السبت، 7 فبراير 2015

لدليل الرابع : القياس

رسالة : بيان الصلاة التي أمر الله بها عباده

باب : الأدلة على الصلوات الصحيحة

الدليل الرابع : القياس

كتب : محمد الأنور آل كيال

1 ـ القياس على صلاة الأنبياء والصالحين من قبلنا :

وهذا القياس هو شرع من قبلنا كما مر .

2 ـ القياس على صلاة كل الخلق :

قال الله : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " [الرعد : 15] .

وقال الله : " فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42) " ( النور ) .

الآية رقم 41 لا تبين وقت صلاة كل الخلق ولكن الآية رقم 15 من سورة الرعد المذكورة سابقاً تبين أن الصلاة تكون بالغدو والآصال , أي أن الله تعالى قد أمر كل الخلق ومنهم الإنسان بالصلاة في الغدو والآصال كما سبق .

والسؤال : هل علم الله تعالى كل الخلق صلاتهم وتسبيحهم وبين الأمر لهم بينما لم يبينه لنا ؟

لا , بل هو مبين في آيات كثيرة ولكن المحرفين يصرون على الكفر بها والإيمان بالجبت والطاغوت .

قال الله : " الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2)" ( الرحمن ) .

وقال الله : " فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ " [الأنبياء : 79] .

والآية السابقة لا تبين وقت التسبيح ولكنه مبين في الآيتين التاليتين :

قال تعالى : " اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) " . ( ص ) .

فمن كفر بآيات الصلاة التي تأمره بالصلاة بالغدو والآصال , فقد شذ عن جميع الخلق .

3 ـ قياس الصلاة على الوضوء :

إن من يؤمنون أن الآثار تأتي لاغية ـ ناسخة ـ للقرآن أو مكملة لنقصانه المزعوم عندهم , لم يجرؤوا على إلغاء آية الطهارة في سورة المائدة , وهي قول الله : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " [المائدة : 6] .

ولقد بين الله أربعة فروض للوضوء فقط ولم يذكر المضمضة أو الاستنشاق أو مسح الأذنين .

ولم يجرؤ أحد منهم على القول بأن أثر الوضوء لاغ ( ناسخ ) للآية السابقة , بل قالوا أن ما ذكر في الآية هو فروض الوضوء وأن الزيادات التي جاءت في الأثر هي من قبيل سنن الوضوء ( النوافل ) .

كذلك أدعو هؤلاء إلى قياس الصلاة على الوضوء , برغم بطلان الآثار التي يستدلون بها , لكني أدعوهم إلى جعل الصلوات الزائدة التي لم ترد في القرآن من قبيل النوافل .

فإذا اعترضوا قلنا لهم فلماذا التفرقة بين الوضوء والصلاة ؟

هل عندكم من دليل على تلك القاعدة الباطلة ؟

4 ـ قياس الصلاة على الصيام :

لقد فرض الله صيام شهر رمضان فقط , قال الله : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " [البقرة : 185] .

ولم يجرؤ دعاة الإلغاء أن يزعموا إلغاء الآية السابقة بأي أثر يفيد صيام النبي في غير رمضان , بل قالوا أن الآية محكمة غير منسوخة وأن صيام النبي أكثر من رمضان هو من قبيل النوافل .

كذلك أدعوهم لقياس الصلاة على الصيام , والعمل بفهمهم هذا في أمر الصلاة أيضاً, فأي أثر عندهم يفيد أن النبي قد صلى فوق الصلاتين فهو من قبيل النوافل , فإن أبوا قلنا لهم : لماذا تفرقون بين الصلاة والصيام ؟ ولماذا تؤمنون بالقياس في مسائل وتكفرون به في مسائل أخرى ؟ ولماذا تتجرأون على القرآن في بعض المسائل فتزعمون إلغاءها بينما تخافون وتتوقفون في مسائل أخرى ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق