت العصر طرفاً للنهار ؟ هل الظهيرة طرف للنهار أم وسط النهار ؟ هل يطلق العرب كلمة طرف على الوسط ؟

      ومن المعلوم أن أقل الجمع عند العرب اثنان , فكلمة أطراف تعني المثنى أو الجمع وآية هود بينت أن المراد بها هو المثنى .

      وبمجموع الآيات السابقة يتبين لنا أن التسبيح صلاة وأن أطراف النهار هي طرفا النهار وهي إدبار السجود وهي إدبار النجوم .

      وأن التسبيح بحمد الرب هو ذكر قبل الصلاة , كما يوجد ذكر بعد الصلاة , قال الله : " فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا " [النساء : 103] , وقال الله : " فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [الجمعة : 10]

      ومن عنده اعتراض على هذا الفهم فليتفضل مشكوراً .

      تنبيه : أقول "إدبار السجود " وليس "أدبار" فقراءة "أدبار" أراها خاطئة وسأبين ذلك إن شاء الله .

      الخلاصة :

      1 ـ هذه الآيات في مواقيت الصلاة , وستبين خطأ القرآنيين والسنيين والشيعة وكل الفرق في أوقات الصلاة .

      2 ـ أن المراد بحين تقوم هو قبل طلوع الشمس وقبل غروبها .

      3 ـ أطراف النهار هي طرفا النهار وهي إدبار السجود وهي إدبار النجوم .

      4 ـ أن التسبيح بحمد الرب المذكور في الآيات هو ذكر قبل الصلاة .

      5 ـ أن التسبيح المذكور في الآيات هو الصلاة .

      حذف
  9. هذا كلام لابن عاشور في اطراف النهار
    وقوله وأطراف النهار } بالنصب عطف على قوله { قبل طلوع الشمس } ، وطرف الشيء منتهاه . قيل : المراد أول النهار وآخره ، وهما وقتا الصبح والمغرب ، فيكون من عطف البعض على الكل للاهتمام بالبعض ، كقوله { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } [ البقرة : 238 ]

    ردحذف
  10. وعلى التفسيرين فللنهار طرفان لا أطراف ، كما قال تعالى : { وأقم الصلاة طرفي النهار فالجمع في قوله وأطراف النهار } من إطلاق اسم الجمع على المثنى ، وهو متسع فيه في العربية عند أمن اللبس ، كقوله تعالى : { فقد صغت قلوبكما } [ التحريم : 4 ]

    ردحذف
  11. الدلوك من الدلك
    دلك شيء ليخرج من آخر
    دلك الفميص ليُخرج منه الوسخ
    دلك الحبة لتحرج من قشرتها
    يدلك موضع الالم ليخرج منه الالم
    تدلك الشمس في جهة المغرب ليخرج النهار من الليل
    فيكون كلامك في معنى الدلوك صحيح والله اعلم

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك وزادك علماً

      حذف
    2. الاسئلة بتاعتي دي قديمه , كنت لسه ببحث
      انت جيت ترد متأخر يا حبيب اخوك
      استمر بارك الله فيك , منشورات قيمه
      حتى وان أخطأت في شيء فان الله لا يؤاخذ الناس بما أخطأوا به ولكن ما تعمدت قلوبهم
      فأخلص في النية وفي الاتباع , وربنا يوفقك لكل خير يا رب

      حذف
  12. السلام عليكم بارك الله فيكم على هذا الاجتهاد و اود ان اسال هل يجب قضاء الصلاه التي لم نتدركها في وقتها؟ ان كان الجواب نعم فمتى؟
    وجزاكم الله كل خير.

    ردحذف
  13. يا جماعة الخير .. والله كل كلامكم واستنباطكم يلامس العقل زيستقر بالفؤاد .. ارجو منكم تعليمنا كيف تكون الصلاة بالضبط .. بمعنى هل اصلي ثلاث ركعات .. او اواصل الصلاة حتى تغيب الشمس .. اي ركعة تتبعها ركعة حتى تغيب الشمس .. ام ان هناك عدد ركعات معينة لاقامة الصلاة .. وايضا افيدونا متى تكون الصلاة الوسطى .. فمن خلال قرات الصلاة الوسطى يتضح ان هناك ثلاث صلوات .. افيدونا جزاكم الله خير

    ردحذف
  14. سلام عليكم. أرجو التمييز بين اليل و الليل. وقت اليل هو عندما يكون ظل كل شي مثله يعني بحلول أذان العصر يخرج وقت اليل و يخرج وقت الصلاة ، و يفطر الصائم . ثلث اليل اي طول الظل ثلث حجم الشي. ثلثا اليل ثلثا حجم الشي.
    أما بالنسبة للنهار ، فعندما يكون القمر منيرا فيكون للأشياء ظلا فيعتبر ذلك نهارا. و ذلك قول هو تعالى : يغشي اليل النهار.
    بالتوفيق.

    ردحذف
  15. رد على كلام الأخ العزيز هيثم المحترم.
    طرفي النهار مقصود بها على الإطلاق أن للنهار طرفين فقط.
    أما مقصود أطراف النهار فحسب الموقع أو المكان. فكل بقعه على الأرض لها طرفي نهار تختلف عن التي قبلها أو بعدها. فمثلا طرفي النهار لمدينة الرياض غير طرفي النهار لجده أو القاهره أو عمان...الخ. ففي هذه الحالة تصبح أطراف النهار.
    وهنا الخطاب للتسبيح بحمد ربنا عز وجل أطراف النهار حسب الموقع الذي نكون فيه أو نذهب إليه.
    والله أعلم.

    ردحذف
  16. أقول أن للنهار طرفين فقط بشكل عام.
    ولكن هناك أطراف متعدده حسب المكان.
    فلكل مكان على الأرض طرفي نهار مختلف عن طرفي النهار لمكان آخر.
    ولذلك أرى أنه لا تعارض بين الآيات.
    والله أعلم

    ردحذف
  17. اقم الصلاة طرفي النهار اي اول واخره ومن الليل اي من اول الليل الى اخره
    وهذا معتاه ثلاث صلوات واحدة الفجر الطرف الاول والمغرب الطرف اثاني والعشاء من الليل الثالثة

    ردحذف